مشاهدة النتائج 1 الى 11 من 11
  1. #1

    لا حول و لا قوة الا بالله ان لله و ان اليه راجعون

    الاعدام





    وسط أحد الاحياء الفلسطينية الشعبية, انطلقت زغاريد من منزل السيد محمود سمع صداها أغلب جيران الحي.فخرجوا من منازلهم راكضين و الى منزل السيد محمود متجهين , علامات الفضول و التطفل مرتسمة على وجوههم . فمنزل السيد محمود معروف بشدة سكونه و هدوئه الدائم.



    كهلان على عتبة الأربعين , محمود مدير مدرسة ابتدائية و زوجته أرجوان مدرسة بنفس المدرسة.عاشا فترة شبابهما بين أحضان قصة حب لاكتها ألسن الجيران و الأحباب دون كلل أو ملل لشدة طرافتها و رمنسيتها. و رغم هذا الجو المفعم بالحب و الحنان الا أن فقدان طفل يرتع بين أرجاء المنزل قد رسم غشاوة من الحزن و الكساد على حياتهما و أضفى عليها طابعا من الروتينية المملة .

    لطالما تمنى محمود الخروج رفقة ابنه ممسكا ذراعه الصغيرة الناعمة مشية الرجل المتفاخر برجولته. و لطالما حلمت أرجوان بأن يكون لها بطن منتفخة كبطن جارتها حليمة أن يكون لها ابن يناديا كل لحظة مرددا كلمة ماما أريد هذا و هذا...لكم تمنت أن تحظى بها,كل امرأة حين تضم طفلها الصغير بين أحضانها الدافئة و تفيض عليه نبعا من حنانها و تزيد من جرعات حنانها كلما أحست بأن أعينا ملؤها الحسد و الغيرة ترمقها ,و لكن تهب الرياح بما لا تشتهيه السفن لكل نصيبه في هذه الحياة .

    لنعد الى الجيران الفضوليين الآن الذين كانوا في طريقهم نحو منزل السيد محمود عن سبب الزغاريد باحثين , أظن أن سبب الزغاريد بات واضحا,أجل لقد حدثت المعجزة و حملت السيدة أرجوان في سن الثالثة و الأربعين .تربع الرضيع داخل رحمها ليعلن عن نهاية الانتظار و أن ساعة الفرج قد دقت , بعد أربعت عقود من التمني حانت ساعة الفرج الله و الله رحيم بالعباد ,يالها من مفاجأة غير متوقعة.

    "سبحان الله"هذا أول ما نطق به الحاضرون , فبعد طول الانتظار أكرمها الله عز و جل بطفل . و منذ ذلك اليوم و سيرة أرجوان لا تغيب عن بيت الكل يتحدث عن هذه المعجزة . و تهافت الجميع لتهنئتها و عرض خدماته نصائحه عليها باعتبارها جديدة في هذا المجال , و بعض الجارات لم يصدقن فذهبن ليتيقن و عند تيقنهن يتمنون لو أن المولود يكون ذكر,هذه العقلية مترسخة في أذهان العرب الى يومنا هذا, الا أن أرجوان كانت تبتسم بلطف و تقول:"عشرون سنة و أنا أدعو المولى أن يرزقني و لو بطفل يشكو اعاقة أحين يأتي موعد الفرج أتمنى أن يكون ذكر؟و ما بالها البنت ؟ أليست النساء شقائق الرحال؟ ألست راضية عن نقسك كونك امراة؟ الحمد لله على جميع نعمه"

    أما باقي الجارات فقد اكتفين بعرض عريضة النصائح فهذه تنصحها بالبقاء بالمنزل و تلك تنصحها الاكثار من السوائل و الاخرى تنصحها بعدم مغادرة الفراش دون أدنى حركة أما الأخرى فقد حذرتها من حمل ما هو ثقيل,أما المسكينة فقد كانت كالمجنونة لا تدري نصيحة من تتبع.

    كان للخبر وطأته في قلب السيد محمود فقد أحس و كأن روحه لامست السماء لشدة الغبطة, أخيرا سيصبح والدا لطفل لطالما حلم بالحصول علي, أخيرا سيسمع كلمة بابا فأنشد طربا:

    أعلل النفس بالآمال و أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

    و مضت الأيام و امتلأ البيت بحاجيات الرضيع و انتفخت بطن السيدة أرجوان . هاهي تمر بألام ركالات رضيعها التي طالما تمنت الشعور بها.ركلات و حركات داخل بطنها تحدث بين الفينة و الأخرى بواسطة يدا و ساقا رضيع يبلغ ثمانية أشهر.

