مشاهدة النتائج 1 الى 8 من 8
  1. #1

    كلدروم و جزيرة الأشباح [الفصل الأول1]

    موضوع من أجل القراءة

    ممنوع الرد قطيعاً على الموضوع

    هذا الموضوع قمت بإنشائه من أجل وضع الفصول المتقطعة لروابة

    مغامرة الأسطورة: الجزء الأول

    و بعد إكتمال كل فصل سيوضع في موضوع مختلف ليكون أسهل في القراءة و ستجده في الفهرس

    الرابط

    http://vb.mexat.com/vb/showthread.ph...7#post17735757
    اخر تعديل كان بواسطة » "تشارلس روفيرد" في يوم » 11-08-2009 عند الساعة » 20:12


  2. ...

  3. #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    [glow]مغامرة الأسطورة[/glow]

    {كلدروم و جزيرة الأشباح}{الجزء الأول}

    {كلدروم و سر سيد النار}{الجزء الثاني}

    {كلدروم و أمير الظلام}{الجزء الثالث}

    {كلدروم و الصراع الشيطاني}{الجزء الرابع}

    {كلدروم و المحارب سحيق التنين}{الجزء الخامس}

    {كلدروم و حرب الأساطير}{الجزء السادس}

    {كلدروم و رسول الموت}{الجزء الأخير}

    ___________________________________________

    كلدروم و جزيرة الأشباح

    الفصول 10


    الفصل الأول
    سر الغموض

    الفصل الثاني
    شائعة دتلي

    الفصل الثالث
    مجيء جوستن إلى اليابان

    الفصل الرابع
    الحجارة الغريبة

    الفصل الخامس
    جوريج

    الفصل السادس
    معركة في معرض سينما

    الفصل السابع
    رأس تايغور

    الفصل الثامن
    أسير الملك الشبح

    الفصل التاسع
    غزو جزيرة الأشباح

    الفصل العاشر
    تحرر كلدروم




    المقدمة

    في النهار :

    بينما كانت الساعة الخامسة عصراً و الوقت يقترب من غروب الشمس أخذ السيد سونجي يكتب أحد أبحاثه المهمة و هو يجلس بطمأنان على ذالك الكرسي المريح، فبينما كان منهمكاً إذ طرق عليه الباب برقة ثم دلف ليفتحه فإذا بفتى في سن المراهقة يحمل بيده طرد بريدي فسلّمه لسونجي و رحل، نظر سونجي إلى خلف الطرد لتغمر عيناه اسم يدعى من الملازم فوداكس شاواستار، وكتب في السطر التالي رسالة خاصة إلى السيد سونجي كايتو مورا، ثم فتح ورقة الرسالة و هو يقترب من الجلوس على كرسيه

    لقد رأى في بداية فتحه لها ((طلب سري)) فأومأ برأسه قائلاً لنفسه: الملازم فوداكس يطلب مني شيء ..شيء خطيراً

    فأكمل قرأة الرسالة..

    عزيزي سونجي

    تعرف أن صداقتنا قامت سنيناً و لم يقف شيء في وجهينا لقد غامرنا معاً و قاتلناً معاً و ضحكناً معاً و لم يستصعب علينا أمر ما إلا و فعلناه لذا فأنا متأكد بأنك أفضل صديق في تلك السنوات الماضية البعيدة و هذا سبب وثوقي التام بك هل تعرف يا سونجي أنه ثمة خبرٌ بات يزعجني و يأخذ عقلي من حين إلى آخر إنه صعب التصديق و صعب التكذيب لقد وصلتني قبل بضعة أيام إحدى الصحف صحيفة عجيبة زج بها بعض الكلمات المثيرة للدهشة قيل أن إحدى الجزر الواقعة شمال طوكيو اختطفت سبعة من الرجال الذين كانوا يبحرون في المحيط الهادي، لقد أخذوا قسطاً من الراحة فيها قليلاً و لم يخرجوا بعد ذالك الوقت ،.لا تفهم من كلامي أن لصوص أو قراصنة فعلوا ذالك من فخ نصبوه للإيقاع بالضحايا لا هذا مختلف و الدليل على ذالك أنه لم يوجد أي قرصان إلا و قد قبضت عليه و لا قاطع طريق أيضاً صدقني قد كان اختفاء غامضاً جداً لم يُعلم من تسبب به حتى الآن لذا فأنا أطلب منك شخصياً الاستعداد التام لرحلة غريبة و قد تكون خطرة جداً سونجي عليك الذهاب إلى هناك و التحقق من صحة الأمر و لا تتردد بإخباري إن لم تستطع القيام بتلك المهمة هذا بيني و بينك لا تخبر أحد أبداً يا سونجي فإنما نقوم به عمل يختص بالشرطة السرية و لن يحدث أي تدخل من قبل شخص آخر.. أنا أعتذر سونجي لأني أضعت بعضاً من وقتك لكنه أمر طارئ و يجب القيام به مهما كان يترتب من نتائج هل أنت مستعد يا صديقي اعتبر هذا كطلب من أبرز أصدقائك الأوفياء و عندما تنتهي من المهمة سنتقابل ظهيرة الغد.

    المخلص فوداكس


    يتبع

  4. #3

    تابع

    الفصل الأول
    سر الغموض

    BlackDragon

    بدأت القصة في عام 1892 في جزيرة تقع وسط المحيط الهادي بالقرب من اليابان و جزرها ،لكن تلك الجزيرة ليست كباقي الجزر فهي مختلفة تماماً لأنها تحمل أسطورة غريبة تقول بأن كل من يذهب إليها لا يعود منها على الإطلاق و هذا ما أثار الحيرة في نفوس الكثير لاسيما سكان مدينة طوكيو في اليابان لأّنهم كانوا الأقرب منها و لسبب اختفاء العديد منهم في تلك الجزيرة.

    * * *
    في المساء:

    وبعد مدة قصيرة علم باحث ياباني يدعى[سونجي مورا] بقصة أو أسطورة هذه الجزيرة فدفعه فضوله لمعرفة سبب الإختفائات الغامضة التي تعرّض لها حزب من مواطني طوكيو،فأخذ يستعد لرحلته استعدادا ًتاماً و قد بدأ بحزم حقيبته التي لم تكن تحتوي على ملابس أو كتب بل كان بداخلها بندقية صيد وقبل أن يدخلها الحقيبة

    كان عليه حشو ذخيرتها جيداً فلقد كان على يقين بأنه سيواجه المخاطر ربّما و أن هذه الرحلة ليست جيدة لرجل في مثل سنّه لا يتمتّع بالقدرة على المراوغة أو الدفاع عن ذاته أو شيء من هذا فقد كان في عمر الواحد و السبعين و من الصعب لرجل عجوز القيام بذالك ،و بعد إنهائه أمر الحقيبة استعان بأخرى صغيرة الحجم وضع فيها آلة تصوير فيديو ليدوّن عليها كل ما سيشاهده في الجزيرة فقد يكون شيءً غريباً أو يكون

    المفتاح لمعرفة الغموض الذي تسبّب بهذه الإختفائات و بعد ذالك وضع الحقيبة الصغرى داخل الكبرى فوق البندقية ثم أغلقها و حملها على أحد كتفيه و ارتدى قبعة صيد صفراء اللون و ارتدى حذائه الرياضي ثم خرج من منزله متأهباً لرحلته المريعة و التي قد تكون الأخيرة في حياته
    و فور خروجه دلف إلى الشارع العام ليستقلّ سيارة أجرة كي يذهب إلى الشاطئ ثم الجزيرة، فتوقت على أحد أرصفة الطريق بانتظار قدوم سيارة أجرة فلم تصل أياً منها حتى لبث مدة عشر دقائق ثم نظر إلى الجانب الأيمن فكان خاليً ثم نظر إلى الأيسر فكان كذالك،وبينما هو على هذا الحال إذ به يسمع صوت رنين قوي متقاطع يصدر من الأعلى من الجهة اليمنى فألقى نظراً تجاه المصدر فرأى برج الساعة يشير إلى الثانية عشر مساءً هذا يعني منتصف الليل الوقت الذي تتوقف فيه جميع المواصلات و تغلق الأسواق و قلّة من

    يمشي من العامة في الطرقات،لاحظ [سونجي]أنه لا غرابة في عدم وجود أي سيارة تسير أمامه أو شخص يمرّ بقربه،فأخذ يفكّر فيما سيفعله بعد أن أدرك أنه لا أمل في متابعة رحلته هذا المساء لاسيما بأن الشارع الذي يقف فيه بعيدٌ جداً عن شاطئ بحر المدينة مما يترتب عليه السير على أقدامه مسافة تعادل(قم)وهذا غير ممكن ثم قال لنفسه متسائلاً:
    ((ما العمل الآن؟..هل سأقوم بمتابعة ما بدأت به؟..إن الشاطئ بعيد من هنا و أنا رجل لا أستطيع قطع تلك المسافة..إن بقيت هكذا فسأضطر للانتظار حتى شروق الشمس..أظن أنه من الأفضل تأجيل هذه الرحلة إلى يوم الغد..أجل عليّ فعل ذالك)).

    في الوقت الذي كان فيه [سونجي]قد عزم العودة إلى منزله و تأجيل الرحلة إلى اليوم التالي سمع صوت يأتي من الجانب الشمالي عن بُعد و في كل ثانية يتضاعف حجمه و كأنه يقترب منه رويداً رويدا فلتفت [سونجي]إليه بهدوء فلمح ضوء ساطع يسير نحوه فقال بصوت مرتفع قليلاً
    ((لا ريب أنّها سيارة..أخيراً ما كنت أنتظره)).

    تقدّم [سونجي]قليلاً و أخذ يلوّح إلى السائق بكلتا يديه محاولاً لفت انتباهه حتى نجح في ذالك فوصلت تلك السيارة إليه و توقّفت أمامه،و لسوء الحظ لم تكن سيارة للأجرة فقد كانت مختلفة تماماً من حيث مظهرها و لونها الرمادي و لم يكتب عليها (أجرة) أما لونها فمن العادة أن تكون سيارات الأجر في طوكيو ممتزجة بالون الأبيض،وبعد أن توقفت فتح السائق نافذتها الزجاجية فدنا منها [سونجي] ليظهر له شاب يرتدي بنطالاً أسود و سترة حمراء ذو الشعر البنّي الكثيف الأشقر و عيناه زرقاء قصير القامة بعض الشيء فبادر [سونجي]بالسؤال:
    ((هل من خدمة أيها السيّد؟)).

    _((أرجو المعذرة لقد كنت بانتظار سيارة تقلّني منذ خمسة عشر دقيقة تقريباً فلم أجد)).

    _((لا بأس اصعد)).

    _((شكراً)).

    فركب [سونجي] السيارة و قبل أن يقفل الباب سأله السائق مرة أخرى:
    ((إلى أين تودّ الذهاب؟)).

    _((خذني إلى شاطئ المدينة و سأدفع لك ما تشاء)).

    _((كما تريد)).

    ثم أغلق [سونجي]باب السيارة فانطلقت و قال السائق:
    ((آسف على تطفلي لكن ماذا تفعل في هذه الساعة المتأخرة)).
    رد[سونجي]ببرود:
    ((هذا من شأني)).

    قال السائق بعد أن نظر إلى قبّعة[سونجي]الصفراء الشبيهة بقبّعة الصيد و حقيبته الكبيرة التي توحي بأن داخلها صنّارة لصيد السمك:
    ((تبدو ذاهباً في رحلة صيد أليس كذالك..أظن أنك لن تجد شخصاً هناك على الإطلاق)).

    قال[سونجي]بدهشة:
    ((رحلة صيد!)).

    فسكت قليلاً ثم أستطرد محاولاً تفادي الموقف:
    ((آو أجل رحلة صيد هذا ما أردت القيام به)).

    فنظر السائق إلى[سونجي]قائلاً بسخرية:
    ((بدا ذالك واضحاً)).

    فوضع[سونجي]كفّه على قفا رأسه و أطلق ضحكةً قصيرة عن ظهر قلب ثم قال:
    ((نسيت أمر قبّعتي إنها تجعل مني صياداً كما تعلم)).

    كان لبد[لسونجي]من الكذب ليتخلّص من تطفل السائق لاسيما أنّه كان حريصاً على أن لا يخبر شخصاً بأمر ذهابه إلى الجزيرة الغامضة بما في هذا من خطورة و مخاطرة لمن يفعل ذالك،بينما كانت السيارة تسير في الطريق راودت[سونجي]بعض الحساسية في ذراعه الأيسر الذي كان قريباً من جانب السائق فأخذ يقوم بفركه بالذراع الأيمن و فجأة نظر بجانب مقعده عن غير قصد ليرى صحيفة بيضاء قد ملئها الحبر الأسود بالكتابات فتناولها بسرور قائلاً:
    ((ما آخر الأخبار الرياضية يا ترى؟)).

    فتح[سونجي]الصحيفة و قبل أن يهتف لسانه بحرف واحد قال له السائق وقد بدت ملامح وجهه تتحوّل من الوجه الطبيعي إلى الوجه البائس الحزين و كأن شعوراً سيءً ينتابه:
    ((لا أنصحك بقراءة الصحيفة)).

    _ ((عفواً..ماذا قلت؟)).

    خفض السائق رأسه و صمت قليلاً ثم قال بالشعور ذاته:
    ((لأنه لم يعد لها وجود)).

    قالٍ[سونجي]بعد أن رأى هذا الشعور يغمر في وجه السائق:
    ((أيها السيّد هل أنت على ما يرام؟)).

    صمت السائق بعض الوقت ثم قال:
    ((أنا بخير)).

    فرفع رأسه ثم أضاف بسرور و حزم كي يزيح الحيرة من وجه[سونجي]:
    ((لا تهتم بما سمعت سنصل إلى الشاطئ قريباً يا رجل)).

    على الرغم من محاولة السائق في عدم جذب[سونجي] إلى ما قاله سابقاً إلا أن[سونجي] لا يزال مصراً على أن يعلم تفسير الكآبة التي ظهرت عليه فجأة فسأله بجدية:
    ((ماذا تعني بأنه لا يوجد أخبار رياضية؟..هل نسيت بأن هذه صحيفة)).

    رد عليه السائق بالأسلوب الكئيب:
    ((أرجوك لا تهتم...فقط أعد الصحيفة إلى مكانها)).

    _(( هلا تخبرني عما تتحدّث؟)).

    _((حسناً ما دمت مصراً...إقراء بنفسك)).

    فتح[سونجي]الصحيفة مجدداً و بدأ القراءة في العنوان ثم الخبر فكان كلٌ منهما كتالي:
    نبأً عاجل

    في يوم الأمس التاسع من أكتوبر 1892 م جرت عملية اختطاف أو حادثة اختفاء لثلاثة من العلماء

    اليابانيين من مدينة طوكيو أولاً
    البروفيسور: كوشيمو إيكوتا
    البروفيسور:ساتوري كوجي

    يتبع

  5. #4

    تابع

    البروفيسور:ساناوا موتو وقالت لجنة الصحافة أن آخر ما قد فعله الثلاثة قبل اختطافهم أو اختفائهم هو قيامهم برحلة استطلاعية في الجزيرة التي تقع شمال طوكيو،الجزيرة التي اختفى كل من ذهب إليها و تأكد اللجنة على أن التفسير المنطقي لهذه الحادثة أن الجزيرة وراء هذه العملية يا للغرابة هل يمكن أن تكون الأسطورة صحيحة فمثل هذه الأشياء لا يشهد لها عقل و لا تصديق و تشاهد غالباً في أفلام التلفاز نحن حقاً في غموض لا نهاية له وفي حيرة من أمرنا إن وجدت أخبار جديدة فستنشر عنها الصّحف و المجلات و على نشرة الأخبار.

    الكاتب:لجنة الصحافة

    بعد أن قرأ[سونجي]الصحيفة وضعها فوق فخذيه و قال في نفسه:
    ((هكذا إذاً)).

    ثم حدّق إلى السائق تحديقاً خفيفاً و أضاف في نفسه:
    ((لا شك أن هذا الرجل لديه علم بأمر الجزيرة و أسطورتها..لهذا أراد الإخفاء عنّي)).

    فقال[سونجي]للسائق:
    ((شيء مريع فعلاً..هل تصدّق ما كتّب هنا)).

    _((إن قلت لا فقد كذبت عليك)).

    فخفض صوته و أستطرد:
    ((..للأسف نعم)).

    _((لماذا أنت متأكد؟..ألا تعتقد أن يكون هراء)).

    _ ((كلا...لو كان كذالك لما نشرت عنه الصّحف)).

    و بعد أن أنهى السائق جملته الأخيرة وصلت السيارة إلى موقف السيارات الذي يقع الشاطئ أمامه مباشرة فقال:
    ((آه لقد وصلنا أخيراً)).

    فتوقفت السيارة في أحد المواقف فأطفئ السائق السيارة و أضوائها الأمامية و الخلفية ثم قال[لسونجي]:
    ((اسمعني أيها السيد لا أريد ثمن مقابل.. و لكني أريد أن أخبرك بسر جعلني أيقن أن ما زج في الصحيفة خبر حقيقي..ما اسمك؟)).

    _((سونجي..سونجي مورا)).

    _((و أنا[هاكو ساتوشي]..سونجي..عدني أن تكتم ما سأقوله سراً بيني و بينك)).

    _((أنا أوفي بوعودي دائماً..أعدك)).

    خفض السائق رأسه بحزن و أخذ يتحدّث بأسى:
    ((حسناً[سونجي]..أؤكد لك أني لم أنسى ما حصل قبل ثلاث سنوات...كان ذالك أغرب و أبشع ما شاهدته في حياتي...لقد مات أمام عينيي...)).

    _((من هو؟)).

    _((..ابن أخي..البالغ عشرون عاماً...ذالك اليوم قررنا أن نقضي الإجازة الصيفية في ساحل البحر الذي تراه أمامك.. ذهبنا نهاراً لأنه الوقت الأنسب فستمتعنا بوقتنا كثيراً..)).

    ثم أضاف بأسى أكبر:
    ((لكن تلك السعادة لم تدم طويلاً..بعد أن قررنا العودة تذكرت أنه تبقى شيء لم نفعله فأخبرت نسيبي ( بأننا نسينا سباق الزوارق )..كما تعرف أنه الأكثر متعة في الشاطئ ..فذهبنا كي نختم يومنا بسباق صغير فستأجرنا زورقين و من ثمَ بدأ السباق..حتى قطعنا مسافة طويلة..جعلتنا نقترب من تلك الجزيرة و صخورها ..فبينما كنا نستبق تقدم نسيبي عليّ و أخذ ينظر إلي في الخلف بسخرية..ولم ينتبه إلى الصخرة التي كانت أمامه..حتى اصطدم بها زورقه فسقط في الماء..فـأتيت بزورقي مسرعاًً لإنقاذه بينما كاد يغرق..أوقفت زورقي و قفزت إلى الماء ثم حملته إلى الأعلى كي

    يستنشق الهواء..ثم صعدت به إلى الزورق فأخذ يتألم من كاحله الذي ينزف دماً بشدة فما كان عليّ إلا أخذ سترتي التي أبقيتها في الزورق وربطها بإصابته..وبعد هذا أدركت أن أخذه للشاطئ قد يزيد من إرهاقه لاسيما بزورق سريع قد يتسبب له بدوران البحر..،لم يكن لي خيار سوا أخذه إلى الجزيرة القريبة..فعندما وصلنا حملته على رقبتي ثم جعلته ينبطح على ظهره و أخبرته أن يبقى هكذا ريثما أحضر له العلاج..هنا حدث المفاجأة..عندما عدت)).

    فأخذ[هاكو]يتذكّر و يحدّث[سونجي]
    (فإذا برجل ينزل من زورقه في جزيرة و معه حقيبة إسعاف صغيرة و رجل آخر أمامه بالكاد يستطيع الوقوف و هو يرتعش و يتألم ممسكاً بذراعه اليمنى صدره،فأسقط الرجل السابق حقيبة الإسعاف من بين يده و سعى إلى ذالك الرجل الذي

    يكاد يقع ألماً فوضع يده اليمنى فوق رقبته و اليسرى تحت إبطه و قال له بحزم :كوسيتو هل أنت بخير ماذا جرى لك.. لما

    تحرّكت من مكانك. فأخذ الرجل المتأّلم يخرج زفيراً و من ثَم قال للرجل الآخر :أهرب يا عمّي قبل أن تكون أنت التالي. فقال الرجل الآخر :كوسيتو..قُلي ما الذي حدث لك.فدفعه بقوة نحو البحر و لم يلبث الرجل المتألم بضع ثوانٍِِ حتى خر ساقطاً على وجهه فتسارع الرجل الآخر إليه فجلس بقربه على ركبتيه فرفع رأسه المنكب أرضاً ليرى وجهه شاحباً محمر فصرخ

    بقوة قائلاً ً:كوسيتو!!...كوسيتو!!. وفجأة بينما هو يصرخ إذا بجثة الرجل تختفي و تتبخر على شكل ضوء أخضر مشع فأخذ الرجل يغمغم ثم قال بخوف : ما هذا!!..ما الذي يجري هنا؟.فألقي مغميّن عليه).
    فأكمل[هاكو] الحديث إلى[سونجي]:
    ((و بعدها.. وجدت نفسي في مشفى..لم أعلم من أتى بي إلى هناك حين ذاك حاول رجال الشرطة استجوابي عما تسبّب لي بهذا الإغماء..رفضت أن أحدّثهم بشيء حتى مرت ثلاث سنوات.. و ها أنت تراني كما أنا عليه)).

    بعد أن استمع[سونجي]إلى قصة[هاكو]بدأت الدهشة تغمر وجهه مما سمع في نهايتها فقال بدهشة و بصوت منخفض :
    ((يا لها من قصة غريبة حقاً!)).

    ثم سكت قليلاً و أضاف:
    ((هاكو..لما لم تخبر الشرطة بما حدث؟..لم بقيت صامتاً حتى هذا الوقت؟)).

    _((في الحقيقة لم أرد التسبب بمتاعب فربما أكون قد شاهدت وهماً)).

    قال[سونجي]بغضب:
    ((عن أي وهم تتحدّث..ألم تقل للتو أنك رأيته يختفي أمامك)).

    _((بلا و لكن..)).

    فقاطعه[سونجي]قائلاً:
    ((ولكن ماذا..غريب أمرك يا هاكو..لو أنك أخبرت الشرطة لتم اكتشاف سر ذالك الغموض)).

    قال[هاكو]بأسف:
    ((آسف سونجي..لم أستطع فعل هذا)).

    _((على كل حال شكرا لاستضافتك لي)).

    وفتح[سونجي]باب السيارة و خرج متجهاً إلى الشاطئ كي تبدأ المرحلة الأولى من رحلة الهلاك فقال لنفسه و هو يمشي:
    ((حان الوقت الآن.. آمل أن أجد قارباً)).

    ثم دلف تجاه البحر و في طريقه أخذ يلتفت يمنتاً و يسرتاً باحثاً عن قارب أو زورق ما فلم يجد سوا الرمال على الأرض فأخذ يتقدم و يتقدم حتى رأى شيءً بنياً كبيراً يطفو على سطح الماء قريباً من الرمال،ذهب إليه[سونجي]فغمز نصف من ساقيه في الماء ثم نظر إلى الشيء ليرى قارباً خشبياً بنياً فقال:
    ((لم أتوقع هذا..من النوع القديم لكن لا بأس به)).

    فنزع حقيبته قائلاً و هو يضعها في القارب:
    ((قد أستطيع استقلاله)).

    يتبع
    اخر تعديل كان بواسطة » "تشارلس روفيرد" في يوم » 12-08-2009 عند الساعة » 19:29

  6. #5

    تابع

    فركبه و بدأ يجدف بيديه و لشدة بطئ القارب الخشبي تضاعفت مسافة البعد فستغرق مدة سبعة عشر دقيقة لكي يستطيع رؤية الجزيرة عن قرب فواصل تجديفه حتى وصل إلى أرض الجزيرة ذات التربة الناعمة التي تحيط بها من جميع جهاتها و التي يقع وسطها جبل أسود عرضه عشرة أمتار و طوله أربعة عشر مترا في أسفله بوابة مظلمة تشبه الكهف عرضها و طولها ثلاثة أمتار يحيط بجوانبها أشجار خضراء عديدة ، قبل أن يهبط[سونجي]إلى التربة قال لنفسه بشجاعة:
    ((هيا تمالك نفسك سونجي..أنت رجل عجوز و لا يهم إن حدث لك شيء)).

