التليفون المحمول
من المخترعات الحديثة التي جادت بها علينا التكنولوجيا الحديثة التليفون المحمول هذا الجهاز الصغير حجما جميل المنظر رائع في شكله وانسيابهالساحر فعلا ونظرا لاقبال الناس عليه تفننت الشركات بلا استثناء في تغيير أشكاله ووائفه لينتقل من وظيفته الأساسية الى وظائف أخرى في نظري ليس لها قيمة.
ولقد انتشر هذا الاختراع الصغير في مصر لكن لا أقول في مصر وحدها بل في جميع أنحاء الوطن العربي ليس ذلك فقط فلقد انتشر في جميع أنحاء العالم. أصبح في يد الجميع رجالا كانوا أو نساءا أو أطفالا أو شيوخا.
بين الايجـــابية والسلـــبية
ومن يدقق النظر في هذه الظاهرة يدرك أننا نواجه حالة من حالات اللاوعي وغياب الهدف في بعض تصرفاتنا وسلوكياتنا وتزداد خطورة هذا الغياب عندما يتعلق الأمر بالشباب والمراهقين الذين تعتبر سنوات عمرهم في هذه اللمرحلة أساس تكوين رؤيتهم ومفهومهم للحياة في المستقبل
التليفون المحمول أصبح في دي الجميع تحت شعار ( محمول لكل مواطن ) وأصبحوجوده بين أيدي الأطفال والمراهقين أمرا عاديا ومألوفا كما أصبح أحد من أحد المظاهر مثل مظاهر الوجاهة والمكانة الاجتماعية دون النظر الى ما يترتب على ذلك من تأثير بين ما يقدر على سعره وتكاليف مكالمته ومن لا يقدر ذلك التأثير الذي يجسد الفوارق الطبقية.
وفي كل البلاد وأولها التي اخترعت التليفون المحمول كان الغرض في استخدامه واضحا وهو أن يكون وسيلة اتصال في الظروف الضرورية وللأشخاص الذين تتطلب مسئوليتهم مثل هذا الاتصال الطاريء والعاجل أما عندنا فان المحمول تحول كما نرى الى أحد مظاهر التباهي والفخر والاعجاب .
وقد ترتب على ذلك بالضرورة نتائج سلبية مفزعة أولها : أنه في التنافس بين المراهقين وحتى الأطفال على اقتناء أحدث الأجهزة وأغلاها سعرا أعلاها ثمنا لم ينتبه الآباء والأمهات الى ما تملكه هذه الأجهزة المتقدمة تكنولوجيا من امكانات فتح أمام عيون وعقول هؤلاء المراهقين أبواب الفتنة تتيح لهم الدخول على شبكة الانترنت حيث تقدم لهم بعض المواقع التي تبين لهم كل ما هو حارج عن الآداب العامة والقيم والتقاليد ولا نخفي خطورته على شاب أو فتاة بل خطورة كل ذلك على الشباب والبنات في هذه المرحلة الحرجة من فترة النمو العضوي والجسمي لهم.
ومن النتائج المفزعة أيضا تزايد ظاهرة سرقة التليفون المحمول كارثة تزداد خاصة سرقته من الأطفال الصغار الذي يملكون أغلى التليفونات وأعلاها سعرا لكن الكارثة ليست في ذلك انما الشيء الفاجع أن السارق لا يستعمل الجهاز بقدر ما تأتيه الرغبة في بيعه بسعر أعلى للاستفادة من ثمنه في تحقيق كوارث أخرى لكن أي نوع من الكوارث أقصد انها كارثة الادمان.
نأتي من الناحية العلمية
عندما كنت أبحث في جوجل عن مزايا وعيوب الموبايل ( التليفون المحمول - الجوال ) وجدت له ضرر من الناحية العلمية في وظيفة من وظائفه الفرعية التي نستخدمها للتباهي .
إن المشكلة تكمن بتعرض أجسامنا إلى هذه الإشعاعات, وامتصاصه لها مسببة مشكلات نفسية وصدمات بروتينية للخلايا الحية, وتسخين للنسيج الحي المجاور لهذه الإشعاعات والوهن والتعب والنسيان وقلة النوم والضعف الجنسي وفقدان الذاكرة والسرطانات المختلفة وذلك من خلال إدخال الخلل إلى الترددات البيولوجية في أجهزة الجسم وانتهاء بالجملة العصبية والدماغ أمراض اللوكيميا (سرطان الدم) وخصوصاً عند الأطفال الذين هم معرضون بشكل أكبر حيث إن مقاومتهم تقل ثلاث مرات عن الكبار.
قد يقول البعض: ( ولكن بعض أنواع هذه الأجهزة الخليوية ذات معدل منخفض جداً للإشعاع ).. هذا صحيح ولكن مع ذلك تتسبب بمقدار كبير من الصداع والإحساس بالانزعاج لأنها ترسل إشعاعات باتجاه الخد أكثر مما ترسله باتجاه الأذن, أما بالنسبة إلى انخفاض مستوى الإشعاع لمحطات البث فيجب قياسها في حين بثها الأعظمي مع الأخذ بعين الاعتبار كل الانكسارات المحيطة بالمحطة وقد نفاجأ مثل ما حصل في فرنسا ( باريس وضواحيها ) حيث قام العالم كلود ميشان بإجراء قياسات ( ظهرت بالعدد أيلول 2000 ) بمجلة sciences avenir العلوم والمستقبل الفرنسية للحقول الكهربائية ( وهو من المؤشرات التي تسمح بمعرفة قوة الإشعاعات ), ففي حوالي 15 شقة في باريس والضاحية الباريسية وكلها واقعة قرب أحد المحطات الخليوية الوسيطة أو في الطابق العلوي من مبنى نصب على سطحه إحدى الهوائيات, وقد فوجئ الجميع عندما تبين أن النتائج تتجاوز في عدد كبير من الحالات الأرقام المعلن عنها من قبل الشركات, فبحسب شركة فرانس تيليكوم لا تتجاوز الانبعاثات التي يرسلها الهوائي, حتى في المساكن الأكثر قرباً 0.05 فولت في المتر الواحد غير أن القياسات التي أجراها الخبير على عدد من الغرف والسطوح بينت أن هذه الانبعاثات تتراوح بين 5- 10 فولتات, أي بما يزيد على 10- 20 ضعفاً عن الأرقام المعلن عنها, وقد عبر خبراء فرانس تيليكوم عن عدم تصديقهم لذلك, عندما سألتهم صحيفة liberation عن الموضوع بعد نشرة مقالة الخبر اعتبروا أن هذه المستويات مستحيلة وغير موجودة ..... ( كتاب الخطر المميت لجان بيار لانتيان ). ..
من الناحية الدينية
ظاهرة عامة انتشرت في استخدام الموبايل أثناء الصلاة وقد سعدت جداً بالفتوي التي صدرت عن رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف، والتي حرمت رنات التليفون المحمول في المساجد، لأنها تمنع حالة الخشوع المطلوب داخل المساجد..
وقد كان أكثر المشاهد استفزازاً، حينما تكون ساجدا في صلاة الجمعة، وفجأة يرن هاتف أحد المصلين بصوت أغنية لنانسي عجرم أو هيفاء وهبي، وربما تكون رنة المحمول علي نغمات رقص شرقي..
فيتشتت انتباه جميع المصلين والإمام الذي كان يعبر عن ضيقه في ميكرفون المسجد عقب الصلاة..
والمؤسف أنك تجد في كل مسجد لافتات تتوسل للمصلين لاغلاق التليفون المحمول، بل إن بعضها يقول بوضوح إنك في المسجد علي اتصال بالخالق، فلست في حاجة للاتصال مع مخلوق...
من الناحية الاجتماعية
يساعد الشباب على الانحراف في الاتصالات الفاضحة بين الشباب والبنات في أمور تافهة تشجع على الفساد بل هي مفسدة من الأساس ...
أضف الى ذلك أن بعض الشباب المستهتر من المراهقين يستخدمون الكاميرا في تصوير صورا خادشة للحياة ويستغلها المراهق ضد فتاة بريئة في بيتها وهي على حريتها
من الناحية الوقتية ( الاجتماعية أيضا )
أن المحمول يقوم بتضييع الوقت في الثرثرة والأحاديث التافهة التي تدل على ضيق أفق الشباب فضلا عن الضرر الصحي من كثرة استخدامه كما يقول العلم والعلماء.
من الناحية المالية
يعد المحمول مصدرا اساسيا في تضييع الأموال التي ينفقها الآباء على أثمان المكالمات لأبنائهم ونحن نعلم أن هذا المال سيسألنا الله عنه يوم القيامة
قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "لا تزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عنْ أربع ٍ عنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ وعنْ جسدِه فيما أبْلاهُ وعنْ مالهِ مِنْ أيْنَ أخذهُ وفيما أنْفَقَهُ وعنْ عِلمِهِ ماذا عَمِلَ بهِ".
في هذا الحديثِ الصحيحِ أن الانسانَ يُسألُ يومَ القيامةِ عنْ هذهِ الأشياءِ الأربعةِ
الأولُ: عَنْ عُمُرِهِ فيما أفناهُ لأنَ وجودَ الانسانِ بإيجادِ اللهِ نعمةٌ فَيُسألُ العبدُ عنْ هذهِ النِّعمةِ،
والأمرُ الثاني: يسْأل عنْ جسده فيما أبلاه
والأمرُ الثالثُ: المالُ يُسْأَلُ الإنسانُ منْ أينَ جَمَعْتَ هذا المالَ
الأمرُ الرَّابِعُ: منْ تعلَّمَ عِلمَ الدَّينِ الحلالَ والحرامَ
وصدق الله تعالى في كتابه الكريم : -( ثم لنسألن يومئذ عن النعيم )-
خاتمة
لابد من تضافر الجهود مع الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة وأجهزة الاعلام لتوعية الشباب والأسرة وبيان سلبياته...
نصائح للتقليل من أخطار الموبايل والموجات الصغرى
1- عدم وضع الموبايل على الرأس عندما يرن الجهاز وخصوصاً خلال الثواني الأولى من المكالمة, لأن الموجات تكون عندئذ بقوتها القصوى.
2- مراقبة شروط الإرسال وهي غالباً ما ترتسم بصرياً على شاشة الموبايل فعسر الاستقبال يرفع القوة الإشعاعية التي يرسلها الجهاز بمعدل 100 مرة أو أكثر.
3- لا يجب استعمال الأجهزة الخليوية في الأماكن الضيقة والمقفلة والتي فيها المواد المعدنية التي تساعد على انعكاس الموجات الصغيرة جداً(ورشات عمل- مصانع...).
4- يجب التقليل جداً من استخدام الموبايل في السيارة فهي المكان الأمثل لانعكاس الإشارة من خلال جسمها المعدني.
5- عدم وضعه في الجيب قرب الصدر فإن الإشعاعات ستصيب القصبات الهوائية والرئتين.
6- أفضل الأماكن هي حقيبة اليد وحقيبة الظهر وحقيبة الأوراق وجيب الجاكيت حيث أنها في تحرك مستمر.
7- يجب تغيير موضع الموبايل في المنزل أو في المكتب فذلك يسمح بتقليص التأثير التراكمي على عضو واحد.
8- عدم النوم ليلاً بالقرب من الموبايل لما له من أثر سلبي على العين والنشاط الكهربائي للمخ ويفضل عدم وضعه بغرفة النوم لما له من أثر تراكمي.
9- إن استعمال السماعات تزيد من كمية الإشعاعات فيها إلى ثلاثة أضعاف ونصف, وذلك لوجود الشريط الممتد من الجهاز إلى السماعة والذي يعمل أحياناً كهوائي فتصدر عنه قوة إشعاع كبيرة تغمر كامل جسدنا أي كامل المناطق التي ينبغي من حيث المبدأ حمايتها.
10- إن استعمال سماعة البلوتوث يزيد من المنطقة الملاصقة للإشعاع بشكل مباشر فوضع الموبايل على الأذن مباشرة يؤثر على مساحة 6 سم مربع حول الأذن أما البلوتوث فهو يغمر كل الرأس وذلك لكبر مساحة استقبال وبث البلوتوث حول الأذن.
آن لمجتمعنا أن يتحرر من مظاهر الترف الاستهلاكي والاسراف المدمر لأقتصاد الأسرة والدولة...
آن لنا ان نستخدم الشيء في موضعه وحق لنا أن يكون لنا شخصياتنا المتميزة ...
آن لشبابنا أن يرقى بتفكيره وأن تسع مداركه في عصــــر سريــــع الخطوات لا مكان فيه الا للجادين ...
لـــ ماجـد حلمـي
المفضلات