افكار ... وساوس لا حدود لها, تملا هذا الراس الصغير,لا ادري كيف يحتويها! هل سافرح مثلهم ؟لا,لا اظن ذلك اتمنى ولو لاجزاء من الثانية ان تخرج ,لكنها مصممة على البقاء . ليس هذا فحسب ,انما هناك عدو اخر يتربص بي ,ينتظرني دائما ,يتلهف لتعذيبي ,عدو لا استطيع السيطرة عليه ولا حتى مواجهته ,الا وهو الخوف. مما؟ من كل شيئ, خوف يحتوي جسدي وروحي في وعائه, خوف لو اجتمعت الدنيا باسرها لن تخرجه .وكانني اعيش في صراع دائم معهما ,اذا فكر احدهما ان يرتاح ,يتلقفني الاخر وكله شوق ليمارس سلطاته المفروضة.بعد ساعة من الان سيتم تحديد مصيري, وها هما يضيقان الخناق علي .وضعا اياديهما ببعضها وقررا سحقي وتدميري فهما اليوم باوج قوتهم اعا كل العدة للمواجهة.اشعر بالضياع ,اشعر بان لا قيمة لوجودي,اشعر بالاشعور. بعد ساعة سيفرح كل من حولي الا انا نعم الا انا!؟ سابقى حبيسة غرفتي, سيكون البكاء لي مؤنس. انهض عن فراشي بتثاقل, اتقدم خطوة خطوة وكان هذه الخطوة التي لا تاخذ مني الا ثواني. وكانها اليوم تاخذ دقائق! اغسل وجهي ,اجابه دموعي ,احبسها لامنعها من الخروج ,لكنها تنتصر وتفلت مني ,وكانها حبات لؤلؤ تناثرت بعد ان قطعت السلسلة .انهرت ,لم تمضي ثواني, واذا بالهاتف يرن يرفض الجميع ان يجيب اتقدم نحوه, وكاني مقبلة على مواجهة معترك الحياة ,اتقدم نحوه واواجهه خوفي الذي من شدته بدات عظامي تطقطق بعضها الاخر , اتقدم وارفع السماعة اذ بالتهنئات تتزاحم علي. ومن شدة الصدمة لم اعرف ماهي القصة يقولون لي انكي نجحتي بالثانوية العامة ,وانا اقابل ذلك بالنفي لان لا يمكن لذلك ان يحدث .مضى وقت طويل حتى ايقنت انني نجحت ,نعم انا الان نجحت. وها انا سالتحق بالجامعة .لم اعرف انه وبذلك اليوم وضعت حدا للافكار لسوداء التي لونت حياتي بلونها,وضعت حدا لذلك الخوف وها انا في هذا اليوم اجمع سعادة العالم باسره واضعها في قلبي .
المفضلات