    و بعد هذه العبارة فتح[سونجي]حقيبته و أخرج البندقية فوضعها جانباً ثم أخرج الحقيبة الصغيرة و فتحها ليخرج آلة تصوير

    الفيديو الخاصة به فعلّقها فوق رقبته ثم تناول البندقية و نزل من القارب ثم شغل آلة التصوير لتعمل آلياً و أطبق الإمساك على البندقية بقوة و هو يصوّب أمامه مستعداً لأي هجوم ضده فأخذ يمشي بحذر و بطئ شديد و هو ينظر بطرف عينيه يمنتاً و يسرتاً و يلتفت إلى الخلف باستمرار فبينما هو كذالك سمع صوت الرياح الهادئة و في الوقت ذاته سمع صوت آثار

    أقدام تأتي من خلفه برقة فلتفت فلم يرى شيءً فعاود النظر للأمام ليرى عن مسافة ستة خطوات مخلوقا كالإنسان شفاف و ليس لديه لون لا يوجد له رأس و لديه ذراعان و ساقان شفافتان يرتدي قميصاً شفافاً طويلاً يغطي أصابع أقدامه فقال[سونجي]بصوت مرتفع:
    ((ما هذا!!)).

    فأطلق مباشرة أول رصاصاته تجاه المخلوق فاختفى ثم التفت[سونجي]إلى الوراء مجدداً ليرى ذالك الشبح ينقض عليه من المسافة ذاتها بسرعة كبيرة حتى أنه لم يتمكن من التصويب جيداً فسرعان ما دفعه الشبح أرضاً فسقطت من يده البندقية فتناولها و أخذ يتراجع إلى الخلف و الشبح يتقدّم نحوه فأطلق رصاصة فعبرت من صدر الشبح و كأن شيءً لم

    يحدث ثم تضاعف ذالك الشبح إلى خمسة أشباح يتقدمون نحو[سونجي]رويداً رويدا و هو يتراجع على ظهره فأطلق رصاصة آخرة و آخرة لكن دون جدوى و فجأةً صدر صوت إنسان ثخين و متوحش ينطق بكلمات غريبة كأنها تعويذة فتراجعت الأشباح الخمسة و طارت شرقاً و غرباً،فنهض[سونجي]و أخذ ينفض سترته من التراب و تناول البندقية من على الأرض و أعاد تعشيقها فخطى إلى البوابة المظلمة ببطء و عندما اقترب منها قال بصرامة:
    ((من هناك؟)).
    فلم يُجب أحد إلى أن خرج من وسط تلك البوابة المظلمة رجل مبني جسده من العظام البيضاء أذناه مكونتان من قرنين عريضين عيناه حمراوتان مشعتان يرتدي فوق رأسه العظمي تاجاً ذهبياً مصنوعاً من الذهب و يرتدي فوق كتفيه بردة سوداء و يمسك بكفه الأيمن صولجان فضي في أعلاه دائرة سوداء،تقدم الرجل العظمي عن البوابة لكنه لم يبتعد كثيراً عنها،بعد أن رأى[سونجي]هذا المظهر المفزع صوب بندقيته مباشرة إلى صدر الرجل العظمي قائلاً بصوت مرتفع:
    ((من أنت..تكلم قبل أن أقضيَ عليك)).

    فنطق الرجل العظمي بصوته المتوحش:
    ((أهذا بدلاً من شكري)).

    رد[سونجي]بلا مبالاة:
    ((و لما أفعل ذالك؟)).

    _((لأنك لم تمت)).

    خفض[سونجي]بندقيته برقة و قال بدهشة:
    ((ماذا؟)).

    _((لو لم آمر أشباحي بالانصراف...لأصبحت طيفاً)).

    قال[سونجي]و كأنه فقد وعيه:
    ((ماذا قلت؟.. عن ماذا تتحدّث؟..ثم من أنت؟..)).

    _((أنا الملك..الشبح)).

    قال[سونجي] بدهشة أكبر:
    ((الملك الشبح!)).

    _((أجل..يمكنك أن تدعوني بجامع الأطياف)).

    _((هل يعني هذا أنك وراء كل ما جرى طوال تلك السنين الماضية؟)).

    _((في بعض الأوقات...يجب على المرء ألا يسأل كثيراً..عندما تكون الإجابة أمام عينيه)).

    _((أنت من قتل أولائك الأبرياء..وإن كنت فعلت..فلما لم تجعل مصيري مثلهم؟)).

    _((آه أمر سهل..لأنني لا أحتاج إلى طيفك)).

    _((و هل أنا مختلف عماً سبق و قتلتهم)).

    _((بالطبع..كل من مات على يدي كان قلبه مليئاً بالحقد و الغضب..و الكراهية..أما أنت..فلا أرى في عينيك ذالك)).

    _((أهذا هو السبب الذي دفعك لارتكاب تلك الجرائم..هل تعلم كم من الأشخاص قتلت؟..هل تعلم كم صنعت من مآسي)).

    فأطلق الملك الشبح ضحكة شريرة مريعة على نحو غير متوقع ثم قال بصوته المريب:
    ((أتظنني أحمق لأفعل شيء كهذا..أنا أجمع أطياف الموتى لتنفيذ هدفي فقط)).

    _((هدفك..ماذا تقصد؟)).

    _((إن سبب تواجدي في هذه الجزيرة..هو جمع أطياف البشر الممتلئة بالغضب.. حتى تكتمل كي أتمكن من إيقاظ الوحش النائم تحت المحيط ..و عندما أيقظه..سنحكم الأرض معاً و لن يقف شيء في طريقنا أبداً..لقد استغرقت الآف السنين في جمع الأطياف..و الآن..بتُ قريباً...قريباً جداً و سيستيقظ الوحش آكل الأطياف)).

    عينا[سونجي]الدهشة أكثر من أي وقت في حياته مما قاله هذا المخلوق الغريب فقال:
    ((أتعتقد حقاً أني سأصدق ما تقول..وحش يأكل الأطياف يسكن أعماق المحيط..هذا مستحيل..شيءٌ لا يعقل)).

    _((صدقت أمْ لا..هذا لا يعنيني)).

    التفت[سونجي]إلى البحر قائلاً و هو يتبادل النظرات يمنةً و يسرةً:
    ((هل يمكن حقاً وجود وحش تحت هذه البحيرة)).

    فتوقف عن تبادل النظرات و أستطرد:
    ((و إن كان يوجد فلم لم نجد له أي دليل)).

    فعاود النظر إلى الملك الشبح قائلاً:
    ((أخبرني من أين أتى؟ و كيف نام الآف السنوات؟)).

    _((قبل مائة قرن..هبط ذالك الوحش من الفضاء الخارجي..إلى إحدى المدن..و بعث فيها الخراب و الدمار..ولم يستطع أحد ردعه سوا شخص واحد فقط..كان محارباً أسطورياً...أستطاع هزيمته..لكنه دفع ثمناً غالياً بالمقابل )).

    _((ماذا؟..محارب أسطوري!..)).

    _((...ربما لن تتفهم الأمر إلا إذا رأيت بنفسك..سأعيدك إلى الماضي.. قبل عشر الآف عام)).
    فوجه الملك الشبح صولجانه بقوة تجاه[سونجي]ليخرج من الدائرة السوداء في أعلى الصولجان شعاع برتقالي مضيء جداً أنطلق إلى[سونجي]لينتزع من جسده نسخة أخرى شفافة دخلت إلى الشعاع و بقي جسد[سونجي]في الجزيرة

    يتبع
    اخر تعديل كان بواسطة » "تشارلس روفيرد" في يوم » 12-08-2009 عند الساعة » 19:24

  7. #6

    تابع

    في الماضي:
    و فجأة ظهر في مدينة قديمة أرضها تربة و قد ملاءتها البيوت القديمة المصنوعة من الطين و كان الوقت آن ذاك نهاراً و الشمس ساطعة و حارقة إلا أن[سونجي]لم يشعر بحرارتها لأنه لا ينتمي إلى هذا الماضي و كأن وجوده كعدمه ، و بعد رؤية لهذا قال متسائلاً:
    ((أين أنا؟..أين ذهب بي ذالك المتوحش؟)).

    و بينما هو كذالك سمع صوت أقدم مسرعة تأتي من خلفه فالتفت ليرى امرأةً جميلة شعرها بني يصل إلى رقبتها ترتدي ثوباً أبيض طويل و حذاء أسود و تمسك بيدها اليمنى طفلة صغيرة تشبهها و ترتدي مثلها ، رآهما تجريان عن يمينه و قالت المرأة للطفلة:
    ((أسرعي يا[إيكونيا]سيبدأ حفل التتويج)).

    قالت الطفلة بصوت رقيق:
    ((حسناً يا أمي)).

    و عندما مرتا بجانب[سونجي] تجاهلتاه و كأنهما لا يريانه فقال[سونجي]محاولاً إيقاف المرأة:
    ((عذراً سيدتي و لكن..)).

    لم تأبه المرأة له و ما زالت تواصل الجري مع طفلتها فقال متسائلاً مرة أخرى:
    ((ما الأمر..لما هذه العجلة)).

    فأتبعهما بسرعة و صرخ:
    ((أيتها الآنسة توقفي من فضلك)).

    فتجاهلته مجدداً و هي تجري فقال بدهشة:
    ((لماذا لا تجيب؟)).

    فقرر أن يتبعها و يرى إلى أين تذهب ، وبعد أقل من خمس دقائق و صلت المرأة مع طفلتها إلى مكان يحمل حشد يتجاوز الألفي شخصاً يقفون على الأرض فتوقفت معهم ثم خطا[سونجي]بضع خطوات و مر من بينهم قائلاً:
    ((لما كل هذا الحشد..هل الأمر مهم إلى هذه الدرجة)).

    فواصل المشي عشر خطوات أخرى ليرى قصراً عملاقاً رصاصي اللون في أعلاه قبب كثيرة يوجد في شماله أربعة أبواب يصل ارتفاعها إلى ستة أمتار و في يمينه أربعة أبواب بحجم السابقة و في أوسطه بوابة عملاقة مفتوحةً من جانبين قد يصل طولها و عرضها إلى إحدى عشر متراً ، في داخل تلك البوابة تعالت أصوات حشد يفوقون الذين في الخارج عدداً و بدأ الضجيج يعلو في المكان بشدة ، فدلف[سونجي] إلى بوابة القصر ليرى هذا الحشد الكبير منقسمون إلى قسمين و تتوسطهم سجادة طويلة حمراء في طرفيها شيء من اللون الأصفر منبسطة على الأرض تصل إلى درج تليه أريكة أطرافها من الذهب ، سأل[سونجي]أحد الرجال:
    ((عفواً هل يمكن أن تخبرني أي أنا الآن؟)).

    فلم يرد عليه الرجل فقال بغضب:
    ((لم الجميع يتجاهلني!)).

    ثم أضاف بصوت منخفض:
    ((مهلاً)).

    فضرب الرجل ضربة خفيفة على ذراعه ثم التفت الرجل إلى الخلف و قال لرجل آخر:
    ((ثَم شيء لمسني)).

    فرد عليه الآخر:
    ((لست أنا)).

    _((إذاً ما كان ذالك؟)).

    _((دعك من هذا يا رجل رما كنت تتوهم)).

    _((ربما..على كل حال متى ستبدأ مراسم التتويج)).

    _((لا تقلق سيصل الآن)).

    فقال[سونجي]:
    ((لا غرابة في هذا فلا أحد يراني..لأنني لا أنتمي إلى هذا الماضي أصلاً..و لكن ما هو حفل التتويج هذا)).

    تقدم[سونجي]أمام الصف الأول من الحشد ليرى درج من جهة اليمين يوصل إلى أريكة يصعد عليه ملك عجوز لحيته بيضاء تصل إلى صدره و رموشه بيضاء و شعره أبيض يضع فوقه تاج كتاج الملك الشبح تماماً يرتدي ثوباً أسود طويل يغطي حذائه الأسود يحمل بيده صولجان كالصولجان الملك الشبح يضع في سبابته خاتماً فضياً فيه دائرة حمراء غامقة ، و يمشي بجانبي الملك أربعة حراس يعلقون سيوفهم في جوانبهم و يرتدون بزة مدرعة باللون البني الغامق جداً و يغطي أوجههم وشاح أسود لا يُري
    سوا أعينهم ، فجلس الملك على الأريكة ووقف حارسان على يمينه و حارسان على شماله فقال الملك بصوت منخفض لأحد الحراس:
    ((حان الوقت)).

    فانحنى الحارس أمام الملك قائلاً باحترام:
    ((أمرك سيدي الملك)).

    فذهب الحارس ثم قام الملك من أريكته و رفع ذراعاه و فتح كفاه بقصد الجمع و هو ينظر إلى الحشد قائلاً بترحيب و ارتفاع:
    (( أيها القوم...أرحب بكم جميعاً في قصري الملكي )).
    فتعالت أصوات الشعب بالترحيب ، و أستطرد:
    ((في هذا النهار.... كما أنكم تعلمون جميعاً...أنه حان الأوان لأتنحى عن منصبي كحاكم...و أتركه لابني الثاني [كلدروم]..الذي سيكمل وراثة الحكم من بعدي..في هذا اليوم سنحتفل جميعا بهذه المناسبة..مناسبة حفل التتويج الملكي)).

    فبدت السعادة تملئ أوجه الحشد و ازداد ارتفاع أصواتهم بموافقة الملك ، وبعد توقفهم صفق الملك بكفيه صفقة واحدة يعني بها شيءً ما ، فظهر حارسان يصعدان على الدرج من الجانب الأيمن يحمل كلً منهما طرفاً من صخرة طويلة

    مستطيلة تماماً بيضاء اللون ، فوصلا قريباً من الملك و أوقفاها أمامه ثم انحنيا و ذهب كلً منهما من جهة أخرى ، فتقدم الملك ووضع صولجانه فوق تلك الصخرة و بعدها نزع تاجه الذهبي برقة شديدة ليضعه بجانب الصولجان على الصخرة المستطيلة ثم تراجع الملك قليلا و خفض رأسه ثم أغلق عيناه يطمأنان لمدة ثلاث ثوان ثم عاد لطبيعته و فجأة دخل من البوابة بين الحشد على السجادة الحمراء الطويلة رجل شاب وجهه يميل للون الأحمر الخفيف و شعره طويل أسود خصب شائك من الأمام يصل إلى نهاية ظهره و يرتدي تحت مقدمة شعره ربطة حمراء طويلة وعينه اليمنى سوداء و اليسرى مكونة من عين ذهبية بها إشارة غريبة و حواجبه سوداء و ملامح وجهه تدل على الغضب و الشجاعة التامة و ردائه مدرّع

    أحمر غامق و به بعض السواد مليء في جانب الذراعان و جانب القدمان بالأشواك الحديدية و يعلًق خلف ظهره تحت شعره بقليل سيفاً طوله متراً و نصف مغطى بطبقة بلونا الرداء ذاته و حذائه من صُلب الرداء ذاته ، فأخذ الرجل الشاب يمشي ببطء تجاه الملك و يحدق بنظرات حادة إلى الأمام و لا يلتفت إلى أي اتجاه ، و حال مجيء الرجل اخذ الحشد يرحبون به ترحيباً قوياً حتى كاد القصر ينهار من شدة الضجيج ، فأدرك[سونجي]أنه لا بد من قدوم شخص ما لتصدر كل هذه الضجة فألتفت ليرى هذا الرجل ذو المظهر الغريب فذهل[سونجي] تماما لرؤيته و قال متسائلاً:
    ((من يكون هذا الشخص يا ترى؟)).
    ما زال الرجل يتقدم إلى أن وصل درج الملك فصعد إليه بملامحه الحادة و كان بينه و بين الملك تلك الصخرة ، فبدأ كل منهما ينظر إلى الآخر نظرة طبيعية حتى قال الرجل بأسف و برود بعد أن أغمض عينه اليمنى:
    ((مولاي الملك..أعتذر عن..)).

    فأشار الملك بيده كي يتوقف عن الحديث و على الرغم من الرجل مغمض العين إلى أنه استطاع رؤية ذالك أو الشعور به فتوقف مباشرة و قال الملك:
    ((..لا حاجة لذالك..الأهم من هذا أن تضع ثقتي بك..)).

    ثم رفع الملك يده اليسرى و فتح كفه قاصداً الحشد و أستطرد:
    ((لحكم هذا الشعب..و هذه المملكة...[كلدروم]..هل سألت نفسك يوماً لماذا كنتُ الأقرب إليّ من [روياما]؟ )).

    أجاب [كلدروم] بصوت منخفض بعد أن فتح عينه اليمنى:
    ((لا سيدي!)).

    يتبع

  8. #7
    _((أنت تملك شيء لا يملكه هو..عين الأسطورة... شرف عائلتنا..التي تمنح صاحبها الحكمة و القوة الهائلة.. التي لا يمكن تخيلها.. مما يجعلك مهيأً للقيام بهذا الأمر..[كلدروم] أنا..)).

    فتنهد ثم أستطرد:
    ((لم يعد باستطاعتي البقاء على ما أنا عليه.. لذا ستحل أنت مكاني)).

    قال [كلدروم] بصوت منخفض غامض:
    ((سأفعل كل ما تريد يا أبي..أعدك)).

    وبعد ثلاث ثواني انحنى [كلدروم] ببطء معصباً عينه اليمنى بانتظار وضع التاج على رأسه ، حمل الملك التاج من الصخرة و نظر إليه قليلاً ثم رويداً رويدا أخذ يضع التاج على رأس [كلدروم] إلى أن أقترب ، و فجأةً سمع الجميع صوت مرتفعاً جداً كالصوت انفجار قنبلة إلى أنها لا توجد في الماضي و بدت الضوضاء تعلو بين الحشد ، فرفع [كلدروم] رأسه بقوة لتخرج من منتصف جبينه شارة كشارة عينه الذهبية مشعة جداً بالون الأحمر الغامق ، وفور ظهورها صدر منها صوت صرير قوي و كأنه تحذير ، وبعدها وقف على قدميه و التفت للخلف بسرعة ثم نظر إلى الملك قائلاً بصرامة و حزم:
    ((إبقى هنا سأرى ماذا يحدث في الخارج)).

    و انطلق [كلدروم] بسرعة إلى الوراء ، أعاد الملك التاج فوق الصخرة و أشار بيده للأمام وقال بصوت مرتفع محولاً إيقافه:
    ((لا..توقف)).

    لم يلتفت [كلدروم] و ما زال ينطلق بأقصى سرعته من بين الشعب وأضاف الملك _:
    (( [كلدروم]! )).

    لكنه لم يتوقف ، فأتبعه [سونجي] بسرعة ليرى الأمر ، فوصل [كلدروم] إلى خارج القصر فرأى الشعب يهربون شرقاً و غرباً و هم يصرخون و الحرس ينتشرون في المنطقة و اتجه إلى رجل كان يقف عن بعد خمسة عشر خطوة حتى أتى إليه فكان ذو وجه شاب و شعر أبيض شائك يصل إلى رقبته و في نهايته ربطة حمراء و عيناه سوداء و حواجبه سوداء و يرتدي بزة رصاصية مدرعة و يعلّق في جانبه سيفين ذا غطاء أبيض و حذائه أبيض حديدي لامع ، إنه ابن الملك الثاني شقيق [كلدروم] المدعو [روياما] ، فسأله [كلدروم] باهتمام و ارتفاع:
    (( [روياما] ما الذي يجري؟)).

    أجاب [روياما] بغضب:
    ((ثمة شيءٌ ينفذ كرات من اللهب..يبدو أنه يحاول تدميرا القصر)).

    و في الوقت ذاته ظهر الصوت من جديد فلتفت [كلدروم] إلى الجانب الأيسر ليرى دخان أسود يتصاعد إلى الأعلى بغزارة ، ثم أشار إليه قائلاً بصوت مرتفع:
    ((هناك!)).

    فانطلق [كلدروم] و [روياما] إلى موقع الدخان الأسود فلمح [كلدروم] على الأرض ظلً عملاقاً يتحرك و يقترب بسرعة منه فنظر للأعلى ليرى وحشاً عملاقاً يطير في السماء جسده مكتوم السواد ووجهه كوجه العنقاء طوله تسعة أمتار و عيناه حمراء و له منقار بداخله أنياب بيضاء طويلة و حادة و له جناحان طولهما خمسة عشر متراً و ذيل سميك طوله عشرة أمتار و ذراعان عملاقان بطول عشرة أمتار و قدمان بالطول ذاته ، أما طول الوحش فكان ثلاثون متراً و عرضه فكان عشرون متراً ، فهجم الوحش بقوة ساحقة على [كلدروم] بمنقاره الضخم فصدرت تلك الشارة مع صريرها على جبين [كلدروم] فتراجع بمراوغة للخلف و ضرب منقار الوحش الأرض ضربةً جعلت بها ثقباً ، فاستل [روياما] سيفه و كان ينوي الهجوم على الوحش ، فرآه [كلدروم] و قال بصوت مرتفع:
    ((لا تفعل سأتولّى أمره..سأقضي عليه)).

    فصرخ [روياما] قائلاً على نحو غير متوقع:
    ((لا!..لا تستخدم قوة تلك العين..لا تنسى ما فعلت بك قبل سبع سنوات)).

    _((ولكن..)).

    فقاطعه [روياما] صارخاً بحزم:
    (([كلدروم] انتبه أمامك)).

    لقد كانت كرة من اللهب الأسود ممتدة بشكل لولبي تنطلق من فآه الوحش مباشرة إلى [كلدروم] فهمّ [روياما] بمساعدته فظهرت الشارة على ذاتها على جبينه و كانت بيضاء مشعة فسعى بسرعة كالبرق الخاطف إلى ذالك اللهب و رفع ذراعاه عرضاً ليجعله يصطدم به فينقذ [كلدروم] ، فبدأ اللهب يستنفذ قوة [روياما] و هو لا يزال صامداً يتألم وشعره يتراجع بشدة و كأن رياح عاتية تحرّكه ، فصرخ [كلدروم]:
    (([روياما]!)).

    فقال [روياما] و هو يتألم:
    ((لا تستخدم العين مهما حصل)).

    فاختفى [روياما] و توقف اللهب لكن الوحش لم ينتهي من شراسته فهبط مهاجماً بقدمه الضخمة الساحقة على [كلدروم] و كالعادة ظهرت الشارة مع الصرير فتنحى عن الهجوم فقبض الوحش كفه و هاجم فظهرت الشارة مع صريرها ثم قفز [كلدروم] قفزة تعادل عشرة أمتار و نجا من القبضة فرفع الوحش كلتا يديه مقبوضتين و رفع رأسه ثم أطلق صوت زئير قوي يدل على الغضب فعاود الهجوم هذه المرة بذيله العملاق فظهرت الشارة مع الصرير فتنحى [كلدروم] على ظهره ثم نهض بشجاعة و قال في نفسه بصرامة:
    ((آسف روياما..سأفعل ذالك من أجلك)).

    فاستل سيفه الطويل من خلف ظهره و عرضه للجهة اليمنى و أغمض عينه لثانية ثم فتحها فأصدرت عينه الذهبية ضوء أصفر متوهج مع صرير قوي جداً فاشتعل سيفه بالنار ثم نظر إلى الوحش نظرة حادة و قال بغضب:
    ((سترى الآن قوة عين الأسطورة)).

    فأطلق الوحش اللهب اللولبي و في الوقت ذاته وجه [كلدروم] سيفه المشتعل إلى اللهب فنطلق منه شعاع أحمر متصل بالسيف على شكل حقل مغناطيسي ، اشتبك لهب الوحش اللولبي ضد شعاع [كلدروم] المغناطيسي و كل من الطاقتين تحاول ردع الأخرى حتى بدأت قدما [كلدروم] تشق الأرض إلى الوراء و هو بالكاد يستطيع الصمود و الإشارة ظاهرة على جبينه و عينه الذهبية ، فما زالت هذه المبارزة قائمة إلى أن صدر من وسط اشتباك الطاقتين طاقة صفراء يتضاعف حجمها رويداً رويدا حتى أصبحت قبة عملاقة كست [كلدروم] و الوحش فانفجرت بصوت يفوق قوة لهيب الوحش و انفجر معها نصف المدينة باستثناء القصر فولد من تحت الأرض بحيرة عملاقة و هي ما يعرف في المستقبل باسم المحيط الهادي ، فسقط الوحش داخل البحيرة و اختفى جسده ، أما [كلدروم] فمن حسن حظه أن قطعة صغيرة من الأرض تطفو على البحر حملته و هو مرهق من قوة النزال جافياً على ركبته اليمنى و يصدر زفيراً متقاطع ، فدهش[سونجي]كثيراً من هذه الحادثة فقال سراً و هو ينظر إلى [كلدروم] بلهفة:
    ((آآآه يا إلهي!!)).

    و بينما [كلدروم] على هذا الحال إذ بعين الأسطورة تصدر شعاع و صريراً من تلقاء نفسها فبدأ [كلدروم] يغمغم و يرتعش و عينه اليمنى مفتوحة بقوة إنه يشعر بشيء ما يغمر في داخله فأحس بألم شديد في كل رأسه قد سببته عين الأسطورة عن خطأ ما ثم أمسك رأسه بكلتا يديه ووقف على قدميه صارخاً و قال:
    ((آآآآآآآآه ماذا فعلت؟)).

    وبعد بضع ثواني دخل جسده إلى عين الأسطورة و سقطت على قطعة الأرض ، فهم[سونجي]إلى البحر فسبح حتى وصل فصعد على الصخرة و دنا من العين فأمسكها و نظر إليها و فجأة ظهر شعاع برتقالي على جسد[سونجي] فوجد نفسه في الجزيرة ولم تكن العين معه.

    في المستقبل:

    وضع [سونجي] كفه على جبينه للحظة و أخرج نفس قصيراً ثم أعاده بعد أن نظر إلى الملك الشبح و قال بإرهاق:
    ((أنت!)).

    فخطى الملك الشبح أربعة خطوات للأمام مصدراً من فآه صوت فحيح مخيف وقال:
    ((و ما قد يكون أيها الإنسان؟..يبدو أن قلبك الضعيف لم يعد يتحمّل المزيد من الآلام..مما رأى في الماضي)).

    قال [سونجي] باشمئزاز:
    ((يا لك من وحش كلماته كالسم..)).

    فسكت ثم أضاف:
    ((إن ظننت أني سأصدق تلك الخدعة الوهمية فأنت مخطئ أيها الغريب..لن أؤمن بمجرد عالم افتراضي اختلقته و أضفت إليه قليلاً من الإثارة..لتقتبس عقول الآخرين كما فعلت معي..و تنفذ مآربك الشريرة أياً كانت ضد البشر..و هذا ما ترمل إليه تماماً)).

    _((آآه كم أنت عنيد..بعد أن رأيت ذالك..لا تزال منكراً..لو كان الأمر خدعة.. لما رأيت هذا..)).

    فأخذ الملك الشبح يبسط يده اليسرى مقبوضة ببطء ويوجهها أمام عينا [سونجي] و هو يفتح أصابعه الخمسة العظمية بشيء من الرقة لتظهر عين [كلدروم] الذهبية الأسطورية ، فما كان على [سونجي] سوا رفع حاجبيه بدهشة و النظر إلى العين بقوة فقال بتقاطع:
    ((عين..الأسطورة..كيف..مستحيل)).

    _((بالطبع..إنها هي..عين ذالك المحارب اللعين)).

    قال [سونجي] بحزم:
    ((كيف أتت إلى هنا؟ لقد مضت عشرة آلاف عام)).

    _((هذا ليس من شأنك..عليك معرفة شيء آخر..لم يقتصر وجودي في هذه الجزيرة..لجمع الأطياف فقط..بل إن الأهم من ذالك..حراسة عين الأسطورة..و لن يقترب شخص منها..)).

    فأعاد قبضة كفه و أعاد يده إلى جانبه و أستطرد:
    ((لأنها في حوزتي..و الآن حان الوقت لتغادر الجزيرة..لقد علمت أكثر مما يجب..)).

    و فجأة أضاء صولجان الملك الشبح بشعاعه البرتقالي فأشار به بقوة إلى صدر [سونجي] قائلاً بصوت مرتفع أكثر رعباً:
    ((آكل الأطياف سيستيقظ قريباً..لا تنسى ذالك)).

    فانطلق ضوء الصولجان إلى جسد [سونجي] و قبل أن يختفي كرر الملك الشبح جملته السابقة:
    ((لا تنسى!)).

    فابتلع ذالك الشعاع [سونجي] ليجد نفسه في إحدى غرف منزله مستلقياً على وجهه ، صدر صوت دقات خفيفة فنهض ممسك رأسه وجلس على ركبتيه و نظر يسرة ليرى كرسي بنّي اللون و أمامه طاولة بنّية مضاءة بشمعتين و في الأمام كان يوجد نافذة كبيرة و في الجانب الأيمن كان يوجد خزانة للملابس و على أرضها حقيبته و قبعته و بندقيته و في الخلف كان يوجد باب أحمر مغلق و أرض الحجرة بساط أحمر خشن ، لقد أدرك [سونجي] أنه في منزله و لم ينتبه إلى صوت تلك الدقات إلا بعد فترة فلمح ضوء أحمر صغير يظهر و يختفي على صدره و يصدر معه دقات خفيفة ثم خفض عيناه فرأى آلة تصوير الفيديو الخاصة به لا تزال معلّقة برقبته و ذالك الصوت يعني أن وقت التصوير قد نفذ فقال:
    ((عجباً!..نسيت هذه..على كل حال قدمت لي آلة التصوير دليلا قاطعاً)).

    فانتزعها حبلها من على رقبته وقام متجهاً إلى الكرسي فجلس عليه فوضعا بجوار ساعة كانت في زاوية الطاولة و من الجهة الأخرى تناول [سونجي] كتاب مذكراته الأسود فقام بفتحه منتصفه و قد بدت عليه ملامح التعب الإرهاق و من موقع الكتاب نفسه تناول نظارة لضعف النظر التي يستخدمها كبار السن عادتاً ، فبعد ارتدائه لها اخذ يقلّب صفحات كتابه قائلاً:
    ((لنرى!)).

    فستقر على الصفحة الأولى قائلاً:
    ((هنا..)).

    ثم توقف للحظة فاخرج قلم أزرق من جيب بنطاله فأضاف و هو يكتب:
    ((أنا الباحث الياباني سونجي كايتو مورا البالغ من العمر 71 عام في مساء العاشر من أكتوبر عام 1892 م اكتشفت سر الجزيرة الغامضة الواقعة شمال العاصمة طوكيو من اليابان..لقد كان شيء لا يصدق أبداً شيء غريب..لكني أأكد أن عيناي لم ترى حلماً ما كان ليكون أكثر من حقيقة لا تعقل إنها أسطورة الملك الشبح و جزيرة موطن الأشباح)).

    فتنهد قليلاً ثم نظر إلى الساعة فكانت 2.00.14 فقال:
    ((لا بأس.. سوف اُنهي تقريري و أسلمه إلى مركز الشرطة السري في طوكيو..نهار الغد)).

    و بعد انقضاء نصف ساعة انتهى [سونجي] من كتابة مذكراته التي تعد تقريراً مهماً للشرطة و ها هو الوقت المناسب ليقوم بمهمته كباحث ، أخذ آلة التصوير و الكتاب ثم دلف إلى باب الغرفة فأدار مقبضه بيده التي تحمل الكتاب فخرج باتجاه باب حجرة مقابل تماماً و قام بفتحه و دخل فكانت الحجرة مضاءة إضاءة تامة بالمصابيح البيضاء و مليئةً بالحواسب فوق طاولة عريضة على شكل حلقة مربعة ، فقال [سونجي]:
    ((حسنا..لم يتبقى الكثير من العمل)).


    يتبع

  9. #8
    ثم أغلق الباب و بدأ يعمل على إنتاج شريط فيديو من آلة التصوير فستغرق في ذالك نصف ساعة أخرى مما جعل الوقت 3.01.46 ، و أخيراً بعد جهد طويل وجب على [سونجي] أخذ قسط من الراحة ، نام في الحجرة بعد التفرغ من عمله دون الشعور بذالك حتى انبلج الصباح و كانت الساعة.

    في النهار:

    1.12.26 هذا يعني أن [سونجي] قد نام مدة عشرة ساعات و لم يستيقظ بعد ، و فجأة رن هاتف كان يقع بالقرب من أحد الحواسيب فلم ينهض [سونجي] و رن للمرة الثانية فلم يجب أحد عليه فواصل الهاتف رنينه لعدة مرات و عندها فتح [سونجي] عيناه اللتان غمرهما النعاس قائلاً بصوت هادئ:
    ((من يتصل بي في هذا الوقت..)).

    فأضاف بصوت مرتفع:
    ((أُو لا!)).

    ثم نهض بسرعة متجاهلاً نعاسه و كأن كارثة قد وقعة، فاتجه بسرعة إلى الهاتف ليرفع سماعته قائلاً:
    ((مرحباً!)).

    رد عليه رجل:
    ((ما الأمر يا [سونجي]؟ هل نسيت موعدنا)).

    _((آه لم أنم طوال البارحة..لا تقلق سآتي الآن)).

    _((جيد..وأنا بانتظارك)).

    _((على الرحب)).

    فأغلق [سونجي] السماعة و أخذ شريط الفيديو و بعض الملفات المحتوية على مذكراته ، أدار مقبض الباب فخرج وانطلق إلى الشارع و لم يكن يحتاج إلى سيارة أجرة لأن المكان الذي يريد قصده ليس بعيداً كالشاطئ و لم يكن عليه السير سوا مسافة عشر دقائق ، فبينما بدأ يمشي أخذ ينظر بمن حوله من العامة بابتسامة و أخذ ينظر إلى الشمس ساطعتاً فقال بسعادة:
    ((آه ما أجمل الصباح..حين ترى الجميعَ يسيرون حولك و هم سعداء..و الشمس تمدّك بطاقة حيوية)).

    لم يمضي وقت طويل حتى وصل مبنى أبيض كبير ناطح طوله يتخطى المائة متراً و أبوابه زجاجية ملفتة للنظر و يقف شرطيان يحرسان الأبواب بزيهما الأزرق و قبعتيهما السوداء و يعلق كلا منهما على سترته مسدس ، دلف [سونجي] إليهما فأشار إليه أحدهما بالوقوف ثم قال بصرامة:
    ((البطاقة من فضلك)).

    _((كما تريد)).

    فأبرز [سونجي] بطاقة كانت في أعلى جيب سترته ليمررها إلى الشرطي فتناولها و هو ينظر نظرات خفيفة و أعادها إلى [سونجي] قائلاً:
    ((شكراً لك،..تفضل)).

    _((حسناً)).

    بعد سماح الشرطي له بالدخول دلف إلى ذالك الباب الزجاجي فدفعه ليرى بعض من الرجال و السيدات يتبادلون الذهاب و العودة في المبنى الفاخر ذو الأرض الشبيهة بالزجاج الأبيض و أبوابه الذهبية الجاذبة للنظر و بأعلاه مصابيح مستديرة بيضاء ، أما في بداية المدخل فكان يقع شيء كالحاجز الخشبي المرتفع بمقدار حنجرة المرء و كان يقف خلفه رجلان أصلعان ببزة مكتملة السواء و يرتديان نظارة شمسية سوداء ملامحهما توحي بأنهما مجرمان ، تقدم [سونجي] إليهما كي يستطيع الحديث فقال:
    ((عذراً هلا أرشدتني إلى مكتب الملازم [فوداكس شاواستار])).

    فرد أحد الرجلان بصرامة و برود:
    ((من تكون يا هذا؟)).

    _((أنا السيد مورا)).

    فأخذ الرجل يتمتم بهدوء:
    ((السيد مورا السيد مورا)).

    ثم أضاف محدّث [سونجي]:
    ((هل أنت سونجي كايتو مورا؟)).

    _((نعم)).

    _((حسنا ستجده في الباب المقابل من الدور العلوي..الأفضل أن تستقل..)).

    ثم أشار إلى باب مصعد أمامه ملتصقا بالجدار و أستطرد:
    ((ذالك المصعد)).

    نظر إليه [سونجي] ثم أعاد النظر إلى الرجلان وقال:
    ((شكرا،ً أيها السيد)).

    دلف [سونجي] إلى المصعد و اقترب منه ليضغط على زر نزول المصعد إلى الطابق السفلي و ما لبث غير بضع ثواني حتى فُقح باب المصعد، بعد أن دخله [سونجي] ضغط زر الطابق الثاني فأُغلق الباب وبدأ المصعد بارتفاع بطيء بينما كان [سونجي] يتطلع إلى ساعته اليدوية ببض الاهتمام لعله كان يفكر بشيء عليه الإسراع به ، ربما كانت هذه هي اللحظة، التي وصل فيها المصعد إلى الطابق الثاني ففُتح بابه ليظهر مقابله على الجهة اليمنى بقليل باب حجرة بنّي اللون و مقبضه مستدير ذهبي، تقدم [سونجي] فطرق الباب طرقتين ليسمع ذالك الصوت الهادئ المرتفع يقول:
    ((أدخل)).

    فتح [سونجي] الباب فبعد أن دخل أغلقه و تقدم إلى ذالك الشرطي ذو الشعر الأسود الخفيف و بزة الشرطة التي تحمل خمس نجوم في كل كتف و أعينه سوداء و يعلّق مسدس رشاش صغير أسود اللون تحت إبطه الأيمن، يجلس على كرسي أمامه طاولة بها الكثير من الأوراق و مستلزمات الشرطة و علم اليابان و ملتصق بجدار الحجرة في الأعلى برواز يحمل صورة رجل أشيب بزي الشرطة يلقي التحية أما أمام الطاولة فكان يوجد كرسيان في اليمين و في الشمال، لقد هذا الرجل كان منهمكاً في الكتابة لدرجة أن لم يأبه إلى من أمامه حتى قال [سونجي]:
    ((أيها الملازم..)).

    فقاطعه قائلاً بغضب و هو لا يزال منهمكا:
    ((أنت ألا يمكنك الانتظار ريثما أفرغ من عملي)).

    فقال [سونجي] بدهشة:
    ((فوداكس!)).

    قال الرجل بغضب:
    ((ألم تسمع أن..)).

    رفع الشرطي رأسه ليستطرد كلامه إلى من أمامه، فعندما رأى [سونجي] نهض برقة وقال بعد أن تبدلت ملامح وجهه إلى الاندهاش:
    ((سونجي!)).

    _((فوداكس!..ما الأمر)).

    فتنهد [فوداكس] واضعاً كفه على جبينه ثم قال:
    ((أرجو المعذرة.. كنت منشغلاً فحسم ولم أعلم بأنك هنا)).

    _((آه لا يهم)).

    _((تفضل بالجلوس)).

    جلس [سونجي] على الكرسي الذي بجانبه و عاد [فوداكس] للجلوس قائلاً:
    ((أخبرني كيف حالك سونجي؟)).

    _((أنا بخير..لاسيما أن يحين وقت تقاعد المرء عن العمل)).

    _((أتنوي ذالك حقاً يا رجل؟..سنفتقدك سونجي..فكما تعلم أنه لم يعد هناك الكثير من المخلصين أمثالك)).

    _((لا تقل هذا..فربما كان يوجد..على كل حال نفذتُ ما طلبته منّي)).

    رفع [سونجي] الملفات التي يحملها بيده و شريط الفيديو إلى طاولت [فوداكس] و أستطرد:
    ((إليك سر الغموض)).

    فقال [فوداكس] بسعادة:
    ((هل تعني أنك نجحت؟)).

    هز [سونجي] رأسه بنعم ثم قام [فوداكس] من مقعده قائلاً بسعادة مندهشة:
    ((حقاً!)).

    فنهض [سونجي] أيضاً قائلاً:
    ((حقاً!)).

    فاتجه [فوداكس] إلى [سونجي] فتصافحاً و قبل أن يزيح أيّن منهما كفه عن الآخر قال [فوداكس]:
    ((سيبقى هذا الأمر محفوظاً في عائلة شاواستار..إلى الأبد)).

    _((بلغ تحياتي إلى البطل الذي يقوم بتحرير الجزيرة)).

    فتعانقا.


    تم الفصل الأول بحمد الله

    اللقاء القادم في الفصل الثاني
    اخر تعديل كان بواسطة » "تشارلس روفيرد" في يوم » 12-08-2009 عند الساعة » 19:28

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter