الصفحة رقم 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 75
  1. #1

    من أعالي الجبال\ رواية رومانسية

    [glow]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اولا ...رمضان مبارك لكم جميعا

    ثانيا ....ملخص القصة [/glow]


    من اعالي الجبال
    جاين أولان

    فضلت سامنثا أن تكون في خانة الأعداء.
    كانت سامنثا تحب شقيقها دافيد كثيراً ولا تريد أن يفسد أي أمر ، زواجه من ليندا .
    ولهذا أجابت ، عندما سألها صديق أخيها المقرب ، دوغ ، بِمَ تنصح عازباً وقع حتى قمة رأسه في حب زوجة صديقه ، قائلة :" اذهب وابحث عن امرأة أخرى ، امرأة أخرى عزباء." وهكذا ، تورطت في خطوبة مؤقتة مع دوغ ...الرجل الذي كانت تمقته . قد يجد الآخرون الوضع مسلياً ، ولكن سامنثا كانت مصممة على أن لاتدع عدوها القديم يتفوق عليها ؟
    ************
    انتزعت سامنثا يدها من قبضته
    "مالذي تريده ؟ متى ادعيت اللطف ، فإنني أدرك أنك تطريني من أجل خدمة ما ." تقلصت شفتا دوغ سخرية ." دائماً ، ترتابين . يبدو أن مدى التغير الذي طرأ عليك ، كان هائلاً ، أليس كذلك ؟ لقد اضفت سنتان في أوروبا عليك بريقاً ما ، ولكنك ، ماتزالين ساما نفسها التي عرفتها."
    "مالعيب في أن ساما القديمة ما زالت هي؟"
    " كانت مؤذية وتتصرف كالأطفال."
    فأجابت سامنثا :" أوه، ها نحن ثانية أمام نوع الاطراء الخاص بك ، والذي أعرفه تماماً."
    طوق دوغ عنقها بيديه وعبث أحد ابهاميه بذقنها ." ماتزالين مزعجة، ولكن بطريقة مختلفة . كانت اهاناتك المعسولة ، يغريني دائماً بأن أغسل فمك بالصابون. ولكن فمك الآن يغريني بأن أقوم بعمل مختلف تماماً."



    [glow]ثالثا...اتمنى ان القصة تعجبكم [/glow]
    sigpic448022_2


  2. ...

  3. #2
    ***الفصل الأول***
    " لاأريد أن أوصل دوغ إلى المنزل."
    " هيا، يا سامنثا ." وكانت نظرة دافيد آردن العاطفية يشوبها السخط ." إني أعرف أنك لاتستلطفين دوغ ..."
    قالت سامنثا :" لنقل ذلك على الأقل."
    نظر إليها شقيقها متأملاً." لا أستطيع أن أتصور مافعله دوغ لك حتى تكرهيه على هذا النحو ؟"
    " إنني لاأكرهه . ولكني لاأشاطرك أنت ووالدتي ذلك الرأي الرفيع حوله . لماذا لا يمكن لوالدتي أن توصله ؟"
    " تعرفين أن والدتي تُقِل والديّ ليندا.وسيعتبر السيد والسيدة هيلارد أنه شيء غريب إن هي تخلت عنهما لتقل دوغ."
    " لابأس . وتستطيع ليندا أن تقود سيارتي."
    " حسناً . أنا سآخذه . لايمكننا أن ندع العريس والعروس يعودان إلى البيت بعد عشاء الزفاف منفصلين."
    لوت سامنثا فمها ." دع الأمر لدوغ إذن ، ليكون متطفلاً كعادته."
    نظر إليها دافيد نظرة عتب ." أشك في أن دوغ يدعي الإصابة بداء الشقيقة."
    " ماكنت لأضع هذا الأمر في طريقي." سامنثا لاتستطيع تذكر الوقت خلال اثنتي عشر سنة عندما لم يفسد ، على الأقل ، واحدة من خططها التي تضعها بعناية . ويبدو أن سنتين من الانفصال لم تجعلا المودة تنمو في قلبها تجاهه . وقد تجنبته خلال الثلاثة أسابيع التي كانت ، أثناءها في المنزل.
    لقد زاد من تذمرها الوقوف مرتعشة خلف سيارة دوغ المقفلة بعد العشاء كان الليل صافياً. ولكن الجبال الشاهقة ، وأشجار الصنوبر الكبيرة ، غطت معظم السماء .أين كان دوغ ؟ إذا لم تكن الحرارة تحت الصفر ، فإنها لابد قريبة من معدله، كما هو متوقع عادةً في جبال كولوراد وفي هذه الفترة من كانون الثاني (يناير) . سمعت الثلج ينسحق تحت قدميه قبل أن تراه . قالت فيما هو يفتح الباب : " في الوقت المناسب."
    صعد دوغ من الباب الآخر إلى الشاحنة ذات الأربع عجلات.
    "شكراً لأنك ستقودين العربة في طريق العودة . إني أقدر لك ذلك إذ أن آلام الصداع تحجب عني الرؤية."
    أخذت سامنثا المفاتيح من يده ثم أدخلتها في السيارة. "إنك تعرف جيداً أن دافيد أرغمني على ذلك."
    "إنك مازلت كما كنت." وربط حزام الأمان ، وأسند رأسه إلى المقعد ، وأغمض عينيه ." سنتان في سويسرا يبدو أنهما لم تغيراك كثيراً."
    "أعرف أنك تفضل النساء اللواتي يتوددن إليك. النساء اللواتي ينجذبن تحت تأثير عضلاتك ، النساء اللواتي يضعفن إذا أرسلت ابتسامة نحوهن."
    "بالتأكيد." وابتسم ابتسامة خفيفة ." إنما الآن ، وقد عدت إلى المنزل ، فلن أجزع من محاولات النساء اللواتي يصدعن الرأس . إنك خبيرة في هذه الكلمات . سيكون تماماً كما كان في الأوقات الماضية ."
    "ليس تماماً . فقد نسيت ليندا."
    "لا. لم أنس ليندا." وسكت برهة ثم قال:" كنت أتحدث عنك وعن . الطفل المدلل و ..."
    "الطفل المدلل ! على الأقل إني أنتمي إلى هذا . إني لست شخصاً غير مدعو يأتي دائماً متطفلاً."
    " لا أستطيع تصديق أنك مازلت تفكرين بهذه الطريقة."
    لو كان شخصاً آخر ، فربما فكرت سامنثا أنه يؤذيها بلهجته تلك.
    ولكن كان هو دوغ . العنيد الفظ .وضغطت بقوة على فرامل العربة .
    فجفل دوغ ." سيدتي ، هل نسيت القيادة عندما كنت في سويسرا؟"
    "إذا لم تعجبك طريقة قيادتي ، فبإمكانك الذهاب مع من تريد."
    أدارت وجهها نحوه بغضب . وعندما رأت وجهه الشحب ، خالجتها الشفقة ."إني آسفة . إن رأسك يؤلمك وقيادتي تزيد من آلامه ، أليس كذلك؟"
    نظر إليها من طرف عينه متجهماً ." لا تعتذري ، فإنك ستخيبين أملي إذا أنا اكتشفت فجأة أنك قد اتبعت الأسلوب الذي يبدل حدتك إلى عذوبة ." توقف لحظة ثم تابع يقول :" لا ، لقد أدركني القلق ، منذ أن بدأت تعاملينني كواحدة من الحشرات المزعجة التي تطير متطفلة حولك ، اعتقد أنك قلتها مرة ."
    خرجت الشفقة الآن ، من النافذة ." أكنت تسترق السمع ؟ إن دافيد لا ينقل كلامي ولو بعد مئات السنين ." واعادت تركيز ذهنها نحو الطريق في الوقت الذي ظهرت أمامها هرة تقطع الطريق فداست على الفرامل بسرعة جعلت العربة تنزلق بخطورة في اللحظة نفسها . التي توقف فيها المحرك.
    " أيتها الغبية ..." اعتدل دوغ في جلسته وضع يديه ، اللتين كانتا مثبتتين على السيارة ، على ركبتيه . إني أعرف أنك لا تحبينني ، لكن ليس لدرجة أن تقتليني ؟"
    " شيء مضحك . هل كان من المفروض أن أقتل القطة ؟ " كانت يداها ما زالتا ترتعشان من الخوف المفاجئ . وحاولت أن تعيد تشغيل السيارة .
    لكن دون جدوى.
    رجع دوغ بظهره إلى مقعد السيارة وأغمض عينيه ثانية ." الآن لقد عطلتها ." كان شعوره بقربه من الهلاك واضحاً.
    "شكراً لك ، يا ألبرت اينشتين .أعرف أني عطلتها."
    وحاولت تشغيلها ثانية ، لكن من دون جدوى.
    "إنك تعطلينها أكثر . علينا أن نتركها قليلاً حتى تبرد."

  4. #3
    الأفكار المفاجئة المقلقة جعلتها تجثو على ركبتيها بجانب سريره . وفتحت قميصه ووضعت يدها فوق صدره . كان قلبه ينبض بثبات . وبشرته دافئة وناعمة . أمسك دوغ بيدها وجذبها نحوه وشفتاه تداعبان رسغها ." يالرائحتك الجميلة ممزوجة بالنسيم العليل وشذا أزهار الصيف."
    تجمدت سامنثا مستغربة تصرف دوغ وكلماته غير المتوقعة وقبل أن تجيب ، كان يعض بأسنانه طرف يدها . من كان يتوقع أن تكون هذه
    الأسنان مثيرة هكذا ؟ هزت رأسها تبعد عن ذهنها هذه الأفكار. هل هي مجنونة لتسمح لدوغ كاليبورن بمثل هذا الحركات؟ لم يكن هناك وقت للتفكير لأن دوغ كان قد جذبها لتصبح بمستواه.
    " ماذا تظن أنك فاعل؟" مالت وهي تدفع صدره عنها .
    ضحك بنعومة ، متجاهلاً ضغطها العنيف للهروب ، وبدأت أصابعه تداعب شعرها ." لاتبدو شفتاك باردتين ." ودفعها إلى فراشه.
    "دوغلاس كلايبورن ابتعد عني فوراً وإلا ..."
    ابتلع فمه ماتبقى من تهديدها . وتلاشت مقاومتها تحت تأثير لمساته . لقد تغير دوغ وبدا إنساناً مختلفاً، وقد تبدل الوضع الآن في الغرفة عما كان عليه في الشاحنة . فهما وحدهما لا يسمعان سوى دقات قلبيهما.
    وابتدأ يهمس وقد جرفته العاطفة :" ليندا، حبيبتي. ليندا، حبيبتي."
    وتجمدت سامنثا فجأة . الشراب مع الدواء الذي شربه دوغ لم يكنه من معرفة من كان يجالس.
    "ابتعد عني." صرخت بوجهه وهي تصر على أسنانها وقد منحها الغضب قوة دفعته بها عنها.
    وصرخ في وجهها :" لاتمثلي أدواراً ، لقد استمتعت بذلك كما استمتعت أنا به ، يا ليندا ."
    فقالت وهي تسوّي من ثيابها :" إني لست ليندا ."
    نظر دوغ إليها صارخاً ." أين ليندا؟ ماذا فعلت بها؟"
    في الغرفة الأخرى ، فتح الباب ، وكان دافيد في البيت باستطاعته الاعتناء بدوغ . لكن دوغ تمتم باسم ليندا ثانية ، وتلاشى شعور الراحة الذي أحست به سامنثا ماذا سيحصل لو سمع دافيد ما كان يقوله دوغ؟ وضعت أصبعها فوق شفتيه ." إني سامنثا . أنا هنا معك."
    أغلق عينيه وهز رأسه للأمام وللوراء ." لا أريد سامنثا . ليندا . أريد ليندا ." وبدأ صوته يرتفع.
    كان يتصرف بعنف . وكانت سامنثا تمنعه من الكلام في كل مرة . أحاط خصرها بذراعيه حابساً إياها أمامه لم تجرؤ على المقاومة وشقيقها ما زال يتحرك في الغرفة الأخرى . إذهب إلى السرير يا دافيد! سألته في سرها . مرت لحظة قبل أن تدرك أن دوغ استغل الموقف فأخذت أصابعه تفك أزرار ثوبها الحريري . وقالت له :" ماذا تعتقد انك تفعل ؟"
    " ابقي معي . لهذه الليلة فقط، يا ليندا."
    بدا أن الاسم يدوي عالياً في الغرفة . وضعت سامنثا نفسها تحت تصرفه ، فتقبلها و كأنها أذنت له بما يريد.
    اللمسة الأولى من أصابعه جعلتها تشهق . من المؤكد أن دوغ لا يستطيع جعلها تشعر بمثل هذا الشعور . وسرت الحرارة في جسدها . وضع دوغ رأسه على كتفها. باستطاعتها تحسس أنفاسه الدافئة تداعب بشرتها وهي تحبس أنفاسها ." جميلة جداً . ناعمة جداً . مثل الحرير . رائحتك رائعة." اختفى صوت دوغ ، بينما يداه تداعبان شعرها ثم استراحت على صدره. ومالبث أن صدرت عنه شخرة.
    كافحت سامنثا للسيطرة على دقات قلبها السريعة . كيف باستطاعة دوغ الإستغراق في النوم الآن؟ لكنها أحست بالراحة . من كان يعرف بم كان يمكن أن يفكر لاحقاً؟ يده كانت ساخنة وثقيلة ، لكنها لم تجرؤ على الحراك حتى تيقنت من أنه لن يستيقظ . ودافيد يتحرك في الغرفة الأخرى.
    ذهب دافيد أخيراً إلى الفراش . والشقة أصبحت هادئة. لقد سنحت الآن فرصة للهرب . انسلت سامنثا بهدوء من تحت ذراع دوغ ونهضت من الفراش. ومدّت يدها على مقبض الباب ولكن فكرة غير مريحة اجتاحتها . إن المشروب ، مع الدواء ، قد يسبب الموت فكيف تهرب تاركة دوغ وحيداً فاقد الوعي؟ إذا لم يستيقظ في الصباح ... فإنها ستوقظ دافيد وتشرح له الأمر لكنه ليس بحاجة إلى الراحة فقط ، فهناك احتمال أن يبوح دوغ بمشاعره نحو ليندا . وهذا سيكون كارثة .لو أن والدتها ، في مكانها ، كانت ستبقى مع دوغ ، لكنها ستستغرب لم لا تبقى معه سامنثا . خاصة وأن السيدة أردن لابد أنها نامت بينما سامنثا هنا . نظرت بتجهم إلى الشخص النائم فوق السرير . وكالعادة ، كان دوغ نائماً لاوياً عنقه.
    كانت الغرفة تحتوي على سرير واحد وكرسي خشبي. وهي ترفض أن تجلس طوال الليل. كما أن ردائها الحريري الثمين سيتلف إن هي نامت به . إذاً لابد من النوم من دونه. علقته في الخزانة وبما أنها لم تجد شيئاً تلبسه للنوم ، كان لابد لها أن تنام بثيابها الداخلية . نزعت حذاء دوغ ,اخذت غطاءً وغطت به دوغ ومن ثم اندست إلى جانبه تحت الغطاء .
    استفاقت سامنثا عند طلوع الفجر بعد قضاء ليلة غير مريحة . فالنوم قرب دوغ الذي يشخر في أذنيها كان متعباً وأكثر ازعاجاً في هذه الخطوة كانت كل حركة تبدو أنها تقربها للاحتكاك بجسم دوغ الصلب . حقاً أن الأغطية تفصلهما لكن ذلك لم يمنع من الارتباك الذي تواجهه عن كل لمسة.
    إنه ينام بهدوء وسيكون بخير إذا تركته الآن . إنه ليس بحاجة ليعرف أنها أمضت الليل بجانبه . اكتشفت أن وداعته وضعفه سيكونان مساويين لسخريته عندما يكتشف أنها كانت خائفة عليه . وإذا كان يوجد عدالة على الأرض ، فإنه يجب أن يستيقظ معلقاً على مشنقة كبيرة.
    تركت السرير . كانت الغرفة باردة جداً ، وبطانة معطفها الداخلية أحست بها كالثلج على جلدها . لفت ثيابها بسرعة ، وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء . وهي تحبس أنفاسها وما أن أغلقت الباب حتى

  5. #4
    تنهدت برتياح ثم التفتت لتدخل غرفة شقيقها .
    " صباح الخير."
    وبعصبية ظاهرة وضعت سامنثا أصبعها على شفتيها إشارة للصمت ، ونظرت في وجه شقيقها غير تاركة مجالاً للشك بانها لن تترك المكان قبل إعطائه شرحا مناسباً.
    فسألت :" صباح الخير. هل هناك المزيد من القهوة."
    أشار دافيد إلى كرسي بجانب الطاولة وناولها كوباً من القهوة.
    " حسناً . إنه ليس كما تعتقد؟"
    " ماذا قد أعتقد؟"
    "تعتقد أن دوغ وأنا ... لم نفعل ولم نكن ." انتهت على عجل.
    نظرة دافيد الحادة انتقلت من وجهها إلى صرة الثياب التي تضعها في حضنها ." لاتخبريني أن والدتك قد أجّرت غرفتك الليلة الماضية ."
    " لست بحاجة للتهكم . هناك شرح تام لـ ... لهذا."
    "ألهذا تخرجين من غرفة دوغ في السادسة والنصف صباحاً ترتدين فقط ثيابك الداخلية وفوقها معطف؟"
    " نعم." ارتشفت بعض القهوة . وهي تحاول استعادة القصة في ذهنها." حسناً؟" كان وجه دافيد متحجراً تحت حاجبيه الأشقرين.
    وضعت سامنثا فنجانها على الطاولة ." تعطل المحرك معي في طريق العودة للبيت ، لذا ذهبنل لتناول شراب."
    تركها ترتاح لبضع دقائق . ثم أخذت تشرح تأثير الدواء الجديد ، مع كأسين من الشراب ، على دوغ ." فلم أستطع تركه وحيداً بعدما حصل له."
    " كانت عربة دوغ هنا عندما عدت إلى البيت . فلا بد أنك كنت في غرفته عندما دخات لِمَ لم تستنجدي بي؟"
    فقالت كاذبة:" لابد أنني استغرقت في النوم." كان هذا هو الجزء غير المقنع في القصة ." إضافة إلى أن اليوم كان يوم زفافك . ولابد أنك كنت بحاجة للنوم."
    حاولت أن تبتسم ." باستطاعتي متابعة نومي الليلة . لن أكون في شهر العسل."
    توردت وجنتا دافيد ، لكنه تجاهل ما قالته ." الآن دعينا نسمع الجزء الذي تركته ."
    "لا أعرف ماذا تعني ."
    " لم تكوني قط كاذبة ممتازة." تفحصها دافيد من خلال فنجانه . وفجأة ارتسمت على وجهه ابتسامة ." بالطبع . أنت ودوغ." رجع إلى الوراء . " لقد اشتبهت منذ سنوات في أنك كنت تحبينه . وأخيراً أوقعت به . أليس كذلك؟"
    " لاأعرف ماذا تقصد." وأعادت سامنثا الفنجان بيد ثابتة.
    "وتريدين مني أن أشكرك . وتدعين أنك لاتريدين أن تأتي بدوغ إلى البيت." وغرق دافيد بالضحك." متى حدث ذلك ؟ متى أصبحتما متفاهمين ومنسجمين بهذا الشكل ؟"
    " لاتكن غبياً . دوغ وأنا ... الفكرة بكاملها منافية للواقع." وعادت إليها ذكريات قبلات دوغ فحولت أنظارها عن شقيقها الذي لم يغب عنه أن التورد المفاجئ على وجهها يدينها.
    " لاتسغفلي شقيقك الأكبر." كان صوته يدل على شعور متساو بين المتعة والنصر.
    فأصرت هي :" إنه فعلاً فقد الوعي من تأثير الدواء والشراب ."
    "إني متأكد من أنه فعل . كما إني متأكد تماماً أن سامنثا دفعته ، فوراً ، إلى سريره، متجاهلة شقيقها الأكبر ونامت معه في سريره ، راجية أن يستيقظ دوغ ليجد نفسه مرتبطاً بسامنثا الجديدة التي أعجبت مؤخراً بأوصاف دوغ فأخذته إلى السرير لتنام بجانبه طوال الليل."
    " هذا ليس صحيحاً ..."
    لم يستمع دافيد إليها ." انتظري حتى أخبر ليندا ."
    "لاتفعل ... "
    " وبعد دقيقة ، أعتقد أن علي أن أمزق صدر صديقي القديم لأنه أغرى شقيقتي الصغرى ، ولكن هذا مختلف."
    تجمدت يدا سامنثا حول فنجانها . أية ورطة ، وضعت نفسها فيها ؟ إذا أقنعت دافيد أنها ودوغ غير متحابين ، فإنه سيتحرى أكثر عن الموضوع . إنه على حق . إنها لم تعرف ابداً كيف تكذب عليه . أسهل لها أن تجاريه الآن ... وبعد ذلك يمكنها أن تشرح له الأمر . بعد شهر العسل . عندئذ لا يهمها الأمر كثيراً لأن دافيد وليندا يكونان قد تزوجا بأمان . نظرت إلى شقيقها بابتسامة باهتة ." أردنا أن نبقي الأمر سراً."
    " لماذا؟"
    رفعت كتفيها مدافعة ." اليوم هو يوم زواج ليندا . وليس من المناسب أن نسرق فرحتها بإعلاننا ..." وقفت الكلمات في حلقها.
    "هل أنتما مخطوبان؟" وازدادت ابتسامته إشراقاً.
    " لا! هذا ليس صحيحاً . أرجوك ، دافيد . أحتفظ بسرنا ."
    حركت الكوب بين يديها ." إنه ليس مألوفاً لدي أو لليندا أن نتقاسم الأضواء . دعها تستمتع بيومها هذا ، وبعد ذلك ..."
    هز دافيد رأسه راضياً ." إنك لا تحبين أبداً أن يشاطرك أحد محور الانتباه."
    " ذلك واضح . ثم انك لن تخبر احداً ."

