استيقظت ... في مكان مجهول لم أألفه ... رأيت أمامي وجوها لم أرها من قبل.... وأنا؟؟ أين أنا؟؟
بل لماذا نمت على هذه الأريكة وفي هذا المكان المجهول؟؟؟
توجه إلي رجل مسن .. علامات القلق تملىء نبرات وجهه.. وقال " يا ابنتي من أين أنتِ؟؟ "
نظرت إليه ودارت في نفسي الحيرة " من أين أنا؟؟ "
حاولت أن أقول له " لا أعرف " لكني لم أستطع أن أنطق ببنت شفه....صمت للحظات والكل موجه نظره إلي ..
أما أنا ..لم أفهم بالذي يدور من حولي...
قال أحدهم.. " يبدو أنها بكماء لا تتكلم؟؟؟ "
وقال آخر.." لم لا نعطيها قلم و ورقة لتكتب فيها ؟؟؟ "
هز الجميع رؤوسهم إيماءةً لموافقتهم بإقتراحه.....
أحضروا لي ورقة و قلم ووضعوهما في يداي, وقالوا " هيا هاتي ما عندكِ؟ "
نظرت للذي بيداي وقلت في نفسي " ما هذا الذي بيدي ؟ ماذا يريدون مني أن أفعل؟؟ "
نظرت إليهم جاهلة بالأشياء التي تلمسها يداي ..وأي يدان وقد لفتهما شرائط بيضاء عديدة؟؟؟
قال المسن.." لا فائدة .... يبدو أنها فاقدة للذاكره فذلك الجرح كفيل لتفقد ذاكرتها..."
توجهت نظرات الجميع إلي .... وأي نظرات كانت.... نظرات الإشفاق والحزن علي.....
ثم خرجوا من الغرفة واحدا تلو الآخر...
وبقي ذلك المسن ليقول لي " ستبقين معنا وتنامين في هذه الغرفة إلى أن تعود لكِ ذاكرتك على الأقل "
وخرج هو الآخر وبقيت لوحدي في أجواء ذلك الصمت المطبق المميت...
حركت رجلاي وأنزلتهما من الأريكة التي وضعت عليها وبدأت ... بالوقوف ... ثم المشي... سرت في أرجاء الغرفة, لا أعرف ماذا سأجني من فائدة لسيري من دون هدف...عدة ثوان ... ووقفت أمام مرآة تعكس صورتي ... كانت كبيرة قد ركزت في أحد جوانب الغرفة... رميت نفسي على ركبتاي بقوة... ونظرت إلى نفسي...
" ماهذا الذي يلف على رأسي , شريط أبيض مثل الذي يلف يداي...."
لمسته باحدى يداي ... وبعدها بيداي كلتاهما ونزعته بقوة من على رأسي...
وأعلى عيني اليمنى رأيت جرحا يكاد يلتأم لكني لم أعرف أنه جرح في ذلك الوقت .. وضعت يدي عليه وبدأت بالعبث به.. لكن سرعان ما سال منه شيئاُ أحمر اللون كانت دماء ولم أعرفها...فقط أحسست أن ذلك مؤلم...
وخرجت من الغرفة ... لم أكن فزعة بل على العكس كنت هادئة أمشي بتمهل في المنزل والدماء تقطر مني لتقع على الأرضية التي أسير عليها........
لا أحد ... لم أرى أحدا طوال سيري... يبدوا أنهم خرجوا لأمر ما؟؟؟....
أشعر بدوار خفيف....فالدماء سالت مني ومازالت تسيل وتسيل.....خرجت من ذلك المنزل..... ومشيت في الطرق التي أمامه...الدوار...إنه يزداد شيئا فشيئا.... وكأن ضبابا غطى على عيناي.....إحساس بالتعب يراودني....وفجأة انتبهت أن الأرضية التي أمشي عليهاتقترب من وجهي إلى أن اصطدمت بها...
سقطت والتصقت أذني اليمنى بالأرضية الخشنة وسمعت خطى أقدام تركض سريعا وتقترب بسرعة.... ورحت في سبات عميق........
يتبع وبانتظار ردودكم..
المفضلات