" البيروني "
هو محمد بن احمد البيروني الخوارزمي ,ويكنى بابي الريحان. وبيرون التي اليها انتسب هي احدى ضواحي كاث عاصمة الخوارزم..
ولد عام 362 هـ / 972 م
وتذهب بعض الاراء الى ان "بيرون" مكون من مقطعين هما
-"بي" :يعني الظاهر
-"رون" :ويعني البلد
كانت طفولة ابي الريحان في بيرون وفيها نشأ وترعرع وتلقى علومه الاولى , وكان ابوه تاجرا صغيرا من تجار بيرون لكنه لم يضن (يقصر) على ولده بالرعاية وحسن التربية.
غير ان الموت عاجله وابنه محمد ما زال صبيا يافعا, فانتقلت اعباء تربيته الى امه فنهضت بتبعاتها الجسام ومسؤليتها الكبار, فتقدم البيروني الصبي في العمر بخطواط متزنة ولم يلبث ان غدا عاشقا للطبيعة محبا لجمالها ويروى انه كان منذ حداثته شغوفا بالازهار,يجمعها من البساتين فيصنع منها الباقة تلو الباقة , وكانه كان فرحا بأن يتنسم عطرها وهو ينتشر في الآفاق. وكان هذا سببا-على الارجح- لتسمية امه اياه بأبي الريحان....
افاد "البيروني" من مركز بلدته البارز في العلم والتجارة وموقعها المتميز وسط خوارزم , واهتمام اهلها بالعلم و اللغات لكثرة روادها من التجار واليونانيين منهم على وجه الخصوص . وهكذا اندفع الى تحصيل العلم واكتساب اللغات فتعلم اليونانية,واجاد الفارسية,الى جانب العربية التي كانت عنده في مرتبة لغة الام . وتمكن لاحقا من اتقان لغات اخرى كالسريانية والسنسكريتية....
ولئن كان لليونانيين اثرا في تكوين شخصيته الا ان شخصيته لم تجد سبيلها الى البروز وانصقال الا بعد ان التقى ابو الريحان الفلكي والرياضي الكبير وقتئذ وهو(الامير منصور بن علي بن عراق)..
انتظم البيروني ولم يتجاوز الخامسة عشر,في مجلس أستاذه الامير منصور بن علي العالم المتبحر في قضايا الفلك والرياضة.
وكان الامير واسع الثراء وصاحب قصربديع , فأفرد للبيروني بيتا جميلا , حسن الترتيب,في مدينة كاث , فصاحب البيروني امه لتعيش في كنفه....
المفضلات