مشاهدة النتائج 1 الى 6 من 6
  1. #1

    تفسيرسوره الفاتحه..

    قوله تعالى الرحمن الرحيم وصف نفسه تعالى بعد رب العالمين ، بأنه الرحمن الرحيم ، لأنه لما كان في اتصافه بـ رب العالمين ترهيب قرنه بـ الله الرحمن ، لما تضمن من الترغيب ، ليجمع في صفاته بين الرهبة منه ، والرغبة إليه ، فيكون أعون على طاعته وأمنه ، كما قال نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم . وقال : غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول . وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد . وقد تقدم ما في هذين الاسمين من المعاني ، فلا معنى لإعادته..



    قوله تعالى : مالك يوم الدين قرأ محمد بن السميقع بنصب مالك ، وفيه أربع لغات : مالك وملك وملك ـ مخففة من ملك ـ ومليك ، قال الشاعر :
    وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها ان ندينا
    وقال آخر :
    فاقنع بما قسم المليك فإنما قسم الخلائق بيننا علامها
    الخلائق : الطبائع التي جبل الإنسان عليها . وروي عن نافع إشباع الكسرة في ملك فيقرأ ملكي على لغة من يشبع الحركات ، وهي لغة للعرب ذكرها المهدوي وغيره .
    الخامسة عشرة : اختلف العلماء أيما أبلغ : ملك أو مالك ؟ والقراءتان مرويتان عن النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر . ذكرهما الترمذي ، فقيل : ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك ، وليس كل ملك ملكا ، ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه ، حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك ، قاله ابو عبيدة والمبرد . وقيل : مالك أبلغ ، لأنه يكون مالكاً للناس وغيرهم ، فالمالك أبلغ تصرفاً وأعظم ، إذ إليه إجراء قوانين الشرع ، ثم عنده زيادة التملك .
    وقال ابو علي : حكى ابو بكر بن السراج عن بعض من اختار القراءة بـ ملك ان الله سبحانه قد وصف نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله : رب العالمين فلا فائدة في قراءة من قرأ مالك لأنها تكرار . قال ابو علي : ولا حجة في هذا ، لأن في التنزيل اشياء على هذه الصورة ، تقدم العام ثم ذكر الخاص كقوله : هو الله الخالق البارئ المصور فالخالق يعم . وذكر المصور لما فيه من التنبيه على الصنعة ووجود الحكمة ، وكما قال تعالى : وبالآخرة هم يوقنون بعد قوله : الذين يؤمنون بالغيب . والغيب يعم الآخرة وغيرها ، ولكن ذكرها لعظمها ، والتنبيه على وجوب اعتقادها ، والرد على الكفرة الجاحدين لها ، وكما قال : الرحمن الرحيم فذكر الرحمن الذي هو عام وذكر الرحيم بعده ، لتخصيص المؤمنين به في قوله : وكان بالمؤمنين رحيما . وقال ابو حاتم : إن مالكاً أبلغ في مدح الخالق من ملك ، و ملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك ، والفرق بينهما ان المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله مالكاً كان ملكاً ، واختار هذا القول القاضي أبو بكر بن العربي وذكر ثلاثة اوجه ، الأول : أنك تضيفه الى الخاص والعام ، فتقول : مالك الدار والأرض والثوب ، كما تقول : مالك الملوك . الثاني : انه يطلق على مالك القليل والكثير ، وإذا تأملت هذين القولين وجدتهما واحداً . والثالث : أنك تقول : مالك الملك ، ولا تقول : ملك الملك . قال ابن الحصار : إنما كان ذلك لأن المراد من مالك الدلالة على الملك ـ بكسر الميم وهو لا يتضمن الملك ـ بضم الميم ـ و ملك يتضمن الأمرين جميعاً فهو أولى بالمبالغة . ويتضمن ايضاً الكمال ، ولذلك استحق الملك على من دونه ، ألا ترى إلى قوله تعالى : :إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ، ولهذا قال عليه السلام :
    الإمامة في قريش وقريش أفضل قبائل العرب ، والعرب أفضل من العجم وأشرف . ويتضمن الاقتدار والاختيار وذلك امر ضروري في الملك ، ان لم يكن قادراً مختاراً نافذاً حكمه وأمره ، قهره عدوه وغلبه غيره وازدرته رعيته ، ويتضمن البطش والأمر والنهي والوعد والوعيد ، الا ترى إلى قول سليمان عليه السلام : ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا الى غير ذلك من الأمور العجيبة والمعاني الشريفة التي لا توجد في المالك .
    قلت : وقد احتج بعضهم على أن مالكاً أبلغ لأن فيه زيادة حرف ، فلقارئه عشر حسنات زيادة عمن قرأ ملك . قلت : هذا نظر الى الصيغة لا الى المعنى ، وقد ثبتت القراءة بملك ، وفيه من المعنى ما ليس في مالك ، على ما بينا والله أعلم .
    السادسة عشرة : لا يجوز ان يتسمى أحد بهذا الإسم ولا يدعى به إلا الله تعالى ، روى البخاري و مسلم عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض وعنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ان أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك ـ زاد مسلم ـ لا مالك إلا الله عز وجل قال سفيان : مثل شاهان شاه . وقال أحمد بن حنبل : سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع ، فقال : اوضع . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله سبحانه . قال ابن الحصار : وكذلك مالك يوم الدين و مالك الملك لا ينبغي ان يختلف في أن هذا محرم على جميع المخلوقين كتحريم ملك الأملاك سواء ، واما الوصف بمالك وملك وهي :
    السابعة عشرة : فيجوز ان يوصف بهما من اتصف بمفهومهما ، قال الله العظيم : إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا . وقال صلى الله عليه وسلم :
    ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة .
    الثامنة عشرة : إن قال قائل : وكيف قال : مالك يوم الدين ويوم الدين لم يوجد بعد ، فكيف وصف نفسه بملك ما لم يوجده ؟ قيل له : اعلم أن مالكاً اسم فاعل من ملك يملك ، واسم الفاعل في كلام العرب قد يضاف الى ما بعده وهو بمعنى الفعل المستقبل ويكون ذلك عندهم كلاماً سديداً معقولاً صحيحاً ، كقولك : هذا ضارب زيد غدا ، أي سيضرب زيداً . وكذلك : هذا حاج بيت الله في العام المقبل ، تأويله سيحج في العام المقبل ، أفلا ترى ان الفعل قد ينسب اليه وهو لم يفعله بعد ، وإنما أريد به الاستقبال ، فكذلك قوله عز وجل : مالك يوم الدين على تأويل الاستقبال أي سيملك يوم الدين أو في يوم الدين إذا حضر .
    ووجه ثان : ان يكون تأويل المالك راجعاً الى القدرة ، أي إنه قادر في يوم الدين ، أو على يوم الدين وإحداثه ، لأن المالك للشيء هو المتصرف في الشيء والقادر عليه ، والله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته ، لا يمتنع عليه منها شيء .
    والوجه الأول أمس بالعربية وأنفذ في طريقها ، قاله أبو القاسم الزجاجي .
    ووجه ثالث : فيقال لم خصص يوم الدين وهو مالك يوم الدين وغيره ؟ قيل له : لأن في الدنيا كانوا منازعين في الملك ، مثل فرعون ونمروذ وغيرهما ، وفي ذلك اليوم لا ينازعه أحد في ملكه ، وكلهم خضعوا له ، كما قال تعالى: لمن الملك اليوم فأجاب جميع الخلق : لله الواحد القهار فلذلك قال : مالك يوم الدين ، أي في ذلك اليوم لا يكون مالك ولا قاض ولا مجاز غيره ، سبحانه لا إله إلا هو .
    التاسعة عشرة :إن وصف الله سبحانه بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته ، وإن وصف بأنه مالك كان ذلك من صفات فعله .
    الموفية العشرين : اليوم : عبارة عن وقت طلوع الفجر الى وقت غروب الشمس ، فاستعير فيما بين مبتدأ القيامة الى وقت استقرار أهل الدارين فيهما . وقد يطلق اليوم على الساعة منه ، قال الله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم . وجمع يوم أيام ، وأصله أيوام فأدغم ، وربما عبروا عن الشدة باليوم ، يقال : يوم أيوم ، كما يقال : ليلة ليلاء . قال الراجز .
    نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي
    وهو مقلوب منه ، أخر الواو وقدم الميم ثم قلبت الواو ياء حيث صارت طرفا ، كما قالوا : أدل فيجمع دلو .
    الحادية عشرة : الدين : الجزاء على الأعمال والحساب بها ، كذلك قال ابن عباس وابن مسعود و ابن جريج و قتادة وغيرهم ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل عليه قوله تعالى : يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي حسابهم . وقال : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت و اليوم تجزون ما كنتم تعملون وقال : أإنا لمدينون أي مجزيون محاسبون . وقال لبيد :
    حصادك يوما ما زرعت وإنما يدان الفتى يوما ما هو دائن
    وقال آخر :
    إذا ما رمونا رميناهم ودناهم مثل ما يقرضونا
    وقال آخر:
    واعلن يقينا أن ملكك زائل واعلم بأن كما تدين تدان
    وحكى أهل اللغة : دنته بفعله ديناً ( بفتح الدال ) وديناً ( بكسرها ) جزيته ، ومنه الديان في صفة الرب تعالى أي المجازي ، وفي الحديث :
    الكيس من دان نفسه أي حاسب . وقيل : القضاء . روي عن ابن عباس أيضاً ، ومنه قول طرفة :
    لعمرك ما كانت حمولة معبد على جدها حربا لدينك من مصر
    ومعاني هذه الثلاثة متقاربة . والدين أيضاً :الطاعة ، ومنه قول عمرو بن كلثوم :
    وأيام لنا غر طوال عصينا الملك فيها أن ندينا
    فعلى هذا هو لفظ مشترك وهي :
    الثانية والعشرون قال ثعلب : دان الرجل إذا اطاع ،ودان إذا عصى ، ودان إذا عز ، ودان إذا ذل ، ودان إذا قهر ، فهو من الأضداد . ويطلق الدين على العادة والشأن ،كما قال :
    كدينك من أم الحويرث قبلها
    وقال المثقب يذكر ناقته :
    تقول إذا درأت لها وضيني أهذا دينه ابداً وديني
    والدين سيرة الملك . قال زهير :
    لئن حللت بجو في بني أسد في دين عمرو وحالت بيننا فدك
    أراد في موضع طاعة عمرو . والدين : الداء ، عن اللحياني . وأنشد :
    يا دين قلبك من سلمي وقد دينا


    تكملت الموضووع في المره القادمه انشاء الله..


  2. ...

  3. #2
    قوله تعالى : إياك نعبد رجع من الغيبة الى الخطاب على التلوين ، لأن من أول السورة الى ها هنا خبراً عن الله تعالى وثناءً عليه ، كقوله : وسقاهم ربهم شرابا طهورا . ثم قال : إن هذا كان لكم جزاء . وعكسه : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم على ما يأتي . و نعبد معناه نطيع ، والعبادة الطاعة والتذلل . وطريق معبد إذا كان مذللاً للسالكين ، قاله الهروي . ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعباده الله تعالى ، إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك . وإياك نستعين أي نطلب العون والتأييد والتوفيق .
    قال السلمي في حقائقه : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا حفص الفرغاني يقول : من قرأ بـ إياك نعبد وإياك نستعين فقد برىء من الخبر والقدر .
    الرابعة والعشرون : إن قيل : لم قدم المفعول على الفعل ؟ قيل له : قدم اهتماماً ، وشأن العرب تقديم الأهم . يذكر أن أعرابياً سب آخر فأعرض المسبوب عنه ، فقال له الساب : إياك أعني : فقال له الآخر : وعنك اعرض ، فقدما الأهم . وايضاً لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود ، فلا يجوز نعبدك ونستعينك ، ولا نعبد إياك ونستعين إياك ، فيقدم الفعل على كناية المفعول ،وإنما يتبع لفظ القرآن . وقال العجاج :
    إياك ادعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وكثر ورقي
    ويروى : وثمر . وأما قول الشاعر :
    إليك حتى بلغت إياكا
    فشاذ لا يقاس عليه . والورق بكسر الراء من الدراهم ، وبفتحها المال . وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونسعتين غيرك .
    الخامسة والعشرون : الجمهور من القراء والعلماء على شد الياء من إياك في الموضعين . وقرأ عمرو بن فائد : إياك بكسر الهمزة وتخفيف الياء ، وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها . وهذه قراءة مرغوب عنها ، فإن المعنى يصير : شمسك نعبد أو ضوءك ، وإياة الشمس ( بكسر الهمزة ) : ضوءها ، وقد تفتح . وقال :
    سقته إياه الشمس إلا لثاته أسف فلم تكدم عليه بإثمد
    فإن أسقطت الهاء مددت . ويقال : الإياه للشمس كالهالة للقمر ، وهي الدارة حولها. وقرأ الفضل الرقاشي :
    إياك ( بفتح الهمزة ) وهي لغة مشهورة . وقرأ أبو السوار الغنوي : هياك في الموضعين ، وهي لغة ، قال :
    فيهاك والأمر الذي إن توسعت موارده ضاقت عليك مصادره
    السادسة والعشرون : وإياك نستعين .
    عطف جملة على جملة . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش : نستعين بكسر النون ، وهي لغة تميم وأسد وقيس وربيعة ، ليدل على أنه من استعان ، فكسرت النون كما تكسر ألف الوصل . وأصل نستعين نستعون ، قلبت حركة الواو الى العين فصارت ياء ، والمصدر استعانة ، والأصل استعوان ، قلبت حركة الواو الى العين فانقلبت ألفاً ولا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة ، وقيل الأولى لأن الثانية للمعنى ، ولزمت الهاء عوضاً .

  4. #3
    اسفه اخووواني ماقدر اكمل الموضووع..

    انشاء الله يكوون هذاا يكفي..

  5. #4
    جـــــــــــزاك الله الف خير ^_^
    Twitter: @Arwagraphy

  6. #5

  7. #6

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter