الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل جربت القبض على الجمر؟
هل قربت أصبعك من شعلة شمعة حتى لامست طرف اللهب وصبرت نفسك ثواني معدودة حتى تخترق الحرارة جدار الجلد وتلامس أطراف العصب؟
أليس هذا حال الجيل الجديد؟
في أزمنة سابقة كان الناس يروون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزمن الذي يأتي ويكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر , وكان الناس كلما جاء منهم جيل ورأى بعض الفتن يقول: هذا زمان القبض على الجمر.
ويمر الزمن ويتبين الجيل التالي أن جمر الجيل السابق كان حجراً محمي ارتفعت حرارته لكنها لم تصل لدرجة الاحتراق أو التجمر وهكذا يمضي الزمن.
أذكر أن طالباً في المرحلة الثانوية قال لي منذ ثلا ثين عاماً يوم لم يكن التلفزيون قد غزا البيوت, ويوم كانت الفضائيات حلماً للعلماء , وكان الإنترنت سراً من الأسرار. قال لي ذلك الطالب:
ياأستاذي ماذا تأمل من جيل فتح عينيه على(؟؟؟)وهي ترقص وكانت هذه الفنانة يومها أشهر الراقصات العربيات ومن أراد مشاهدتها كانت وسيلته الذهاب إلى السينما.
كان الجمر في ذلك العهد غير البعيد في موقد اسمه السينما وكان من اليسير عصمة النفس عن دخولها وكف البصر عما يعرض فيها. وكان قصارى ما يصيب الشاب من رشاشها تلك الإعلانات الضخمة التي كانت تنتشر في الشوارع وكان المعلنون يحرصون على عرض بعض المشاهد الساخنة التي تثير شهية الناظرين وتعدهم بالمزيد منها إن هم شادوا الفيلم المعروض.
كان هذا في جيل سابق فماذا عن الجيل الجديد؟
ماذا عن الجمر الذي لايقبض عليه بيديه بل يطؤه بقدميه العاريتين
بل يدخل الجمر الحذاء والجوربين إذا كان منتعلاً ويمتد إلى ثيابه الداخلية وإلى عينيه وأذنيه وكل حواسه بل في كل جزء من جسده. ولكن مع هذا الجمر المشتعل هناك الوعد النبوي للشاب المعتصم با لله بأن يكون في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله.
ما أعظمه من موقف ذلك الذي يقفه الشاب المؤمن وافتاة المؤمنة في هذا الزمن .زمن الجمر الموقد في كل مكان . في العقول والنفوس والأبدان...جمر الهوى الذي ينفخ فيه شياطين الإنس والجن .
ما أعظم الاستقامة في زمن الانحراف والهوى الغلاب وصورة النبي الشاب المعتصم يوسف الصديق تلوح للجيل الجديد وهو يتعرض لموقف الإغواء فيقول بصوت لاتردد فيه معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ليكون نموذجاً لكل شاب.
نخاف على أبنائنا في هذا الزمن الصعب ... ولكن نقدم لهم عـــــدة الا ستعصام ونوكل أمرهم إلى الله الذي لا تضيع ودائعه.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
المفضلات