الحمد لله الملك الديان، الرحمن الرحمن، الذي فضَّل شهر رمضان، وأنزل فيه القرآن، هدى للناس وبيّنات
من الهدى والفرقان، أحمده وأشكره على جزيل الفضل والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
تعالى عن مشاركة الأنداد والأوثان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد، ولد عدنان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
وسلم تسليمًا كثيرًا . أما بعد ;
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أيّها الشعب النورانيّ الكريم , طاب مسائكم بـ كل خير .. نتمنى لكم إفطاراً طيباً مُباركاً ووقتاً كافياً للذكر !
كيف حالكم وكيف حال رمضان معكم وصيام ثامن أيّامه؟ إن شاء الله كله بخير وعافية ^^
ويتجدد لقائنا بكم أيّها الإخوة والأخوات , في رِحاب النّور الطاهرة .. مع الحلقة الثامِنة من برنامجكم المحبب
[ آسرة واحدة ] لـ نقدّم لكم مايسرّكم من فقرات , ونسأل الله أن يكون هذا العمل خالصاً لـ وجهه الكريم ,
وأن يكون فيما نقدّمه فائدة .. قبل أن تكون مُتعة
ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-من أسباب مغفرة الذنوب، صيام رمضان، قال :
« من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه »
ومعنى ذلك أن الصائم الذي يحمله على صيامه الإيمانُ بالله -سبحانه وتعالى- والتصديق بأنه هو ربه، وأنه هو
الذي أمر بهذه العبادة، وأنه هو الذي فرضها على المستطيعين وعلى المكلفين، وصدّق أيضا بأنه ركن من
أركان الإسلام، لا يتمُّ الإسلامُ إلا به، وحمله على ذلك أيضا أن يحتسب الأجر من الله سبحانه، ولا يكون
الحاملُ له التمدح لا مجاراة الناس، ولا أمرٌ دنيوي، وإنما الذي يحمله على أداء هذه العبادة طلب الأجر من الله
سبحانه وتعالى، فمتى كمَّل صيامه، وأتى بما أُمِرَ به، فأمسك عن المفطرات، وصام أيضا عن المحرمات،
فصامتْ عيناه عن النظر عما حرم الله من العورات والصور الفاتنة وما أشبهها، وصامت أذناه عن سماع الغناء
واللهو والطرب، واللعب وما أشبه ذلك، وعن سماع السخرية والاستهزاء، والتنقص بأبناء الإسلام وبأهله،
وعن سماع الغيبة ونحوها، وصام لسانه عن الكلام السيئ، عن الغيبة والنميمة، والكلام المحرم، وما أشبه
ذلك، وصامت بقية جوارحه عن أنواع الإجرام، فإنَّ ذلك سيكون من أسباب مغفرة الذنوب.
فمن لم يكمل صيامه، أو لم يحفظه ولم يتأثر به، فإنه لا يزيده من الله تعالى إلا بُعْدا، ولا يكون له حظّ من هذه
المغفرة المرتبة على هذا الصيام والله المستعان ,,
المفضلات