خلف القناع
نمط تفكير...
عندما أجلس أمام شاشة كمبيوتري ، وعندما يقرع وقع ضربات أصابعي الماسية على لوحة المفاتيح في أذني ، تتفتح أمامي أبواب ومغارات كانت في كينونة نفسي مستترة ، لا أرى أحداً يراقبني أو يحيط بي ، فتتسلل تلكم الأفكار إلى وعي ، وتحيط بوجودي وتطوقني كما يطوق السوار معصم الفتاة ، لا يوجد أحد ههنا ، الظلام الأسود سلب النور من صومعتي المكفهرة ، ومصدر الضوء الوحيد الذي يهيجني هو من شاشة الحاسوبي ، المتربع بكبريائه أمامي ، والتي أحس كما أنها السكين تنهش من أعضائي... وتبتر من لحمي.
انساب كقطرة ماءٍ سلسةٍ وسط المنتدى ، ذلك يتفلسف وهذا يسرد الأحاديث ، وهذه تظن أنها ملمة بكل شيء ، بعضهم في غفلة وبعضهم مدرك تماماً ما يراه ، البعض يحبني ، والبعض الآخر يسخر مني ، ولكنهم في الحقيقة لا يعرفوني؟
وأنى لهم ذلك؟ لست هنا غير أصفارٍ تتبعها آحاد وأصفار غيرها ، ليست إلا وميض النور في ألياف ضوئية ، لست إلا نبضات كهربائية تسري عبر أسلاك نحاسية ، هنا تغيب الأجساد وتتجلى أفكار قد تكون ، أو لا تكون ، ذات صلة بي أنا....
أنا ، كما هو أنا ، في الحقيقة.
المفضلات