السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أحبائي سكان القرية المكساتيه
رمضان كريم علينا و عليكم و تقبل الله من الجميع صالح الأعمال
أخبروني أولا عن صيامكم اليوم
بالتأكيد شعرتم بالجوع و العطش
اعترفوا قرأتم القرآن أم تابعتم مسلسلات رمضانيه
ما رأيكم بهذه المقدمه المختصره
أتركونا من المقدمه و هيا بنا ننتقل لموضوعنا الأساسي
يسرني يا أعزائي أن أحكي لكم كل يومين حكاية نأخذ منها الفائدة و الحكمة و أرجو ألا تملوا حكاياتي
نبدأ بالكلام أيها السادة الكرام بالصلاة و السلام على سيد الأنام نبينا محمد طه الإمام
و موضوع حكايتنا اليوم يا معاشر القوم أن لا يقلل الإنسان من شأن فعل الإحسان
ولو كان ما يقدمه صغيرا في عين من يستلمه
و للتوضيح و التفصيل إسمعوا معي القصة من دون تطويل
يقال أن رجلا خرج عند الشروق ليبيع صوفا له في السوق, فمكث قليلا قريب ساعة حتى وحد مشتريا فباعة
و كان قد باعه بدرهم واحد فأخدة و قصد دكانا قرب أحد المساجد ليشتري طعاما للأولاد و الزوجة فالجوع أوجع منهم البطن و المهجة
فمر على رجلين يتعاركان و يتجاذبان و كل واحد منهما أخذ برأس الآخر, وما من لأحد لفكهما قد بادر
فسأل عن الخبر فقيل له عن الأثر أنهما يقتتلان على درهم , فتوجع لحالهما و تألم
و أعطاهما درهما و إليهما سلما
و ليس معه شيئا سواه فأتى إلى زوجته مفتوحة يداه, فأخبرها بما جرى معه فسكتت إذ كان منكسرة خيرة
وقامت و جمعت له أشياء من الدار ليبيعها آخر النهار و كان السوق مقفلا
فوقف المسكين متأملا, فرى رجلا معه سمكة على طبق, يريد بيعها قبل مفاجأة الغسق
فقال له: إن معك شيئا قد كسد بعد جهد و معي شيئا كسد من غير عضد
فهل لك أن تبيعني هذا بهذا, فباعه و عاد كل منهما و كأنه وجد ملاذه
و أسرع صاحب السمكة بالرجوع و قال لزوجته أصلحيها فإننا نكاد نموت من الجوع
فقامت المرأة لتنظفها و شقت بالسكين جوفها و إذا بيدها تمس شيئا مدورا فأخرجته فإذا هي بلؤلؤه قل مثلها يرى
فقامت إلى بعلها و سارعت بقولها مدهوشة مرتبكه: قد خرج من جوف هذه السمكة شيئا أصغر من بيض الدجاج وهو يقارب بيض الحمام الدراج
فنظر إلى ما أحضرت و ما فيه إستغربت و تحيرت, فطار من النظر عقله, ثم قال إنها لؤلؤة ثمينة و لن تعودي بعد اليوم حزينة
فإنطلق بها عند أحد التجار ممن يعرفون باللؤلؤ و المحار
فسلم عليه فرد عليه السلام و جلس إلى جانبه يتحدثوا في تقلب الأيام ثم أخرج الؤلؤة بروية, فدهش التاجر من لمعتها الجلية
و تأملها لوقت طويل ثم قال: أيها الزميل أشتريها منك بأربعين ألفا و إن شئت أعطيك المال فتكفى و إن طلبت أكثر فإذهب بها إلى صديقي أنور فقد يعطيك ما ترغب فتصبح به نفسك أطيب
فذهب بها و قد حصنها فنظر إليها التاجر فإستحسنها و قال: لأشتريها منك بثمانين ألفا و إن طلبت أكثر فإذهب إلى صديقي جعفر
فذهب إليه و لما رأها التاجر بإمعان قال له بكل ثقة و إطمئنان: أشتريها منك بمئة و عشرين ألفا زائدا ولا أرى أحدا يزيدك فلسا واحدا
فوافق الرجل و أخذ المال و أسرع به إلى داره في الحال و سرت زوجته و الأولاد و عم بعد البؤس الإسعاد
فلم يقلل هذا الإنسان من شأن فعل الإحسان ولو كان ما يقدمه صغيرا في عين من يستلمه
و قد أوضحنا و بكم فرحنا و على خير إجتمعنا
حكاية اليوم مأخوذة من حكايات الفنان عبدالعزيز الحداد
ترقبونا في حكاية أخرى يوم الإثنين إن شاء الله
و في أمان الله
لا تنسوا الردود
المفضلات