مشاهدة النتائج 1 الى 9 من 9
  1. #1

    Unhappy دموعٌ على الوسادة

    frown

    في صحوي ومنامي يطاردني.. في غدوي ورواحي.. في غفوتي ويقظتي
    .. وحتى في أحلامي يطاردني ذلك الكابوس البغيض.. الذي لا يفتأ أن
    ينغص علي حياتي ويملأ أيامي بقسوة الترقب وعذاب الانتظار..
    وهل ذلك سيحدث؟.. سؤال يفزعني ويهزني حتى النخاع.. خوف مبهم
    يجتاحني، ويحيل حياتي إلى لعبة في كف الأقدار..
    صرخت جزعة ذات ليلة.. هرعت أمي إلى فراشي مرتاعة.. دموع كثيرة
    كست وجهي ولكنني لم أفه بحرف.. ولم أخبر أمي بالكابوس الذي يسكنني..!
    تكرر الكابوس.. وتكرر الصراخ.. وتعبت أمي منى وتعبت منها.. سألتني
    ذات يوم وحنان الأمومة يرتج في صدرها:-
    - أمل.. مابك؟
    لأهرب من الإجابة.. رددت على السؤال بسؤال آخر
    - لماذا؟
    إخترقتني عيناها الخبيرتان لتكشف أعماقي و هي تقول بقلق:
    - إن ما يحدث لك عجيب.. صراخ معظم الليالي.. هل أنت مريضة؟
    هززت برأسي علامة النفي، ونهضت هاربة من المواجهة.. والصوت
    يدوي في رأسي.. والعذاب يلهث في صدري من جديد.. وماذا أقول لأمي
    :.. بل ماذا أقول لنفسي؟
    اختارتني المعلمة في الفصل لأقوم بحل السؤال على السبورة لم أستطع
    الجواب.. ولم أستطع حتى أن أحرك يدي.. انهالت على باللوم والتقريع
    وقالت لي ضمن ما قالته:
    - أما أن تكوني مريضة أو غبية..؟!
    صدمتني الكلمات رغم الضحك المتواصل من زميلاتي.. فهل أنا مريضة
    فعلاً كما تقول أمي والمعلمة.. ولكنني لا أعرف سبباً واحداً لمرضي و لا حتى
    عرضاً له.. كل ما أعرفه هو هذا الكابوس الذي يأبى أن يفارقني..
    قررت أن أحكي لصديقتي (سارة) فهي الوحيدة القادرة على فهمي..
    اجتذبتها من يدها إلى حجرتي.. أغلقت الأبواب والنوافذ بإحكام.. قالت لي
    وسط ذهولها
    - ماذا تفعلين؟!
    أجبتها بأنني سأحكي لها عن حلم
    ضحكت بشدة وهى تقول:
    - أنت يا أمل إما مجنونة أو مريضة..؟!
    كانت تهزل بلا شك.. ولكن كلمتها الأخيرة إخترقتني كسهم قاتل،
    وأضاعت بهجتي في الاعتراف.. إلتمعت الدموع في عيني والعالم يزداد
    ظلاماً ووحشة.. وذلك الكابوس الرهيب يجتاحني بقوة لم أستطيع لها دفعاً..
    حتى صرخت بها:
    - سارة.. أرجوك أخرجي..
    بهتت.. سألتني:
    - أمل.. مابك.. لقد كنت أهزل معك..
    همست ودموعي تهطل بغزارة:
    - أرجوك أخرجي بسرعة..
    نظرت إلى بفزع.. ثم مضت مترددة نحو الباب.. دفعتها بعنف وأغلقت
    الباب.. ألقيت بنفسي فوق السرير واستسلمت تماماً للكابوس الذي حطمني..
    حلم غريب أو كابوس مريع فيه أرى أختي الصغيرة تقتلني.. تقترب مني
    بخطى حثيثة وفي يدها خنجر يلتمع نصله الحاد في ظلام الحجرة ثم تهوي
    به على جسدي في طعنات سريعة متوالية.. وأصرخ.. وأصرخ..
    وأصرخ..
    فتحت عيناي بيأس وأنا أتساءل بمرارة:
    لم يتكرر هذا الكابوس المفزع كل ليلة؟.. بل كل يوم..
    أنظر إلى أختي الصغرى ذات الأثنى عشر ربيعاً.. إنها هادئة وجميلة وبراءة
    الأطفال تسكن عينيها..
    إذن هل هي أضغاث أحلام؟.. أم ماذا؟..
    قررت أن أصارح أمي بالحقيقة لتحمل عني ولو جزءاً من تبعات هذا الحلم
    العجيب..
    قلت لها بصوت متهدج:
    - أماه.. إني أرى حلماً غريباً يتكرر دائماً في صحوي ومنامي.. نظرت
    إلي في دهشة وهي تسأل:
    - كنت أشعر بذلك.. خيراً إن شاء الله ما هو لأفسره لك؟..
    أجبتها باضطراب فشلت في إخفاءه:
    - لا أدري.. كل ما أراه هو أن شقيقتي الصغرى خلود تقتلني في الحلم..
    تطعنني بخنجر دون هوادة أو رحمة..
    إنني أتعذب يا أماه ولا أدري ماذا أفعل؟
    رفعت رأسي لأفاجأ بوجه أمي الممتقع وبعينيها الغارقتين بالدموع.. سألتها
    بوجل:
    - أمي مابك؟.. ماذا حدث؟
    جففت دموعها بسرعة وهي تنهض قائلة:
    - لا شئ.. أبداً لا شئ..
    أسرعت خلفها أعدو وأنا أقول:
    - والحلم يا أمي.. ماذا بشأنه..؟!
    لكن كانت قد أغلقت باب حجرتها بإحكام..
    ذلك الحوار مع أمي كان البذرة الأولى للعذاب الذي نمى داخلي وترعرع في
    صدري وضربت جذوره أعماقي.. ما السر الذي تحاول أمي أن
    تخفيه عني؟..
    لم تغير وجهها وبكت حين أخبرتها بأمر حلمي؟..
    ما العلاقة بين حلمي وبكاء أمي؟..
    أسئلة كثيرة تطرق رأسي بدون جواب.. وتمر الأيام وأنا ممزقة حائرة
    تغتالني أحلامي وتعذبني براءة شقيقتي وطفولتها العذبة..
    وقررت فجأة أن أتجه إلى أحد العرافات أبثها شكواي و أتلقى النصيحة منها.
    حصلت من إحدى صديقاتي على عنوان إحداهن ورقم هاتفها.. ذهبت إليها
    مترددة يسبقني خوفي.. استقبلتني بفتور أذاب كل حيائي..
    رمشت عيناها فجأة وهي نقول:
    - أنت مريضة.. أليس كذلك؟
    حدقت فيها بذهول.. مريضة!!.. ما معنى كلمة مريضة؟.. ولماذا يصر
    الكل على أنني مريضة؟.. هل أنا مريضة فعلاً..؟ وهل يبدو على ذلك
    بوضوح؟.. تابعت كلامها وقد أسعدها صمتي المطبق:
    - مم تشتكين؟.. أستطع أن أخمن هذا الأمر..
    لذت بالصمت لتشجيعها على الكلام.. استطردت بصوت واثق:
    - أنت طالبة.. وتعانين من الأرق والصداع و.. قاطعتها قائلة:
    - بالضبط،. ولكن الأمر أخطر من ذلك بكثير..
    منذ أشهر خلت يطاردني حلم مفزع أرى فيه شقيقتي الصغرى تقتلني في
    الحلم.. ثم أفيق وأنا أصرخ في رعب مميت..
    أطرقت برأسها صامته وجهها المليء بالتجاعيد يتلون بصورة أفزعتني.. ثم
    صرخت فجأة وهى تقول:
    - أخرجي.. هيا أخرجي..
    وقفت الملم أشلائي بارتباك وأنا أسأل:
    - لماذا.. والحلم؟
    إخترقتني صرختها الآمرة:
    - أخرجي بسرعة. ولن يعود إليك الحلم مرة أخرى..
    قبل أن يبتلعني الباب الخارجي.. قلت لها بتساؤل:
    - وأختي؟
    أشاحت بوجهها قائلة:
    - الحلم سيعاودك عندما تكبر شقيقتك هذه.. سألتها:
    - ما معنى هذا؟
    نهضت لتختفي بالداخل وصرختها لا تزال ترن في أذني:
    أرجوك أخرجي بسرعة..!
    خرجت وأنا أشد شحوباً وألما.. لم تزدني كلماتها إلا تخبطا وضياعا.. إلى
    من ألجأ ولمن أحكي وقد ضاقت بي الدنيا على رحبها وأوصدت الأبواب كلها
    في وجهي.. ولدهشتي الشديدة اختفى الحلم.. ذاب الكابوس من حياتي..
    لم أعد أرى شيئا في أحلامي..
    انتهى الكابوس والى الأبد..
    سألتني أمي بقلق:
    - حبيبتي ماذا حدث؟.. لم تعودي تصرخين كل ليلة..؟
    قلت لها بمرح:
    - نعم لقد انتهى ذلك الكابوس يا أمي.. انتهى إلى غير رجعة
