مشاهدة النتائج 1 الى 10 من 10
  1. #1

    Thumbs up ** قصه ريم ** قصه اكثر اكثر من رااائعه .. متسلسله ( أرجو التثبيت )

    السلام عليكم .. هذي القصه فيها اكثر من جزء .. و القصه كلها منقوووووووله ..


    * الجزء الأول *


    ــ أول زهرة تفتحت في حياتي ــ

    تحت الظلام الدامس و المطر الشديد و نحو الساعة الثانية صباحا ً ، لم أكن أتخيل بأن هناك ثمّة بيوت ذات مصابيح مشتعلة ، سوى بيتي أنا ، فقد كانت زوجتي تضع المولودة الأولى ، تركتها مع جارتنا و غدوت أمشي قرب الغرفة قلقا ً .......
    إلا أن سمعت ذلك الصوت .... صوت بكاء طفل .... و فورا ً خرجت الجارة من تلك الغرفة ، مبروك يا سيد أحمد ...
    ــ أشكرك .... أ سعاد بخير ؟؟
    ــ نعم .... هي في أتم صحتها و لكنها مرهقة قليلا ً .
    ــ ماذا عن الطفل؟؟
    ــ أوه ... نسيت أن أخبرك بأنها بخير ....بالمناسبة لقد أتتك طفله رائعة الجمال .
    ــ أشكرك كثيرا ً سيدتي ....
    ـــ لا داعي للشكر ... فهذا من واجبي يا سيد أحمد
    و كررت شكري للجارة ، و قدمت لها بعض القطع النقدية فأبت أن تأخذها .
    ــ سيدي إن الجار للجار ، و أنا لا أنكر فضل السيدة سعاد علي عندما ساعدتني ذات يوم ....... معذرة علي العودة للبيت الآن فقد تأخرت كثيرا ً ، إلى اللقاء ..... و بلغ تحياتي للسيدة سعاد .
    ــ سأبلغها .... شكرا ً جزيلا ً و إلى اللقاء .
    مشيت ببطء إلى أن دخلت الغرفة ، فإذا بي ألمح زوجتي فوق السرير و طفلة كالقمر بجانبها....
    ــ حمدا ً لله على سلامتك عزيزتي .... ما شاء الله ... إنها طفلة رائعة حقا ً ، ترى ماذا سنسميها ؟؟؟؟
    ــ ما رأيك باسم ريم يا عزيزي ؟؟
    ــ اسم جميل حقا ً ...... ريم أحمد .... اسم في منتهى الروعة .

    ************************************
    منذ أن أبصرت عيناي الدنيا لم تبخل أمي أو أبي بأي شئ علي بل أنهما كرّسا كل جهدهما لكي أبدو كفتاة رائعة ، رغم الظروف الصعبة التي كنّا نعيش فيها ، ليس لدي أقرباء فأنا لا أعرف أحد في القرية سوى جدتي و أبواي ، أعيش في قرية صغيرة تبعد كثيرا ً عن المدينة الكبيرة ، تلك المدينة التي لطالما سمعت عنها و عن التطورات التي حصلت فيها ، إن سكان القرية متمسكون بعاداتهم و حيات أجدادهم ، قريتنا يعم الهدوء فيها و الإخلاص و المحبة مزروع في قلوب ساكنيها ، لا أنكر أن مئات الآلاف من السياح يقصدونها كل عام لما فيها من مناظر ساحرة التي قلما يجدونها داخل المدينة، و ليتمتعوا بمشاهدة العربات التي لم يروها أو يسمعوا عنها إلا في القصص الخيالية ........
    و ذات يوم كنت أجلس في غرفة الجلوس ...
    ــ ريم سنذهب اليوم إلى مكان ما ....
    لم أبدي أي انتباه لما قالته و قلت بلا شعور ..... حسنا ً .
    ــ و لكن سأذهب أنا و والدك ....... فقط !!!
    هنا سقط الكلام على رأسي و كأنه صاعقة .... و لكنك لم تفعلي ذلك من قبل!!
    ــ أعذريني .... حلوتي و لكن هناك بعض الأعمال علي ّ أن أنجزها أنا و والدك بمفردنا .
    ــ و أنا إلى أين سأذهب ؟؟
    ــ إلى منزل جدتك ... لن نتأخر سنتركك هناك لبعض الوقت .
    ــ جدتي فكرة رائعة .... لا مانع فأنا مشتاقة ً إليها .
    وفي الصباح وبعد أن تناولت الإفطار كالعادة ، ذهبنا فعلا ً إلى بيت جدتي إنه ذلك البيت الملتف حوله الأشجار لم يكن كبيرا ً بل كان صغيرا ً فلا يعيش في هذا البيت سوى جدي و جدتي ... و منذ سنوات توفي جدي تاركا ً جدتي تعاني الوحده ، فقررت أن تبقى في هذا البيت طيلة حياتها إحياء ً لذكرى زوجها ، إنها وفية حقا ً .... لم يقطع شرودي هذا سوى شئ إتجه نحوي .........
    ــ انتبهي لنفسك عزيزتي !!!!!
    لم يكن ذلك الشئ سوى يد أمي فقد أمسكت بيدي و حثتني بأن أكون طفلة مهذبة و ألا أزعج جدتي .
    ــ حاضر أمي سأفعل ذلك و بكل سرور.
    ودعت أمي بقبلة على خدها و هي بطبيعة الحال ضمتني إلى صدرها ومن ثم قبّلت رأس أبي ....و أخيرا ً ذهبا إلى حيث أرادا ....
    ركضت نحو الباب طرقته مرارا ً إلا أن انفتح الباب و ظهر من خلفه امرأة متوسطة الجسم تضع حجابا ً على رأسها ، تراجعت للخلف ،" لعلي أخطأت المنزل " هذا ما خطر ببالي لحظتها ، أمي أبي أين أنتماه الآن !!! ،
    ـــ أهلا ً ريم .
    التفت إليها فلم تكن سوى الخادمة الجديدة .
    ــ أووووه .... مرحبا ً لقد أفزعتني حقا ً .
    لم تفهم الخادمة شيئا ً مما أقوله، فأنا ركضت فورا ً نحو غرفة الألعاب لأبدأ في اللعب لم تكن الغرفة كبيرة بذلك الحجم و لم يكن بها ألعابا ً كثيرة سوى بعض الدمى و العربات الصغيرة و ... و ... سجادة ًحمراء به رسوم جميلة فأنا أحب الجلوس فوقه ، لفت نظري إلى دمية صغيرة تجلس في زاوية الغرفة قد لا يبدي أي أحد ٍ منكم اهتماما ً بها لأنها نوعا ً ما كانت متسخة ..... لا أدري كيف و صلت إليها أو متى حدث ذلك ؟!!! ربما قدماي حملتني إليها ..... ربما !
    أمسكت بها و رحت أمسح الغبار عنها برفق فأصبحت أكثر جاذبية ً ، أخذتها معي و قررت أن أحتفظ بها ، لعبت مع دميتي ... هي تكون الضيفة و أنا أقوم بواجبات الضيافة لها .... حقا ً كان ممتعا ً جدا ً اللعب مع دمية ٍ مثلها و لكن ثيابها كانت رديئة ً جدا ً فقد كان ممزقا ً و قديما ً ... فكرت ماذا يمكن أن أفعل لها ، اتجهت نحو غرفة الخادمة و أخبرتها أنني أريد علبة الخياطة ، رفعت حاجبيها و قالت : ولكن لماذا تريدينها ؟؟!!!
    قلت : لأحيك لدميتي الجميلة ثوب أنيق ، فإذا بي أرى الخامة تقهقه بصوت ٍ مرتفع و هي تقول : أحقا ً يمكنكِ ذلك ؟؟؟
    ــ فأنت على الأقل لم تتجاوزي الثامنة من عمرك .
    قلت لها : لا أدري .... ربما على كل ٍ سأحاول ، أجابتني الخادمة بأن علبة الخياطة في غرفة جدتي ، أوه .... نعم جدتي يا إلهي لم ألق عليها التحية بعد ، تركت الدمية جانبا ً و ركضت بأقصى سرعتي إلى غرفة جدتي ..... أوه مرحبا ً جدتي هذا أنا حفيدتك ريم ، كانت جدتي تجلس فوق سريرها فهي على الأرجح قلما تتحرك أو تجلس في مكان ٍ آخر
    مرحبا ً ريم ، أين كنت ِ فأنا لم أشاهدك ِِ ؟ فهما على الأقل قالا بأنهما سيتركانك معي لبعض الوقت ، ظننت أنهما تراجعا في قرارهما و أنك ِ ذهبت ِ معهم ، أعذريني يا جدتي فقد شغلت باللعب في الغرفة المجاورة .... ما كان علي أن أفعل هذا .. أنا آسفة حقا ً ! أوه لا يا صغيرتي لا داعي لذلك ، هيّا تعالي و انظري ماذا جلبت لك ، ذهبت إلى حيث طلبت مني جدتي أن أذهب و جلست بجانبها و إذا بها تربت على كتفي و تقول ، جلبت لك شيئا ً جميلا ً جداً
    اعتقدت للوهلة الأولى أنها دمية ً أو عربة القطار التي لطالما كنت ُ أحلم بها ، فجاءني صوت قطع شرودي قائلا ً : صغيرتي ... هلا ّ ناولتني عصاي التي بجانبك ؟؟ أجل بالطبع يا جدتي ، أخذت جدتي عصاها و اتكأت عليها و اتجهت نحو تلك الخزانة التي تبدو و كأنها لم تفتح منذ زمن ٍ بعيد ، تناولت مفتاحا ً و فتحت الخزانة و أخذت كيسا ً كبيرا ً و أحضرته حيث كنت أجلس ... " لابد أنها لعبة ٌ كبيرة " هذا ما دار بذهني في تلك اللحظة ، جلست ْ بجانبي و قالت : أغمضي عينيك صغيرتي ، نعم سأفعل ذلك ، أغمضت عيني و جعلت أتخيل شكل الدمية التي أحضرتها جدتي ، و الآن افتحي عينيك ِ ، يا إلهي إنه جميل ٌ جدا ً ، واندفعت نحوها أ ُقبل ُ رأسها و يديها و تارة ً أضمها إلى صدري قائلة ً : شكرا ً لك جدتي ... كم تمنيته .. نعم إنه هو ذلك الفستان الأحمر المزين بالورود ، شاهدته في المحل المجاور لنا ، و تمنيت أن ألبسه يوما ً ، ولكن للأسف فقد كان سعره باهظا ً جدا ً ، فأخذت كل يوم أ ُمتع عيني بالنظر إليه حالمتا ًً أن أرتديه يوما ً ، ولكن يا جدتي إنه باهظا ً جدا ً ، لا بأس يا صغيرتي فقد تدبرت أمري ، لا أعرف كيف أشكرك ، شكرا ً جزيلا ً لك ِ ، أوه ... لا داعي للشكر فهذا من دواعي سروري ، لم تكاد جدتي أن تنهي من حديثها حتى سمعنا طرقا ً خفيفا ً على الباب و صوت ٌ خافتا ً من خلفه ِ قائلا ً " أ أدخل ؟ "
    أوه .. نعم إنه صوت أمي لا يمكن أن أخطئه أبدا ً ، أمي !!!!
    فاندفع الباب بقوة لتظهر من خلاله امرأة نحيلة الجسم ، رقيقة الشعر ... نعم إنها هي ......أمي !!! ذهبت راكضة ً إليها و في يدي الفستان الأحمر ، اشتقت لك ، و أنا كذلك حلوتي ، نظرت أمي إلى جدتي و قالت : مرحبا ً أماه كيف حالك ؟؟؟؟
    ـــ بخير يا عزيزتي ، أمي انظري ماذا أحضرت لي جدتي الثوب الذي تمنيت أن أرتديه يوما ً ، حقا ً !!! ، شكرا ً أماه ... أنا آسفة لأن ريم أرهقتك ِ بطلباتها ، لا ... لا إنها حفيدتي المدللة و لا شئ يغلى عليها
    أشكرك ِ أماه .... على كل ٍ يجب أن أذهب الآن فالوقت متأخر !!
    ــ اجلسي و تناولي العشاء هنا .
    ــ لا داعي لذلك فزوجي ينتظرني في العربة الآن .
    أوه .... أبي في العربة ينتظرنا ... ياااااااه كم أنا متلهفة لرؤيته .
    ــ حسنا ً " سعاد " ( و كان ذلك اسم أمي ) كما تشائين .. إلى اللقاء .
    و نظرت إلي جدتي قائلة ً : إلى اللقاء صغيرتي .
    ــ إلى اللقاء جدتي سأشتاق ُ إليك ِ .
    ــ و أنا كذلك صغيرتي ... كرري زيارتك ِ لي .
    ــ بكل سرور .... جدتي .
    اتجهت أنا و أمي إلى الباب ، فجدتي لا تقوى على الحراك من مكانها
    و ما إن و صلت إلى الباب الأمامي للمنزل حتى تذكرت ... يا إلهي دميتي ... ذهبت إلى غرفة الألعاب لأراها كما كانت في مكانها الذي و ضعتها فيه ... نظرت إلى أمي و قلت : هل يمكنني الاحتفاظ بها ؟؟
    ــ يجب عليك ِ أن تسألي جدتك ِ أولا ً .
    لم يمضي وقتٌ طويل حتى عدت و الابتسامة تعلو و جهي
    ــ لقد سمحت لي جدتي بأن أحتفظ بها .
    ارتدت أمي حجابها ثم ذهبنا إلى حيث العربة التي استقلها والدي لنا
    ــ مرحبا ً أبي
    ــ أهلا ً ريم ... كيف حالك ؟؟
    ــ بخير
    ــ هل استمتعت ِ بوقتك
    ــ كثيرا ً أبي و انظر إلى ما جلبت ... دمية ً جميلة ً و ثوب ٌ أحمر أنيق
    ــ حقا ً ؟ هذا رائع !!!
    ــ ألم تشكري جدتك ؟؟
    ــ بلى .. فعلت ذلك بالتأكيد أبي .
    واتجهنا للبيت في ذلك الوقت .
    كان الطريق مظلما ً نوعا ً ما .... عدا بعض المصابيح التي قد تنير و لو جزءً بسيطا ً من الطريق ، أخذ الوقت يمضي ، والصمت كان يسيطر علينا ، أما أنا فكنت أضم الدمية إلى صدري و أغمض عيني و أتخيل شكل الثوب الذي سأصنعه ... نعم سوف أجعله جميلا ً جدا ً ليليق بدمية مثلها ....
    فتحت عيني فإذا بي ألمح كوخنا الواقع فوق تلك التلة... أبي لقد اقتربنا هاأنا ذا أرى المنزل .
    ــ أجل بنيتي ها قد و صلنا .
    نزلت من العربة و ذهبت إلى باب منزلنا بينما و قف أبي يعطي السائق بعض من القطع النقدية ، فتحت الباب و دخلت المنزل ، في الحقيقة لقد كان منزلنا متواضعا ً جدا ً ، فأبي يعمل في تقطيع الأشجار ، و أمي تقوم بحياكة بعضا ً من قطع الصوف و بيعها في سوق القرية .
    "ريم .. هلا ّ أحضرت لي بعضا ً من الماء فأنا أشعر بالعطش الشديد"
    ( كان صوت أمي ) ، نعم بالتأكيد سأذهب حالا ً .... حملتني قدماي إلى المطبخ لأحضر لأمي كوبا ً من الماء ، فتحت إناء الماء فإذا به فارغ
    أوه ... إنه فارغ إذن علي أن أملئه من البئر ... ذهبت فعلا ً إلى حيث البئر و ملأت الدلو به ، أسرعت للمطبخ لأضعه في الإناء و أخيرا ً يستقر به المقام في الكوب ، بعد ذلك أحضرته لأمي .
    ــ ها قد أحضرته لكِ .
    ــ شكرا ً ريم .
    ــ ماذا تريدين أن أجهز لك ِ في العشاء .
    ــ أي شئ فكل ما تعدينه يكون لذيذا ً .
    ــ أممممممممم .... إذا ً سأحضر لك ِ حساء البطاطا الذي تحبينه .
    ــ حقا ً ذلك رائع .
    ــ هيا اذهبي الآن و بدلي ثيابك فأنا و أباك سنكون بانتظارك على المائدة .
    ــ أبي .. حقا ً .. أين هو لقد تأخر في الخارج .
    ــ لا تقلقي يا ريم ... لا بد أنه يصلح شيئا ً ما في الحديقة .. لا تكترثي لذلك .
    اتجهت نحو غرفتي و التي تقع تقريبا ً قي نهاية الرواق ، أدرت المقبض و فتحت الباب ، أوه .... الظلام حالكا ً أكاد لا أرى شيئا ً ... ذهبت إلى حيث يقبع المصباح معتمدة على حواس ِ و أدرته فأنار بضوئه غرفتي الصغيرة ، جلست فوق السرير .........
    حساء البطاطا ..... لا يوجد بديل ُ له ُ .... دائما ً الطبق ذاته .. لكني لم أبدي أي إنزعاج منه و ذلك لأن قوت والدي ّ لا يكاد يلبي احتياجاتنا
    لا أريد أن أزعجهم بتذمري هذا
    اخر تعديل كان بواسطة » دمـ عين ـعة في يوم » 11-03-2005 عند الساعة » 09:23
    0


  2. ...

  3. #2
    * الجزء الثاني *
    ــ ريم ... هيّا ... نحن ننتظرك .
    ــ حسنا ً ها أنا ذا قادمة .
    وضعت دميتي فوق المنضدة التي بجانب السرير ، بدلت ثياب بسرعة
    وداعبت بيدي خصلات شعري الناعمة ، و اتجهت إلى حيث المائدة
    اتخذت مقعدي الصغير من على الطاولة ، و بدأت بالأكل ... حقا ً إن الحساء شهيا ً ......
    ــ الحمد لله لقد انتهيت ... سلمت يداك أمي .
    ــ هنيئا ً يا ابنتي .
    ــ هل أساعدك في حمل هذه الأطباق ؟؟
    ــ نعم إذا لم يكن لديك ِ مانع .
    ــ هذا من دواعي سروري أمي .
    قمت بجمع الأطباق لأمي و هي بدورها قامت بتنظيفها ، ثم رتبت المائدة جيدا ً و ذهبت للمطبخ ، أمي لقد انتهيت من ترتيب المائدة .. هل تريدين مني مساعتدك ِ هنا ؟؟؟
    ــ لا يا ريم شكرا ً لك ِ .
    ــ لا داعي للشكر هذا من واجبي .
    ــ تصبحين على خير لأمي ... و أنت كذلك أبي .
    ــ طابت ليلتك ِ .. ريم .
    ذهبت لغرفتي و رميت بجسدي الصغير فوق السرير ، يآآآآآآآآآآآه كم أنا متعبة فالعمل الذي قمت به كان شاقا ً عليّ ، و مع ذلك فقد كنت سعيدة لأني ساعدت أمي في المطبخ ، أخذت دميتي و ضممتها إلى صدري و أغمضت عيني و استسلمت لساب عميق .
    استيقظت على خيوط الشمس تداعب أجفاني و تغريد العصافير التي تملأ المكان و عبير الزهور الذي يفوح في كل الأرجاء ، اقتربت أكثر من النافذة وتأملته أكثر شاهدت أبي و هو منهمك في تقطيع الأخشاب سماء زرقاء صافية ، و خضرة تملئ الكان ، ذلك المنظر الأخّاذ الذي قلما يراه إنسان ......
    ــ ريم هل استيقظت صغيرتي ؟؟؟
    ــ نعم يا أمي ها أنا قادمة .
    ذهبت للحمام و غسلت و جهي و يدي و لبست ثوب المدرسة و اتجهت للمائدة
    ــ صباح الخير يا ريم .
    ــ هل نمت جيدا ً ليلة البارحة ؟؟
    ــ نعم يا أمي .
    هيّا صغيرتي تناولي كأس الحليب و بعض الخبز ، تناولت ذلك بسرعة ، أسرعي ريم فقد تأخرت كثيرا ً عن المدرسة ، أوه ... المدرسة نعم لقد تأخرت فعلا ً ، هيّا إلى اللقاء أمي ، ركضت نحو الباب و أدرت المقبض و فتحته لأنطلق نحو مدرستي ، توقفت قليلا ً
    و تذكرت أنني لم ألق التحية على أبي فأنا على الأقل لم أشاهده ، تلفت يمنى و يسرى لعلي ألمح بعضا ً من جسمه العملاق ، نعم إنه هو ، شاهدت أبي من مكان بعيد ٍ نوعا ً ما ، و لكني قد لا أخطئ شكله لوحت له بيدي ... إلى اللقاء أبي .
    ــ إلى اللقاء يا ريم حظا ً سعيدا ً .
    ركضت بأقصى سرعتي فالمدرسة لا تبعد عن منزلنا سوى بضع دقائق فقط ، أخيرا ً و صلت إلى المدرسة و أنا ألهث من شدة التعب ، حمدا ً لله لم يدخلن الصفوف بعد ، لمحت صديقتي مها من على بعد
    ــ مرحبا ً مها .
    ــ أهلا ً ريم كيف حالك ِ .
    ــ بخـيـ......
    لم أكاد أنتهي من إكمال الجملة حتى رن جرس المدرسة معلناً بدء يوم دراسي جديد ، اتجهنا للصفوف و اتخذت مقعدي و أخرجت دفتري و قلمي ، لقد كان يوما ً متعبا ً و طويلا ً جدا ً ، ومع ذلك فقد كنت سعيدة ً بما أنجزته في اليوم .

    *******************************************
    * صغيرتي تكبر *



    غدا ًً ريم ستكمل الثالثة عشر من عمرها ، لقد كبرت حقا ً أليس كذلك يا زوجي العزيز ؟؟؟
    ــ نعم .. فريم أصبحت الآن كبيره ، ما زلت أتذكر ذلك اليوم في الظلام الدامس و تحت المطر ، حيث جاءت فيه و صوت بكاءها الذي أنعش بيتنا من جديد ..... ترى ماذا سنجلب لها ؟؟؟
    ــ أممممممممممممم ...... أنا سأهديها ثوب لدميتها الصغيرة
    ـــ أما أنا فسأصنع لها منضدة جميلة تضع عليها الدمية .
    ـــ حقا ً ذلك رائع ..... لا شك أن ريم سوف تفرح كثيرا ً .

    *************************************

    نعم غدا ً هو اليوم الذي سأكمل فيه الثالثة عشر من عمري ، مها ستأتي لزيارتي غدا ً و سأفاجئها بهذا الخبر ، أنجزت كل شئ استعدادا ً لاستقبال مها ، طق ..... طق ..........طق........
    إنه صوت الباب لا بد أنها صديقتي مها فقد قطعت عهدا ً بأنها ستأتي
    في الموعد المحدد .
    ذهبت فعلا ً لأفتح الباب ، أدرت المقبض و فتحته لأفاجئ !!!!!!!!!
    ــ مها !!!
    ــ لقد أتيتي في وقتك تماما ً ..... تفضلي .
    ******************
    لا يمكنني أن أصف لكم مدى سعادة ابنتي ريم لقد كانت سعيدة ً جدا ً بقدوم صديقتها مها ... و لكنني قلقة ً جدا ً فيجب علينا أن نرحل من هنا في أقرب فرصة ممكنة و أنا إلى الآن لم أناقش ريم في هذا الموضوع أخشى أنها لن توافق و لكن لا يوجد حل ٌ غيره فزوجي أصيب في قدمه اليمنى هذا الصباح جرّاء عمله في قطع الأشجار إصابة ً بالغة ً و لأجل ذلك يجب أن يتوقف عن العمل و لكن الطبيب أخبرنا بأن هناك في المدينة الكبيرة طبيب آخر ربما سيساعدنا و علينا أ نذهب إليه قبل أن يصبح الأمر في منتهى الخطورة ، لم أشأ أن أخبر ريم أخشى أنها لن توافق أنا متوترة و قلقة جدا ً من هذا الأمر ......
    ــ أمي لماذا أنت ِ شاردة الذهن هكذا ..؟؟
    ــ لا شئ عزيزتي لا تشغلي بالك .
    ــ هيّا إذن هل أحضر الكعك و العصير ؟؟
    ــ و ماذا بشأن والدك يا ريم ألن تنتظرينه ؟؟
    ــ والدي ... بالطبع و لكنه تأخر كثيرا ً .
    ــ لا تقلقي سيعود حالا ً .
    ــ أمي، أنا قلقة نوعا ً ما فمنذ الصباح لم أر والدي هل حدث مكروه له؟
    ــ أوه .. لا تكترثي لذلك هيّا عزيزتي استمتعي بوقتك صغيرتي .
    لم أشأ أن اخبر ريم بأمر إصابة والدها فأنا لا أريد أن أعكّر صفو هذا اليوم بمثل هذا النبأ .

    **************************
    ذهبت إلى حيث مها تجلس ، فمها كانت كثيرا ً ما تذهب إلى المدينة الكبيرة فكانت تحكي لنا عن الأبنية العملاقة و عن أجهزة الألعاب الترفيهية ، فجعلت أتخيل شكل كلا ً منها ، فأنا على الأقل ما زلت أتذكر سيارة الأجرة التي استقليناها العام الماضي ...
    ريم ......
    ذلك صوت أمي .... التفت لأبحث عن مصدر ذلك الصوت فإذا بها خلفي ، لقد تأخر والدك كثيرا ً .... لا بأس يمكنك إحضار الكعك و العصير الآن .

    **************************
    لقد كان يوما ً رائعا ً ريم أحضرت الكعك و استمتعت بوقتها مع مها ، بينما أن أكاد أموت من القلق بسبب تأخر زوجي .
    أمي ... لقد ودّعت مها للتوّ لقد كان يوما ً جميلا ً و شاقا ً أيضا ً ...
    هيّا حلوتي لنبدأ بتنظيف المنزل .... شمّرت عن ساعدي ّ و بدأت بالتنظيف لقد كان الوقت يمر بطيئا ً جدا ً ، و ما ‘ن انتهينا من العمل حتى ارتميت فوق الأريكة ..... لأسمع من جديد وقع خطوات على الممر ..
    لا بد انه والدي ... لم أكن مخطئة فهذا هو والدي حقا ً ....
    يا إلهي ماذا حدث لك يا أبي .... لقد كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها أبي متكئا ً على عصا ... و قدمه اليمني محاطة بما أشبه الضماد .
    ــ مرحبا ً سعاد ... مرحبا ً ريم ...
    ــ أبي ما الذي أراه ، ماذا حدث لك ؟؟
    ــ لا تقلقوا كُسر ٌ بسيط في قدمي .. ريم هيّا تعالي، انظري ما جلبت لك

    ***************************************
    حقا ً لقد كانت منضدة والدي جميلة جدا ً و ثوب دميتي كان رائعا ً ... استلقيت على السرير لأستعيد اللحظات الرائعة التي قضيتها مع صديقتي مها ، و تلك اللحظة التي شاهدت فيها أبي ....... أبي كم أنا متألمة من أجلك ، أغمضت عيني و استسلمت لسبات عميق .
    ــ ريم ... ريم ... استيقظي !!
    ــ أمي ماذا حدث ... أ أبي بخير ؟؟
    ــ أنا آسفة ..يا ريم لم أستطع الانتظار .
    في تلك اللحظة نظرت أمي إلى الأرض و الدموع تتساقط من عينيها
    اعتدلت في جلستي .... أمي تكلمي هل حدث مكروه لأبي ؟؟
    ــ ريم ....
    0

  4. #3
    * الجزء الثالث *


    ــ أنا آسفة ريم لم أستطع الانتظار أكثر ، فعلينا أن نذهب في غضون ساعات .
    ــ نذهب....؟؟ إلى أين ؟
    ــ صغيرتي..... بعض الظروف تجبرك لفعل مالا تريدين .
    ــ أمي ماذا تعنين ؟
    ــ والدك مصاب إصابة ً بالغة و علينا أن نذهب إلى المدينة الكبيرة !!
    ــ المدينة الكبيرة !!!!!
    ــ نعم .. سنذهب إليها ... فهناك طبيب ربما سيساعد والدك .
    لم أستطع أن أخفى علامات الحزن التي اعترت و جهي و دموعي التي شارفت على الانجراف .
    ــ ريم أعرف أنك حزينة و لكن ........
    ــ أفهم يا أمي سأفعل كل ما بوسعه أن يساعد أبي في الشفاء .
    ــ حسنا ً حلوتي ... سأبدأ في حزم أمتعتنا .... لا تتأخري ريم .
    بدأت بترتيب ملابسي ... مممم ترى ماذا أضع في الحقيبة ، لم يكن لي ثياباً كثيرة و لكن لصغر حقيبتي اضررت لأخذ ثياب تكفي لخمسة أيام فقط .... لم أنسى شيئا ً حتى جوربي أخذته معي ..... و ما إن بدأت في قفل الحقيبة حتى ... استوقفني نظري ... و جعلت أنظر إلى ذلك الشيء الصغير الموجود على تلك المنضدة إنها دميتي العزيزة ، بالمناسبة لقد أطلقت عليها اسم ( ناني ) توجهت إليها في بطء شديد و تأملتما جيدا ً .. بقيت كما هي منذ أن تركتها ، دميتي وداعا ً ... ضممتها إلى صدري بقوة ، و أحسست بشيء ما ... لا أدري ما هو فقد كان شيئا ً غريبا ً شيئا ً لم أشعر به أبدا ً ، كأنني لن أعود إلى هنا إلا بعد وقت طويل .
    و لكن .. لا بد أن أطرد هذه الأفكار عن رأسي الصغير فأنا سأعود يوما ً ما .
    ــ أمي لقد انتهيت من ترتيب ملابسي .
    ــ و أنا انتهيت الآن من الترتيب .
    ــ سعاد هل انتهيتي ؟؟؟؟
    ــ تقريبا ً .
    توجهت للصالة فورا ً ........ أبي هل عدت ؟؟
    ــ نعم هاأنا ذا .
    ــ أبي .................. لم لم تخبرني بأننا سوف نذهب للمدينة الكبيرة ؟
    صمت أبي لبرهة ...... ومن ثم تنهد قائلا ....
    ــ حلوتي .... لم أشأ أن أزعجك بهذا الخبر السيئ .
    سكت ابضع ثوان .... و قلت فورا
    ــ على كل ٍ سأفعل كل ما بوسعي ..... يساعد في شفائك .
    فتح أبي ذراعيه قائلا ً ....... ريم اقتربي .
    اندفعت نحوه لأنضم في حضنه الدافئ ...... أبي .
    ــ ريم أنت فتاة رائعة .
    ــ ألا يكفي مشاهد مؤثرة إلى الآن ؟؟ هيا فلنسرع فقد تأخرنا .
    لم ذلك الصوت سوى .... صوت والدتي !!
    ــ والدتك على حق هيا فلنذهب .
    ــ ولكـ............ن .....
    ــ ماذا يا صغيرتي ؟؟
    ــ ولكن ........... ألا يجب أن أودع جدتي و صديقتي مها ؟؟؟
    ــ بلا ..... سوف نذهب للجدة الآن ..... ثم نتجه إلى منزل مها .
    وضعنا حقائبنا في العربة ، و أخذت أتأمل كل زاوية ٍ في المنزل .... لأستمتع و أنا أتذكره بين حين و آخر .
    ــ ريم ...... هيا .
    ارتدت أمي حجابها .. و بدوري ارتديت حجابي .
    و ركبنا العربة و اتجهنا إلى منزل جدتي .
    كان الطريق طويلا ً .... لم يكن كذلك و لكنه ..... أصبح !! ، لا أدري كيف ؟ أو متى ؟ ، أو ما السبب ؟؟
    ولكن على الأرجح أنه بسبب الصمت و دموع أمي التي انهارت معها دموعي أيضاً
    ــ هيا قد وصلنا.
    نزلت من العربة ..... مشيت فوق الأحجار المؤدية إلى منزل جدتي ، فقد وضعتها حديثا ً لتمنع دخول بعض الكلاب المتطفلة .
    طق ... طق ... مرحبا ً جدتي أنا ريم .
    لم تمض سوى لحظات حتى فتحت الخادمة الباب .
    ـ أهلا ً بالمدللة ِ ريم .
    ــ مرحبا ً .... " أ جدتي بالداخل " ؟؟
    ــ نعم .. تفضلوا بالدخول .
    ــ أهلا ً سيدة سعاد ، كيف حالك ؟
    ــ بخير و الحمد لله .
    أعطت أمي الحجاب للخادمة و ركضت أنا إلى غرفة جدتي .
    ــ صباح الخير جدتي ، في ذلك الوقت فقط بدأت دموعي تتساقط كقطرات الندى على أوراق الأزهار .
    ــ أهلا ً بصغيرتي المدللة .
    ــ اشتقت لك ِ جدتي .. و اندفعت نحوها لأرتمي بين ذراعيها.
    ــ و أنا كذلك صغيرتي .
    ــ مرحبا ً أماه .
    ــ أهلا ً سعاد ، كيف حالك .
    ــ بخير ماذا عنكِ .
    ــ أنا في أتم صحتي و فرحتي أيضا ً ...... أين أحمد ؟؟
    ــ أنا آسفة .. يا أمي .. فأحمد مصاب في قدمه ، و لذلك تعذر عليه الوصول إلى هنا ....على كل ٍ إنه يبلغك ِ سلامي .
    ــ مصاب !!!!!
    ــ لا تقلقي ، إنه كسر بسيط .
    ــ أ حقا ً إنه بسيط ؟؟ ، بلغيه تحياتي ، ولا بأس طهور إن شاء الله .
    ــ أماه .... في الحقيقة لقد جئنا كي نودعك .
    ــ تودّعونني ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
    ــ في الواقع نحن سنذهب للمدينة الكبيرة ، سنقيم هناك لبعض الوقت ، حيث يقبع فيها طبيب ماهر سيشرف على حالة زوجي ، و سنعود في أقرب فرصة ممكنة .



    اعترى الشحوب وجه جدتي ، و بادرت بالسؤال .. هل ستطول مدة غيابكما ؟؟
    ــ لا لا سنعود في وقت قريب جداً .
    أمسكت جدتي بطرف الحجاب الذي يغطي معظم شعرها و غطت به عينيها بينما تمسك بي بقوة و أنا بجوارها ، تأملت ذلك الشيء ، فإذا بي أرى دموعا ً تتلألأ
    ــ جدتي .............................. سنعــــــــــــــــود !!
    على كل ٍ لا أريد أن أصف لكم المشهد فأنتم حتما ً تتخيّلونه الآن في رأسكم الصغير


    اتكأت جدتي على عصاها و أصرت على أن تودّعنا أمام باب المنزل ....
    وأنا بطبيعة الحال و دّعتها و طبعة قبلة ً على خدها ....... إلى اللقاء جدتي .
    لم تزل ترفض أن تدير وجهها و أكتفي أنا بالنظر إلى ظهرها ، مازلت أسمع أنينها و حزنها الشديد على فراقنا ،


    ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــم !!!!!!!!!
    انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـظـــــــــــــري !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


    تسمّرت في مكاني رافضة ً أن ألتفت إليها فلا أريد أن أبكي أكثر .
    ــ صغيرتي خذي هذه !!
    التفت إليها ...... واقتربت منها ببطء شديد و رفعت عيني نحو عينيها اللتان مغروفتان بالدموع ،،،،،،،،،،،،،

    ــ ماذا يا جدتي ؟؟

    ــ اقتربي .....

    ــ خلعت جدتي ما كان في عنقها ... خذي هذه .

    ــ ما هذه ؟؟

    ــ انظري إليها جيدا ً .

    ــ إنها ..... إنها صورتي معك ِ و مع أبواي !!!!

    ــ أجل يا صغيرتي ، هي لك ِ الآن ، لم أشأ أن أعطيك إياها إلا عندما تكبرين ، ريم .. في الحقيقة لدي إحساس بأنني لن أراك إلا بعد وقت ٍ طويل .
    ــ.... جدتي لا تقولي هذه سوف أراك حتما ً ، و بلا شعور ارتميت في حضنها ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    إنني أحــــــــــــــبك كثيرا ً .

    ــ و أنا كذلك ..... ريم .. أرجوك ِ حافظي عليها كما تحافظين على حياتك .
    ــ أعدك جدتي .
    أمسكت جدتي بيدي وقالت : انتبهي لنفسك !
    أومأت برأسي موافقة ً ، و من ثم ركبت العربة .
    إلى اللــــــــــــــقاء جدتـــــــــــــــــــــي ......
    ـــ إلى اللــــــــــــقاء صغـــــــــــــــــــيرتي ......

    اتجهنا حيث أطراف المدينة ، ساد الصمت بيننا .. يا الهي .... أمي !!!!!
    0

  5. #4
    * الجزء الرابع *

    ما بك ِ ريم ؟؟
    ــ لم نذهب لصديقتي مها !!
    نظرت أمي إلى أبي الذي بدا قلقا ً ، و بادرني قائلا ً : حلوتي .. لا يوجد لدينا وقت فقد تأخرنا كثيرا ً .... لا بأس سنتحدث إليها بالهاتف فور وصولنا إلى المدينة .
    ــ " حقا ً إنه حل لا بأس به " ابتسمت ابتسامة الرضا معلنة ً موافقتي .
    وصلنا إلى أطراف قريتي ، نزلت من العربة ، و اتجهت نحو تلك التلة التي من خلالها أستطيع أن أرى القرية ..... أخذت أتجول بعيني على منظرها ، فها هو كوخنا و على مقربة ٍ منه مدرستي ، و أخيرا ً منزل جدتي .

    **********************************************

    ــ بدأت في نقل الحقائب من العربة إلى سيارة الأجرة .
    ــ هيّا يا سعاد فقد تأخرنا .
    ــ و لكن أين ريم ؟؟
    ــ ريم ... ريم .... أين أنت ِ ؟؟
    ــ ها أنت ِ هنا هيّا حلوتي ...لنذهب .
    ــ كما تشاء أبي .
    استقلينا سيارة الأجرة و توجهنا فورا ً إلى المدينة .
    جلست بعض الوقت أتأمل الطريق ... إلى أن غفوت في سبات ٍ عميق .

    ــ ريم استيقظي ها قد وصلنا .

    ******************************************

    ــ المدينة الكبيرة ــ

    أدهشني منظر المدينة فقد كانت أكبر و أضخم مما تصورته في مخيّلتي الصغيرة ، تنزهنا في شوارعها قليلاً .. فيا للعجب السكان هنا أضعاف سكان قريتنا بملايين الأضعاف !!
    لم أتفوّه بكلمة ِ واحدة طوال الطريق إلا أن العلامات التي اعترت وجهي تكاد تكفي فقد كنت في حالة ذهول مما رأيته .
    على كل ٍ اتجهنا نحو المنزل الذي استأجره والدي لنا ، لقد كان أكبر قليلا ً من كوخنا الصغير و يقع في الشارع العام .
    دخلنا إلى المنزل و ارتميت فوق تلك الأريكة ، لقد كان المنزل فخم ً جدا ً بالنسبة للمنزل الذي كنت أعيش فيه .
    نعم ... فلا حاجة للمصابيح فقد كان المنزل مضيئا ً بالأنوار المعلقة في السقف ، ولا داعي لجلب الماء من البئر فقد كان موجودا ً بكميات ٍ كبيرة في ثلاجة المطبخ و باردا ً أيضا ً ، لقد كانت الحياة مختلفة ً تماما ً عن حياتي سابقا ً حيث الخضرة تملئ المكان ، بينما هنا لا توجد سوى بضعة أمتار بها لون من ألوان الطبيعة .

    ************************************************** *
    تأقلمت مع وضعنا الجديد .......


    استيقظ كل صباح لا على تغريد العصافير بل على صوت السيارات المزعج و صراخ الأطفال في المنزل المجاور لنا ...
    أجلس فوق السرير منزعجة ً لأصرخ بأعلى صوتي عبر نافذتي الصغيرة و بصوتي الضعيف .... هدوووووووووووووووء ، لكن لا أحد يسمع أو يلتفت إلىّ سوى ............ أمي .
    ــ ريم هل أنت ِ على ما يرام صغيرتي ؟؟
    ــ أنا لست بخير طالما مازال هذا الإزعاج قائما ً .
    ــ أتقصدين هذا الإزعاج !
    ــ بنيّتي عليك ِ أن تعتادي على الحياة هنا .
    ــ لا أريد أن أعتاد على طريقة الحياة هنا .... أريد أن أعود إلى قريتي .
    ــ ريم ...... ماذا حدث لك ِ ألم تعلمي لماذا جئنا هنا ...... أليس ذلك من أجل والدك
    هل جننت ِ !
    ــ لا لم أجن بعد ... و لكنني حتما ً سأكون كذلك ...
    ــ ريم .....
    ــ لا أريد الحديث في هذا الموضوع ....... ... من فضلك أخرجي أو أخرج أنا
    ــ ريم !!!!!!!!!!!
    تنهدت قليلا ً و من ثم خرجت مندفعة بغضب لأتجه نحو الحمام فلا أهدأ من حمام ساخن في صباح مزعج كهذا .

    *********************************************
    ــ أعترف أن ريم أصبحت فتاة ً عصبية ً جدا ً ، تصرخ لأتفه الأسباب ، بل تتذمر من الحياة التي نعيشها ، لم تكن كذلك فقد كانت تحاول جاهدة ألا ترهقنا بطلباتها
    حقا ً لقد تغيرت ريم كثيرا ً و لكنني أؤمن بأنها ستعود إلى ما كانت عليه ريثما تهدأ قليلا ً .
    ذهبت نحو الحمام حيث تقبع صغيرتي ... ريم سأحضر الإفطار لك ِ سأكون بانتظارك ............ريم !!
    لم ألق جوابا ً منها أو حتى صوتا ً يوحي بأنها ترغب بالأكل ..... ريم سأنتظرك صغيرتي لا تتأخري .
    قمت بترتيب غرفة مدللتي .... و اتجهت لأجهز الفطور على المائدة .
    طق طق .... إنه صوت الباب ترى من القادم ؟؟
    أ أحمد لا أعتقد أنه انتهى من تحديد الموعد مع الطبيب بعد ، ارتديت حجابي و فتحت الباب .
    ــ مرحبا ً سعاد .
    ــ أهلا أحمد لقد جئت في الوقت المناسب ( و لكن بهذه السرعة ) ؟؟؟
    ــ على كل ٍ ها أنا قد شارفت على الانتهاء من إعداد الفطور .


    اتجهت نحو غرفتي و جلست فوق الكرسي الواقع قي زاوية الغرفة ........ أنا قلق ٌ جدا ً بشأن قدمي فالإصابة بالغة ، و يجب أن أخضع لعملية جراحية قد أعجز عن سداد مصاريفها ، فأنا بالكاد أغطي على مصاريف البيت و حاجياتنا ، يا الهي ساعدني .....
    ــ أحمد هيّا فالفطور جاهز .
    ــ ها أنا ذا قادم .
    أمممممممم الخبز مع الزبد و المربى و كوب الشاي هذا فعلا ً شهي .
    ــ أين ريم ؟!
    ــ ستأتي بعد قليل لا تكترث لذلك .


    دخلت غاضبة ً إلى الحمام لأنعم بالماء الساخن هناك ، لا أنكر أنني لم أسمع صوت أمي ، و لكنني حاولت أن أتجاهله ، لا أدري لماذا و لكن شيئا ً ما دفعني لذلك ، أعترف بخطأي و مع كل الذي أفعله بتذمري هذا فأمي تتعامل معي بحكمة واتزان ، على كل ٍ سأعتذر لها فهي ما زالت أمي الحنون .
    ــ ريم هيّا فقد تأخرت كثيرا ً .
    حسنا ً ها أنا قادمة ، خرجت من الحمام و اتجهت لغرفتي لأغير ملابسي ، بدّلت ملابسي بسرعة و لففت المنشفة على رأسي ، و ذهبت للمائدة ، مرحبا ً أمي . مرحبا ً أبي ....
    ــ مرحبا ً ريم .
    ــ ريم عزيزتي تناول كأس الحليب و بعضا ً من الرقائق .
    ــ أشكرك ِ أمي .
    تناولت ذلك بسرعة و بشهية مفتوحة والتهمت أيضا ً بعضا ً من الخبز المحشو بالجبن ، لا أدري كيف اتهمت ذلك كله !!!!!!!!!!!!
    أخيرا ً سندت ظهري إلى الكرسي و وضعت يدي فوق معدتي ، هذا يكفي فقد شبعت .
    ــ بالمناسبة يا ريم أحضرت لكِ بعضا ً من المجلات .
    ــ حقا !! ، لقد قررت أن أشارك في مسابقة العدد .
    ــ هذا رائع يا ريم ، و إذا ربحت ِ أعدك بأنني سأجلب لك ِ هدية رائعة !
    ــ نعم ... سأفوز بإذن الله .

    بعد أن انتهيت من تناول الإفطار و من ترتيب المائدة اتجهت نحو غرفتي و بيدي المجلات لأبدء في حل الأسئلة .
    استلقيت على السرير واتكأت على ذراعي ، و بدأت في حل الأسئلة .
    السؤال الأول و الثاني و الثالث .................... إلى أن توقفت في السؤال السادس و السابع ، حاولت كثيرا ً لكن لا فائدة .... إنه صعب جدا ً سؤال في مادة الجغرافيا و الآخر عن مادة التاريخ .
    إنه صعب جدا ً .
    حاولت أن أقلّب صفحات ذاكرتي لعلي أجد ضالتي .
    حاولت .... وحاولت و لكن دون جدوى ، آه ... كيف غاب ذلك عن ذهني فأبي لديه مجموعة لا بأس بها من الكتب ،ذهبت إلى الخزانة و بحثت عن الكتب التي أريدها و لكن دون جدوى ..... فضالتي ليست هنا .
    نعم ...... هذا هو الحل الوحيد .
    ذهبت إلى والدي ، أبي ..... هل يمكنني الذهاب إلى المكتبة العامة .
    ــ المكتبة العامة !!! لماذا ؟
    ــ بعض الأسئلة لم أستطع الجواب عليها فأريد استعارة بعضا ً من الكتب ، هل تسمح لي بذلك .
    ــ نعم و لم لا ، سأذهب معك ِ بعد صلاة العصر إن شاء الله .
    ــ أنت رائع ٌ يا أبي . أشكرك .



    هذا رائع .... كل يوم أرى ريم تكبر عن سابقه ........ لم يبقى سوى ثلاثة أشهر لتكمل ريم الرابعة عشر ، أخشى بأنني لا أستطيع أن أحتفل معها أو أهديها شيئا ً فلا أظن بأنني سأعيش طويلا ً إذا لم تتم العملية ، يا الهي .... إن تكاليفها باهظة و لا أستطيع أن أجمع ذلك المبلغ الضخم حتى لو عملت طول حياتي ...............
    0

  6. #5
    انتظرووووووووونيي بالاجزاااااااااااااء البااااااااااااقيه !!!!!!!





    سلم لم ..
    0

  7. #6
    0

  8. #7
    هذا الجزء الجديد :




    * الجزء الخامس *

    ــ أحمد أنت هنا !
    ــ أهلا ً سعاد .
    ــ أ صحيح بأنك ستذهب مع ريم إلى المكتبة العامة ؟
    ــ أجل سأذهب معها بعد حوالي ساعة و نصف ، أتودين الذهاب معنا ؟؟
    ــ حسنا ً لا مانع ........... بالمناسبة أ صحيح أنها تقع أمام الحديقة العامة ؟
    ــ نعم ..... على ما أعتقد ، فأنا لم أذهب إلى هناك من قبل .
    ــ إذا ً سأجلس في الحديقة و أتسلى بقراءة بعض الكتب .
    ــ لا بأس فكرة رائعة .

    كنت سعيدة جدا ً عندما سمح لي والدي بأن أذهب .
    أتمنى أن أربح في المسابقة ........ و إذا ربحت سأعد مفاجئة لأبي ، و أمي أيضا ً فهما اللذان شجعاني على ذلك .
    جلست فوق الكرسي الواقع بجانب سريري ..
    ــ طق طق ...... أ أدخل ؟؟
    ــ أمي !!!!!!!!
    ــ بالطبع ...تفضلي !
    ــ هناك مكالمة لك عزيزتي .
    ــ مكالمة !! ممن !!
    ــ لم أسألها ما اسمها ، و لكنها على ما يبدو على عجلة من أمرها .
    ذهبت إلى غرفة التلفاز و تحديدا ً هناك ، حيث يقبع الهاتف .
    ــ مرحبا ً .....
    ــ أهلا ً ريم ...... كيف حالك ؟؟
    ــ أنا بخير ..... و لكن من المتحدث ؟؟
    ــ أم تعرفيني بعد ؟؟
    ــ غير معقول !!!!!!!
    ـــ مهااااااااااااااااااااا
    ــ أجل .
    ــ يا الهي اشتقت لك ِ .
    ــ و أنا كذلك يا ريم ، لقد فوجئت بخبر رحيلكما إلى المدينة الكبيرة .
    ــ اعذريني لم أستطع إخبارك بالتفاصيل .
    ــ لا عليك ِ ، ترى هل ستطول مدة بقائك .
    ــ لا ...... سنعود ريثما يشفى والدي .
    ــ ولكن أين أنت الآن يا مها ؟؟؟ في القرية ؟
    ــ لا أنا في المدينة الآن و سنرحل بعد غد إن شاء الله .
    ــ في المدينة !!! هذا رائع إذا ً عليكِ أن تأتي إلى غدا ً ، آمل ألا تكوني مشغولة .
    ــ غدا ً ....... إنه وقت مناسب .
    ــ إذا ً .. أنتظرك .
    ــ و هو كذلك .
    ــ إلى اللقاء ، تمنياتي لك ِ بيوم سعيد .
    ــ لك ِ أيضا ً .

    ــ أهي مها ؟؟
    ــ أجل ، و ستأتي غدا ً لزيارتي .
    ــ على الرحب و السعة .


    كم كانت ريم سعيدة ً بتلك المكالمة ، و أكثر سعادة ً بقدوم مها إليها .
    ــ سعاد أنا ذاهب الآن لصلاة العصر ، عندما أعود سنذهب للمكتبة .
    ــ أحمد .... انتظر ؟؟
    ــ ماذا ؟؟
    ــ لم تخبرني ماذا قال الطبيب لك .
    ــ كل خير إن شاء الله ، لا تشغلي بالك .
    ــ حقا ً ....... كل خير !!!!!!!!
    اقترب مني و أمسك بكلتي يدي ّ و جعل عينه متجهة ٌ نحو عيني و أنا أنظر إليه بعين الغضب ....... و بصوت ُ .... حنون .. قال :
    ــ أجل ...... و هل أجرؤ على كتمان شيء ( لحبي الأكبر ) !!

    نظرت إلى الأرض و احمر ّ وجهي ........ لا أدري أ خجلا ً ..... أم غضبا ً !!!!

    لم أستطع أن أخبرها بالحقيقة المرة و هي أن تكاليفها باهظة ، سعاد سامحيني ..... لطالما شاركتني أفراحي و أحزاني .......
    و لكني لا أريدك ِ أن تشاركيني في حزني هذا ......... أرجوك ِ سامحيني ..




    أُحس بأن أحمد تغيّر .... نظراته لي وكأنه يريد إخباري بشيء ما و لكنه لا يستطيع
    أخشى أن يكون إحساسي في محلّه ............. يا رب إذا كان يشكو من شئ فأزله عنه يا رب ........ و أعدنا إلى قريتنا سالمين غانمين .
    ــ أمي ........ هل أعددت الفطائر للنزهة ؟
    ــ أمي .......أمي !!!!!!
    ــ ريم ؟ أ أنت هنا ؟
    ــ يبدو أنك ِ في عالم آخر ، أهناك ما يشغل بالك ؟
    ــ لا شئ ريم .
    ــ أمي !
    ــ صدقيني ..... لا شئ فقط متعبة قليلا ً .
    ــ أهذا كل شئ .
    ــ نعم فقط هذا كل شئ .
    ــ حسنا ً ،،،،،،،،
    ــ بالمناسبة أين أبي ؟؟
    ــ ذهب لتّوه للصلاة .
    ــ إذا ً سأذهب إلى غرفتي للصلاة ، و من ثم أتجهّز للذهاب مع أبي ، أ أنت ذاهبة ً معنا ؟
    ــ أجل !
    ــ هذا رائع .


    ــ ريم ........ سعاد .. هل أنتما مستعدتان ؟
    رأيت ريم فتاتي الصغيرة راكضة ً نحوي ....
    ــ أنا في أتم الاستعداد .
    ــ و أين أمك ِ ؟
    ــ ها أنا ذا !
    ــ رائع ، هيّا الآن .

    ركبنا العربة و اتجهنا نحو المكتبة العامة ، كان الجو رائعا ً حيث السحب التي تحجب بعضا ً من ضوء الشمس .............. في ذلك الحين تذكرت قريتي
    ياااااااااااااااه كم أنا متلهفة للجلوس بين احضانك و مداعبة أزهارك ......


    ترى هل ذهب أبي للطبيب ..... ؟ ،،،، أخشى أن أسأله هذا السؤال فهو على الأقل لم يحدثنا بالموضوع .
    ولكن ....... هل ستطول مدة غيابنا ؟؟؟ ، و هل حاله والدي خطيرة ؟؟؟ ، و هل حقا ً سيجري العملية ؟؟؟
    ترى هل هي بسيطة ؟؟؟؟ ،،، و هل ......... و هل ........؟؟؟؟؟؟؟
    عندها فقط ، أمسكت برأسي ، يا الهي الكثير من الأسئلة تدور في رأسي ، و أفتقر إلى الإجابة عليها

    ــ ريم هيّا ها قد وصلنا .
    ــ بهذه السرعـــــــــة !!!!!!
    ــ بهذه السرعة !!!!! لنا أكثر من نصف ساعة ،،،، يبدو أنك كنت تفكرين بشيء ما استحوذ على كل عقلك .

    ــ هيّا يا أيتها الملكة ..... تفضلي اخرجي .
    ــ خرجت من السيارة
    ــ هيّا عزيزتي حان دورك .
    حيينها أمسك ابي بيد امي و أنزلها من السيارة و بدت و كأنها >> سندريلا <<

    اتجهنا إلى الحديقة العامة ، بينما جلست أمي في إحدى الطاولات التي تقبع في الحديقة و تحديدا ً خلف تلك الشجرة ............... شجرة الصنوبر















    و انتظروووني بالبااااقي @@@@@@@@ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    0

  9. #8
    0

  10. #9
    0

  11. #10
    القصه رووووعه

    ننتظر الكماله

    يسلمو
    + :: ... nothing hard like missing ... :: +
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter