فتاة تمشي وسط حقول الورد الأبيض فترى فتاة ممدة هناك,
تسرع إليها وجلة خائفة,
تقترب منها,
تحادثها,
فتكتشف أنها غريمتها التي توهمت أنها ماتت..
تثور غيظا لمرآها..
ثندر: عجبي ألازلت حية؟
تاليا: للأسف نعم.. لكني أحتضر غاليتي فلا تقلقي.. سأغادر هذا العالم المجنون إلى ماهو أفضل.. تمني لي خاتمة سعيدة..
ثندر: خاتمة سعيدة!؟ يا للتفاؤل أيتها الصغيرة..
تاليا: ما أنا بصغيرة, ثم لم لا أكون متفائلة وأنا ذاهبة لربي واثقة أنه لن يظلمني..
ثندر: كلا, تعالى وتنزه عن الظلم لكنك ظلمت نفسك بكل مافعلته.. ذنوب, آثام, معاص وغيرها الكثير ولست بحاجة لتذكيرك لأنك تعرفينها جيدا.. تهملين واجباتك الأخروية وتهتمين بالدنيوية ثم تأملين العفو!؟ لازلت أقول إنك متفائلة جدا..
تاليا: أعلم ما فعلته جيدا, نادمة فعلا ولا حيلة لي سوى الاستغفار وطلب الرحمة.. ورغم كلامك الجارح إلا أني لازلت مؤملة في رحمة ربي أن تشملني وهو أكرم من أن يضيع عبدا قد أنشأه من العدم أو يخيب ظن من يؤمل فيه خيرا.. هيهات ما هكذا الظن به ولا علمنا ذلك عنه.. جل ما أتمناه ألا يفضحني ربي بذنوبي على رؤوس الأشهاد..
ثندر: متفائلة أنت.. وسعيدة أنا لرحيلك كي أتخلص منك. لقد جلبت لنا العار.. خنت مبادئك, قيمك, مثالياتك, ضربت بعرض الحائط كل شيء في سبيل ماذا.. ولأجل ماذا.. لاشيء البتة..
تاليا: كفي لسانك عني قليلا ثندر أرجوك..
ثندر: أ توجعك الحقيقة؟! أتفق معك فكلام الحق ثقيل وصعب التقبل في نفوس تافهة مثلك..
تاليا: أقسم بمن وهب لي الروح أنني أعلم ما جنيته على نفسي فلا تزيدي همي وألمي.. أعلم أي تافهة وسخيفة كنت وأي حقيرة غدوت.. أنا بنظر نفسي شي أقل مرتبة من الجماد حتى.. أنا أستحق ما جرى ويجري وسيجري لي.. فكفي لسانك..
ثندر: أكف؟! كلا لن أفعل ذلك.. أنت مجرد فتاة ......
تاليا؟.. تيا؟.. ماتت؟
فلتنهال عليك اللعنات, أي رحمة ترجينها مع كل مافعلته؟! ساذجة, غبية, مغفلة..
صوت طفولي ملائكي: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)
ثندر: (لحظة صمت وتأمل) نعم حقا.. لاشك في ذلك..
(تتطلع للسماء بابتسامة) فليرحم الله روحك عزيزتي تاليا.. ثقي بأني لن أنساك..
سأبقى على العهد دوما.. لن أكرر أخطائك ولن أنزل من السماء لأحد..
تتشكل النجوم مكونة صورة لتاليا تبتسم بهدوء لثندر..
تبتسم ثندر, تودع تاليا وتمشي وسط حقول الورد الأبيض عائدة لمنزلها,
في غرفتها الزرقاء تفتح دفتر ذكرياتها تسجل نهاية تاليا الأبدية..
تكتب العبارة الأخيرة( انتهت تاليا للأبد, معها انتفت الحاجة للكتابة, ارقدي بسلام تاليا)..
تطلعت من الشرفة, تأملت النجوم, ابتسمت, خلدت للنوم تأمل في غد أروع مما مضى..
المفضلات