خريف بلادي مُقفر
لايحمل في حناياه سوى ذرات غبار مالحه
تذوقتها مراراً حينما كنت افغر فاي للحياة
بكل براءة الطفولة الممزوجة بالغباء
؛حينما يأخذ وليد لعبتي
او تقف اختي وتهم لأخذها من بين يدي !..
تذوقتها ..
تذوقتها كثيراً تلك الملوحه التي تشبه في مذاقها
بقية مطر ..
اوراق الأشجار العالقه في زوايا الطرقات تثير بي الحنين
الى ربيعها وربيع ايامي ...
حينما كان للعبث تراتيل اترنم بها في صبحي ومسائي
واتغنى بضجيج والدتي حينما استنزف منها آخر ذره من بقايا اعصابها
ذلك العبث !
وايما عبث
كان يدفعني ان اكتشف عالمي بكل مأوتيت يداي الصغيرة
وعيناي الشقية لأرى كل جديد واكتشف كل ماتخبئة عني ..
وكم احببت تلك القُبلات !!
التي تكتسح بها حزني حينما يقع بي
اي ضرر جلبته لي يداي ..
واحاول جاهده أجعل دموعي كمطر شتاء نجدي
لأشعر باللهفة والرحمه
تتلاشى من روحها لتغمر جسدي الصغير
وتغلفه بسعادة اكاد ارى بريقها يبرق في عيناي
تجعلني اشعر بشعور وليد لم اعشه الامعها
بأنه لا يوجد من يشعر بسعادتي هذه على الإطلاق
سواي ..
وكلما ابعدتها مشاغل الحياة عني
اقفرت في عيني الحياة من اي معاني للحنان
وبكى على اعتاب روحي
ذلك الطفل الرضيع الذي يشتاقها في كل حين ..
لأحمل صغيري بمهده على يداي المرتجفتين
واجفف مُقلتيْ المغمورة فرحاً وحُباً
لذلك الشيء الذي هو مني
وتأخذت شفتاي طريقها لتجفف مأنهمر من عيناه
لأعيش ذلك الشعور مُجدداً
وتلك اللهفة والخوف ورغبة مواصلته البكاء
كي اعيشهاهذه المره مُجدداً
ولكن مع طفلي ..
موطني دنيا قاحلة لن يسكنها ذرة حزن
و هو معي ..
المفضلات