الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 48

المواضيع: مدرسة الأشباح

  1. #1

    نقاش مدرسة الأشباح

    السلام علكم ورحمة الله وبركاته


    هذه أول قصة لي و ارجوا أن ينال إعجابكم ......



    ... امتدت يد خفية .. أمسكت بي .. ودفعتني من فوق السلم !
    وقعت على ظهري فوق أرض قاعة الألعاب الرياضية ، انطلقت مني صرخة ألم .. وصدرت عن رأسي دقة مسموعة ، وهي تصدم بالأرض !
    رفعت رأسي ببطء .. أخذت أجاهد لأفتح عيني .. وأحاول أن أوقف الرعشة التي تهزني من صدمة الوقوع .. وعندما تمكنت من رفع
    جسمي قليلا ، والاتكاء على ساعدي .. رأيت بن جونسون يضحك ..
    ألقت تاليا هالبيرت – رودوس، بقلم أحمر الشفاه في حقيبتها .. وأسرعت تجرى نحوى .. تسألني : تومي .. هل أنت بخير ؟
    قلت هامسا : جدا .. كما ترين ، كنت أختبر صلابة أرض الحجرة !
    قال بن ساخرا : واكتشفت - طبعا- أن رأسك أكثر صلابة منها .. عليك الأن أن تدفع ثمن الأرض التي حطمتها برأسك !
    وضحك مرة أخرى ... أدارت تاليا عينيها وهي تنظر إليه باستنكار ..وقالت : ها..ها..تومي ..لا تشجعه ، إنه يظن نفسه خفيف الظل ...
    والحقيقة أنه مثل الحمامة الميتة !
    فال بن : ولم لا .. ! إن الحمامة الميتة ظريفة جدا !
    أدارت تاليا عينيها مرة أخرى .. ثم أمسكت يدي .. ورفعتني لأقفر على قدمي !
    شعرت بحرج شديد .. حتى أنني فكرت في الاختبار تحت المقاعد !
    لماذا أبدو دائما بمثل هذا الغباء ؟ لم تكن هناك يد خفبة لتدفعني من فوق السلم .. إنني ببساطة قد وقعت .. هذا يحدث لي دائما كلما صعدت فوق سلم .. أسقط على الفور !
    بعض الناس يتسلقون صعودا ! وانا أتسلق وقوعا و الحقيقة أنني لم أكن أرغب في أن أبدو مثيرا للسخرية أمام تاليا وبن ..خاصة و أنني تعرفت عليهما منذ مدة بسيطة ..وكنت أريد أن أوثر فيهما ، أن أترك لديهما فكرة طيبة عني .
    وهذا هو السبب في أنني اشتركت في (( لجنة تجميل قاعة الرقص)) ، حتى ألتقي بزملاء و أتعرف عليهم ، فليس من السهل أن تتعرف على أصدقاء جدد عندما تلتحق بمدرسة جديدة ، وتكون في الصف السادس بها !
    أظن أنه من الأفضل أن أبدأ من البداية ! اسمي تومي فريزر .. عمري اثنا غشر عاما تزوج أبي مرة أخرى قبل بداية العام الدراسي مباشر .. وانتقلنا فورا الى مدينة (( بل فالي )) بعد الزواج ..
    انتقلنا بسرعة .. لدرجة أنني لم أجد وقتا كافيا لوداع أصدقائي .. وجدت نفسي هنا ، قبل أن ألتقط أنفاسي .. وأصبحت تلميذا جديدا في مدرسة ((بل فالي )) المتوسطة !
    هل تتصور أن تجد نفسك فجأة .. في مدرسة جديدة .. ومنزل جديد .. وأم جديدة ؟!
    كانت الأيام الأولى في المدرسة شديدة الصعوبة لم يرفض الأولاد صداقتي .. لكن .. كان لكل منهم أصدقاؤه بالفعل !
    قضيت الأسبوع الأول في المدرسة وحيدا تماما .. حتى كان صباح يوم الاثنين الماضي .. عندما دخلت السيدة بوردين ناظرة المدرسة
    الى حجرة دراستنا ، وسألت إذا كان هناك من يرغب في تطوع بالعمل في (( لجنة تجميل قاعة الرقص )) .. كانت تريد تجميل قاعة الألعاب الرياضية لإقامة حفل الرقص السنوي بالمدرسة ..
    كنت أول من رفع يده ..فقد كانت هذه فرصة عظيمة لإقامة صداقات جديدة مع زملاء جدد ..
    وها أنذا بعد نهاية اليوم الدراسي .. وبعد يومين من تطوعي .. أقيم علاقة صداقة جديدة مع زملائي بالسقوط على رأسي مثل المهرج !
    وسألتني تاليا وهي تتفحصني : هل ترغب في عرض نفسك على الممرضة ؟ قلت بصوت ضعيف : لا .. إن عيناي تدوران هكذا دائما
    على الأقل ما زلت قادرا على السخرية !
    هزت تاليا شعرها الأشقر وقالت : هيا نعود الى العمل !
    فتحت حقيبتها ، وأخرجت منها إصبعا لأحمر الشفاة .. أخذت أراقبها وهي تضع طبقة كثيفة من اللون الأحمر على شفتيها ، رغم أنهما كانا بهذا مصبوغان بهذا اللون من قبل .. ثم وضعت بعض البودرة البرتقالية على خديها .. هز بن رأسه .. ولم يتكلم .. بالأمس .. سمعت
    بعض الأولاد يسخرون من (( المكياج )) ، وأحمر الشفاه الذي تستعمله تاليا لكن تاليا لم تهتم بهذه السخرية على الإطلاق .. و كأنها قد أعتادت عليها ! هذا الصباح .. قبل أن تبدأ الدراسة .. قال أحد الأولاد أن تاليا غير طبيعية ، فهي تظن نفسها شديدة الجمال ، ولذلك تصر على أن تجعل نفسها في موضع الأهتمام ! بالنسبة لي .. لم أكن أراها غير طبيعية .. كان منظرها ظريفا .. وغريبا أيضا ..



    يتبع .. gooood
    0


  2. ...

  3. #2
    وكنت أتساءل .. لماذا تحتاج الى استعمال كل أدوات التجميل هذه !
    كانت تاليا وبن يشبهان بعضهما كثيرا .. كان الاثنان .. رفيعين.. وعيونهما زرقاء .. وشعرهما أشقر ! أما أنا .. فقد كنت ممتلئ الجسم
    شعري أسود يمتد مثل عيدان العشب .. وكان خشنا مجعدا ، وكثيرا ما قضيت الساعات في تمشيطه .. ثم يبقى متناثرا في كل الجهات !
    على كل حال .. كنا تاليا وبن وأنا نرسم بعض اللوحات لنعلقها على جدران قاعة الألعاب .. تاليا وأنا اشتركنا في لوحة كتبنا عليها
    (( الرقص في بيل قالي ))..
    أما بن فقد بدأ في كتابه لوحة يقول فيها (( الرقص حتى تدور رأسك! )) .. لكن السيدة بوردين أطلت برأسها من الباب و طلبت منه أن
    يفكر في شعار أخر .
    أخذ يزمجر .. ويحتج .. ثم بدأ يكتب من جديد (( مرحبا بكم ..جميعا)) ! وصاحت تاليا تخاطبه هيه.. أين اللون الأحمر ؟
    ألم تحضر أي لون أحمر معك إلى هنا ؟ إنني لا أرى سوى اللون الأسود !
    قال : ظننت أنك قد أحضرته معك ! وأشار الى بعض العلب المكدسة تحت لوحة كرة السلة وقال : ما هذا ؟
    قالت : كلها من اللون الأسود .. لقد طلبت منك أن تحضر بعض علب اللون الأحمر .. هل تذكر ؟ أريد أن أحشو به حروف الكلمات
    إن الأسود و الأحمر هما رمزا المدرسة كما تعرف !
    احتج بن : نعم ..ولكنى لن أصعد السلالم لإحضارها . إن حجرة الرسم في الدور الثالث !
    تطوعت بحماس .. وقلت : سأذهب أنا ؟
    ضحك بن وقال : يبدو أنك مصاب في رأسك فعلا!
    وضعت الفرشاة .. وقلت : نعم .. سوف أصعد عن طريق السلالم الخلفية .. أليس كذلك ؟
    هزت رأسها .. واهتز معه شعرها الأشقر .. قالت : نعم .. تصعد ثلاثة أدوار حتى الدور الأخير .. ثم تسير في خط مستقيم داخل البهو الكبير
    الى النهاية وستجدها في نهاية البهو !
    قلت : لا توجد مشكلة في هذا .. وبدأت على الفور في الجري الى الباب المزدوج لقاعة الألعاب !
    صاحت ورائي : احضر علبتين على الأقل .. وبعض الفرش النظيفة !بدأت أجري بكل سرعتي الى باب الخروج .. ولست أري لماذا فعلت هذا ... ربما أردت أن أنال إعجاب تاليا ! اندفعت من الباب .. واصطدمت بكل قوتي في فتاة تقف في البهو ..
    هيه.. صرخت الفتاة في دهشة .. وقد سقطنا سويا على الأرض !
    ومضت لحظات قبل أن أقف وأقول : أنا آسف ! ومددت يدي لأساعدها على الوقوف ، ولكنها أطاحت بيدي بعيدا .. ووقفت دون مساعدة مني ! عندما وقفت .. اكتشفت أنها أطول مني بما لا يقل عن قدم كاملة .. طويلة ، عريضة الكتفين .. وذات مظهر قوي .. تشبه كثيرا المصارعات التي أشاهدهن في التليفزيون !
    وكان شعرها ذهبي .. يسقط فوق وجهها .. وترتدي ملابس سوداء .. نظرت الى بوحشية بعينين جامدتين ! نظرات مخيفة !
    تقدمت نحوي بخطوات ثقيلة .. خطوة .. ثم أخرى .. وجعلني عيناها المخيفان أتجمد بجوار الحائط.. وقلت متلعثما : ما .. ماذا ستفعلين ؟!!



    يتبع ...
    0

  4. #3
    ألصقت ظهري بقوة في الحائط .. وكررت سؤالي : ماذا ستفعلين ؟
    زمجرت وقالت : أذهب إلى بيتي .. إذا سمحت لي طبعا !
    اختفت دون أن تنظر وراءها .. ولكني لم أنس عينيها الرماديتين ! انتظرت حتى تأكدت أنها خرجت من المبنى
    ثم بدأت أصعد السلم !
    كان ارتفاع السلالم عاليا حتى الطابق الأعلى ... خاصة وأن قدماي ما زالتا ترتعدان منذ اصطدمت بالفتاة الغريبة
    وشعرت ببعض الخوف ، فقد كنت الشخص الوحيد هنا !
    ارتفعت دقات حذائي فوق السلالم الصلبة .. وأصبح الصوت كالرعد في الطرقات الخالية ، و الصالات التي تمتد
    مثل الأنفاق المظلمة .
    عندما وصلت إلى الطابق الأخير ..كانت أنفاسي قد تقطعت .. بدأت أسير في البهو ، وأنا أتحدث إلى نفسي .. وتردد صدى صوتي مخيفا في البهو الخالي ، وبين صف الأبواب الرمادية الموصدة .. توقفت عن الحديث مع نفسي عندما وصلت إلى أول دوران إلى اليمين .. عبرت حجرة خالية خاصة بالمدرسين .. ومعمل للكمبيوتر
    ثم بعض الحجرات الخالية !
    ووصلت إلى الدوران الثاني .. ثم توقفت خارج الحجرة الأخيرة ..
    قرأت على بابها وبخط يدوي : ( حجرة الفنون ) .. أمسكت مقبض الباب .. بدأت أديره !
    ثم توقفت .. سمعت أصواتا داخل الحجرة ! دهشت .. أمسكت بالمقبض ، واستمعت ! سمعت صوت فتى و فتاة ،
    يتحدثان بهدوء .. لم أتمكن من تفسير كلماتهما .. ولكن صوتيهما يشبهان صوتي تاليا .. وبن !
    وتساءلت مندهشا : ماذا يفعلان هنا ؟ ولماذا تبعاني ؟ وكيف تمكنا من وصول قبلي ؟!
    وفتحت الباب .. وخطوت الى الداخل .. صرخت : هيه ! أيها الأصدقاء .. هل أنتم هنا ؟! .. لم يرد أحد ..
    ودارت نظراتي في الحجرة الواسعة .. وكانت الأشعة الذهبية لشمس ما بعد الظهيرة تتدفق من خلال النافذة ،
    ورأيت الموائد الطويلة نظيفة مرتبة .. عليها بعض الأكواب الخالية ! هززت رأسي .. شئ غريب .. لقد سمعت
    أطواتا .. إنني متأكد من ذلك ؟!
    هل يدبر بن وتاليا لي مقلبا للسخرية مني ؟ وهل يختفيان في مكان ما هنا ؟!
    اتجهت بسرعة إلى دولاب كبير وفتحت الباب وأنا أصيح : أمسكت بكما !
    لا .. لا يوجد أحد بالداخل !
    فحصت الدولاب المظلم بدقة .. وأخذت أتساءل .. ما الذي يحدث لي ؟ هل بدأت أتوهم سماع الأصوات .. ربما كان سقوطي من فوق السلم قد أثر في رأسي بأكثر مما تصورت ..
    مددت يدي وجذبت السلسلة لأضئ أنوار الدولاب ورأيت الأرفف على كلا الجانبين مليئة بأدوات الأشغال الفنية
    والتي تصل حتى السقف وحددت مكان اللون الأحمر وبدأت أسحب العلبة ثم توفت سمعت صوت فتاة تضحك !
    نظرت خلفي في الحجرة لم أر أحدا ! هتفت قائلا :هيه..أين أنتم ! لا شئ سوى الصمت ! سحبت علبة من اللون الأحمر ، وضعتها تحت ساعدي .. ثم أمسكت علبة أخرى بيدي الخالية ! سمعت الأصوات مرة أخرى !
    وقلت : إنه عمل صبياني .. أين تختفون ؟ لا إجابة ! قلت لنفسي : ربما كانوا في الحجرة المجاورة .. وضعت علب الألوان على مكتب المدرس .. ثم خرجت إلى البهو .. وقفت أمام الغرفة المجاورة .. مددت رأسي .. ولم
    يكن بها أحد بداخل !
    وفتشت الحجرة المواجهة ..كانت خالية أيضا ! أثناء عودتي الى حجرة الهوايات الفنية سمعت الأصوات مرة أخرى بدأ فلبي يدق بعنف .. وشعرت بجفاف في حلقي ! من الذي يلعب معي هذه اللعبة ؟ لقد عاد الجميع الى منازلهم .. والمبنى كله خالي تماما أذن من الذي يفعل هذا ؟ ولماذا عجزت عن اكتشافه ؟
    وارتفع صدى صوتي في البهو الواسع بحجراته الموصدة وانا انادي بن ؟ تاليا ؟ هل أنتما هنا؟!
    صمت تام ! أخذت نفسا عميقا وعدت الى حجرة الفنون وقررت أن أتجاهلهم ! ورفعت علب اللون الأحمر ،
    وخرجت الى البهو .. ونظرت حولى بسرعة ، ربما أرى بن وتاليا . ورأيت ظلا يظهر من ؟أحد الأبواب
    المفتوحة ..
    فوجئت .. تجمدت .. وصرخت : من..من.. هناك ؟ eek



    يتبع .. rolleyes
    0

  5. #4
    .... ظهر رجل من وراء الباب ... في يده مكنسة كهربائية ضخمة .. ويرتدي ملابس العمال الرمادية . وقد تدلت سيجارة من فمه ...
    إنه عامل النظافة ! تنهدت من أعماقي .. واتخذت طريقي إلى السلم .. وجدت السلالم بسهولة في منتصف الممر .. وبدأت الهبوط عليها
    ثم توقفت أمام لوحة كبيرة للإعلانات . واو ... يبدو أنني في مأزق .. قلت لنفسي .. لا أذكر إنني رأيت هذه اللوحة أثناء صعودي !
    رفعت عيناي أنظر إلى أعلى السلم حائرا ؟ هل نزلت من طريق مختلف ؟ وهل ستقودني هذه السلالم إلى قاعة الألعاب ؟
    لم يكن أمامي سوى خيار واحد .. حملت علب الألوان ..وواصلت النزول ! دهشت حينما .. وجدت درجات السلم تنتهي عند الدور الثاني
    دققت النظر ، فاحصا الممر الطويل بحثا عن السلالم أخرى تقودني إلى أسفل لأصل إلى قاعة الألعاب .. ولكني لم أر سوى أبواب الفصول
    المغلقة ، وصوفا طويلة من الدواليب المعدنية .. بدأت السير مرة أخرى .. ودقات حذائي ترتفع في الصالة الخالية ، ألقيت نظرة إلى الحجرات التي أمر بجوارها .. صرخت ... واو ... رأيت هيكلا عظميا ينظر إلى عابسا من وراء أحد الأبواب .. ذهلت من الخوف ..
    استجمعت قواي ، وهمست : لا بد وان هذه الحجرة هي معمل العلوم .. قلت لنفسي بصوت عالي : تومي .. ما الذي حدث لك ؟!
    في الحقيقة أنني لم أتصور أبدا أن تكون المدرسة مخيفة لهذه الدرجة بعد أن تخلو من الجميع .. خاصة لو كانت غير مألوفة لي .. مثل هذه المدرسة ! لا بد وان تاليا وبن مندهشان لان لغيابي .. سوف يتصوران أنني قد ضللت طريقي ...
    حسنا .. لقد ضللت الطريق فعلا ! ... ومررت بجوار خزانة كبير ، معروض بها بعض الميداليات اللامعة .. والتذكارات الرياضية
    الجميلة .. وتتدلى منها الأعلام بلون فريقنا .. وهي الأحمر والأسود .. ومكتوب عليها (( إلى الأمام يا بيونز)) !
    انه اسم فريقنا .. (( بيل فالي بيوتز )) وياله من اسم غريب .. أن (( بيونز )) معناها الثيران الكبير .. أليست الثيران ضخمة وبطيئة
    الحركة ؟ واصلت السير . وصلت إلى نهاية الممر .. وكان مغلقا تماما .. ولا يوجد سلالم على الإطلاق!
    وأخذت أنادي .. وأنظر حولي .. لا بد من وجود مخرج في مكان ما .. ورأيت بابا ضيقا .. ولكنه كان مغلقا بألواح من الخشب .. مثبته
    بمسامير ضخمة ! وقلت لنفسي : لا بد وأنني قد أخطأت عندما تطوعت لإحضار علب الألوان .. أن هذه المدرسة ضخمة وواسعة جدا
    وأنا لا أعرف طرقي بها ! ومرة أخرى .. دققت نظري في الممر الطويل .. تقدمت إلى أحد الأبواب .. وانحنيت في اتجاها .. ودفعته
    بكتفي .. واندفعت إلى حجرة واسعة ، ضوئها خافت ! وصرخت : آه .... ه .... أين أنا ؟
    وخرجت صرختي خافته ومرتعشة ! حملقت في الضوء الخافت الرمادي ! ورأيت مجموعة من الأولاد يحملقون في وجهي !
    .... نظر إلى الأولاد بجمود .. جمود شديد .. جمود كالتماثيل ! وهنا أدركت أنهم فعلا تماثيل .. تماثيل لأولاد يزيد عددها عن العشرين !
    كان منظرهم يبدو وكأنهم من الجيل القديم ملابسهم مضحكة وكأنهم أبطال أفلام سينمائية قديمة الأولاد يرتدون جاكيتات رياضية ..
    وربطة عنق واسعة والبنات يرتدين جاكيتات واسعة الأكتاف ، وتصل الجونلة إلى أسفل القدم ! وضعت علب الألوان على الأرض و تقدمت
    بعض الخطوات بحرص شديد ! كانت التماثيل تبدوا و كأنها حقيقية تنبض بالحياة ! واقتربت من التمثال لولد في مثل عمري وتحسست
    ملابسه ، إنها من القماش الحقيقي وليست من الحجر أو البلاستك كما يحدث في التماثيل ! كان الظلام يسود الحجرة مما جعل الرؤية غير
    واضحة ! مددت يدي إلى جيبي ، وخرجت ولاعتي البلاستك الحمراء أعرف .. طبعا أعرف ... يجب أن لا يكون معي ولاعة ما الذي
    يدعوا لوجودها معي ولكن جدي أهداها لي قبل وفاته بأسبوع ولذلك أحملها دائما معي كذكرى من جدي منذ ذلك الوقت أشعلت الولاعة
    ورفعت شعلتها إلى وجه الولد ... كان شكل الجلد طبيعيا حتى ذلك الورم الصغير على خده و أثر جرح تحت ذقنه ! أطفأت الولاعة وأعدتها
    إلى جيبي ثم لمست وجه الصبي وجدته ناعما وباردا لا بد و إنه مصنوع من نوع من البلاستك اللين ودلكت إصبعي واحدة من عينه
    إنها أيضا من البلاستك أو الزجاج وجذبت شعره البني الداكن فإذا به ينزلق في يدي .... باروكه ! بجواره كانت تقف فتاه طويلة رفيعة
    ترتدي (( سويتر )) أسود ... وجونلة أيضا سوداء تصل إلى أسفل قدميها نظرت إلى عينيها الداكنة اللامعة ... شعرت إنها تبادلني النظرات
    إنها حزينة يبدو عليها الألم الشديد لماذا لا يبتسم أي واحد من هذه التماثيل ! ضغطت على يدها مجرد جبس بارد سألت نفسي ... لماذا تصطف
    هذه التماثيل هنا ؟ ومن الذي أخفاهم في هذه الحجرة ؟ هل يمكن أن يكونوا جزءا من مشروع فني ؟ خطوات إلى الوراء ووقع نظري على لوحة
    تشبه شواهد القبور ... مثبته على الباب ! وأسرعت عيناي تقرأن الكلمات المكتوبة .....
    فصل الدراسي عام 1947
    حملقت في الكتابة... قرأتها مرة أخرى !
    ثم تحولت بنظراتي إلى الفصل الممتلئ بالتماثيل ...
    وإذا بأحدهم يخاطبني قائلا ماذا تفعل هنا ؟! eek






    يتبع ..... smoker
    0

  6. #5
    .... أطلقت صرخة رعب عالية : هاااه ؟!
    وكرر الصوت سؤاله : ماذا تفعل هنا أيها الشاب الصغير ؟
    طرفت عيناي بشدة ... واستدرت ورائي ! ورأيت السيدة بوردين ... مديرة المدرسة .... تقف في مدخل الباب المفتوح !
    قلت مترددا : أنت .... أنت لست تمثالا ... أليس كذلك ؟
    تحركت بسرعة إلى الدخل الحجرة ، وكانت تحتضن فوق صدرها كراس الملاحظات الخاص بها .. وقالت دون أن تبتسم : لا ....
    لست تمثالا !
    نظرت إلى علبتي الألوان التي ... أحملها وهي تتفحصني بدقة !
    أتسده بوردين قصيرة جدا .. أطول مني بحوالي بوصة أو اثنين ... وهي ممتلئة الجسم بعض الشىء .... و شعرها أسود مجعد ،
    أما وجهها فهو وردي مستدير ... وتبدو دائما و كأنها تشعر بالخجل ...
    وقال لي بعض الزملاء أنها سيدة رقيقة ، أما أنا فلم أقابلها لأكثر من دقيقة واحدة في أول يوم التحقت فيه بالمدرسة ...
    و الآن .. ها هي تقف بجواري .. وتقول لي بصوت رقيق : تومي ..أعتقد أنك ضللت الطريق !
    هززت رأسي موافقا ... وقلت هامسا : نعم ... أظن ذلك !
    سألتني : إلى أي مكان كنت متجها !
    قلت : إلى قاعة الألعاب الرياضية !
    أخيرا ... ابتسمت : إنك بعيد جدا عن هناك ! هذا هو المبنى القديم ... أما قاعة الألعاب فهي في المدرسة الجديدة ... بعيدا
    في الاتجاه الأخر !
    قلت اشرح لها : لقد نزلت فوق سلم الخطأ ... كنت قادما من الفنون إلى ...
    قاطعتني قائلة : حسنا .. أنت عضو في لجنة قاعة الرقص ... دعني أصف لك طريق العودة !
    تحولت أنظر إلى التماثيل .. كانت كلها تقف ساكنة .. صامتة .. وكأنها تتابع حديثي مع مديرة المدرسة !
    سألتها : ما هذا .. ما هذه الغرفة ؟
    قالت بصوت هامس : أنها قصة حزينة جدا يا تومي .. هؤلاء الأولاد هم أول مجموعة التحقت بالمدرسة !
    قلت وأنا أنظر إلى الكتابة فوق الباب : دفعة عام 1947؟
    قالت : نعم .... منذ ما يزيد عن خمسين عاما ... كانوا خمسة وعشرون تلميذا و تلميذة ... وذات يوم ... ذات يوم .... اختفوا جميعا !
    صدمتني كلماتها .. فسقطت مني علبتي الألوان : هاه؟!!!
    واصلت حديثها وهي تنظر إلى التماثيل : اختفوا يا تومي ... في الهواء ... في دقيقة ما ... كانوا في المدرسة ... وفي الدقيقة الثانية
    تلاشوا في الهواء ... جميعا ... إلى الأبد ... ولم يرهم أحد مرة أخرى !
    حاولت أن أتكلم ... لكن ... ماذا أقول ؟ كيف يخفى خمسة وعشرين ولدا وبنتا في الهواء ؟
    تنهدت السيرة بوردين وقالت : لقد كانت مأساة مروعة ... ولغز خطير .. والآباء ... الآباء المساكين ....
    واختنق صوتها .. ثم تنهدت بعمق وقالت : لقد تحطمت قلوبهم وأغلقوا المدرسة ... إلى الأبد ... ثم قامت المدينة ببناء مدرسة
    جديدة بجوارها ... وظلت المدرسة القديمة خالية منذ ذلك اليوم الرهيب !









    يتبع ...... rambo
    0

  7. #6
    أنا آسفه أعتقد ان القصة ما عجبتكم جذيه ما راح أكمل frown
    0

  8. #7
    بالعكس القصة رووووعة وعجبتني

    وياريت تكمل القصة ... smile
    0

  9. #8
    السلام عليكم


    اتمنى اخي تكمل القصه ولا تخلي شئ ييوقفك عن تنزيلها .......

    لأنها حلوه ورووووووووووووعه .......

    لاتتأخر علينا




    تقبل سلامي ...
    اخر تعديل كان بواسطة » القلـ قمر ــوب في يوم » 28-01-2005 عند الساعة » 01:40
    0

  10. #9
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة sweet_q8
    بالعكس القصة رووووعة وعجبتني

    وياريت تكمل القصة ... smile



    اول حبيت شكرج على مرورك يا حبيبتي sweet على أعجابك بقصتي nervous
    وثانيا أنا أنثى ولست ذكر bored disappointed
    0

  11. #10
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة القلـ قمر ــوب
    السلام عليكم


    اتمنى اخي تكمل القصه ولا تخلي شئ ييوقفك عن تنزيلها .......

    لأنها حلوه ورووووووووووووعه .......

    لاتتأخر علينا




    تقبل سلامي ...







    أشكرج أختي على تشجيعك وان شاء الله راح أكمل القصة في أقرب وقت gooood cheeky
    0

  12. #11
    سوري على الغلطة .... بس اكتشفت غلطتي بعد ما كتبت الرد tongue



    وفي انتظار التكملة
    gooood
    0

  13. #12
    سألتها : وهذه التماثيل ؟
    قالت : لقد صنعها أحد الفنانين من أهل البلدة ... استعان بصورة للفصل الدراسي ... وصورة لكل منهم ليصنع هذه التماثيل كذكرى لهم !
    ونظرت إلى الحجرة المليئة بتماثيل الأولاد ... الأولاد الذين اختفوا !
    وهمست : غريبة ؟!!
    ورفعت علبتي الألوان ... وفتحت السيدة بوردين الباب !
    خرجت إلى الممر ... وأغلقت السيدة بوردين الباب وراءنا بعناية وقالت : اتبعني !!
    وارتفعت طرقات كعب حذائها على أرض الممر ، وهي تسير بسرعة لا تناسب مع حجمها الصغير ، وكنت محتاجا إلى كل قوتي حتى أتمكن من اللحاق بها ، وأنا أحمل العلب الثقيلة في كل يد ...
    وتحولها عند أحد الأركان ... وأنا أجري وراءها .. ثم تحولنا عند ركن آخر ... لنصل إلى ممر مضيء ... تلمع جدرانه الصفراء .. وأرضيه البراقة !
    قالت السيدة بوردين : هذا هو الطريق الصحيح وأمامك السلالم التي تقودك إلى صالة الألعاب !
    شكرتها .. أسرعت أجري ! غير قادر على الانتظار حتى أصل إلى قاعة الرياضة ... فقد كنت في غاية اللهفة لسؤال تاليا وبن عن قصة اختفاء
    الأولاد! ونزلت السلالم .. دورين كاملين لأصل إلى هدفي ... كل شئ مألوف الآن .. وعبرت طريقي إلى القاعة و أنا أحمل علبتي الألوان ... ودفعت الباب بكتفي ... واندفعت داخلا ! وصحت : هيه ... لقد عدت .. أنا ...
    واختفت الكلمات في الحلقي .. رأيت جسدي كل من بن وتاليا ، وقد تمددا ملاصقان للأرض !!
    ...آ ه ه ه ه ه ... أطلقت صرخة رعب هائلة .. وسقطت مني علبتي الألوان ... واصطدمتا بالأرض في عنف !
    تعثرت في واحدة منها ، و أنا أسرع ملهوفا إلى صديقاي الجديدان .. صارخا :
    - تاليا ... بن ...
    وانطلق الاثنان يقهقهان !
    رفعا رأسيهما عن الأرض .. وهما يضحكان .. وفتح بن فمه على اتساعه متظاهرا بأنه يتثاءب ... وقالت تاليا: اشتد بنا التعب من الانتظار ..
    فاستغرقنا في النوم !
    وضحكا مرة أخرى .. ووقفا على أقدامهما ... أسرعت تاليا إلى حقيبتها تصبغ شفتيها بطبقة من اللون الأحمر ... ونظر إلى بن و هو يضيق عينيه
    وقال : لقد تهت ... فقدت طريقك ... أليس كذلك ؟
    قلت حزينا : نعم .. ووقعت في ورطة خطيرة ..
    صاح (( بن )) بسعادة : تاليا ، لقد ربحت الرهان ... ومد يده إليها !
    صرخت فيهما : ماذا تقول .. هل كنتما تتراهنان على ضياعي ؟! هل تهت ... أم لا ؟
    قالت تاليا مفسرة : كنا نحاول أن نقطع الملل الشديد الذي كاد يقتلنا !
    ومدت يدها تقدم دولارا إلى بن الذي دسه في جيبه ، ثم نظر إلى ساعة الحائط وقال : واو ... لقد تأخر الوقت .. وعدت شقيقي أن أعود إلى المنزل
    في الخامسة تماما !
    و أسرع يجمع أدواته في حقيبة الدراسية ، ويحاول ارتداء جاكتته وهو يسرع إلى الباب ... ناديت عليه : هيه ... انتظر .. أريد أن أقص عليك ما حدث لي اليوم ...
    قال وهو يخرج مسرعا : في وقت آخر ...
    أخذت أراقب الأبواب وهي تصطفق خلفه.. ثم استدرت إلى تاليا !
    وقلت : آسف على تأخير ... ولكن ..
    قالت وهي مشغولة بوضع شئ من أدوات التجميل حول عينيها : هل رأيت أشياء غريبة في الأدوار العليا ؟
    كانت تنظر إلى من خلال المرآة الصغيرة المستديرة التي تمسك بها أمام وجهها !
    قلت : في البداية ... اصطدمت بفتاة غريبة ... مخيفة ؟
    قلت : لا أعرف اسمها .. ولكن ضخمة ، و أطول مني ... وشكلها عنيف ... ولها أغرب عنين رماديتين رأيتهما في حياتي ! و ...
    سألتني : جريتا ... هل صدمت جريتا ؟
    قلت : هل هذا هو اسمها ؟
    سألتني : هل ترتدي ملابس سوداء ؟.
    قلت : نعم ... أنها هي ... لقد أسقطتها على الأرض ثم سقطت بدوري !
    حذرتني تاليا : تومي ... احترس منها .. جريتا فتاة خطيرة ! و الآن ... ماذا حدث في الدور العلوي !
    قلت : لقد سمعت شيئا ... عندما وصلت إلى حجرة الفنون ... سمعت أصواتا ... لأولاد و بنات ... ولكن ... عندما دخلت لم أجد أحدا !
    فتحت فمها في دهشة ... ثم سألتني : هل ... هل سمعتهم ! هززت رأسي بالإيجاب !
    - هل سمعتهم حقيقة ؟
    قلت : نعم .. ولكن من هم ؟ لقد حرصت على البحث عنهم في كل الدور الثالث ، كنت أسمعهم ... ولكني لم أرهم ... ثم وصلت السيدة بوردين ..
    وتوقفت عن الكلام .. عندما رأيت دموعا في عيني تاليا
    سألتها : هيه ... ماذا حدث ؟
    لم ترد على ... ولكنها استدارت ... وأسرعت تغادر قاعة الألعاب الرياضية !! eek






    يتبع ....... rambo smoker
    0

  14. #13
    0

  15. #14
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...


    اختي العزيزه ...

    اولاً اعتذر عن تأخري فمنذ يومين وانا اتابع قصتكِ لكن لم اشأ ان ارد قبل انهائها ...

    صراحه وبعيداً عن المجاملات ان القصة رائعه بمعنى الكلمه ... فقد شدّتني كثيراً حتى شعرت بأنني اعيش اجواءها الغامضه والمخيفه احياناً ...

    لقد وضعتِ الكثير من التساؤلات او الالغاز التي ستجعل متابعتها امر رائع وانا متأكده ان القادم مذهل اكثر gooood

    اعتقد لو انكِ اخترتِ عمراً اكبر للأبطال سيكون افضل لأن تصرفاتهم تدل على انهم بين الـ 15 _ 18 rolleyes

    هذا رأيي nervous

    واستمري الى الامام عزيزتي فأنا بأنتظار التكمله gooood

    مع خالص احترامي وتقديري,
    لوليتا
    attachment

    attachment
    0

  16. #15
    مشكورة أختي أونطوكيو على مرورك وان شاء الله راح أكمل القصة بعد سنة devious tongue وشكرا أختي لوليتا التي أنت مثل الأعلى أه ... لو تعلمين كم أعجبني قصتك الجميلة و اتمنا أن تكملي القصة gooood




    مع تحياتي BAKSH
    0

  17. #16

    Thumbs up


    لاااااااااا
    ليش وقفتي كنت مررررة متحمسة
    .. نحن بانتضار التكملة لأن القصة فاااااااري حلوة ..


    مشكورة مرة اختي عالقصة..


    احتراماتي روزاليـــــن
    0

  18. #17
    شكراً أختي على القصة الحلوة
    وبانتظار التكملة

    كعادتك ميرل.. ملكة جمال الجيرل ^_^
    شكراً غاليتي Li Hao embarrassed

    48c21e4507425bd651b8e390868609e3
    عُذراً، لا أحب أن أكون عدداً زائداً
    في قائمة الصداقة

    شكراً خواتي طاقم الجيرل e106
    0

  19. #18
    أشكركما على ردكما اللطيف يا روزالين و يا Meryl smile وان شاء الله راح أكمل القصة في أقرب وقت rambo
    0

  20. #19
    0

  21. #20
    ... بعد أيام قليلة ، وقع شجار بين تاليا وجريتا .. تحول تقريبا إلى العنف !
    كنا في الفترة المسائية يوم الثلاثاء .. وأثناء الدرس وصلت إلى مستر (( ديفاين )) مدرسنا رسالة من المكتب الرئيسي .. قرأها وغادر الحجرة ..
    كنا تقريبا في نهاية اليوم الدراسي .. وقد نال منا الإرهاق والملل .. ولهذا انفجر الجميع في فوضى عارمة وبمجرد أن اختفى مستر ديفاين ... قفز الأولاد .. وأخذوا يجرون حول الحجرة .. وهم يرقصون رقصة غريبة !
    ولأنني تلميذ جديد ،كنت أجلس في الصف الأخير ، ولم يكن ( بن ) موجودا ، و لأنني لا أعرف أحدا غيره .. فإنني لم أشترك في هذه المشاغبات !
    نظرت من النافذة قليلا .. كان يوما خريفيا غائما شديد الرياح ! حولت عيني إلى الداخل .. ورأيت تاليا .. لم تكن متنبهة إلى كل هذا الرقص و اللعب والضحكات العالية .. ولكنها انشغلت بمرآتها الصغيرة وهي تضع طبقة من اللون الأحمر على شفتيها !
    بدأت في الوقوف و الاتجاه إليها .. عندما رأيت جريتا تنحني على مكتب تاليا .. وتخطف منها إصبع أحمر الشفاه ! وضحكت جريتا وهي تقول شيئا لتاليا و أمسكت بالقلم بعيدا عن متناولها !
    صرخت تاليا في غضب .. وانقضت على القلم . ولكنها لم تستطع أن تمسك به ! لمعت عينا جريتا الرماديتان بالانفعال . وضحكت .. وألقت بالقلم إلى أحد الأولاد عبر الغرفة !
    وارتفع صراخ تاليا : أعطني هذا القلم !
    وقفت على قدميها .. وفي عينيها نظرات غاضبة ووجهها شديد الشحوب !
    وبزمجرة وحشية ، انقضت تاليا عبر صفوف المكاتب وحاولت الهجوم على الولد ! ولكنه ضحك .. ودار خلف المكتب ، وقذف بالقلم مرة أخرى إلى جريتا !
    واصطدم القلم المعدني بأحد المكاتب ، وسقط بيديها الاثنتين بقوة ! كنت في منتصف الطريق تقريبا إلى مقدمة الحجرة ، عندا رأيت جريتا وتاليا تتصارعان على الأرض .. من أجل قلم أحمر الشفاه .. ونظرت إلى تاليا و أنا أشعر تقريبا بصدمة ! ماذا يحدث ! لماذا تقاتل بكل هذه الشراسة ؟ ... إنه مجرد قلم من الأقلام التجميل !
    وهتف بعض الأولاد مهللين ، عندما وقفت جريتا ، وهي ترفع القلم عاليا ! في قبضتها الضخمة ! وصرخت تاليا .. وقفزت وراءه .. ولكن جريتا أبعدته عنها .. ورفعته أمام وجهها ، ثم رسمت به وجها ضاحكا فوق جبين تاليا .. وامتلأت عينها تاليا بدموع .. لاحظت أنها على وشك الانهيار !
    لم أكن أعلم في الحقيقة السبب وراء قتالها الشرس من أجل هذا القلم .. ولكني قررت أن أفعل شيئا من أجلها ! إنه الوقت المناسب للبطل تومي فريزر !
    وقلت لجريتا غاضبا : هيه .. أعيدي إليها هذا القلم ! أخذت نفسا عميقا .. وتقدمت خطوات في اتجاه جريتا .. لألقنها درسا ...
    ... كانت جريتا ترفع بالقلم عاليا فوق رأسها .. وتدفع بيدها الأخرى تاليا بعيدا .. قلت مصرا .. محاولا أن أبدو شرسا : أعيدي إليها قلمها .. ما تفعلينه لا يضحك أحدا .. وقفزت ... وأمسكت باليد التي تقبض على القلم !
    واستعملت يداي الاثنتين لأخلص القلم من يدها ! في هذه اللحظة بالذات ... وصل مستر ديفاين ! صاح : ماذا يحدث هنا ؟! أنزلت يدي من قبضة جريتا ... وسقط قلم الأحمر على الأرض ... وانزلق أسفل مكتب تاليا .. والتي صرخت صرخة ضعيفة وهي تغوص وراء !
    تحرك مستر ديفاين إلى مقدمة الحجرة بسرعة و سأل : ماذا يحدث هنا؟!
    تومي .. لماذا تقف في هذا المكان ؟ لماذا تقف في هذا المكان ؟ لماذا تركت مكتبك ؟ من وراء نظارته ذات الزجاج السميك .. كانت عيناه تشبهان كرة التنس الكبيرة ! قلت : إنني .. إنني كنت أحضر شيئا ! هتفت تاليا : لقد كان يساعدني .. نظرت إليها .. تبدوا شديدة الهدوء بعد أن حصلت على قلم الشفاه ! بينما كان قلبي يدق يعنف ! كالمجنون ! قال مستر ديفاين : اجلسوا في أماكنكم جميعا .. ألا يمكن أن أتغيب دقيقتين دون أن تحدث كل هذه الفوضى ! وركز نظراته على جريتا ! مرت ثوان قبل أن يعود كل إلى مكانه .. ونظر مستر ديفاين إلى الساعة ثم قال : مازال أمامنا عشرون دقيقة ولدي بعض الأوراق يجب أن أراجعها .. لذلك أرجو أن تقضوا هذا الوقت في قراءة هادئة ! وانقضى بعض الوقت في تحريك المقاعد .. وفتح الأدراج .. وتجهيز كتب القراءة .. قبل أن يسود السكون مرة أخرى ! كنت أقرأ كتاب القصص القصيرة للكاتب براديبورى .. استعدادا لامتحان القراءة .. وعادة لا أحب قصص الخيال العلمي .. ولكن هذه القصص كانت جيدة ومشوقة .. وتتميز بالنهايات المفاجئة ...والتي أحبها فعلا
    قرأت صفحتين .. وفجأة ... سقط الكتاب من يدي .. فقد سمعت صوتا ... صوتا رقيقا .. ولكنه قريب جدا .. كان صوت فتاة تنادي : من فضلك ساعدني .. ساعدني ! ذهلت .. أغلقت الكتاب .. ونظرت حولي ..
    - من قال هذا ؟
    - ونظرت إلى تاليا .. هل هي التي كانت تتكلم ! لا .. كان وجهها مدفونا في الكتاب .
    - ساعدني ... من فضلك .. سمعت صوت الفتاة تتوسل مرة أخرى !
    نظرت حولي .. لا أحد هنا ! قلت بصوت جاء مرتفعا رغما عني : هل سمع أحدكم شيئا ؟!
    رفع مستر ديفاين عينيه عن أوراقه وقال : تومي .. ماذا تقول ؟
    قلت : هل سمع أحدكم صوتا يطلب النجدة ؟ ضحك بعض الأولاد .. ونظرت تاليا نحوي عابسة !
    قال مستر ديفاين : لم أسمع شيئا !
    قلت بإصرار : صدقني ... لقد سمعت صوت فتاة كانت تقول من فضلك ساعدني !
    قال مستر ديفاين آسفا : أنك مازلت صغيرا على هذه الأوهام !
    وضحك بعض الأولاد .. ولم أرى سببا ويدعوا لذلك تنهدت ، والتقطت الكتاب .. انتظرت رنين جرس الانصراف .. كنت أتعجل مغادرة الحجرة !
    أخذت أقلب صفحات الكتاب ، بحثا عن صفحات التي توقفت عندها ..
    لكن ... وقبل أن أعثر عليها .. سمعت صوت الفتاة مرة أخرى !
    رقيق .. وقريب ... لكنه شديد التعاسة !
    - ساعدني ..من فضلك ... من فضلك ليساعدني أي شخص ... ساعدني ! cry








    يتبع ... rambo
    0

الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter