سحابةٌ الحُزنِ تلكَ ما انفكّتْ تُلاحِقها أينما ذّهّبتْ !
و ها هِيَ جادتْ بمطرها و مكثت!
فأورقتْ رُوحها أحزاناً أُخرى ..
و تستعدُّ لـ تُزهِرَ في ربيع أمنياتها الماطر
لـ تصلَ إلى أَوجِ جمالها الحزين !
وسعُ الكونِ ضاق بروحها
و عادت لـ ملاذهـا الأخير
جسدها المُنهَك احتواها
لكنه عذبها بضيقه و عذبته
بحزنها كـ ردٍّ لـ الجَميل ...!
أنانيون !!فكلهم يبحثون عن السعادةِ إلا هِيْ
تبحث عن الـحزن !
تلكَ الأرصِفة و الأزقة المعتمة الميتة..
التي لا يُسمعٌ فيها سوى تكتكات المطر
و هي تعزف سمفونيةَ الحزن التي تصمت
إذا ضربتْ إحدَى صواعقُ الحزن كيانها لتحرق
ما تبقى فيها من السعادة الذابلة !
التي ارتوت بدموعِها المالحة
لـ يزداد لونها صفاراً فاقعاً
و وُرَيقاتها تودِّع غصن الروح ! قائلةً:
قتلت على يد من صرت جزءاً منها ... لكنها!
بكت فخنقت أنفاسيَ التي بها أحيا ..!
تلك الأزقة ... و المتاهات ... كوَّنت...ذاتها التائهة المتخبطة
بينها و بينها ... فيتلاعبُ بها اليأس تارةً
و الحزن أحياناً أخرى ...
فتشابكت أفكارها( المتشابكة !!) لـ تتلاعب بها أيضاً..فصارت
تحيا باكيةً على الأنقاض
سائرةً على دروب اليأس
دائسة على بذور الأمل
رافضةً الأيادي الممدوة إليها
ممسكة بمناديل لتمسح دموعها المنسكبة من مقلتيها
اللاتي لم تجف! فهي نبع لا ينضب
من الحزن و الألم الذي شكل إنسانةً تسير
متعثرة
مرتديةً .. نَظَّارةً سَوْداء .. !
المفضلات