خلال مؤتمر تفاعل الكمبيوتر مع الإنسان ( CHI ) هذه السنة في بوسطن تم الكشف عن نموذج لمشروع الحاسة السادسة وهي عبارة عن جهاز حاسوي صغير جدا بحجم الهاتف الجوال يتم حمله على الصدر مثلا ويقوم بدمج العالم الحقيقي مع العالم الرقمي أي أنه يقوم بجعل من الإنترنت حاسة سادسة للإنسان .
بهذه التقنية الثورية , يمكنك القيام بأعمالك المختلفة بدون الحاجة للرجوع للإنترنت او الرجوع للبيت ومشاهدة الساعة مثلا , فإذا وددت مشاهدة آخر الرسائل في صندوق البريد الإلكتروني ماعليك إلا رسم علامة @ باصبعك في الهواء ليفتح لك البريد الإلكتروني أمامك من دون الحاجة إلى شاشة ويمكنك حتى رسم ساعة على يدك لتظهر لك ساعة رقمية تبين لك كم الساعة . تريد القيام بالتصوير ماعليك إلا بضم سبابتك وإبهامك سوية لصنع إطار للصورة , وسيتم التقاط الصورة تلقائيا وحفظها في الجهاز دون الحاجة للكاميرا . يمكنك الآن عرض وقت رحلة طائرتك وهل هي تاخرت ام لا وهل تغيرت بوابة الدخول ام لا و فقط بمجرد توجيه تذكرة الرحلة نحو الجهاز ليتعرف عليها الجهاز ويقوم بإرسال أشعة كهرومغناطيسية تتمثل في شكل ضوء رقمي على تذكرة الرحلة لتبين لك تفاصيلها .
تقول الدكتورة Pattie Maes رئيسية قسم التواصل البشري بالمعهد : ” نحاول لجعل من الممكن للشخص أن يتواصل مع المعلومات المتعلقة به على نحو متزايد ومستمر وأكثر فعالية ” , وذكرت بأن هذه الأجهزة تجعل الشخص يتوقف عن فعل الأشياء بنفسه ويقوم بطلب الجهاز للقيام بالأعمال عن نفسه . تكمل حديثها قائلة : ” يملك الجهاز نظام يفهم على الأقل الأشياء الأساسية مثل أين يوجد صاحب الجهاز وماذا يفعل ومن يتفاعل معه وهكذا , ومن ثم يقوم الجهاز بعرض المعلومات رقميا طبقا للوضع الذي هو فيه .
نموذج المشروع تم عرضه العام الماضي , حيث كان مختلف عن النموذج الذي تم عرضه هذه السنة , ففي العام الماضي كان يحوي على كاميرا ويب مربوطة في خوذة للدراجات أما النموذج الجديد فتم الاستغناء عن هذه الكاميرا , حيث أصبحت الكاميرا الآن هي والعارض الرقمي في جهاز واحد بحجم علبة السجائر ويتم ارتداءها حول عنق المستخدم , ويوجد في العارض الرقمي هاتف ذكي يقوم بالاتصال بالإنترنت لجلب المعلومات المطلوبة . تقوم الكاميرا بدور العين الرقمية حيث تقوم بالتقاط ما يشاهده المستخدم بالإضافة إلى أنها تتعقب حركات أصابع الإبهام وكلتا السبابتين . ولاحظ في هذه الصورة في الأسفل , كيف يقوم الجهاز بالتعرف على صورة المذيعة في الصحيفة ومن ثم يقوم بعرض نشرة الأخبار بالصوت والصورة على الصحيفة ذاتها .
]
لا تقوم الحاسة السادسة بجلب معلومات عن الشخص الذي يتعامل معه المستخدم مثل ( اين يعمل هذا الشخص , اسمه , معلوماته في الإنترنت وما الى ذلك ) فقط بل انها تقوم بجلب معلومات حول كيفية تعامل المستخدم مع الشخص المقابل . ما يقوم برنامج الجهاز بالقيام به بالتحديد هو البحث في الإنترنت عن المعلومة المتعلقة بوضع الشخص في شبكة الإنترنت ومن ثم عرضها في الهواء او على زجاج او على اي جسم حولك في البيئة .
أحد أعضاء فريق المشورع السيد Pranav Mistry وهو طالب في المعهد يقول : ” تخيل أنك في متجر للكتب وأنت تحمل كتاب ما . سيقوم الجهاز بالتعرف على الكتاب ومن ثم سيبحث في موقع Amazon عن الكتاب , بعد ذلك , سيقوم الجهاز بعرض معلومات عن الكتاب مثل سعره , مراجعات القراء للكتاب في أي منطقة على الكتاب ” . فوق هذا كله , يؤكد Mistry على أن نظام الجهاز قابل للتعديل فمثلا انت لا تريد معلومات من موقع Amazon يمكنك تعديل لبحث إلى موقع آخر .
الجهاز بتركيبته الحالية غير مكلف بتاتا بالنسبة لتقنيته الجديدة , فهو يكلف فقط 350 $ لبناء واحد من هذه الأجهزة ولكنها تتطلب جهد عالي للبرمجة والهندسة لصنع جهاز متكامل منها . ومن ناحية ألعاب الفيديو , فهذه التقنية ستكون مفيدة جدا , حيث بدلا من الجلوس على وراء التلفاز يمكن الآن مشاهدة اللعبة في الهواء او على الجدار والتحكم بكل شيء داخلها بل التدرب على كرة التنس مثلا . يعتقد الفريق العامل على المشروع بأن هذا الجهاز لن يستبدل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحول في الوقت الراهن , ولكن في المستقبل قد يمكن للجهاز عمل أشياء لايمكن لأجهزة الكمبيوتر عملها .
المفضلات