  6. #5
    "بشرفي الكشفي." وأتبع ذلك قائلاً:" إن سرك بأمان معي."
    "أي سر؟"
    استدارت سامنثا بذعر . كان دوغ واقفاً قرب قبضة الباب في غرفته . وبإمكانها رؤية جفنيه المغمضين على الرغم من المسافة بينهما.
    وقبل أن تكلمه ، وقف دافيد على قدميه واجتاز الغرفة ليصافح دوغ بحماس. إنك كلب ماكر . تهاني."
    جفل دوغ وغطى عينيه بيده الأخرى ." عن ماذا تتكلم بحق الجحيم؟" أزاح دافيد يده ، اجتاز دوغ الغرفة وسكب لنفسه فنجاناً من القهوة ليشربه بشراهة ثم سكب فنجاناً آخر ، التفت واستقرت أنظاره على سامنثا . رفع حاجبيه لرؤيتها غير مرتدية كامل ثيابها ." التهانب لأجل ماذا؟"
    " عن الذي أخبرتني به سامنثا الآن ." قال دافيد بسرور غير آبه بنظرات الغضب في عيني سامنثا . وعاد إلى غرفته ، ويده مرفوعة باستسلام ." حسناً . لن أقول كلمة أخرى ؛ ماعدا أني موافق كلياً."
    جلس دوغ متثاقلاً على كرسي مقابل سامنثا ." إني لست برجل جيد ، ولدي شعور أني سأكون أسوأ عندما اكتشف ما يتكلم عنه شقيقك."
    الأخذ بالثأر شيء جميل ، فكرت سامنثا بذلك . رمقته بنظرة محتشمة ." أعتقد أن جميع الأخوة يسرون عند إعلامهم بأن شقيقتهم قد خطبت لتوها."
    " تهانيَّ . من هو هذا التعيس ، الشيطان غير المحظوظ؟"
    أشارت سامنثا نحوه بفنجانها.
    صعق دوغ . " انتظري لحظة . تقولين أنك وأنا ... مستحيل!"
    رمقته بعينيها وتنهدت بقوة ." كنت عاطفياً جداً مما جعلني أنجذب نحوك بقوة ."
    " عم تتكلمين أنت؟" وضع فنجانه على الطاولة . " ماذا يجري هنا؟"
    ارتاحت سامنثا لسماعها صوت جريان الماء أثناء أخذ دافيد حمامه ، مما يمنعه من سماع صراخ دوغ . وأطلقت نظرة متجمدة نحو الطاولة .
    " دعني أخبرك بهذه الطريقة . إن أحمر الشفاه على بشرتك هو ليس من ليندا ."
    " أعرف ..." وحلت نظرة محملقة مكان الغضب في وجهه.
    " ماذا حدث الليلة الماضية؟"
    " لنبدأ بذلك ، إنني لست الشخص الذي يتصنع الغباء."
    " لا أتذكر كثيراً عما حدث ."
    " إنني لست مدهوشة ."
    " لكني متأكد ." ثم تابع :" ستكونين أكثر من سعيدة إذا تكلمت شيئاً ، دون أن تحذفي من التفاصيل."
    أسرعت سامنثا باخباره عن أحداث الليلة السابقة متجاهلة ذكر كل شيء حدث منذ أن دخلت إلى غرفة نومه . وزاد الاستياء في نظراته عندما وصلت إلى نهاية القصة ." وعندما ضبطني دافيد خارجة من غرفتك هذا الصباح . توصل إلى هذا الإستنتاج."
    " والذي لم تهتمي بتصحيحه."
    " حاولت لكن ..."
    " لكنها فرصة أعجبتك لتضعيني في مهب الريح ."
    " لم أكن أفكر بك إطلاقاً . أنا ..."
    فقال :" أستطيع تصديق ذلك . الآن وقد حصلت على متعتك بإمكانك إخبار دافيد الحقيقة."
    "لا. ليس قبل عودته وليندا من شهر العسل ."
    "إذا كنت تعتقدين أنني سأتظاهر بحبك فقط لأجل شقيقك ..."
    "ضبطني خارجة من غرفتك بعد قضاء الليل معك . خائفة عليك!"
    " لم أطلب منك البقاء ."
    فواجهته بقسوة ، نعم لقد فعلت لقد رجوتني."
    " إنك تكذبين ."
    " هل أنا ؟ إنك تتذكر ذلك جيداً؟"
    " تعرفين اللغة جيداً . إنني لا أتذكر أي شيء بعد دخولنا المربع ." ووقف مائلاً :" إني ذاهب لاخبار دافيد بالحقيقة ."
    فوقفت سامنثا بدورها :" حسناً . أخبر دافيد بالحقيقة ."
    كانت ترتعش من الغضب ."أخبره كم تحب عروسه . أخبره كيف نمت مع شقيقته لأنك تعتقد أنك تمارس الحب مع خطيبته . إذا كنت محظوظاً سيوقف الزفاف . وهذا ما تريده ، أليس كذلك؟ أن يلغى الزفاف . أخبره . ماالذي تنتظره؟"

  7. #6
    الفصل الثاني

    سقط دوغ بقوة على الكرسي . كان الرعب يملأ عينيه وهو يحدق بسامنثا. " هل اعتديت عليك الليلة الماضة ؟"
    غطى وجهه بيديه متأوهاً . " أوه ، لا ، لا أستطيع تصديق ذلك ." نظر إلى الأعلى والألم مرسوم على وجهه ." إنك على حق . بالطبع سوف نتزوج . إن ذلك أقل ما يمكنني عمله ."
    وهز رأسه ." أنا آسف . أعرف أن هذا لا يساعد كثيراً..."
    تنهدت سامنثا ساخطة وهي تجلس . وفكرت في أن ترك الأمور له سيجعله يستنتج الشيء الذي لم تقله ." هذه سخافة ، ليس عليك أن تتزوجني . إنك لست من ذلك النوع من المعتدين ."
    سأل وهو يحدق بكوبه :" ماهي الأنواع الأخرى الموجودة ؟"
    "إنك قبلتني فقط عدة مرات." ورسمت خطوطاً صغيرة بأصبعها على الطاولة ." إنه ليس ما فعلته ، ولكن لماذا فعلته."
    رفع رأسه ." هل تهتمين بإيضاح الأمر لي؟" سأل ذلك بلهجة حادة .
    " ليس تماماً ، لكني أعتقد أن ذلك أفضل . إنك اعتقدت أنني ليندا."
    ضاقت عيناه." ليندا؟"
    " لقد تكلمت كثيراً ، وكثيراً عنها الليلة الماضية ."
    ولم تستطع سامنثا مواجهة نظراته ." لقد تحدثت عن مقدار جمالها و ..." أخذت نفساً عميقاً ." ... وكيف أنك تريد أن تكون عشيقها ..."
    "حسناً." وقف دوغ بحزم ومشى نحو الباب المفتوح إلى الشرفة . الستائر مفتوحة ، والثلوج تغطي جانبي الطريق وأشعة الشمس تقبل هذه الثلوج عند الصباح . كانت الثلوج تنبسط على الجبال والغابات . وفي هذا الصباح الباكر كانت ماتزال الجبال منظراً طبيعياً خاصاً بالطيور والحيوانات وبعد قليل يأتي المتزلجون وتنبعث الصرخات ، هذا بينما تتصاعد ألحان الأرغن هنا وهناك

    " أظن أنك تعتقدين أنها مزحة جيدة ." قال لها دوغ دون أن يلتفت إليها . كانت البذلة التي نام بها ، مجعدة وكانت قدماه ما تزالان في جواربه ، لكن ثيابه لم تستطع أن تخفي جسمه الصلب النحيف.
    هزت سامنثا رأسها . " لم أكن أقصد الضحك."
    " لِمَ لا ؟ فالتفت إليها أعتقد أنك اغتنمت فرصة كهذه لتجعليني غبياً."
    " إنك لست بحاجة لهذا . على كل حال ، إنه ليس تماماً كملاءات سريرك القصيرة أو سحب قبضة الباب.
    ضحك دوغ . " أو وضع الدود في حذائي."
    وأطلقت ضحكة قصيرة :" نسيت هذا . ولم أفكر في أني نسيت النظرة على وجهك ."
    مرر دوغ أصابعه على شعره البني المجعد . وقال بلهجة خلت من العاطفة :" كنت دائماً طفلة مزعجة . لكني لم أفكر قط في أنك كنت قاسية ."
    " شكراً لهذه الكلمات اللطيفة . هل هذا يعني أنك سوف تغفر لي خبثي ؟"
    وأضافت بصوت يملأه الحسد :" إني أدين لك لإخفائك مشاعرك عن دافيد . إنه لطف منك ولن أنسى لك ذلك."
    " ما الذي يجعلك تعتقدين أني كنت لطيفاً مع دافيد ؟" مشى عبر الغرفة وأمسك بذقنها ، وأجبرها على النظر إليه ." لا أريد شفقتك أبداً . لذا أخرجي هذه النظرة من عينيك."
    ابتعدت عنه ." لن أضيع وقتي آسفة عليك ، من ناحية أخرى ، ليندا ليست من نموذجك."
    " من المفروض الآن أن أستمع إلى نصائح من محرومة من الحب ." وضع كرسياً قريباً منها وجلس يحرك قدميه .
    " حسناً، تابعي . ماذا تقترحين على أستاذ غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في حب زوجة أفضل صديق له ؟"
    " ابحث عن شخص آخر . شخص غير مرتبط."
    " إنها فكرة لم تخطر لي على بال؟"
    " لقد فعلت." تمتمت سامنثا ساخرة ." إننا مخطوبان ، تذكر ." كانت ردة فعل دوغ بعض الشتائم اللاذعة التي جعلتها تضحك . عندما وقف ومشى نحو غرفة نوم دافيد توقفت نهائياً عن الضحك . مشت عبر الغرفة واعترضت طريقه . " ماذا تريد أن تفعل؟"
    " سأخبر دافيد بالحقيقة."
    " هذا غير ممكن . إن الأمور معقدة جداً . إنه يميل إلى تصور أنه يوجد أشياء أكثر مما أخبرناه ، ومن ثم كل شيء عن ليندا سيظهر ، وأنت
    تعرف أنك لاتريده أن يعرف . وسوف يعرف دافيد إذا ما اكتشف شعورك ، إنك تميل لإلغاء الزفاف بكامله ، حتى لو كان لايريد أن يؤخره أو يلغيه . لو كنت صديقه حقاً ، لكان ينبغي عليك إبقاء فمك مقفلاً ومتابعة هذه اللعبة . ما الضرر في ذلك ؟ لقد جعلت دافيد يعدني بأن لا يخبر أحداً . علينا فقط الادعاء اليوم ، وبعدها سوف يرحل . وعندما يعود من هاواي ، فسوف نخبره أننا قد غيرنا راينا."
    أمسك دوغ بيديها ليزيحها من طريقه.
    " أعتقد أني سمعتكما تتهامسان . ماذا يجري هنا؟" تكلم دافيد من وراء سامنثا . لم تسمع بابه يفتح.
    أرسلت نظرة توسل إلى دوغ ، وقالت :" إن دوغ مصمم على عدم إبقاء موضوعنا سراً . إنه يريد إخبار

  8. #7
    العالم الآن بدلاً من الانتظار للغد ، ولكني لا أعتقد أنه سيكون عملاً يعجب ليندا ."
    وقف دافيد بجانبها وربت على ظهر دوغ وهو يمر ." إني معك . أصرخ بها من أعالي الجبال . هذا ماشعرت به عندما وافقت ليندا ."
    أحست سامنثا بدوغ يتسمر في مكانه ، وبأصابعه تشتد حول ذراعها . قالت بسرعة :" حسناً ، افعل ما تريد . ليس من المناسب ، إذا أراد احد الخطيبين القيام بعمل صغير أن لا يوافقه الآخر في الواقع ، إذا كلن دوغ مصمماً ." قاومت النظر إليه ."...فإني سأعلن خطوبتي الآن على الفور ."
    شدها دوغ نحو جسده الصلب ." أوه ، لا ." قال بنعومة . " إنك لن تفعلي ذلك بهذه بسهولة ."
    أحنى رأسه وغطى فمها . لم تستطع معارضته ودافيد واقف هناك . وفي الواقع استغل دوغ الموقف ، ودفع نفسه للقيام بهذا العمل في محاولة منه لإضهار رجولته المسيطرة .
    كانت سامنثا تريد إيقافه عند حده لكن ، بدلاً من ذلك ، كانت مجبرة على مجاراته في اللعبة . أرخت جسدها ومالت نحوه ، ويداها حول رقبته . رفع دوغ يديه وغطى وجهها وأصابعه تداعب خصلات شعرها محاولاً ، بذلك ، إثارة مشاعرها ولم تكن هي ترغب في إثارته ، إنها فقط تود الابتعاد . ولكن ، بدلاً من ذلك ، أكملت ما بدأ به دوغ وقد انتابها شعور متتابع من البهجة سرى في جسدها . لقد نسيت دافيد ولم تعد تفكر بسوى رغبة قوية ، ضاغطة ... أبعد دوغ جسده عنها ونظرت إليه بارتباك . لكن وجهه لم يخبرها بشيء .
    سعل دافيد من ورائهما . " حسناً أعتقد أن هذا يحدد ذلك . "
    قال لهما وبدا الارتياح في صوته ." السؤال الآن هو ، هل أعلن ذلك أم لا ؟"
    " لا." لم تستطع سامنثا إخفاء نظرات المناشدة في عينيها .
    شد دوغ على يدها ." حسناً دع سامنثا تفغل ما يحلو لها هذه المرة ." مشى دافيد نحو المطبخ ، وأخفض دوغ صوته ، يريد إسماعها وحدها ." إنه شيء مثير للأسى إذ لم أكن في كامل وعيي الليلة الماضية . لأدرك قيمة ما فقدته ."
    كافحت سامنثا للتحرر من قبضته ." نعم شيء مثير للأسى ، لأنك الآن قد حصلت على القبلة الوحيدة مني لتبقى في ذاكرتك بقية حياتك."
    "لايهمني ذلك." وظهرت ابتسامة غير سعيدة على فمه " بالمناسبة ، من الذي داس ، منا ، على الفرامل ؟"
    نظرت إليه سامنثا بعبوس واستغراب ." تقصد عندما تعطلت العربة؟"
    " لا. في سريري الليلة الماضية . قلت إننا كنا نتبادل المشاعر فيما بيننا . كان واضحاً الآن أنك كنت راغبة في الاستمرار بذلك طوال الليل."
    " إني لا ..."
    " إذاً كيف لي أن أعرف ذلك ، الليلة الماضية ؟" فتح معطفها ، واسترق دوغ نظرة إلى ملابسها الداخلية قبل أن ينظر في وجهها. " هل أنت متأكدة أننا لم نفعل ؟"
    فقالت بصوت عال:" نعم." رفع حاجبه بشك من هذا الرفض ، ودون تفكير ، خرجتمن الغرفة وهي تقول له :" إنك تشعر بالنعاس." وتبعتها ضحكته المدوية خارج الباب.
    ابتسم الكاهن ." بإمكانك تقبيل عروسك." تورد وجه سامنثا وهي تتذكر قبلة دوغ هذا الصباح. وألقت نظرة عفوية نحوه . غاص قلبها لرؤية الهم على وجه دوغ ، لكن الغضب سرعان ما حل محل العاطفة. يجب أن لاتسمح لدوغ بالوقوف بين دافيد وليندا. وأسقطت سامنثا ، تعمداً منها باقة الزهور من بين يديها . وتجاهلت الضحكات المكتومة المنبعثة من ورائها.
    انحنت إلى الأسفل لإلتقاط الزهور ، وهي تراقب دوغ من طرف عينيها . وكما أملت ، فقد نجحت في لفت انتباهه عن العروسين.
    وقفت ، ورمقته بنظرة خجلة ، وأضافت ابتسامة ماكرة مصطنعة . فلمعت عينا دوغ متوعدة بالعقاب أيظنها خائفة منه؟ ياله من متعجرف إن غضبه يساوي غباءها . كيف سمحت له بالاعتقاد أن استغراقه في النوم الليلة الماضية قد بتر عواطفهما ؟ إنه لن يدعها تنسى ذلك . والذي خرب علاقتهما بالكامل ... كفاحه الدائم لأن يكون هوالأفضل وكذلك ليكون
    المتقدم على دافيد . وصلت ليندا إلى باقة هور زفافها ورمقت سامنثا بابتسامة. لقد كانت زوجة شقيقها عروساً فاتنة ذات شعر أشقر يلتف حول ذقنها وينسدل على عظام وجنتيها . كانت طويلة ، وعيناها رماديتان ، تشعان بالسعادة ، وبنفس مستوى عيني زوجها الزرقاوين . عرض دوغ ذراعه على سامنثا وتبعا العروسين . حبها لشقيقها وسعادتها به ، ملآ قلبها . الفرق بين عمرهما هو ست سنوات ، لكنهما كانا متشابهين كان لديهما نفس الذقن والأنف والفم الواسع . لكن شعر دافيد كان خفيفاً ولا يحمل احمرار شعر سامنثا . وتحب أمهما ان تقول إن دافيد كان يتصرف كرجل ناضج فهو منظم ومريح في معاملاته.
    والدتها تحب أن تقول إن أفراد عائلة آردن خلقوا قصار القامة فطول سامنثا يبلغ متراً ونصف المتر ، وهي تحس بأنها قزم أمام قامة دوغ الفارغة . إن باستطاعتها اللاحساس بعضلاته المتوترة في ذراعه من خلال بذلته الصوفية ، وتعرف أنه يفكر بالمرأة التي يتبعها وهي عروس . المرأة التي ليس له الحق في أن يحبها . شدت ذراعه بقوة . قائلة بنبرة عذبة :" أتمنى لو أزلت نظرة الاشمئزاز من على وجهك."
    علق دوغ يدها بين ذراعه وجسده ." وأنا أتمنى ..." وبدا صوته وديعاً. " ... يوماً ما ، سيعلمك أحدٌ ما ، كيفية التصرف."
    تكلمت سامنثا من طرف فمها وهي تبتسم لصديق قديم :" على الأقل أتمنى أن لا يأتي البرق ويجبر

  9. #8
    أخي دافيد على الموت."
    توقف دوغ خطوة ، وصرخ :" لا. إنك تتمنين أن يقتلني أنا ." وقبل أن تستنكر ، أضاف :" ربما ذلك بسبب جسدي البارد الذي يقلبك رأساً على عقب."
    حاولت التحرر من قبضته المشدودة ." دعنا نقل إني أفضلها . ومن السهل جداً تجاهلها."
    " هل هذا يعني أنك وجدت جسدي الحي لا يقاوم؟" فشد على ذراعها.
    طأطأت سامنثا رأسها :" الكلمة كريهة." ووقفا رغماً عنهما للمصور في نهاية الجناح.
    أمسك دوغ بها كالقطة الشرسة ." إذا كنت تعتقدين أني كريه ، فكيف ، إذن ، تقبلين الرجل الذي لا تحبين؟"
    فقالت هامسة :" ربما لأن أخي كان يراقبنا."
    "هذا صحيخ . علينا أن لاندع دافيد يكتشف الحقيقة . بإمكانك الاعتماد علي." وبدا الاخلاص في صوته.
    نظرت سامنثا إليه بارتياب. النظرة البريئة في وجهه أدهشتها ، لكن الغضب في عينيه حذرها . دوغ يحتقرها لاكتشافها سره. لكنه تأخر . وهو مصمم على أن يجعلها تدفع الثمن.
    استمرت معركتهما بعد الظهر . معركة صامتة ، بحيث أن الخصمين فقط يعلمان أن المعركة دائرة بينهما.
    حدق دوغ بمكان الاستلام في مكتب الاستعلامات . وضع يده على خصرها وأنزلها على وركها بعاطفة حميمة . فحدقت سامنثا به.
    رمقها بابتسامة بريئة ." دافيد يراقبنا ." قالها هامساً.
    بدلت سامنثا نظرة الغضب بابتسامة ." احتفظ بيديك لنفسك."
    ابتسم دوغ لها." إن دافيد يعرفني جيداً وعلي إقناعه بذلك ."
    " تعني أنه يعرف أنك منحرف؟"
    رفع مرفقه إلى جانبها." سيدة جرافي ... لا أعتقد أنك قابلت شقيقة دافيد ، سامنثا آردن . سام ، سيدة جرافي . انتقلت إلى هنا من تكساس العام الماضي واشترت مخزن الهدايا من تيد بلوز."
    كشفت المرأة الكبيرة عن ابتسامة جذابة لسامنثا ." لقد أخبرتني والدتك عن عملك في سويسرا . إنك شجاعة جداً لتعبري نصف العالم بنفسك." لفتت نظرها نحو دوغ . " علينا التأكد من بقائها هنا الآن لإنها بيننا ."
    " لست متأكداً من أن سامنثا ترغب بالبقاء في بريكنريدج." قال دوغ وهو يلوح باتجاه السيدة جارفي .
    "ولد غبي." قالت له . " لو كنت أصغر بعشر سنوات لكنت أريتك كيف يمكن ذلك ." ثم تحركت من حوله .
    " عشرون سنة." تمتمت سامنثا ، وقد ملت من ألعابه السخيفة . لم تستغرب كيف أن ليندا فضلت دافيد على دوغ.
    " لاأستطيع تصديق كيف أنك تعمل دليلاً لهذه المرأة العجوز . إنك لم تضبط دافيد غارقاً إلى هذا المستوى ."
    قبل أن يجيبها ، أتى دافيد وليندا ووقفا بجانبهما ." من الأفضل مراقبة دوغلاس ، يا عزيزتي . إن السيدة جارفي تتهيأ لإمساكك و ..." وابتسم دافيد لسامنثا . " ... ودوغ غارق في نظراتها."
    فقال لها دوغ :" تحذيرك أتى متأخراً جداً . لقد نظرت إلى سامنثا وبامكان المرء رؤية أجراس الزمان تقرع في ذهنها."
    فضحك دافيد :" لقد قلت دائماً إن السيدة جارفي لها رؤية ثانية ."
    قهقهت ليندا ." أليست قبعتها الفاضحة غريبة ؟ أخبرها دافيد أنه لو رآها بها قبل أن يتزوج ، لتزوجها بدلاً مني."
    رفضت سامنثا بإصرار النظر إلى دوغ . أحاطها هو بذراعه ودفعها نحو صدره وبدأ يداعب معدتها بيده ، لقد أحرقتها حرارة يده عبر ردائها . استجمعت كل قوة إرادتها لتبقى هادئة دون أن تضرب دوغ بحذائها . إنه لا يحب أن تقارنه بدافيد ، وهو الآن يتابع لعبته بوجود دافيد . ولكن ، إذا أساء اللعب فستفعل هي ذلك . " لم أقبل العريس بعد." وقفت بعيداً عن ارتباك دوغ ، عانقت دافيد بحماس وقبلته . والتفتت تبتسم لدوغ ." ألا تريد تقبيل العروس؟"
    رمقها بنظرة مميتة ، ووضع يديه على كتفي ليندا وابتسم لها قبل أن يقبلها قبلة باردة على وجنتها ." إنه يبدو من الغباء أن أقبلك بشكل أفضل بينما أصبح معك الأفضل وهو دافيد . لكني أفعل."
    رمقته ليندا بنظرة باهتة . " شكراً لك ." كانت شاحبة الوجه.
    ارتجف قلب سامنثا جزعاً . ليندا تعرف أن دوغ غارق في حبها . أسرعت تنظر إلى دافيد ... كان يضحك من بعض حركات دوغ . إنه لا يعرف . التفتت سامنثا نحو ليندا زوجة شقيقها الجديدة كانت هذه تحدق بها بشحوب . أحست سامنثا بوجهها يتوهج . لقد اشتبهت ليندا بأن القبلة قد صممت عن قصد . واعتقدت أن سامنثا فعلتها لتربكها . ابتلعت سامنثا ريقها بصعوبة وأسرعت في الكلام ." إني آسفة لأن شقيقتك لم تحضر الزفاف ."
    وأتى صوت ليندا بارداً :" لن تسامح جيل نفسها لأنها أصيبت بمرض الجدري وهي يانعة في سن الثالثة والعشرين . بقد كان لطفاً منك أن تحلي محلها في اللحظة الأخيرة."
    فقالت سامنثا :" إن حظي كان جيداً ، فالثوب كان مقاسي باستثناء انه كان يجب تقصيره . وهذا لا يهم .كنت عروساً رائعة بحيث كان بإمكاني أن أرتدي أي شيء دون أن يلحظ ذلك أحد . أخذت سامنثا يدي ليندا بيديها ." ... أريد إخبارك كم أنا سعيدة لأن دافيد أغرم بك ، وأتمنى أن نصبح أصدقاء."
    إخلاص سامنثا الواضح بدد الفتور . وعانقتها ليندا ." أنا متأكدة من أننا سنكون كذلك . شقيقة دافيد ذات شخصية متفردة . في الحقيقة ، كنت مضطربة عندما قابلتك .. هل هناك شيءٌ لا تستطيعين فعله."

  10. #9
    وأجاب دوغ ودافيد بصوت واحد :" الغناء."
    نظرت ليندا إليهما ." هل هي نكتة عائلية؟"
    فأجاب دوغ :" تدركين ذلك عند الوقوف خلفها ..."
    وأضاف دافيد :" والاستماع إليها في الحمام."
    فقالت سامنثا مهددة :" من الأفضل لكما السكوت أو سأغني لضيوفك ."
    تصنع دافيد الارتعاش :" لا . لا . ليس ذلك . دوغ بما أنك أفضل رجل ، إنه دورك لحماية العريس من كل الشياطين . اذهب واقفل فم سامنثا بالطعام." وظهرت ابتسامة عريضة على وجهه ." إني متأكد أن لديك طريقة ما لإبقائها صامتة ."
    وبيد غير مرحب بها ، أحاط بخصر سامنثا وقادتها نحو زاوية لا يوجد أحد فيها ." أين ... ماذا تفعل ؟"
    " ما يتوقعه أخوك مني . تقبيلك." وأحاطها دوغ كالسجينة.
    " هذا ما تعتقده ." حاولت رفع ذراعه عن خصرها ." إنك فقط تحاول إثارتي لأني جعلتك تقبل ليندا ."
    وقال لها :" ما الأمر ؟ أليست اللعبة مسلية جداً عندما تكونين الهدف ؟" شخصياً ، لدي ما يكفي من الأوقات الفارغة . وصوب نحوها نظرة غاضبة .
    لقد ذهب بعيداً. فتحت سامنثا فمها للاعتذار ، لكن ذلك جاء متأخراً فقد ضمها دوغ نحو صدره وهو مثبت يديه حول خصرها . في الوقت ذاته أسرعت بإزاحة رأسها رافضة التجاوب معه . ضحك دوغ ودفعها نحو الجدار بحيث أصبح بإمكانه السيطرة عليها بيد واحدة بينما داعبت يده الأخرى حنجرتها . وضع إبهامه على أسفل رقبتها .
    أحس بنبضها يتسارع ، قال لها دوغ :" أخائفة من أن تثوري ؟"
    " إنك لا تخيفني ."
    " إذا لم يكن خوفاً فلابد أنه شيء آخر ." وضع يده حول رقبتها قبل أن تتطور العلاقة بينهما.
    حاولت سامنثا طرد الإحساس المتصاعد " كف عن ذلك ." شد دوغ بيده على ذراعها ." لماذا؟ إننا تقريباً مخطوبان . ودفعها ملصقاً إياها بالجدار :" الرجل يحب أن يعرف هل باستطاعته إثارة المرأة التي سوف يتزوجها ."
    هذه اإشارة غير البارعة جعلتها ترفع رأسها ." إني لست ..." كان عليها تذكر مبلغ انحرافه فلم يعطها مجالاً لتوضيح رأيها . واندمجت أنفاسهما وتصعدت من ورائهما أصوات الموسيقى من القاعة . واختلط شدا بشرتيهما وأريج الزهور كل ذلك نشر حولهما جواً من رائحة المسك . عميقة مثيرة ، وقد سيطرت شفتاه على الموقف . كان كعادته مسيطراً على مشاعرها . وبعد قليل كان عليه أن يحررها بعد أن سحق كل مقاومة لديها.
    رفع رأسه ." هل هذا كافٍ؟"
    حاولت سامنثا إنكار تأثيره عليها ." ماذا ستفعل إذا قلت لا ؟"
    ضحك ضحكة خافتة ." إني لا أستطيع جعلك تصرخين ، هل أستطيع ذلك ؟"
    أزال مزاجه خيوط العنكبوت التي أوقعتها في الشرك.
    وأغلقت أهدابها لتخفي عاصفة من الشعور ، من الرغبة التي أثارها دوغ ، لقد فاق بذلك ، غيره من الرجال أحست بالراحة لأنه لم يأخذ جوابها على محمل الجد . وأسفت للمشاعر التي أثيرت بسهولة والتي كانت كاذبة . وهذه المشاعر التي كانت مبنية على أسس واهية . وأخيراً، شعرت بالذنب وأيضاً بعدم الرضا لجرها لنفسها سلسلة الأحداث هذه لأنها أظهرت معرفتها بسر دوغ المؤلم ." إني آسفة ، لإجبارك على تقبيل ليندا ، كان ذلك قساوة غير مقبولة . إني لا ألومك على غضبك."
    " اللعنة ، لا تعتذري."
    رفعت رأسها لتحدق به ." لم لا؟"
    " لأني أكره هذه الخدعة الصغيرة عندما ترتعش شفتك السفلى ، لقد فعلتها عندما أتيت بيتكم مع دافيد منذ اثنتي عشرة سنة ، ومازلت تفعلينها منذ ذلك الوقت . إنك نتنة وفاسدة وستذهبين إلى أي مكان لتحصلي على ماتريدينه أو بالتحديد للثأر ، ولكن ، عندما قررت أنك غير قابلة للإصلاح بتاتاً ، بدا شيء بداخلك يدعوك للإنتباه إلى سلوكك ، فاعتذرت . وهذا الارتعاش المحزن يترك في نفسي دائماً شعوراً مزعجاً."
    " إذاً انها تعمل ، أليس كذلك؟"
    أطلق ضحكة قوية ." هذا ما اعتقدته في البداية . لابد أن هناك خدعة محكمة للسيطرة على ضحاياك، لكني أدركت بعد ذلك أنك أخلصت التوبة . علي أن أعرف أن أي شخص يِمِت لوالدتك وشقيقك بصلة ، لايمكن أن يكون سيئاً كلياً."
    " إني متأكدة من أن والتي وشقيقي سوف يسران برأيك الجيد بهما."
    أمسك ذقنها بيده ورفع رأسها ." هذا أفضل بكثير مما توقعته من سامنثا المتغطرسة ." وأرسل رعشة قوية ." التوبة تعيد الارتياح لعظامي."
    فقالت سامنثا:" هل تدرك أنك اعطيتني سلاحاً."
    فابتسم دوغ :" لا. لم أفعل. لقد درست هذا الاعتذار المرتعش لمدة اثني عشر عاماً، وهناك شيء واحد أنا متأكد منه تماماً." سحب منديلاً من جيبه ." هل هناك أي أحمر شفاه على وجهي؟" عندما هزت رأسها قال لها :" وأنت لايوجد أثر لأحمر الشفاه عليك . اذهبي واصلحي وجهك." فتحت فمها لتعترض على تدخله في أمورها الشخصية ليبادرها بابتسامة وقحة:" إلا إذا أردت أن أقبلك ثانية."
    عندما عادت سامنثا إلى مكتب الاستعلامات كان دافيد وليندا يستعدان لقطع كعكة الزفاف . كان دوغ

  11. #10
    واقفاً عند جدار بعيد يراقب الموقف وابتسامة ظاهرة على وجهه. المناسبات تخلو من المشاكل عادة وكان دوغ مستعمتعاً كلياً بالمشهد . كانت سامنثا أكثر معرفة ، كذلك دافيد . شقت طريقها بين الجمع باتجاه دوغ ووضعت يدها بيده.
    " مسكين . الكلب الصغير يفقد عظامه؟"
    وكانت ابتسامته عريضة." عندما تحدث معجزة ، عندها تصدقين رجلاً."
    "هذا تحسن واضح؟" أدارت وجهها نحوه." إنه مدهش ما سيفعله قليل من التبرج."
    " لقد توصلت إلى حقيقة مفادها أنك وصلت إلى سن النضوج في الرابعة والعشرين." ونظر إلى وجهها قليلاً.
    " تبدين بنفس الوجه القديم بالنسبة لي."
    كشفت عن أسنانها بابتسامة." إنه إطراء."
    " أعرف أكثر من أن أمدحك." وكانت ابتسامته مشرقة كابتسامتها." تذكري الوقت الذي أخبرتك فيه أني اعتقدت أنك أذكى من صديقتك ... ماذا كان اسمها؟"
    "تيفاني."
    فقال:" لقد ملأت سريري بمكعبات الثلج."
    " وعلى الرغم من ذلك، تذكرت عندما كنت مستقيلاً ففي كل مرة تأتي تيفاني كنت أنت وشقيقك تعملان مابوسعكما لتسليتها كان ذلك الوجه الجميل مثيراً للرثاء ، أسنان جميلة وخصلات شقراء طويلة بشيء من التجعد وفم مليء بالمعادن ، وهل كانت ذكية أم لا؟"
    "أولاد الكلية ينقادون وراء رغباتهم."
    "لم تكوني بنت كلية إذاً. كنت في الثالثة والعشرين."
    "منذ سبع سنوات." رفع ذقنها ." الفتاة التي كانت تلعب ألعاباً صبيانية تتحول إلى هذا المنحى . من كان يتوقع أن تلك البنت تصبح رائعة ؟ مرر إبهامه على شفتها السفلى ." لا شيء آخر."
    هزت سامنثا رأسها من قبضته ." ماذا تريد؟ متى كنت تدعي اللطف؟ أنا أعرف أنك تلاطفني لتطلب مني خدمة."
    لوى دوغ شفتيه بتعجب ." التغير عجيب ؛ أليس كذلك ؟ سنتان في أوروبا أضفتا عليك بريقاً خاصاً ، لكنك من الداخل مازلت سامنثا القديمة."
    "وما الخطأ في سامنثا القديمة؟"
    " كانت مؤذية ، وألماً في العنق ، وطفلاً مزعجاً."
    فقالت له :" آه ، عدنا إلى الأطراء الذي أعرفه عنك ."
    أحاطت يداه بعنقها ." مازلت ألماً في العنق ، لكن مع اختلاف بسيط . إن فمك المغل بالتكبر كان يغريني لأن أغسله بالصابون . أما الآن فهو يغريني بأن يجعلني أفعل شيئاً مختلفاً به ."
    تسارعت أنفاسها وازدادت نبضاتها لتبعد ضغط إبهامه عن حنجرتها." أعتقد أن عليك محاربة الإغراء."
    " لاأستطيع تذكر متى اتبعت اقتراحك آخر مرة لكني أشك أن ذلك حدث في هذه الفترة ." وظهرت على شفتيه ابتسامة لم تبلغ عينيه.
    "أنا لاأتباهى بذلك ." قالت له وهي تجهد نفسها.
    " تذكر كم من المرات أدى تجاهلك لاقتراحاتي إلى مشاكل حصلت معك؛ مثل المرة التي أصررت فيها على ذرع الطريق جيئة وذهاباً فتعطلت السيارة ، أو المرة التي ظننت أن بإمكانك اصطياد السلمون من دون شبكة ، أو حين أخبرتك أن العطر الذي أحضرته لك خليلتك كان لاسعاً، أو حين ..."
    ضغط دوغ بيده على فمها ." كفى . لقد
    أقنعتني الليلة الماضية أنه كان علي أن ألين وأتساهل ، إذ كان بإمكاني أن أتصور ولو للحظة أن هاتين الشفتين تبدوان ناعمتين وعذبتين . إني أفضل تقيبل سمكة مبللة."
    " لقد أشرت دائماً أن بعضاً من الشقراوات اللواتي عرفتهن كن مبللات." والتفتت حيث نودي باسمها.
    كان دافيد يشير من خارج الغرفة ." إن ليندا جاهزة لتنثر زهور الزفاف!"
    الشيء الآخر الذي عرفته سامنثا أنها كانت ممسكة بباقة رائعة من الزنبق الأبيض والزهور بينما الضيوف يصفقون.
    ابتسم دافيد ونظرة الرضا على وجه ليندا التي أخبرت سامنثا أن الزهور التي نثرتها قد وصلت إليها . وقد أخبر دافيد ليندا أن دوغ وسامنثا مخطوبان . وتساءلت عمن أخبره أيضاً. ونظرت إلى أمها وسط الزحام ، فطأطأت السيدة آردن باستحسان. بينما أغلقت سامنثا عينيها بيأس.
    "إذا كان هذا يعني أنك ستكونين العروس التالية. فأعتقد أن بريكنريدج متجهة لأن تمتلئ بالخادمات المسنّات." وعلقت كلمات الاستهزاء في أذنيها.
    تركت هذه الكلمات أثراً سيئاً في نفسها ولم تجد ما تجابه به سخرية دوغ سوى حملقة ضعيفة."
    مرت ساعات طويلة بعد رحيل العروسين لقضاء شهر العسل، وقبل أن تصبح سامنثا وحيدة مع والدتها.
    جلست السيدة آردن على كرسي أمام طاولة المطبخ وقبلت بامتنان كوب شاي قدمته سامنثا لها." كان زفافاً رائعاً. أسفي الوحيد كان عدم وجود الآن ليرى زواج دافيد."
    " أعتقد أن والدي سيوافق مستحسناً." قالت لها سامنثا.
    ابتسمت والدتها ." لقد كنت مضيفة شرف جميلة بلأمس فقط كنت ابنة الثانية عشرة سنة وكان دوغ يضايقك وكنت أنت تنتقمين."
    " والدتي . اليوم ..."

  12. #11

  13. #12
    لكن اليدة آردن قطعت أي توضيح ." لقد كان لطفاً منك إبقاء دوغ منشغلاً حتى لايفكر بليندا . لم أكن متأكدة أنه سيتقبل الموقف."
    لهثت سامنثا ." هل أخبرك دوغ ؟ على كل حال لم أفعل ذلك لأجله."
    " أعرف . إن دافيد كان دائماًَ معك . كنت شديدة الولع بوالدك ، وبعد موته استعضت عنه بدافيد . ثم أتى دوغ فاستأت من مشاركته لك في دافيد . أعتقد أن ليندا كانت مقتنعة قليلاً بأنك مستاءة منها. إني مسرورة لأنك تحبينها."
    " قال دوغ إني نتنة فاسدة."
    " حسناً ، لست نتنة ." قالت لها والدتها بحنان.
    " والدتي ! من المفروض أن تكوني بجانبي."
    وسمعت طرقاً مفاجئاً على الباب ينبئ بوصول دوغ.
    " أعرف أنك تجلسين في المطبخ كعادتك تتحدثين طوال اليوم."
    فقالت السيدة آردن ." كما كنا نفعل دائماً عند عودتك أنت ودافيد من الكلية ." صب دوغ لنفسه فنجاناً من الشاي. إنها تعمل جيداً وعروسانا الجدد لابد أنهما قطعا منتصف الطريق إلى هاواي.
    وعند مروره من أمام السيدة آردن أمسكته وعانقته سريعاً." شكراً لك."
    ربت على كتفها وجلس." إنك ترحبين بي . لماذا؟"
    " لأنك لم تخرب يوم زفاف دافيد." وأخذ دوغ رشفة من فنجانه ." وأنت إيضاً؟ كان علي أن أعرف أن سامنثا لابد من أن تنشر الأخبار في كل المدينة أن ليندا تركتني من أجل دافيد . إنها لن تترك فرصة يمكنها بها إظهاري بمظهر الغبي."
    فقالت السيدة آردن :" لاتلم سامنثا. اصغ إلي . بعد اثنتي عشرة سنة ، أعرفك جيداً . لقد راقبتك إذ كنت معجباً بليندا منذ اللحظة التي قابلتها . لقد
    أحضرتها إلى هنا للعشاء وكأنك تنظر إلى لوحة رائعة . والآن فإنك تحس أن دافيد سرق لعبتك المفضلة ." أعطته السيدة آردن طبقاً من الطعام .
    " وتعتقد أنك جرخت مدى العمر. لكن الحقيقة أن كبرياءك قد مست فقط وسوف تكتشف ذلك."
    " لم أدرك من قبل كم أن سامنثا تؤثر عليك." قال لها دوغ بصرامة.
    " إذا كنت تعني الأحاسيس المشتركة ، فإن لديها ذلك ، ولكنها قليلاً ماتختار استعمالها ." ووقفت السيدة آردن ... ووضعت يدها على ذراع دوغ ." الناس الذين يحبونك يخبرونك الحقيقة إذا طرحت كل هذه الأشياء التي تجعلك تشعر بالمرارة . لديك الكثير لتقدمه للمرأة ، المرأة المناسبة لك."
    فسألها دوغ مبتسماً:" أتخبرينني أن هناك سمكاً آخر في البحر؟"
    " أستطيع إخبارك أنني ... " عادت السيدة ىردن للجلوس على كرسيها "... لاأرى أية حاجة منذ أن أصبحت مبدئياً خطيباً لسامنثا . تذكر؟ دافيد أخبرني بما حدث."
    "أمي!" وقفت سامنثا على قدميها ." لم يحصل شيء . دافيد استنتج ذلك ، وكان ... كان أسهل أن أجاريه بدلاً من أن أشرح له . إنك تعرفين جيداً أنه لايوجد شيء بيني وبين دوغ . هذا كل ماحدث."
    أشارت السدة آردن إلى سامنثا بالعودة إلى كرسيها .
    " دافيد أخبرني عن الدواء والشراب . إني أعرفك وأعرف دوغ جيداً كما أنني أعرف البقية . وإذا لم يكن دافيد قد أحس فجأة بصدمة الأخ الأكبر لكان ، نفسه ، قد طرد تلك الفكرة أيضاً."
    فقال دوغ :" إذاً لايوجد سبب لمتابعة الخطوبة لوقت أطول."
    " لم أقل ذلك ." قالت السيدة آردن ." أعتقد أنه يوجد سبب."
    نظر إليها دوغ ." إنها ليست مثلك غريبة الأطوار، يالوسي ."
    حدقت به السيدة آردن عبر الطاولة بعينين باردتين . " إنها ليست غرابة أطوار لأم تكافح من أجل سعادة أولادها."
    " أنا وسامنثا ؟ لابد أنك تمزحين."
    " كنت أفكر بأكثر من سعادة دافيد . كما كنت أدافع عن سامنثا أيضاً . لاأريده أن يعاني لأن ..."
    فقاطعها دوغ :" دافيد أفضل صديق لي . لايمكنك تصور ... لم أفعل شيئاً لإيذائه."
    " إنك لم تقصد ذلك ." قالت السيدة آردن ببطء وأضافت :" ألا ترى أن العكس صحيح ؟ إذا أحس دافيد بأنه يؤذيك ... عندما يصحو دافيد وتتبدد
    الغيوم من حوله ، أتعتقد أنه لن يلاحظ كيف تحوم حول زوجته بشكل غير مريح ؟ وسيستغرب عما قد يكون بينك وبين ليندا ؟ وسيستغرب أيضا عن ليندا؟"
    " لايوجد شيء بيننا . لم يكن هناك وقت . ليندا قابلت دافيد قبل حصول أي شيء . وإذا كان دافيد يحب ليندا ..."
    " دافيد يحب ليندا ويحبك أيضاً. هل ستجعله يختاربينكما؟" استغربت سامنثا لأنها لم ترَ والدتها تتحدث مع دوغ على هذا النحو من قبل . يبدو أن الغضب يتزايد بينهما ، بينما دوغ يبدو كأنه ضرب بحجر.
    " إنك تعرف أني على حق ، يادوغ ." وتحول صوت لوسي آردن إلى مناشدة ." إني لاأسأل عن شيء معلن . إنه مجرد خدعة صغيرة . إني لا أطلب كثيراً ، أليس كذلك؟" ولما لم يجب دوغ ، أضافت :" سيكون ذلك لفترة قصيرة لحين نسيانك ليندا ."
    فسأل دوغ بجفاء :" وكأنها شكل سيء من أشكال العصبية ؟" وتابع وعلى وجهه ابتسامة مائلة ." حسناً، لقد ربحت ، يالوسي . اعتبريني خطيباً لسامنثا."

  14. #13
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة $$ارسنال$$ مشاهدة المشاركة
    مررررسي
    العفو ^__^

  15. #14
    الفصل الثالث 

    " لا!" انفجرت فجأة سامنثا ." لايوجد مال كافٍ في العالم يقنعني بالزواج من دوغ . إنك لاتستطيعين عمل ذلك ."
    ضحكت السيدة آردن ." سامنثا ، سامنثا. لاأطلب منك الزواج منه ، لأنك ستقودينه لإرتكاب جريمة في الشهر الأول."
    " أنا أقوده ! ماذا لو قادني هو لذلك ؟"
    " إنه أسهل لي أن أفعل ذلك ." قال لها دوغ.
    تدخلت السيدة آردن ." سامنثا ، إنك سريعة التأثر بدوغ."
    " ألا تذكرين عناده وصلابة رأيه ..."
    " لاتنسي أيضاً الثقة بالنفس والذكاء."
    قاطعت سامنثا تقييم دوغ الهازئ ." وأنا أرفض أن أجعل من نفسي أنثى غبية لأشبع غرورك."
    " انثى !" صرخ دوغ ." ماذا تعرفين عن صفتك كأنثى ؟ إنها أكثر من مجرد شعر طويل ورداء جذاب لتكوني أنثى حقيقة." أطفال . ضربت السيدة آردن على الطاولة بملعقة الشاي . " إنه من غير الضروري أن تعرضا علي كيف أنكما غير متلائمين . سامنثا تريد زوجاً يقدم لها مميزات جيدة ، وليس شخصاً يحولها إلى ماليست هي عليه . وكذلك بالنسبة لدوغ ..."
    " إنه بحاجة إلى شقراء تركع أمام قدميه وتنظر بشغف إلى عينيه وتحضر له حذاءه." اتسعت عينا سامنثا وهزت رأسها موافقة ." هذا هو اأمر . ولهذا فغن دوغ بحاجة لأن يبعد تفكيره عن ليندا ." ونظرت بابتسامة غير ودية .
    لوت السيدة آردن شفتيها ." ليس بامكانك ضربها الآن ، يا دوغ . إني متعبة جداً ولاأستطيع مسح الدماء عن الأرض."
    ابتسم دوغ للسيدة آردن ." تعرفين ، يا لوسي . إن فكرة سامنثا ليست بعيدة . إنما يمكنك تدريبها لتكون متحضرة ومطيعة . إنها بحاجة إلى دروس مكثفة لتصبح أكثر إطاعة لأي رجل ، لكن بالنسبة لك ، يا حبيبتي ، لوسي ، فإني أقبل منك القيام بذلك ."
    " مع كل مايثيره حديثك عن الوطنية من اشمئزاز ... لا يفاجأ أحد بما يقوله شخص مثلك ، ولكن ..." التفتت سامنثا إلى والدتها " ... لا أستطيع تصديق أنك فعلاً تتوقعين مني أن أضع نفسي هناك ... فقط لأن دوغ ليس ناضجاً بما فيه الكفاية ليتصرف كأوزة ملتعاة من الحب."
    " انتظري حتى تصبحي أماً ، يا سامنثا ، عندها تدركين أن الأمهات يذهبن إلى أبعد من ذلك من أجل سعادة أولادهن ."
    ثم وقفت ." كما أوقع منك ، فقد توقعت ماكنت دائماً أتوقعه . إنك سوف تتصرفين بإحترام مع الآخرين ." وضعت السيدة آردن يدها على كتف سامنثا ." إنك لم تخيبي أملي حتى الآن . والآن حان وقت نومي ، فاعذراني . تأكدي ، يا سامنثا من إقفال الباب بعد أن يغادر دوغ." قالت سامنثا بمجرد خروج والدتها :" إنه مغادر الآن ."
    صب دوغ لنفسه فنجاناً آخر من الشاي قائلاً:" لا ، إنه لن يذهب . إنك غاضبة لأن والدتك عرفتك على حقيقتك . علي القول ، يا آنسة سامنثا آردن ، إنك واقفة على رأس المشكلة . فبإمكانك الاختيار بين أن تكوني عنزة غبية أو أن تكوني حبيبة قلبي."
    " لا أدري لماذا عليَّ أن أتحمل العقاب فقط لأنك تتصرف كطفل كبير سرقت منه لعبته ."
    " السيدات يعترضن كثيراً." رجع دوغ إلى الوراء في كرسيه ." إنك أنتِ التي تزحف إلى الفراش مع رجل بلا وعي لتحصلي على حيويته . كيف لي أن أعرف ما حصل فعلاً؟"
    أوقفت أنفاسها استنتاجاته الفاضحة ." على الرغم من تفكيرك البذيء ... كن متأكداً أنني في المرة القادمة عندما تمر بهذه الحالة سأتركك للمجهول."
    " أهو أسوأ من المجهول الذي وضعتني فيه الآن ؟"
    " هل أنا من وضعك فيه ! أجب على ذلك . إنني لست الشخص الذي أزعج الجمهور في المربع الليلة الماضية بالوصف التفصيلي لما أريد أن أفعله بصدر ليندا . لست الشخص الذي ..."
    هزها دوغ ." اصمتي وإلا سأحملك على ذلك . ولن تعجبك طريقتي عند ذاك . أتفهمين ؟"
    " إنك لا تخيفني ."
    " هذه مشكلتك الدائمة لا شيء يخيفك . إنك لا تتراجعين أبداً . إسمعيني الآن ، أيتها الآنسة الصغيرة ." وشد شعرها من الخلف فأجبرها على رفع رأسها والنظر إليه ." سواء أعجبك هذا أم لا ، فمنذ هذه اللحظة ، نحن مخطوبان إذ أن هذه هي المرة الأةلى التي تطلب مني والدتك خدمة . وقد وافقت ، مع أو دون تعاونك . إن دافيد شقيقي ، بينما أنت تودين المجازفة بسعادته لمجرد النكاية بي ، لن أدعك تفعلين ذلك ."
    فأجابت سامنثا :" لن أفعل ."
    " إني سعيد لسماعي ذلك . هل بإمكاني أن أقبلك ؟"
    " لا، أنا ..." تجمدت وقد قطع فمه الصلب إعتراضها .
    أمسكت ذراعيه بيديها تدفعه بعيداً ، ولكن ، بدلاً من ذلك ، وجدت نفسها متعلقة بهما . وأخذت تصرفاته معها تضعف مقاومتها . وبدأت يده ترطب الأجواء حتى جعلها ألعوبة أمامه ، لايصدر عنها أي اعتراض أو مقاومة لما يقوم به . ثم نظرت في عينيه فرأت وميض النصر الذي أحرزه عليها .

  16. #15
    قال دوغ :" حسناً... لقد أدركت الآن سبب اعتراضك على الإدعاء أننا خطيبان . إنك خائفة ."
    رفعت سامنثا جفنيها ." خائفة مم؟"
    ضغط على شفتيها بأصبعه ." مما حدث عندما قبلتك ."


    " لاتكن غبياً." ودفعت لمسته المحرقة ." إنه القرن العشرون . النساء لا يغمى عليهن عندما يقبلن أحد . إن تخطيطك ممتاز . وطبيعي أن استمتع بتقبيلك . إنه تمرين جيد ، إذا لم يكن شيئاً آخر."
    ضاقت عينا دوغ ." إذن علي التأكد من أنه سيكون لديك الكثير من التمارين أثناء خطوبتنا."
    " لن نكون مخطوبين . إنها فكرة غبية وأنا ..."
    " لاتتسببي بالقضاء على سعادة دافيد ."
    " هذا ليس صحيحاً !"
    " اثبتيه."
    " ليس عليّ إثبات أي شيء لك . إني لست الشخص الذي يقف عائقاً أمام سعادة دافيد لأني لست رجلاً لأتقبل الخسارة . إنك غبي ..." أطلقت سيلاً من الكلمات ، ثم أخذت نفساً عميقاً. " وأكرهك من صميم قلبي."
    " هذا حسن ، إني مسرور لسماع ذلك ." وقف دوغ عند الباب الخلفي ويده على المقبض ." سيكون شيئاً مزعجاً ، ومخجلاً في الوقت نفسه إذا وقعت في حبي بينما ندعي أننا مخطوبان."
    قاومت سامنثا نفسها لكي لا ترد عليه وهي أغلقت الباب خلفه . لقد تركته يقول الكلمة الأخيرة . لم يمضِ ِ عليها شهر وهي في المنزل ليضعها دوغ في ورطة لا تحتمل ، سواء عملت كما يريد أم تصرفت العكس . إذا كان شهماً فإنه سيترك ليندا وشأنها . سيتركها ... يتركها... أقفلت الباب بضربة قوية. كان هذا هو الجواب . قد يغادر دوغ المدينة ، ونظرت إلى غرفته المظلمة ستطلب منه ذلك في الصباح.
    " لاأعلم لماذا لا تترك المدينة. إنه مجرد عناد منك . بإمكانك الذهاب ... في رحلة صيد أو أي شيء آخر."
    ونظرت في أنحاء غرفة دوغ .
    فقال ساخراً:" لاأريد الذهاب في رحلة صيد أ أي شيء آخر."
    " هل لأنها فكرتي؟"
    " بل لأن لدي خططاً أخرى لهذا الشتاء."
    " هذا صحيح . لقد خططت للمكوث هنا والتحديق طويلاً بزوجة دافيد . إنه حب حقيقي."
    نظر دوغ من أحد جوانب الاستديو الذي كان فيه ." إنني لست مجبوراً على شرح أموري لك ، إنما لوحاتي محجوزة للشهر القادم ، ومن الصعوبة أن ألغيها."

    " بالطبع . كيف يمكنني أن أنسى ؟ أعتقد أن جميع المساهمين هم من النساء."
    " لِمَ تفترضين ذلك؟"
    فقالت وهي تضع رجلاً فوق رجل رافضة الكرسي الذي يقدمه دوغ لزواره فقط :" بسبب بعض الأسباب الغريبة تنجذب النساء نحوك . لو لم أكن أعرفك لاعترفت بذلك الشعور الخارجي ، إنك تبدو وسيماً إذا كانت المرأة ترغب بالشكل الجميل إنك طويل القامة عريض المنكبين نحيل الخصر . قوي ، شعرك دائماً منسدل على وجهك يتوسل لامرأة أن تمشطه. عينان زرقاوان رماديتان في غرفة النوم ..."
    "ليستا كذلك."
    لاحظت سامنثا الإرتباك في وجنتيه مع الإرتياح ." إنهما كذلك . عينان تبعثان الحرارة ، وروح التحدي في المرأة . " إنك دوغلاس باتون كلايبورن المشهور بالصور الطبيعية غير العادية . لقد أرسلت لي والدتي تلك الصور المنشورة في المجلة . إن هذا يجعل حياتك تبدو غريبة وساحرة . أستطيع رؤيتك ، بعد يوم طويل ، واقفاً تحت الشمس في طريقك إلى خيمتك ، والأرض مغطاة بسجادة شرقية ، ثم تذهب إلى حوض الاستحمام لتحتسي الشراب بينما إحدى الجميلات المحليات تدلّك ظهرك."
    " لا أعتقد أن المجلة تتضمن شيئاً كهذا ."
    " لا؟ إنها صورة لك وظهرك إلى الكاميرا وأنت تلتقط صورة لأسد . هل طلب منك المصور أن تنفخ عضلاتك قبل أ يلتقط الصورة؟"
    " لابد أنك درست الصورة بعناية ."
    " بصعوبة . إنما ليس هذا هو الموضوع . الموضوع هو ..."
    " لأنك تبحثين عن القشور . الخطبة المؤقتة لاتخدع بشكل كافٍ لمنع الأذى."
    " لو أنك تصرفت كرجل لما كان ثمة حاجة للخداع."
    وضع دوغ بعض الريش في الصندوق واقفله . نظر إليها بتمعن ." هل هذا يتداخل مع علاقاتك الشخصية ؟"
    فقالت :" ليس ذلك من شأنك."
    " تعنين لا. من المحتمل أن الأمر لا يستغرق وقتاً طويلاً ، بالنسبة لكثير من الرجال ، ليكتشفوا أن جاذبيتك وعناقك الخارجي يغذيان قلباً قاسياً وروحاً متوحشة ." كان كلامه يدل على رغبته في إغضابها لكنها لن تدعه يصل إلى ذلك .

    " هل مازلت حاقداً علي لأني كنت أغلبك دائماً في التنس؟" ونقرت بأصابعها على الكرسي." أو سباق

  17. #16
    التزلج الذي كنت تريد أن تكون فيه ، دوماً ، منافسي؟"
    " تعرفين أنك تغشين . تمرين عبر الانحناء بدلاً من بقائك في خط مستقيم ؟"
    " لقد قلت بنفسك ن الرابح من يصل أولاً إلى خط النهاية . ولم البقاء في خط مستقيم ؟"
    فقال :" أعتقد أنه كان غباءً مني أن أتوقع منك أن تلعبي بشكل صحيح . إنني أهزم دائماً أمامك حيث أنك لاتهتمين بمن أو بما يعترضك في طريقك ، وذلك في سبيل التفوق عليّ وليذهب إلى الجحيم دافيد أو والدتك أو ليندا." قال ذلك وهو يغلق الباب وراءها بعنف.
    وأتى الشعور بالذنب ، بعد ذلك ، من وراء إدراك سامنثا أنها ورطت دوغ ، دون شعور منها . إنه يتصرف كطفل كبير ثم يتوقع منها أ تطلق سراحه . حسناً لن تفعل ذلك . ولكن رجلاً في الثلاثين ، من المفروض فيه أن يكون قادراً على حلِّ مشاكله الخاصة.
    بقي دوغ لمدة أسبوع بعيداً عنها ، كان ذلك ضرورياً في نظره. إن ظلم سامنثا له يجب أن تعلم به والدتها.
    أثناء جلوسهما إلى المائدة لتناول اإفطار ، صباح اليوم التالي ، دفع سكوت والدتها سامنثا لمزيد من الدفاع عن نفسها ." لا أرى كيف يمكنك التفكير في أنني أنانية لأنني رفضت الإدعاء بأني أحب دوغ . أعتقد أن الفكرة بأكملها في مصلحة دافيد . لقد ربح ليندا . يبدو أنك ، ودوغ تفكران بذلك ، فقط لأن دافيد قد يكتشف أن دوغ يحب ليندا ، وقد يظن أن ليندا كانت غير مخلصة له ."
    فرشت السيدة آردن الغطاء على المائدة وهي تقول :" الثقة شيء يتم إكتسابه عبر السنين بين الزوجين . لا أعتقد أن دافيد سيعاقب ليندا لخيانتها . لكني لا أعتقد أن قلب دوغ المحطم يستطيع أن يلقي ظلاً على سعادتهما."
    " ليس لدوغ قلب ليتحطم. إضافة إلى أنه أفضل من دون ليندا . إنها ليست من نوعه . كان دافيد يريها المقالات التي كتبها دوغ عن صحراء سونوران ، وكل ماكان في استطاعتها فعله هو أن تنظر إلى صور الأفاعي . أتعلمين أن دوغ ذهب خلال هذه الأسابيع إلى الصحراء ... الأيام الصعبة والليالي الباردة مع الحشرات . إنني أحب ليندا ، بلإضافة

    إلى كل ذلك ، ولكن هل باستطاعتك رؤيتها خارج هذا الإطار ؟ رأيتها تعيش في خيمة وتستحم في بركة ماء؟"
    " لاتكوني عمياء عن جمال ليندا . لو كانت ليندا تحب دوغ ... وهي لاتحبه ، فالسؤال إذاً كيف كانت ستحب الصحراء؟"
    " لست الشخص الذي يجب تطعيمه ضد العمى لمجرد رؤيته الجمال." ووضعت سامنثا الأطباق التي كانت تحملها ." إن دوغ ينجذب دائماً نحو النساء منبهراً بجمالهن ويكون أعمى فلا يراهن على حقيقتهن."
    ركزت السيدة آردن انظارها على الغطاء الأزرق أمامها ."ماذا يشبه ذلك؟"
    سكتت سامنثا برهة ثم قالت ." هل رأيت مرة وردة جميلة حقيقية وانحنيت لاستنشاقها ولم يكن لها شذا؟ هكذا يتصرف دوغ مع النساء . فهو يختار الشكل دون أي شيء آخر."
    ضحكت الأم ." تعنين بذلك أن ليندا ليس لها رائحة ."
    هزت سامنثا رأسها ." ليندا وردة من الطراز القديم ذات أريج خرافي ." نظرت إلى والدتها ." ربما لهذا تفضل دافيد على دوغ ؟"
    فقالت الأم :" إنه يأخذ وقتاً ليشم الوردة ؟ اضحكي إذا أردت ، لكن نعم . فدافيد يبذل قصارى جهده لكي يحدد ما تقوم ليندا به . أتذكر عندما أحضر دافيد دوغ إلى هنا لأول مرة . كان مظهر دوغ الخارجي يبدو مؤدباً وصدوقاً ، لكني اكتشفت بعد ذلك أنه يستخدم ذلك كحيلة لايهام الناس.واستغرب ، غالباً ، ما إذا كانت تربيته هي السبب في ذلك . فقد كان الأبن الوحيد لوالد مشغول دائماً بالقوات الحربية . ووالدة نذرت نفسها لخدمة زوجها ... وهكذا ترك دوغ ليكوّن نفسه بنفسه . وأتصور ذلك عندما كان والدك مشغولاً بالمزرعة ، إذ أتذكر كيف حاول الناس خداعك . وربما حصل ذلك لأن قلة من الناس يستطيعون الإقتراب من دوغ الحقيقي . إنه قليلاً ما يتحدث عن نفسه."
    فصاحت سامنثا :" دوغ؟ إنني أستطيع قراءته ككتاب مفتوح."
    " هل تستطيعين ؟ ربما." وتناولت الأم منديلاً آخر.
    " دافيد." هتفت سامنثا وهي تسرع عبر الغرفة لتعانق أخيها وزوجته ." لقد عدتما باكراً."
    فقالت ليندا:" قررنا أننا بحاجة إلى يوم راحة هنا قبل العودة للعمل."
    وأضاف دافيد :" ما تعنيه حقيقة . هو أن عيني بحاجة للراحة من مناظر النساء شبه العاريات والتنانير القصيرة المتمايلة."
    فقالت سامنثا :" تبدوان رائعين . يبدو على وجه دافيد الراحة والاطمئنان على الرغم من مظهره الخارجي ، وأنفه المحروق من الشمس. يبدو واضحاً أن ليندا تنعم بحبه . كيف كانت هاواي؟"
    تكلمت السيدة آردن أولاً:" دعوني أنادي دوغ وأخبره أنكما عدتما . ثم تحدثنا جميعنا معاً." وتركت الغرفة.
    فقال دافيد :" إن دوغ يتأخر في عمله . لقد رأيت الضوء في الاستديو عندما مررنا . اعتقدت أنه هنا ." ونظر إلى سامنثا .
    تنفست سامنثا بعمق وهي تعد نفسها لتوضح لدافيد الأمر وكيف أنه أساء فهم ما جرى بينها وبين دوغ ولكن ، حين بدا أن ليندا انزعجت عند ذكر اسم دوغ ، وبهتت إشراقتها.
    فجأة أدركت سامنثا أن عليها الموافقة على الخدعة المقترحة من والدتها ومن دوغ ، فابتلعت ريقها

  18. #17
    مشكوووووووووووور على الرواية الرائعة... منتظرين البقية
    2N401012

    pns00279

  19. #18

  20. #19
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ملاك عسل مشاهدة المشاركة
    مشكوووووووووووور على الرواية الرائعة... منتظرين البقية


    العفو عزيزتي وان شاء الله أنزلها اليوم

  21. #20
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة captain buggy مشاهدة المشاركة
    شكرا

    العفو ^_____^

الصفحة رقم 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter