كنـتُ بـ الأمـس ماثلةً أمـام التـلفـاز أشـاهد الفيـلم الحـزين Messege in a Bottle
بينما كانت (تيريزا) - صحفية في إحـدى تلك الصـحف المحلية - تمارس ريـاضة الركض
على أحد الشواطئ اعترض طريقها قنينة تحوي رسالة كانت بـدايتها بـ (عزيزتي كاثرين)
أعـجبت بـرقة كـلماتها فبدأت البحث عـن مُرسلها (غلايت) على الضـفاف المُـقابلة إلى أن
وجـدته وتُيّـمت كلياً بـه كان هو أيضاً قد أحبها لـكنه لايزال أسيـراً لزوجـته (كاثرين) التي
توفيت منذ سنتين عـادت (تيريزا) إلى مدينتها ونشـرت مقالاً يتضـمن تـلك الثلاث رسائـل
ولم تُعلـمه بأمرها إثـنتين كـان هو مـن كتبها وواحـدة من زوجـته (كاثرين) ماكان يعلم بأمر
تلك الأخيـرة إلا عندمـا اكتشـفها مُخبأةً عـند (تيريزا) غضب وجـن جنونه عـاد إلى ديارهـ
حزيناً ساخطاً ثم جاء ذاك اليوم الذي قرر فيه أن يودع ذكرى (كاثرين) في عرض المحيط
وللأبد ويعود إلى سواحل (تيريزا) صادف في وسط عاصفةٍ هوجاء قارباً على متنه زوجين
وطفلهما الصغير كان قد أنقذ الطفل والزوج لكن الزوجة ألقت بها الرياح في المحيط نزل من
على متن القارب حتى ينقذها فغرق هو الآخر علمت (تيريزا) بما قد حصل فأجهشت بالبكاء،
وهذا مـا استـفز بداخلي ألـم الفقد فكـتبت مـا كتبت وأرجـو أن تسـتمتعوا بمـا فـاض بـه قلمي
وفكري المتواضع بعد انقطاع عن الكتابة.
غرستُ الحب في اللاشُعور ..
لينشُر البؤس ويُظللني ..
أقتاتُ على مايجود به من حُزن ..
وكأنها ثمارٌ عشش فيها الموت ..
كان حُلواً ذاك الحب ..
ولذيذٌ كقضمة إغماءة ..
فوق غُيومٍ من فقد ..
إزدحامُ أفكار ..
تشويشٌ للمعنى ..
وسأظلّ أحلمُ بالحرف ..
أستطعمُ العاطفة ..
حتى تلتحم بي ..
وتُصبح جزئي الذي لا يتجزأ ..
كما كُنتَ أنتَ قبلاً ..
لـ أنساك كُل يومٍ ..
لجُزءٍ من الثانية أو أقل ..
أفنيتُ عمري ..
ولم أعشق إلا مراسم الحُزن ..
وأنتَ ..
كُنتَ كنسماتٍ ربيعية ..
عبرتني حين كُنتُ في غفوة ..
حتى أيقظتني فاجعةُ انعدامها ..
تساقطتْ ملامحُ وجهي ألماً ..
فتقمصتُ أقنعةً باسمٌ ثغرُها ..
رحيلُك أمطرني أرقاً ..
وأرّقني أيضاً هُطول ذكراك ..
وها أنـا أجادلُ الوقت وألومهُ على ماكان ..
لو أنني لم أزل أتوضأُ الوجع ..
مُتطهرةً من كُل فرح ..
المفضلات