من منى لا يعرف قصص المغامرون الخمسة
أنا شخصياً أعشق هذه القصص البوليسية
أتمنى أن تستمتعوا بالتعرف إلى اليد التي كتبت وأبدعت قصصهم
محمود سالم { الطفل الكبير }
نوسة، لوزة، تختخ، عاطف ومحب ... خمسة أسماء لخمسة شخصيات حفرت في أذهاننا جميعا؛ من يستطيع أن ينسى روايات ألغاز المغامرون الخمسة ؟
روايات بوليسية ألفها الكاتب الكبير محمود سالم، في بداية السبعينات وحققت نجاحا لم يسبق له مثيل ليس في مصر فحسب؛ بل في الدول العربية أيضاً. يقول الكاتب محمود سالم أنه كان دائما يحلم أن يصبح ضابط بوليس ولكن هذا الحلم لم يتحقق؛ ومع ذلك أستطاع أن يقترب قليلا من هذا الحلم حيث أصبح من أشهر كتاب الألغاز البوليسية في مصر.
"لقد نشأت في مكان ساحلي رائع، وكنت أقضى أوقات فراغي في القراءة وتأمل الطبيعة، ولازلت أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا وكنت أجلس طويلا أمام شاطئ البحر وأتأمله، و بالطبع كان لهذا أثرا جليلا في نفسي إذ انه زاداني خيالا."
البداية
لم تكن بداية الكاتب مع كتابة الألغاز، فقد بدأ مشواره في عالم الصحافة في بداية الخمسينات وكان ذلك في جريدة "الرسالة الجديدة" و كان رئيسها آنذاك الكاتب المعروف طه حسين، ويقال أن هذه الجريدة ما هي إلا تقليدا لمجله "الرسالة" الشهيرة، وكان رئيس تحريرها أحمد حسن الزيات، وأنتقل بعد ذلك إلى جريدة المصور، وكان يعمل هناك على أعادة صياغة بعض المواضيع الصحفية.
"ذات يوم كان هناك موضوع صحفي عن مدينة ديزني لاند الشهيرة .. فقررت أن أتولى إعادة صياغته"، وقد كانت هذه الانطلاقة الحقيقية لسالم حيث أعاد كتابته بأسلوب بالغ الإثارة والتشويق.
" لقد تخيلت طفلا يقرأ هذه الرواية، بالتأكيد كان سينتابه الملل لهذا السبب وجدت نفسي أتخيل فتاة تتجول هي وأسرتها داخل المدينة و فجأة لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها في أروقة المدينة وأثناء البحث قررت أن أستعرض المكان و ما به من حدائق و ألعاب"
و قد لاقت هذه الصياغة الجديدة استحسان القراء إلى الدرجة التي طالبت فيها رئيسة تحرير مجلة سمير مدام نادية نشأت أن يشرف سالم على القسم الخاص بروايات الأطفال، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل أسندت إليه الأشراف على مجلة ميكى جيب الطبعة المصرية.
ومع الوقت لمعت موهبة سالم و وضح حدسه الفائق في اختيار الأفكار المتعلقة بالأطفال، فقد أقترح على المجلة نشر لغز أسبوعيا و يترك للقراء الفرصة لإرسال الحلول مرة كل شهر؛ كانت النتيجة مذهلة حيث قفز توزيع المجلة من 30 ألف نسخة إلى 80 ألف نسخة في الشهر
نقطة التحول
و شهد عام 1986 نقطة تحول جذرية في حياة الكاتب الكبير؛ حيث بدأ كتابة ألغاز المغامرين الخمسة. " أتذكر أول لغز قمت بكتابته وكان عنوانه "الكوخ المحترق"، فقد تم طباعة ثلاثة ألاف نسخة على أمل أن يباع ألف نسخة على أبعد التخيلات؛ ولكن ما حدث كان مفاجأة! فقد تم بيع جميع النسخ في أول أسبوع، مما أضطرهم أعادة طباعة عشرة ألاف نسخة أخرى، ومع إصدار المزيد من الألغاز، ظل هذا العدد في تصاعد حتى وصل إلى مائة ألف نسخة مع اللغز العاشر "
كان هدف محمود سالم الأساسي من كتابة الألغاز هو تنمية بعض المهارات وغرز بعض المبادئ والقيم الهامة لدى الأطفال والشباب في مقتبل أعمارهم مثل الشجاعة والأمانة والتفكير العلمي والمنطقي لاستنتاج حل اللغز.
إبداع متواصل
وعلى مدار عشرون عاما كتب سالم خلالهم مائة و عشرة لغز للمغامرون الخمسة وأصبح من أشهر كتاب الأطفال في مصر، و يذكران في عام 1979 قام المركز القومي البحوث التربوية بعمل دراسة حول التفكير العلمي لدى الأطفال, و قد انتهى البحث الذى يتناول دراسة الميول القرائية عند 3360 طفلا إلى أن قصص المغامرات البوليسية للأولاد " المغامرون الخمسة" تأتى في أول الترتيبات لأكثر القصص تداولا لدى أطفال في مصر. و أوضحت الدراسة أن المغامرون الخمسة تحتوى على أعلى درجة لعنصر "فرض أبعاد المشكلة بدقة".
"أنا طفل كبير" هكذا يصف الكاتب محمود سالم نفسه، " الكاتب الجيد أذا أراد أن يتخصص في كتابة قصص للأطفال لابد أن يحافظ على طفولته، " أما بخصوص المغامرون الخمسة فهم أولادي؛ أحبهم جدا و أعشق تفاصيل حياتهم .
المفضلات