قبل فترة كتبت مشاركة في احد المواضيع حول ارهاب الدول المتقدمة وردات الفعل التي نقوم بها ، لكن ، لوهلة بينما كنت اتحدث عن الممارسات الطاغوتية التي تقوم بها الولايات المتحدة تذكرت كل افعالها وبعض حلفائها فذلك القرن الذي مضى وهذا يشهدان على طغيانهم واستهتارهم بكل القيم ، حينها شعرت بمقدار هائل من الكراهية تجاه تلك المنظومة الحضارية
لا انكر انني احترم بعض مظاهر تلك الحضارة بل كنت دائما اعجب بنظام القضاء الذي يخضع له الجميع ، لكن في الوقت نفسه اعجب اكثر لذلك الوجه الذي تظهره لنا ، فبينما يرفعون شعارات احترام الانسان بغض النظر عن جوهره الا انهم لا يزالون يتعاملون مع العالم بطريقة مصلحية
وليس اوضح دليلا من موقفهم تجاه الاستهتار اليهودي بكل مشاعر المسلمين ، حيث يتعرض شعب باكمله لاضطهاد وتقتيل والمساعي جارية على قدم وساق لهدم الاقصى ، كل ذلك يقابل بدعم عالمي وتشجيع ، يبدو جليا انهم لا يحترمون الضعيف ابدا ، لذا دائما ما يطرح سؤال نفسه : لم الحرص على ارضائهم ؟ لم دائما نخطؤ من وقف بوجههم ؟ لم لا نعمل على ان تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا وافسدوا السفلى ؟
هناك حقيقة يدركها اهل البرمجة العصبية هي ان الانسان يسير في حياته ويعمل بناءا على ما ترسخ في عقله من مفاهيم ، مثلا ، المسلم يؤمن بالله ويحبه اكثر من كل شيئ وهو يدرك ان ما عند الله خير وابقى لذا هو يقبل على الموت ويطلب الشهادة ، بينما من يفتقد ذلك الايمان ليس له ذلك الاستعداد على اقتحام الموت
لذلك دائما ما نبني مواقفنا على ما نعتقده ويكون العمل ترجمة للمفاهيم المتجذرة فينا
الحقيقة الكبرى في هذه الحياة : الله ، ومحاولة المؤمنين بالله اعلاء كلمته في الارض ما هي الا ترجمة لايمانهم
قد يسال سائل ، ماذا تريدون من العالم ؟ الجواب سهل ، فقط ان يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، ففيها خلاصهم في الدنيا والاخرة
قد يسال سائل لم تقاتلون العالم عليها ؟ الجواب سهل ، ان امر تحرير الانسان لا يحتاج الى تفسير او تبرير او تنظير ، ان ارادة الخير للانسانية لا يحتاج الى تفسير ، التصدي للفساد والمفسدين لا يحتاج الى تفسير
في النهاية رغم كل تاويلات المتاولين وانهزامية المنهزمين سيبقى الجهاد ذروة سنام الاسلام ومكمن العزة والطريق الرباني والمنهج النبوي لحماية الدين والدعوة و اكتساح الظلمة التي تريد او يراد لها ان تسود
ان اعلاء كلمة الله لا يكون الا بامتطاء صهوة الجهاد
وهنا انصح نفسي قبلكم ان نترك عنا ذلك الاحساس بالضعف امام الهيمنة العالمية فكل الشر من ذلك الاحساس
نسال الله النصر لهذا الدين والتمكين للمؤمنين
المفضلات