    هتفت وعلى وجهها سيماء تفكير عميق:
    - حمداً لله.. حمداً لله..
    ومع مرور الشهور والسنوات نسيت أمر ذلك الحلم العجيب، استغرقتني دوامة
    الحياة ومشاكلها.. فلم أعد أذكره ثانية خصوصا مع اقتراب موعد زواجي
    من الشاب الذي أحببته من كل قلبي وروحي وعقلي..
    كان موعد الزواج يواكب يوم تخرجي من الكلية.. فمضيت بكل جهد
    واجتهاد أعكف على كتبي ومذكراتي ألتهمها التهاماً.. تظهر لي بين كل
    صفحة وأخرى صورة حبيبي وزوجي القادم وهو يبتسم لي بحب وتشجيع.
    حتى كان يوم.. عدت فيه من كليتي متعبة.. ألقيت بنفسي على السرير
    لأنهض بعد دقيقتين وأنا ألهث والعرق الغزير يتصبب من جسدي..
    رباه.. إنه الكابوس مرة أخرى.. الحلم المريع الذي مزقني منذ ستة سنوات
    مضت.. إنه نفس الحلم.. بنفس التفاصيل.. !!.. بنفس الشخوص !!..
    ما معنى هذا؟.. والى أين يأخذني؟..
    سكن الخوف قلبي.. وشلت الحيرة حركاتي.. فالأمر لم يعد مجرد حلم
    بسيط.. أو أضغاث أحلام. إن السنوات التي مرت بي ونضجي النفسي
    والمعنوي يقولان لي هذا.. فالحلم الطبيعي لا يكون بهذا الشكل المفزع
    المرعب ولا بهذا التكرار العجيب..
    لابد أن الأمر كبير وخطير؟..
    أسرعت إلى أقرب مكتبة.. اشتريت جميع ما وجدته من كتب تفسير
    الأحلام عكفت عليها لمدة ساعتين..
    خرجت بعدها شاحبة الوجه.. ممزقة الفؤاد.. منهكة القوى.، لم أجد في هذه
    الكتب ما يروي غليلي أو يفسر ولو جزءا بسيطاً من الأسئلة التي تفتت عقلي..
    أسرعت إلى الهاتف ومعي قائمة بأسماء وأرقام الشيوخ و مفسري الأحلام..
    وبدأت في الاتصالات الواحد تلو الآخر.. ولا شئ.. أحدهم فقط قال لي
    بتردد:
    - ربما هو ظلم يقع عليك والله أعلم.. !!
    انقبض قلبي بشدة وأنا أرد عليه:
    - ولكنها شقيقتي الوحيدة بين خمسة أولاد.. وأنا أحبها بشدة.. رد الشيخ بفتور:
    - الله أعلم..!
    هطلت دموعي بغزارة وأنا أشعر باليأس.. اليأس يحوطني من كل جهة..
    هل ألجأ إلى أمي.. إنها لا تملك شيئاً تفعله لي سوى الدموع.. أحكي الحلم
    لأختي.. إنها البطلة المتوجة لهذا الكابوس المرعب.. ولكن ماذا سيكون رد
    فعلها.. أتبكى؟ أم تعجب؟.. أم تضحك بسخرية كعادتها
    وتقول لي بمرح:
    - لابد أنك مريضة..
    مريضة.. إنها الكلمة الشبح التي أصبحت تمثل لي عدواً لابد من التصدي
    له.. هل أنا مريضة فعلاً وما هو مرضي.. وما منبعه؟..
    قادني التعب إلى سريري.. وأغمض الإنهاك عيني رغماً عني.. لتتوالى
    صرخاتي بعد برهة وتشق السكون من حولي.. فتحت عيني بجهد لأسمع
    صوت أختي خلود تهتف قائلة:
    - ما بها؟.. لابد أنها تحلم..
    أواجه نظرات أمي المتسائلة.. ألمح فيها عذاب صامت وحزن دفين..
    تكلمنا في نفس اللحظة:
    - لابد من الذهاب إلى طبيب..
    وقبل أن تدق الساعة الثامنة صباحا كنت وأمي في عيادة الطبيب النفساني
    الشهير د/ محمد الخالد
    حدجني الطبيب بنظرة فاحصة قبل أن يقول:
    - اكتئاب!!؟
    هززت رأسي بالنفي.. وصمتت أمي بوجل.. اغتصب الطبيب ضحكة
    قصيرة وهو يقول:
    - الاكتئاب منتشر هذه الأيام بين صفوف الفتيات.. المتعلمات خصوصاً...

    frown frown

    التكملة في الرد التالي ...
    اخر تعديل كان بواسطة » أي هيبارا في يوم » 05-04-2002 عند الساعة » 12:34


  2. ...

  3. #2

    التكملة

    هذه تكملة القصة اللي في الاعلى ....
    ولكن ما شكواك؟
    تخدرت دموعي وأنا أحكي له عن حلمي الغريب.. أنصت لي بهدوء ثم
    ناقشني بعض تفاصيل الحلم قبل أن يقول لأمي:
    - هل تتذكرين سيدتي أنه قد حدث لها أثناء طفولتها مثل هذا الصراخ
    الهستيري أثناء النوم..
    أطرقت أمي برأسها مفكرة.. ثم قالت بعد برهة:
    - لا ..لا أعتقد..
    نهض واقفا وهو يدعوني إلى سرير الفحص.. استلقيت باسترخاء كما أمرني
    .. جلس خلفي وبيده قلم وورقة.. سألني أسئلة كثيرة عن طفولتي ومدرستي
    وعلاقاتي.. وحتى عن شقيقتي خلود وعن أشقائي وخطيبي..
    وقبل أن يودعني قال بحسم:
    - إن الأمر حقا لغريب.. وأعتقد أن الحلم لن يعاودك إذا كان الأمر مجرد
    حالة نفسية طارئة..
    قبل أن أخرج هتف بقوة:
    - إذا عاد الحلم مجدداً فلا تأتي إلي مرة أخرى.. فلا علاج عندي لك..
    خرجت من عنده وأنا أمقت كل شئ وأرهب كل شئ..
    سريري ودولابي وحجرتي.. هاتفني خطيبي يسألني عن دروسي..
    أجبته عن أسئلته ببرود.. سألني بقلق:
    - أمل.. مابك؟
    قلت وأنا ألوك همومي:
    - أبداً.. لا شئ..
    - أيوجد ما يغضبك؟
    - كلا.. كلا.. لا شيء..
    هل ضايقتك مكالمتي؟
    كلا.. كلا.. دعني الآن أرجوك..
    أغلقت سماعة الهاتف لتواجهني أختي بنفس الأسئلة..
    نظرت إليها بتمعن.. إنها جميلة.. بل فائقة الجمال وباهرة الأنوثة.. إنها
    تفوقني جمالاً بمراحل.. ورغم أنني أكبرها بخمس سنوات إلا أنها أطول
    مني بكثير..
    وفجأة تذكرت.. إنه فعلاً أمر محير.. إن الحلم عندما عاود الظهور مرة
    أخرى بعد خمس سنوات كان بنفس الصورة ولنفس الهيئة التي كأنت عليها
    شقيقتي قبل خمس سنوات..
    ما معنى هذا؟.. سؤال آخر يصب في بحيرة الحيرة التي أتخبط فيها ..
    رجوت شقيقتي بأن تكف عن أسئلتها.. حاولت أن أستذكر دروسي ولكن
    غلبني النوم فارتفع غطيطي وسط الكتب والدفاتر والأوراق لأستيقظ صارخة
    بعد لحظات وعيوني جاحظة من الرعب.. لم أفكر بالعودة للطبيب مرة
    أخرى.. فكلماته الأخيرة لا تزال ترن في أذني:
    - إذا عادوك الحلم مرة أخرى.. فلا تعود إلى..!
    لن أعود إليه فلست مريضة أو مجنونة.. أنا أعرف وأفهم أكثر منه.. بل
    و أكثر من الأطباء جميعهم..
    فادني تفكيري إلى العرافة العجوز التي لجأت إليها منذ خمس سنوات مضت
    .. بحثت طويلاً في أوراقي حتى وجدت عنوانها..
    ذهبت إليها متلهفة أكاد أقفز الطريق قفزا لأصل إليها بسرعة.. إن عدم
    ثقتي بالأطباء انعكس إيجابياً على ثقتي بها وهي التي تنبأت بعودة الحلم
    لي مرة أخرى عندما تكبر شقيقتي.. نبض قلبي بقوة حينما وجدت بيتها
    يعج بالنساء.. أسدلت الغطاء على وجهي لكيلا تعرفني إحداهن فريما وصل
    الأمر إلى الكلية التي أدرس فيها فتكون فضيحة..
    اتخذت مكاني بينهن.. لفت انتباهي وجود طبيبة إلى جواري.. عرفت من
    كلامها مع جارتها بأنها طبيبة.. التفتت إلى فجأة وسألتني:
    - هل تثقين بها؟
    ترددت قبل أن أقول كاذبة:
    - كلا.. كذب المنجمون ولو صدقوا
    قالت باستخفاف:
    - إذا لماذا تحضرين إلى هنا، أنا عن نفسي أثق بها فهي قد تنبأت بزواجي
    قبل أن يحدث .
    سخرت منها بأعماقي.. فالزواج شئ بديهي لأية فتاة حتى ولو كانت طبيبة!
    انتظرت حتى وصلت لدوري، ودخلت بسرعة، وكأنني أخشى أن تهرب
    مني، بادرتها قائلة:
    - أنا.. هل تذكريني؟..
    نظرت إلي بعينين نصف مغمضتين وقالت بلا اهتمام:
    - من؟ أن الزبونات كثيرات ولا أعرف واحدة بعينها..
    قلت بخيبة أمل لم أستطع إخفائها:
    - أنا.. صاحبة الحلم القديم..
    وانطلقت أحكي لها قصة زيارتي الأولى لها و ما حدث فيها وقصتي مع الحلم
    الغريب..
    قفزت فجأة كالملسوعة و اختفت بالداخل.. مرت الدقائق بطيئة مملة ولم
    تظهر مرة أخرى ..
    وبعد نصف ساعة من الانتظار المعذب خرجت لي خادمتها لتعلن بأن السيدة
    تطلب منى الخروج..
    سألتها برهبة:
    - لماذا؟.. ماذا حدث؟
    هزت الخادمة كتفيها بلا مبالاة وهي تقول:
    - لا أدري.. لا أعرف ولكنها تطلب منك مغادرة المكان..
    امتلأت عيناي بالدموع وأنأ أهمس:
    - ألم تقل شيئاً آخر؟
    ترددت الخادمة قليلاً قبل أن تقول بخوف:
    - بلى،.. لقد قالت إنها النهاية.. ولا أدرى نهاية ماذا؟
    شكرتها وغادرت المكان مهزومة.. تماما كما حدث قبل سنوات خلت..
    عدت إلى البيت وحزني يفجر دموعاً تملأ أحداقي.. سمعت شقيقتي تتكلم
    همساً عبر الهاتف.. لم أعرها إنتباهاً إلا حين ناولتني السماعة وهي تقول
    بجذل:
    - خطيبك حسين..
    تناولتها منها بدهشة وأنا أسأل زوجي المقبل:
    - عما كنتما تتهامسان؟
    اضطرب صوته قبل أن يجيب:
    - كنت أسألها عن صحتك..
    أنهيت المكالمة بعد لحظات، وخوف مبهم يتسلل إلى أعماقي.. وقلق
    غامض يجتاح نفسي بجنون.. هل بدأ الشك يغزو عقلي المنهك؟ ربما من
    تلك اللحظة.. ولكن تعبي وحيرتي وانهياري سرعان ما تلاشت حينما
    أدركت العذاب الذي ينتظرني في أحلامه..
    استمر الكابوس يذبحني كل ليلة.. واستمر الشك يطحن أيامي.. لاحظت
    تغير شقيقتي خلود.. أصبحت تتهرب مني وكأنها تخشى مواجهتي..لا
    نلتقي إلا نادرا.. ولا نتحدث إلا لماما رغم أننا نسكن في بيت واحد وفي
    حجرة واحدة..!!
    من جهة أخرى انقطع خطيبي عن محادثتي.. عللت ذلك بانشغالي في
    المذاكرة ولمرضي الذي اعترفت به أخيرا.. ولكن الحقيقة فرضت نفسها..
    فأفقت ذات يوم على واقع بشع رفضت أن أصدقه.. خطيبي يتراجع عن
    الخطبة ويقول لأمي بأن الزواج قسمة ونصيب.. قبل أن أتدارك اللطمة
    الموجعة أعلنت أختي مساء اليوم نفسه بأنها ستتزوج من حسين.. خطيبي
    أنا ومن كان سيصبح زوجي..
    صرخت أمي وبكت.. حاول أخوتي إقناعها بفداحة خطأها بالكلام وبالعنف
    أحيانا.. ولكنها صرخت في وجوهنا جميعا بكل وقاحة قائلة:
    - سأتزوج من حسين رغم أنفكم جميعا.. وإذا حاولتم منعي سأهرب وأتزوجه..
    المفاجأة أعجزتني عن الاستيعاب والنطق وكأنني أرى مشهدا غريبا لا يمت
    لعالمي بصلة.. جررت قدمي جرا إلى حجرتي وسكون عجيب يتسلى إلى
    نفسي ويخدرها..
    استسلمت للنوم بهدوء.. لأول مرة منذ فترة طويلة أنام بعمق شديد لم يتوافر
    لي طوال حياتي..
    أفقت مذهولة.. لقد اختفى الحلم.. وتلاشى الكابوس الرهيب الذي كان
    يقضى مضجعي.. ولكن رباه..
    إذن الكابوس تحول إلى واقع بغيض منفر.. فها هي شقيقتي الوحيدة تسلب
    مني خطيبي.. أغلى إنسان لدي في الوجود.. هاهي تظلمني وتطعنني في
    ظهري بمنتهى القسوة والجحود.. هرعت إلى أمي في المطبخ.. فوجئت
    بها تبكي بعنف.. اقتربت منها.. مسحت دموعها وقلت لها بهدوء:
    - أمي.. إنني لست حزينة على فقد حسين.. فهو بالتأكيد لا يستحقني..
    ولكنني حزينة من أجلها هي.. أختي..
    قاطعتني أمي قائلة:
    - إنها ليست أختك..!
    ابتسمت وأنا أقول:
    - رغم جحودها لي تبقي أختي في النهاية..
    صرخت أمي بقوة:
    - إنها ليست أختك.. حقا يا أمل فإن خلود ليست أختك وهذه هي الحقيقة
    التي حرصت مرارا على إخفائها عنكما..
    رغم صدمتي الشديدة فإنني تلقيت الأمر بهدوء..
    فكثرة الصدمات قد شدت من أزري.. وأضافت إلى كياني الصامد قوه
    جديدة لم أحلم بها..
    عرفت من أمي أن خلود هي ابنة خالتي التي توفيت في حادث سيارة مع
    زوجها.. ولعدم وجود أقارب قريبين تكفلت أمي برعاية الطفلة وتربيتها
    رغم ممانعة المرحوم والدي ولكنها اعتبرتها كابنتها ولم تفرق بيني وبينها
    في أي شئ.. حتى في الثياب والهدايا والنقود.. ولكنه القدر الذي أبى إلا
    أن يكشف لي عن وجه الحياة البشع وقذارة النفوس المعتمة..
    سألت أمي بقلق:
    - وهل عرفت خلود هذه الحقيقة..؟!
    أومأت برأسها علامة الإيجاب..
    سألتها مرة أخرى..
    - وماذا فعلت؟
    انهارت أمي في بكاء مرير.. سألتها بإلحاح:
    - أمي.. لماذا تبكين؟
    أجابت بحزن:
    - خلود.. لقد غادرت البيت..
    إلى أين؟ وضاع صدى صوتي وسط تباشير الألم الذي يلوح في وجه أمي
    .. يتراءى لي الحلم البشع بخطوطه الموجعة.. تقترب مني خلود بخطى
    حثيثة وفي يدها خنجر كبير.. لطعنني بقسوة شديدة في كل موضع من
    جسمي.. فأصرخ وأصرخ وأصرخ.. ولازلت أصرخ.. ووسادتي مبللة
    بالدموع..

    frown frown

    منقول من موقع همس الليل

  4. #3

  5. #4
    أنا بنـــــــــــــــــــــــــت biggrin

    و بعدين القصة منقولة ، موب آنا اللي كاتبتها smile

  6. #5
    مشكورة اختي اي هيبارا على الموضوع الرائع

    وان شاء الله دائما تنقلين لنا الحلو gooood

  7. #6
    شكـــــراً Aj Mclean على الرد gooood

    و ان شاء الله أفيدكم بما أنقله و انتظروا القادم asian

    مع تحياتي ،،،

    أي هيبارا

  8. #7
    مشكووورة اي هيبار القصة رائعة جداااااااااااا و مؤثر ه gooood

  9. #8
    مشكوووووووورة علي القصة المؤثرة


    gooood



    xyxgun اسـرائيـل

    فـلـسـطـيـن

    blood

  10. #9

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter