مرحبا
كيفكم
اليوم حبيت أحط أول قصة إلي
انشا الله تحبوها
وما تبخلوا علي بردودكم
حياة في باريس
انطلقا بسرعة وهما يحلقان بجناحيهما الذين اكتسيا بريش أبيض ناصع البياض فيما تطاير شعرهما الأزرق القصير خلفهما وهما يلبسان بزتين بلون أزرق فاتح ، في حين كانت عينيهما تشع بلون أزرق براق ووجه ببشرة بيضاء صافية شابان لم يتجاوزا الثامنة عشرة يحلقان بحماس في أروقة القصر المدينة المعلقة بين السحاب والذي اكتسى بلون أزرق مموج بالأبيض فيما كان السجاد الأبيض يزين أرضيته أما جدرانه فكانت تشع بلون أزرق يخطف الأبصار وهي مزينة بلوحات الأسرة المالكة، التفت الشاب الأول نحو الآخر خلفه وقال بحماسة:
-بيير أسرع وإلا سأهزمك ككل مرة
فنظر رفيقه إليه وقال بغيظ:
-وكأنك لا تعرف هذا يا أساندرا إنك تفعل هذا بي عامدا
فضحك بمرح وقال:
-أعرف هذا
ونظر للأمام ولكنه فوجئ بأحدهم أمامه فصاح:
-لا
واصطدم به بقوة فيما هبط بيير على الأرض وهو ينظر لأساندرا الذي كان ملقى فوق أحد الشبان الذين كانت له نفس مواصفات سكان المدينة المعلقة بين السحاب ولم يتمكن من كبت ضحكته، فيما نهض أساندرا عن الأرض وهو يضع يده على رأسه وقال:
-هذا مؤلم
ونظر للشاب وقال بلوم:
-أيكان أنت أكثر الناس إزعاجا في العالم كله
ولكن الشاب نهض وهو يحاول أن يتمالك أعصابه إلا أنه لم ينجح وصرخ فيهما بقوة:
-كم مرة أخبرتكما ألا تتسابقا في أروقة القصر فهي ليس مكانا للعب
ولكن الشابان أغلقا أذنيهما بقوة وهو يصرخ وعندما انتهى نظرا إليه وقال أساندرا:
-هل انتهيت؟
-ماذا؟
فقال بيير يستفزه:
-أيكان أنت رئيس الفرقة الذهبية ومن المفترض أن تكون لديك القدرة على ضبط أعصابه بشكل أفضل
فبدا الحقن على وجه الشاب فيما تابع أساندرا الاستفزاز :
-صحيح لا أصدق أنك قائد الفرقة المكلفة بحماية المدينة
وتابع بيير المسرحية:
-يجب على الملك أن يغيرك
فقال أساندرا:
-ذكرني أن أخبره بهذا
ولكن الشاب فقد أعصابه وأمسك رمحا ذهبيا وصاح بغضب:
-فلتكتبا وصيتكما لأنها نهايتكما
فاعتلى الرعب وجهيهما وقال أساندرا:
-يا أمي
وفردا جناحيهما وانطلقا بسرعة فقال أيكان:
-لن تفلتا مني هذه المرة
وفرد جناحيه خلفه وانطلق وراءهما بسرعة البرق والنار تشتعل فيه.
وداخل المكتب الملكي حيث جلس الملك بوجهه الهادئ الرزين وعلامات الوقار التي بدت عليه وهو يقرأ عدة أوراق في يده ولكن الباب فتح فجأة بقوة مما لفت انتباهه ليرى أساندرا وبيير يدخلان بقوة فقال بدهشة:
-أساندرا بيير
فنظرا إليه وقال أساندرا وهو يلهث: مرحبا أبي
ونظرا حولهما فيما قال بيير:
-من هنا
واتجها بسرعة نحو الخزانة الفخمة التي كانت على يمين المكتب وفتحاها ودخلا إليها والملك يراقبهما بدهشة فنظر أساندرا إليه وقال :
-إذا سأل عنا أيكان فنحن لسنا هنا
وأغلق الباب خلفه فيما رسمت ابتسامة على وجه الملك وقال:
-مسكين أيكان ستكون استقالته على يد هذين الاثنين
ولكن الباب فتح بقوة ليدخل أيكان والنار تشتعل حوله وقال بقوة:
-أين هما ؟
فنظر الملك إليه وقال:
أيكان
فانتبه الأخير إلى مكانه وبدا الارتباك عليه وقال بتلبك:
-سيدي...أنا ....لم ....أقصد...في الحقيقة
ولكن الملك قال بهدوء:
-أعرف ما فعلاه لا عليك
فانحنى أمامه وقال:
-آسف يا سيدي لن يتكرر هذا
-لا عليك
-اسمح لي
وخرج من المكتب والخجل بادٍ عليه وقال:
-سأقتلهما حتى لو كان هذا آخر ما سأفعله في حياتي
أما أساندرا ومرافقه فخرجا من الخزانة وقال الأخير:
-لقد غادر
فجلس أساندرا على الأريكة وقال:
-واه لقد كان غاضبا جدا
فنظر الملك إليهما نظرة ثاقبة وقال:
-ما الذي فعلتماه له هذه المرة؟
فتصنعا البراءة وقال أساندرا:
-لا شيء
ولكنه استمر ينظر إليهما فقال بيير باستسلام:
-حسنا كنا نتسابق في أروقة القصر
فتنهد الملك بيأس وقال:
-عرفت هذا
فنهضا وقال أساندرا بمرح:
-حسنا سنذهب لنكمل عملنا وداعا أبي
وغادرا المكتب فراقبهما الملك بابتسامة أب حنون وقال:
-لقد كبر ولدنا يا رانا وأصبح شابا يعتمد عليه
وأرسل بصره نحو السماء الصافية وقال بحزن عميق:
-كم كنت أتمنى لو أنك معنا هنا الآن
وصدرت عنه تنهيدة مثقلة مملوءة بالحزن .
لنلقي نظرة سريعة على المدينة المعلقة بين السحاب ، المنازل كانت مبنية من حجر أزرق براق وهو مموج بالأبيض وهي عبارة عن عدد من البنايات الشاهقة الارتفاع فيما كان أساسها يستقر إلى الغيوم أسفلها ، أما الحدائق فكانت عبارة عن مساحة واسعة من الأرض الخضراء والأشجار الكثيفة والأزهار الملونة بكل ألوان الطيف وهي معلقة في السماء على الغيوم فيما كان قوس قزح ينتشر في كل مكان بين الحدائق والمنازل ووسط هذه المدينة استقر القصر والذي كان يشع بلونه الأزرق البراق والمتوهج بعظمته ، وبين المنازل كان السكان والذين كانوا بصفات واحدة صغار وكبار نساء وشبان يحلقون بأجنحتهم ناصعة البيضاء ، كان ذلك العالم الصغير المخفي بين السحاب في أعالي السماء هو عالم المجنحين .
وعودة إلى داخل القصر وبالتحديد في غرفة أساندرا الذي كان جالسا يعزف على البيانو وبيير مستلقٍ على السرير وهو يحدق بالسقف وما هي سوى برهة حتى توقف عن العزف وقال بإعجاب:
-واو إن عزفي يتحسن مع مرور الوقت
ونظر لبيير وقال:
-ما قولك يا بيير ؟
فنظر الأخير إليه وقال باستفزاز:
-ليس سيئا
-ماذا؟
فضحك بيير وقال:
-كنت أمزح إنه ممتاز
فعاد الرضى لوجهه وقال:
-هكذا أفضل
-حسنا المهم ماذا سنفعل الآن؟
فقال وهو يفكر :
-لا يمكننا إزعاج أيكان الآن فهو مشغول مع فرقته
واستغرقا بالتفكير لبرهة لتخطر ببالهما فكرة واحدة ونظرا لبعضهما وقالا معا:
-ما رأيك بالقيام بجولة في السماء؟
فابتسما وقال أساندرا:
-هيا موافق
-حسنا
وفردا جناحيهما وانطلقا من شرفة الغرفة مسرعين .
وفي مكان آخر بعيد عن ذلك النور والضياء الأزرق ، بين ذلك الضباب الكثيف والذي اتشح بلون رمادي قامت استقرت تلك المدينة الكئيبة وفي مركز قيادتها الرئيسي الذي كان يتشح بلون أسود قامت ، سار ذلك الرجل بوجهه الحاد وملامحه القوية وجناحيه السوداويين في الممر حتى وقف أمام أحد الأبواب فتحه ودخل للمكتب وقال:
-سويارت
فرفع المعني رأسه كان رجلا ذو عينين سوداوين وشعر أسود ووجه حاد وقاسٍ وجناحين قويين بلون أسود وقال:
-ما الأمر بيكار ؟
فتقدم ليقف أمامه وقال:
-لقد انتهينا
فبدت ابتسامة على وجهه وقال:
-كل الجيوش
-أجل كلها جاهزة لشن الهجوم النهائي
-ممتاز أصدر الأوامر للجميع تحركنا سيكون هذه الليلة
فبدا الرضى على وجه بيكار وقال:
-سنكون جاهزين قبل ذلك حتى
وغادر المكان فيما استرخى سويارت في مقعده وقال بمكر:
-الليلة نهايتك يا كونت نهاية المدينة المعلقة بين السحاب
فذلك المكان المظلم هو الناحية الأخرى من النور عالم المجنحين المنفيين أو ما يسمى المدينة المخفية بين الضباب.
وهلا انشا الله اشوف ردود مشجعة لاكمال القصة
باي
المفضلات