السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يصادف هذا اليوم المنصرم الجمعة الـ 21 من شهر آب ذكرى مؤلمة للمسلمين و هي حريق الاقصى
و هي جزء من سلسلة لا تحصى من الاعتداءات على المسجد الأقصى التي تواصلت وتنوعت
وكان من أخطرها الحفريات التي مازالت مستمرة حتى هذه اللحظة تحت المسجد الأقصى وحوله
وفي أجزاء واسعة من البلدة القديمة في القدس بغية خلخلة الاساسات لينهار كل شيء بزلزال بسيط
و لا نذكر الحادثة كي نتباكى على ما فعله اعداؤنا بنا
إنما كي لا ننسى اننا امام حرب عقائدية مع شعب مفسد في الأرض و مغضوب عليه
و لنا ثأر معهم سنأخذه منهم عنوة بإذن الله طال الزمن أو قصُر
لا بالمفاوضات العبثية
و لكي لا أطيل في الكلام سندخل في صلب الموضوع :
يوم الحريق المشؤوم
في الحادي و العشريم من شهر آب سنة 1969 ميلادية تسلل شخص متطرف يدعى ( دينسي مايكل روهان ) الاسترالي الاصل إلى ساحة المسجد الأقصى
و تمكن من الوصول الى منطقة المحراب و المنبر و اضرم النيران هناك.
ما لا يعرفه البعض ان روهان هذا اعترف انه قام بمحاولة لحرق المسجد قبل 9 اشهر من نجاحه
لكن محاولته تلك فشلت و تسترت عليه سلطات الإحتلال وقتها
و عندما حققت سلطات الاحتلال في حادثة الحريق قالت انه عمل فردي
لكن لجنة اعمار القدس و شهود عيان اكدوا ان الحريق اندلع في اكثر من منطقة و بتزامن عجيب بينهم
مما يؤكد انه عمل جماعي عن سابق تخطيط و ليس فردي
و مناطق بداية الحريق كانت في مسجد عمر و منبر نور الدين و وسط الجدار القبلي و شباك جنوب غرب المسجد
يبلغ ارتفاعه 10 امتار يصعب على الشخص الوصول اليه من الداخل مما يؤكد وجود تواطؤ و دعم من خارج المسجد
و لتكتمل الالعوبة قامت سلطات الاحتلال بقطع المياه يومها عن المسجد الاقصى و الحارات المجاورة له
و اعاقت سيارات اطفاء بلدية القدس و سيارات اطفاء قادمة من رام الله و الخليل من الوصول في الموعد
بغية احتراق اكبر قدر من المسجد باتحاد النيران المتفرقة
فاستبسل السكان العرب في القدس و هبوا لاطفاء الحريق كل بما يقدر
فحالوا من تفشي النيران و التهام المسجد بالكامل
هناك من نزع ملابسه كي يطفيء النيران و اخرون احضروا العصي و المعاول و مجموعات اخرى تناوبت على حمل دلاء الماء من الحارات البعيدة
كانت نتائج الحريق هي :
* التهام النيران مساحة تقدر بـ 1500 متر مربع من اصل مساحة المسجد الكاملة 4400 متر مربع
بما معناه اكثر من ثلث المساحة.
* احتراق منبر نور الدين و تلفه بشكل كامل و لم يتبقى منه سوى قطع موجودة في متحف المسجد الاقصى.
* احتراق محراب زكريا الواقع بجوار مسجد عمر الذي احترق هو ايضا.
* امتداد النيران إلى ثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالاً مع الأعمدة والأقواس و ما تحويه من زخرفة.
* سقوط اجزاء من سقف المسجد خصوصا الاجزاء الموجودة في الناحية القبلية.
* احتراق القبة الخشبية الداخلية بزخارفها الملونة.
* تلف الرخام في الواجهة القبلية.
* تحطم 48 نافذة مصنوعة من الجبس و الزجاج الملون.
* ولا ننسى احتراق السجاد العجمي.
كانت جريمة بحق الحضارة و الرقي لم يحرك العالم لها ساكنا في حين تعالت اصوات الاستنكار و الشجب حتى وصلت القطب الجنوبي حين قام مجاهدوا طالبان بتدمير تماثيل بوذا
اما العالم الاسلامي فقد خرجت مظاهرات الغضب في بعض الدول الاسلامية
و التي تمخضت تحركاتهم بانشاء منظمة المؤتمر الاسلامي التي ظلت حبيسة قراراتها الفاقدة لأدوات التنفيذ.
أما الأكثر إضحاكا فكانت التمثيلية التي قامت بها سلطات الاحتلال ند محاكمتها للمتهم روهان
فقد اصدرت عدة بيانات متضاربة منها ان الحريق عرضي و سببه ماس كهربائي
و بيان اخر يقول ان الحريق بسبب جهاز لحام اكسجين كان هناك
و الغريب ان روهان انكر انه المتسبب في الحريق بعد ما سبق و اعترف ان له محاولة سابقة و انه مندوب الله
جاء لتنفيذ نبوءة جاءت في سفر زكريا عليه السلام
ثم عاد و اعترف انه قام بفعلته لكنه كان يعاني شيء من الجنون وقتها حيث كان يأتيه على شكل نوبات لتحكم المحكمة ببراءته على إثرها.
المفضلات