    في الساعة الثامنة ليلا جلس الزوجان على الأريكة جنبا الى جنب يشاهدان برنامجا وثائقيا تمحور حول كيفية الاهتمام بالرضيع, لقد شد البرنامج اهتمامهما ,كان خيرا من تلك النصائح المشوشة التي عرضت عليهما و التي كانت ممزوجة بكلمات التعالي و اسخرية.كانا يصغيان الى كل نصائح الخبيرة باهتمام كبير:"أنا لا أنصح الأم الحامل في شهرها الثامن ......"

    لم تكمل الخبيرة كلماتها الا و انبعثت صيحات المرعوبين من دوي القنبلة التي انفجرت على بيت السيد محمود.

    نعم ,و أسفاه على أم لم تكن تحمل في طياتها سوى حلم امرأة تأمل أن تحس ألم أم تخرج طفلا من بين احشائها لم ترغب من هذه الحياة سوى الحصول على صرخة طفل يمزق أحشائها و يخرج لنور الحياة ليلامس حضنها الدافئ.

    و عندما اقتربت لحظت الفرح ,تحطمت جميع الأمال بمجرد ضغطة زر واحدة تحطمت أمال امرأة مكافحة في الحصول على ابن لها يناديها ماما, زر صغي لكن الضرر الذي تسبب به يفوق حجمه بكثير , في لحظات بل في لحظة دمر فؤاد أب ملهوف ينتظر بفارغ الصبر طفله,ذاك الطفل الذي سيكون وسام و عنوان رجولته,به سيكون اسمه خالدا و تظل ذكراه محفورة في ذاكرة الأحباب بعد موته,لطالما انتظرت أذنا الأب الملهوف سماع كلمة بابا, هذه الكلمة التي سيرددها الطفل في المنزل و في الشارع أمام الأقارب و الأصحاب,طفل يربيه على حسن الأخلاق و قيم دينه الحنيف و يعلمه معاني الحياة و حب الوطن و قيمة الثورة و حب العلم و امعرفة و يلقنه قوانين الحكمة و الصبر و يسلمه مشعل الجهاد.

    ولكن يصعب الحصول دائما عما نريد, و هذا الطفل المسكين الذي كانت تنتظره مغامرات مثيرة حكم علي بالاعدام داخل ظلمة موحشة بين أحضان والديه.
    0


  2. ...

  3. #2
    قصة حلوة وتأثرت كثيرا cry

    والله حرام -___- محمود frown

    بس هذا قسم خاص بالقصص التي يؤلفها الأعضاء ^_^
    5892c09cef2603c3a509550a58d8ec39
    0

  4. #3
    0

  5. #4
    لا ليس هذا ما نعنيه الاخت ليمونة ممكن تحطو بقصص عالمية
    0

  6. #5
    0

  7. #6
    السلآم عليكم و رحمة الله و بركآته ^^

    قصة رآئعة جداً و مؤثرة حقاً ..

    أحدآثها رآئعة .. مسكينٌ هذا الطفل ..

    لكن هل القصة من تأليفك أخي ؟

    تقبل مروري ..
    0

  8. #7
    0

  9. #8
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في البداية وبعيد عن محتوى القصة
    احب ان اعبر عن مدى اعجابي الشديد
    في اسلوبك المتميز اخي الكريم في سطر الكلمات
    والاحداث التي انتقلت بينها بخفة الفراشة على ورق الازهار
    نأتي الى القصة
    تأثرت لها كثيرا وترقرقت الدموع في مقلتي
    شكرا لك مرة اخرى على الابداع الذي اسعدني ان اكون احد شهوده
    0

  10. #9
    لآ أخي لم أشك .. لكنني أحببت الأسلوب كثيراً

    طريقة السرد و الوصف أعجبتني كثيراً ..

    تقبل مروري
    0

  11. #10
    القصة رائعة

    عابتها الأخطاء الإملائية

    بانتظار القادم

    كل الود
    0

  12. #11
    السلام عليكم والرحمه
    عذرا القسم مخصص للقصص من تأليف الأعضاء
    يُرجى مراجعة قـوانـيـن مـنـتـدى الـقـصـص والـروايـات

    مغلق
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter