بسم الله الرحمن الرحيم
قد يتبادر لذهن القارئ بأن المقصود من المجامله هي المعنى المعروف وهي التبذل والتكلف للشخص
الذي في المقابل
وبصراحه المعنى لايخرج أو يبتعد عن هذا المضمون لكن بشكل اكثر توسع وتعمق
فتجد شخصين إثنين بينهم علاقه صداقه وإحترام لكن كل له توجه وفكره ومعتقده المستقل به
فهنا نجد المجامله قد إنقسمت إلى قسمين إثنين لاثالث لهما
مجامله بجهل وهذه مصيبه
ومجامله بعلم ومصيبتها أعظم
فالمجامل بجهل وخاصه إن كان قدوة في الأخلاق والتعامل يجعل إخوانه وزملائه الذين يعرفون
ويدركون فداحه الأمر في موقف حرج أي ينحرجون من توضيح الطريق الصحيح وجعل
صديقهم وزميله في موقف الجاهل مثل كأن يطرح شخص موضوع معين مخالف للتوجه الفكري والعقدي
فيدخل هذا الشخص الغير مدرك لحقيقه الأمر فيثني على الموضوع من غير التدقيق فيه
إحتراماً لكاتب الموضوع وعند تنبيه لما وقع فيه من خطأيظهر عليه الندم والرغبه بتغير موقفه
ففي مثل هذه الحاله لانود ظهورها وحصولها بيننا ويمكن تجاوز هذه المشكله بالتدقيق بما هو مطروح
والتأكد من مواطن الإختلاف والجانب الذي فيه ريبه وشك ندعه لمن يدرك ويعرف في مثل هذه الأمور
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((دع مايريبك إلى ما لا ريبك )) صحيح
نأتي للمجامل بعلم وهذا هو مكمن الخطر لأنه بذلك قد أخطأ بحق نفسه أولاً قبل أن يخطئ بحق غيره
أخطأ بحق نفسه بحيث لم يقل رأيه الشخصي بالموضوع المطروح والكلام المنقول بما يجول في خاطره
مما دفع غيره ممن يثقون به وبقلمه بالثناء أيضاً على الموضوع وهم بذلك وقعوا في الخطأ من حيث
لايدرون وعند سؤاله عن مادفعه لذلك يعلل بأنها مجامله فقط
هذا إذا كان الموضوع عام أما إذا كان الموضوع يحمل إختلاف بالتوجهات والعقيده وهنا مربط الفرس
فإن ذلك لا يعني إلا أمراً واحداً وهو تأيد كل كلمه سطر بها ذلك المقال مع العلم بأنه بقرارة نفسه
لايوافق عليها جمله وتفصيلاً
وهنا نقول لماذا هذا الإختلاف والصراع الداخلي منذ البدايه أما يعلم هذا المجامل أن إختلاف الرأي
لايفسد للود قضيه إذا كان الموضوع عام أو ذو توجه مختلف
اما إذا كان الموضوع يخص الشريعه الغراء فقد وضع الله تعالى منهج رباني في مثل هذه الأمور وكفنا
تعب التفكير والأخذ والرد في مثل هذه الأمور قال تعالى في سورة الكافرون : ((لكم دينكم ولي دين))
وهو بمجاملته هذه وضعت الرافضين للموضوع والغير مؤيدين في موقف لاينبغي وقوفهم عليه
أظن بأن ذلك يكفي وانتظر مشاركات الإخوه والأخوات وتعليقعهم على ماقرؤا بين السطور
فإن كان ماكتب لامس شيء من الصواب فحاول تصحيح مواقع الخطأ
وإن لم يوافق واقع الحال والصواب فأعتبره من لهو الحديث وابحث عن غيره
ودمتم بحفظ الله
المفضلات