الــســلام عــلــيــكــم ورحــمــة الله وبــركــاتــه
رغم تبقي شهر تقريباً على انتهاء موسم الانتقالات الصيفي الحالي الذي وصل إلى منتصفه بنهاية شهر يوليو لعام 2009، فإن النصف الأول من موسم الانتقالات شهد العديد من الانتقالات الهامة والمؤثرة في عالم كرة القدم، كما شهد سيطرة واضحة للمال، تجسدت في عددٍ غير قليل من الصفقات الفلكية.
والناظر في أخبار الانتقالات الماضية يجد سمتين هامتين في انتقالات الصيف الحالي أولهما هي كثرة الانتقالات غير المتوقعة، أو التي لم يتم التمهيد لها أو الحديث عنها بصورة لافتة في الماضي، مثل انتقال إيديبايور من آرسنال إلى مانشستر سيتي أو رحيل تيفيز بسهولة عن صفوف مانشستر يونايتد أو مغادرة إيبراهيموفيتش لإنتر ميلان، أو ترك إيتو أحد نجوم الليغا في الموسم الماضي، لبرشلونة، أو بالأحرى "استغناء برشلونة عن إيتو".
أيضاً فقد شهد الموسم الحالي تراشقاً غير مسبوق في التصريحات، بين اللاعبين والأندية، وبين اللاعبين والمدربين، وبين الأندية وبعضها البعض. وافتتح لابورتا هذا التراشق في منتصف يونيو الماضي بإطلاق تصريح ناري علق فيه على صفقات ريال مدريد قائلاً: " إنهم يشترون النجوم لكننا نصنعها". وبالتأكيد فإن لابورتا كان يعي ما يقول، فالفريق الذي نجح في صناعة نجوم مثل ميسي وإنييستا وتشابي وكريكيتش، عليه أن يفتخر بهم عندما يبرم غريمه التقليدي صفقات فلكية مثل تلك التي حدثت.
والحقيقة التي لا يستطيع أحد أن ينكرها أن كم الإنفاق الضخم الذي قام به ريال مدريد لتدعيم صفوفه، وقيامه بالتعاقد مع كاكا وكريستيانو رونالدو وبنزيمه وتشابي ألونسو دفعة واحدة، وإنفاقه ما يقرب من 250 مليون يورو على انتقالاته قد أثار حفيظة العديد من الأندية الكبرى، لدرجة أن غالياني نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي أعلن أن ريال مدريد أفسد سوق الانتقالات بسبب المبالغ الضخمة التي دفعها في بداية فترة الانتقالات الصيفية الحالية ما جعل قيمة أي لاعب، تسعى بقية الأندية الكبرى الأخرى لشرائه، لا تقل عن 15 مليون يورو.
وذهب غالياني إلى أبعد من ذلك عندما طالب جماهير ميلان بألا تصاب بالإحباط إذا لم يتمكن الفريق من جلب أي لاعب مهم هذا الموسم، لأن الميلان ليس مستعداً لدفع أكثر من 30 مليون يورو ثمناً لأي لاعب أياً كان. وبالفعل تأكدت مقولة غالياني عندما فشل فريقه في ضم كل من البوسني دزيكو مهاجم فولفسبورغ الألماني والبرازيلي لويس فابيانو مهاجم إشبيليه الإسباني، بسبب أن الميلان لم يعرض في الصفقتين أكثر من 14 مليون يورو ثمناً لكل لاعب، وهو بالتأكيد أصبح ثمناً بخساً في الأيام الحالية، ففبيانو على سبيل المثال حدد ناديه الأندلسي سعره بـ 20 مليون يورو، وهو ما صدم مسؤولي الميلان وجعلهم يتراجعون عن إبرام الصفقة.
ضمير بيكنباور
قيصر الكرة الألمانية فرانس بيكنباور، رئيس نادي بايرن ميونيخ العريق، لم يستطع الصمت إزاء المبالغ الطائلة التي أصبحت تدفع ثمناً لضم اللاعبين، وأعلن أنه سيشعر "بتأنيب ضمير" إذا قام نادي بايرن ميونيخ الألماني ببيع النجم الفرنسي فرانك ريبيري إلى ريال مدريد الأسباني مقابل 80 مليون يورو، لكن "هناك دائماً مجنون ما يلقي أمواله"، بحسب القيصر.
والحقيقة أننا لا نستطيع أن نلقي باللائمة على إدارة ريال مدريد في قيامها بإبرام مثل هذه الصفقات الفلكية والتاريخية، ففي النهاية حصل الريال على جهود كاكا ورونالدو وبن زيمه وراؤول ألبيول وتشابي ألونسو بشكل شرعي. كما أن أندية مانشستر يونايتد وليون وميلان وليفربول وافقت على بيع هؤلاء اللاعبين بمحض إرادتها ودون ممارسة أي ضغوط عليها، إضافة إلى ذلك فإن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز المخطط والمحرك الرئيسي لكل هذه الصفقات، قام بضم اللاعبين تنفيذاً لوعوده التي قطعها على نفسه قبل انتخابه بأنه سيبني فريق أحلام جديد يحقق طموحات جماهير الريال ويعيد الفريق الملكي إلى منصات التتويج مرة أخرى.
أرجو عدم الرد إلى أن يكتمل الموضوع
المفضلات