يحلُّ الزائر الكريم ويبدأ الموسم العظيم … إنه شهر رمضان .
شهرٌ جاء التنويه به في القرآن والسنة ، وتكاثرت فضائله والتي منها : أنه إذا حلَّ يقال : يا باغي الخير أقبل
، ويا باغي الشر أقصر .
إنَّ هذا الشهر الذي الذي تكرر حلوله بساحة الأمة (
1420 ) مرة فيما مضى ، وهذه هي المرة الحادية
والعشرين بعد الأربعمائة والألف ، قد تخرَّج في مدرسته أجيالٌ وأجيال ، حيث إنه يهيئ الفرصة ( للجادين )
لينتقلوا بأنفسهم من الخطأ إلى الصواب ، ومن الضلال إلى الهدى ، ومن الفشل إلى النجاح ، ومن الهزيمة
إلى الفوز ، ومن كل نقص إلى كلِّ كمال ، ليس في مجال واحدٍ فحسب ، ولكن في مجالات عديدة : دينية ،
واجتماعية ، واقتصادية ، وجهادية ، وغير ذلك .
وحسبك منه ذلك : الانتصار على دعوات (
النفس الأمَّارة بالسوء) حيث استطاع المسلم ـ بصيامه لربه ـ أن
تنتصر إرادتُه انتصاراً يجد لَذَّتَهُ ويحسُّ بنشوته في مغرب كل يوم : "
فرحةٌ عند فِطْرِه " .
** وإذا ما شئتَ مثالاً مؤكداً لما تقدم :
فلك أن تلاحظ ذلك المسلم العاصي الذي يدمن الخمر ولا يتورع عن شربها ليل نهار ، لكن في رمضان لو
أراد أحدٌ أن يجبره على رشفة ماء زلال حلال لخاصمه أشد مخاصمة !!.
إنها مدرسة ترتقي بالناس إلى كل فاضل ، كما قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
ولكن ذلك إنما هو للجادين الصادقين . وهاهي تشرع أبوابها للتسجيل الذي قد لا تتهيأ فرصته في مرةٍ
قادمة ، فكم من مؤملٍّ لغدٍ لا يدركه ، وكم من مقيم بين الأحياء في الصبح أمسى بين أهل القبور ، وكم من
مؤمل إدراك الشهر لا يبلغه . والله المستعان .
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المفضلات