مشاهدة النتائج 1 الى 19 من 19
  1. #1

    أبصر القيامة حلماً ,,,سمعها صوتاً ,,,فأسلم !


    attachment




    انتفض الجسد من هول ما شاهد..رقص القلب فزعاً لما حوله ..
    السمع يرفض أن يسمع..والبصر يتوارى من سوء ما بشر به ..
    ركض مسرعاً بعيداً عن تلك الأصوات..نحــو أفقِ فسيح فاصطدم بما سار أليه..
    نظر يمناه فوجد بحاراً تفجرت ناراً متأججة ..
    نظــر يساره فرأى الوحوش بكافــة أنواعه اتركض مسرعــة إلى أين؟ لا يدري!
    نظر نظرة للشمال فإذ بتلك النجوم والكواكب تتساقط فوق رأســه فهرع هرباَ إلى جنوب منه فوجد دخانٌ عظيــم مهيب المنظر ...


    فجثى على ركبتيه يبكي بصوتِ عالي تتسارع دمعاته سقوطاً لولا أنها توقفت بذلك الصوت القائل:



    ستندم أن رحــــلت بغير زاد وتشقى إذ يناديك المنادي
    فمالك ليس يعمل فيك وعظ ولا زجر كأنك من جمـــــــادِ
    فتب عمــــا جنيت وأنت حي وكنمتيقظاً قبل الرقـــــــاد
    أترضى أن تكون رفيــــق قوم لهم زاد وأنتبغيـــــــــر زاد


    من ينادي؟
    من أنت؟ من أنت ؟


    يا الهي ...
    حلم مروع لم يرى مثله في حياته ...
    مرت الأيام وهو يتساءل ما سر تلك المناظــر ..

    ذات يوم أصبح يقلب قنوات التلفاز ليضرب في مسامعه قول الله تعالى "﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَاالْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ *وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَاالْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ "


    أبصر القيامة حلماً
    سمعها صوتاً
    فأسلم!



    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 25-07-2009 عند الساعة » 01:40
    attachment


    "اللهم اغفر لوالدي وارحمه انك انت الغفور الرحيم " اللهم انزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وجازه بالاحسان احسانا" وبالسيئات عفوا وغفرانا♡


  2. ...

  3. #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ..
    مرحباً بكم جميعاً على متن رحلة الخلود تلك الرحلة التي نسافر بها معاً لأحداث ذلك اليوم الاخير الاول "يوم القيامــة"


    يوم الدين:فكما هناك ليل لادوام له ليعقبه نهار لا دوام له يقلب الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكــر أوأراد شكورا...
    كذلك حياة الإنسان لا بد لها من نقطة نهاية"كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ"

    كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يوما على آله حدباء محمــــول


    وتلك النهاية لها بدايةبيوم عظيم" وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ" , في هذا اليوم تنشق فيه الأرضون السبع ، وتتفطر السموات السبع , وتتكور الشمس وتتكدر النجوم ونثرت الكواكب وسيرت الجبال، وسجرت البحار، وعطلت العشار,وحشرت الوحوش، ونشرت الصحف وسعرت الجحيم وأزلفت الجنة في يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا فيه نارتَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ فيه تبلغ القلوب الحناجر فيها الأرض تزلزل وتخرج أثقالها ذلك هو:

    يوم الحسرة والندامــة
    يوم العرض الأكبر
    يوم المصيرالأوثق



    ذكــرى الدار:
    "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُأَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراًيَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:1-8]

    في السورة السابقة وغيرها من الايات الكريمات صور الله عزوجل لنا صورا ًبديعة لمعاني ذلك اليوم المهيب برحمةً منه لقلوبنا الضعيفة و تذكرة للاستعداد له وبذل الجهد لنسلم من أهواله وعذابه ,وقد رفع قدر ذلك اليوم فتعددت المسميات وتواتر ذكره فلا يوجد سورة في القران إلا وفيها ذكر يوم البعث والحساب والنشور تصريحاً أوتلميحاً , وايضاً دعى لدوام ذكره وتذكر أخباره دون انقطاع ....

    كما قال الله تعالى "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِيالأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ [ص:46]

    من عظم قدر يوم الآخرة تخصيص الله سبحانه وتعالى الأنبياء صلوات الله عليهم بخاصية عظيمة وميزة شامخة وهي تذكرهم الدائم ليوم القيامة بقوله "ذكرى الدار"
    إن تذكر العبد للآخرة ويقينه التام بحدوثها يحمله على الاستعداد لها وإصلاح العمل وإحسانه والتزود للسفر أليها بخير الزاد


    فهل يعقل أن يعلم إنسان في زماننا هذا
    بأنه مسافر لمدة طويلة لبلدِ بعيدة
    فيخرج إليها دون زاد؟!
    لقلنا في أنفسنا ذلك سفيه لا عقل له

    أليس كذلك؟


    فما بالنا بسفر نهائي لارجعة له اما جنة أو نار!
    يَوْمَ لايَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ


    نعم سفر من خصائصه ان محطته يوزن المرء فيها بسجل أعماله فما يزرعــه في الدنيــا يحصده في يوم الحصاد وهو الآخرة"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة "

    ومن يزرع خيراً يجد خيراً، ومن يزرع شراً يجدشراً "فمن ثقلت موازينه " ، " ومن خفت موازينه"

    ومن رحمة الله عزوجل بعباده أن جعل الآخرة ومافيها من نعيم جزاءَوفاقاَ لمن عملاً صالحاً يرضاه فلو أن الآخرة تنال درجاتها بالمال لكانت من نصيبالأثرياء والتجار , ولو كانت تنال بالمناصب أو الجاه أو المكانة الرفيعة لحرم منهاعوام البشر وضعافهم , لكنها تنال بأسهل من ذلك كله بأمــر في متناول الجميع تنالبقلب سليم خالص يصدقه القول الحسن والعمــل الصالح قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ ( يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيهالسماوات و الأرض لو وسعت . فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي . فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك )
    وقال "قال النبي –صلى الله عليه و سلم – ( إن أثقل شيء يوضع في الميزان العبد يوم القيامةخلق حسن ، و إن الله يبغض الفاحش البذيء )


    ومن رحمة الله أيضاً انه وضخ لنا معالم تسبق ذلك اليوم لنكون على بصيرة ودراية فقسمها الى معالم صغرى ومعالم كبرى ورغم وجود هذه المعالم وبرزها للعيان الا ان الجدال كثر حول ذلك اليوم (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ * كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ )

    وقد جادل فيه المشركون مطولاً وتعاظم في قلوبهم تصديق ذلك فقالوا مستنكرين "وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ"

    فالكفار وأهل المعاصي والشهوات لا تحتمل عقولهم القاصرة عن التفكيــر إن هناك يوم يعود الإنسان فيه إلى الحياة ويحاسب هناك بين يدي الله عزوجــل بما اقترفه في حياته الدنيا , والله سبحانه وتعالى احكم الحاكمين فهو يعلم إن العباد لا تستقيم حياتهم في هذه الأرض ولا يمكنهم العيش بسلامة وطيبة عيش لولا وجود حياة آخرى خلف الحياة الدنيا تحكمهم وتحكم علاقاتهم الإنسانية وأعمالهم


    وبدون اليوم الآخر فإن البشر سيتمادون في شهواتهم في كل باب , ويتهافتون على ملذات الدنيا دون حسيب , وتتصاعد الصراعات بين الإفراد والجماعات والأجناس والطبقات غيرةً وحسد وتسلط وتصبح البشرية وكأنها مجوعة من الوحوش تعيش في غابة لا يهمهما إلا الانتصــار لنفسها فقط!


    لكن وجود اليوم الآخر يجعل الإنسان حذر لأنه سيجد ما جنته يداه في ذلك اليوم


    attachment

    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 24-07-2009 عند الساعة » 19:44

  4. #3


    ومن رحمة الله بنا احبتي في الله أن تلك الرحلة لها معالم تسبقها وتسبق حدوثها سميت علامات او أشراط الساعة وهي تسبق حدوث الاخرة وتدل علي قرب حصولها وقد قسمها العلماء الى علامات كبرى وعلامات صغرى استناداً لتقسيم نبوي شريف ..


    والصغرى – في الغالب - تحدث قبل القيامة بمدة طويلة ومنها وقع وانتهى أمره , ومنها وقع ويتكرر وقوعه ، ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع ، ومنها ما لم يقع إلى الآن ، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم .

    وعلامات الساعة الصغرى كثيرة ، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة ، وسنذكرها بإختصار و من أراد التوسع في هذا الموضوع مع معرفة أدلة هذه العلامات لكتب موثوقة متخصصة ، ومنها " القيامة الصغرى " للشيخ عمر سليمان الأشقر ، وكتاب " أشراط الساعة " للشيخ يوسف الوابل .

    والعلامات الصغرى مثل:

    1. بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .

    2. موته صلى الله عليه وسلم .

    3. فتح بيت المقدس .

    4. طاعون " عمواس " وهي بلدة في فلسطين .

    5. استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة .

    6. ظهور الفتن ، ومن الفتن التي حدثت في أوائل عهد الإسلام : مقتل عثمان رضي الله عنه ، وموقعة الجمل وصفين ، وظهور الخوارج ، وموقعة الحرة ، وفتنة القول بخلق القرآن .

    7. ظهور مدَّعي النبوة ، ومنهم " مسيلمة الكذاب " و " الأسود العنسي " .

    8. ظهور نار الحجاز ، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ ، وكانت ناراً عظيمة ، وقد توسع العلماء الذين عاصروا ظهورها ومن بعدهم في وصفها ، قال النووي : " خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وستمائة ، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة " .

    9. ضياع الأمانة ، ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس إلى غير أهلها القادرين على تسييرها .

    10. قبض العلم وظهور الجهل ، ويكون قبض العلم بقبض العلماء ، كما جاء في الصحيحين .

    11. انتشار الزنا .

    12. انتشار الربا .

    13. ظهور المعازف .

    14. كثرة شرب الخمر .

    15. تطاول رعاء الشاة في البنيان .

    16. ولادة الأمة لربتها ، كما ثبت ذلك في الصحيحين ، وفي معنى هذا الحديث أقوال لأهل العلم ، واختار ابن حجر : أنه يكثر العقوق في الأولاد فيعامِل الولدُ أمَّه معاملة السيد أمَته من الإهانة والسب .

    17. كثرة القتل .

    18. كثرة الزلازل .

    19. ظهور الخسف والمسخ والقذف .

    20. ظهور الكاسيات العاريات .

    21. صدق رؤيا المؤمن .

    22. كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق .

    23. كثرة النساء .

    24. رجوع أرض العرب مروجاً وأنهاراً .

    25. انكشاف الفرات عن جبل من ذهب .

    26. كلام السباع والجمادات الإنس .

    27. كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .

    28. فتح القسطنطينية .



    اما الكبرى فهي اعظم من الصغرى وهي متقاربه في الوقوع وتدل على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم

    وهي قليلة مقارنة بالصغرى لكنها اعظم منها فهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بن أسيد وهي عشر علامات : الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاث خسوفات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدخان ، وطلوع الشمس من مغربها ، والدابة ، والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم ، وهذه العلامات يكون خروجها متتابعا ، فإذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على إثرها .

    روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ ، قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ .

    attachment

    وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :

    هل أشراط الساعة الكبرى تأتي بالترتيب ؟


    فأجاب :

    " أشراط الساعة الكبرى بعضها مرتب ومعلوم ، وبعضها غير مرتب ولا يعلم ترتيبه ، فمما جاء مرتباً نزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ، والدجال فإن الدجال يبعث ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يخرج مأجوج ومأجوج .

    وقد رتب السفاريني رحمه الله في عقيدته هذه الأشراط ، لكن بعض هذا الترتيب تطمئن إليه النفس ، وبعضها ليس كذلك ، والترتيب لا يهمنا ، وإنما يهمنا أن للساعة علامات عظيمة إذا وقعت فإن الساعة تكون قد قربت ، وقد جعل الله للساعة أشراطاً ؛ لأنها حدث هام يحتاج الناس إلى تنبيههم لقرب حدوثه " انتهى .

    " مجموع الفتاوى " ( 2 / السؤال رقم 137 ) .
    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 24-07-2009 عند الساعة » 17:31

  5. #4
    رحــلة في ذلك اليوم :
    قال الله تعالى في كتابه الكــريم "أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً * وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً"

    نعم عديدة سخرت لبني آدم
    لماذا كل هذه النعم ؟ وما الهدف منها ؟ ومن وجودها ؟
    الجواب " إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً"

    خلقت البشرية ومهدت الأرض لها ورفعت السماء وأنزلت الأمطار وتوالت السنون والأوقات لأجل ان يعيش الإنسان ويموت وتنتهي هكذا المسألة ؟!

    لا أبدا بل كل هذا لأجل يوم الفصل
    متى ذلك اليوم ؟
    "يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً"


    ذلك اليوم العظيم بدايته نفخة البعث تلك النفخة التي سبقتها نفخة الصعق فيها تموت كل الخلائق فيقبض الله عز وجل الأرض ويطوي السماء بيمينه ويقول جل وعلا: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟! أين الجبارون؟! أين المتكبرون؟! ثم ينادى جل جلاله بصوته سبحانه ويقول: لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ [غافر:16]؟! فلا يجيب على الله أحد؛ لأنه لا يوجد أحد، فيجيب على ذاته جل وتعالى، ويقول: لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].


    لقد مات الجميع ..مات الكبار ...مات الصغار..مات الحكام ..مات الملوك ..لم يبقى احد frown


    قال الشاعر: أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم وطغيان هـل خلد الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان لا والذي خلق الأكوان من عدم الكـل يـفنى فلا إنس ولا جان
    قال عز وجل: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].



    قال الشاعر: كل باك فسيبكى كل ناع فسينعى وكل مذخور سيفنى كل مذكور سينسى ليس غير الله يبقى من علا فالله أعلى قال عز وجل: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].



    نعم الملك اليوم لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد. قال عز وجل: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3] هو الأول فلا شيء قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء فوقه، وهو الباطن فلا شيء دونه، وهو على كل شيء قدير.


    وبين النفختين أربعون، الله يعلم حقيقتها، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: (بين النفختين أربعون، قالوا: يا أبا هريرة ! أربعون يوماً؟ قال: أبيتُ، قالوا: يا أبا هريرة ! أربعون شهراً؟ قال: أبيت، قالوا: يا أبا هريرة ! أربعون سنة؟ قال: أبيت)، أي: أبيت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؛ فعلمها عند الله جل وعلا. وبعد أربعين إذا أراد الله أن يحيي ويبعث خلقه أنزل من السماء ماءً فتنبت به الأجساد في القبور كما ينبت البقل؛ ففي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب؛ منه خلق ابن آدم، ومنه يركب)، وعجب الذنب هو: عظْمة دقيقة صغيرة لا تزيد على حبة العدس، توجد في آخر السلسلة الفقرية في كل إنسان على ظهر الأرض، هذه العظْمة لا تبلى أبداً، يبلى الجسد كله وتبقى هذه العظْمة في قبر صاحبها، فإذا ما أراد الله أن يبعث الخلائق أتى بهذه العظْمة الدقيقة وجاء بجسد صاحبها، سواء ما تفرق منه في الأنهار أو ما راح منه في التراب والبحار، أو ما ذهب إلى بطون الحيوانات والسباع، كل ذلك يأتي به الله جل وعلا، ويركب الله حول هذه العظمة جسد صاحبها، والله يعلم عظمة كل إنسان خلقه من لدن آدم إلى يوم القيامة، فتكتمل الأجساد في القبور



    " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَايَتَسَاءلُونَ (101) فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْفِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَاكَالِحُونَ

    ثم يأمر فيه اسرافيل عليه السلام بنفخة البعث ""يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً"فيبعث الله العباد حفاة عراة غرلاً، في مشاهد وأهوال تشيب لهولها الولدان، ويبعث كل امرئ على ما مات عليه، ويحسن الله خاتمة من أحسن العمل.وتبدأ رحلة ذلك اليوم المهيب



    "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ* وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ"


    attachment



    في يوم مقدراه خمسون ألف سنة تقف كل الخلائق جنباً لجنب مع الجن والملائكــة و الوحوش ينتظرون بدأ الحساب وقلوبهم بلغت حناجرهم وأعينهم للسماء والنار يسمع زفيرها , والعرق يتصبب من الأجساد ليملئ من الجسد بحسب ذنب العبد ليغطيه أو ينقص من ذلك, حرارة شمس فوق الرؤوس تكاد تحرقها عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون قدر ميل أو ميلين فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق كقدر أعمالهم، منهم من يأخذه العرق إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما)).


    فيهرعون الى أولى العزم من الرسل في ذلك اليوم المديد لطلب شفاعتهم لبدأ الحساب مهما كان المصير , فيتقدم سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام للشفاعة العظمى وهي المقام المحمود وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله عزوجل لبدء " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "

    فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول: بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك.
    اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟
    فيقول آدم: إن ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي!! اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح.

    وهكذا قول كل نبي من أولى العزم من الرسل حتى يصلون الى سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام

    قال : ((فيأتون فيقولون: يا محمد أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفّع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي أمتي. فقال: يا محمد! أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى)).

    هذه الشفاعة العامة التي خص بها نبينا من بين سائر الأنبياء هي المراد بقوله: ((عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)).

    )).


    وهذه الشفاعة العامة لأهل الموقف إنما هي لتعجيل حسابهم وإراحتهم من هول الموقف.


    بدأ الحساب فتطايرت الصحف فممسك باليمين وممسك بالشمال ذكر أبو جعفر العقيلي من حديث نعيم بن سالم ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه و سلم قال :الكتب كلها تحت العرش فإذا كان يومالموقف بعث الله ريحاً فتطيرها بالإيمان و الشمائل أول خط فيها : "اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً"



    ثم ينادون للعرض على الله جل في علاه عن عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسو ل الله صلى الله عليه و سلم من حوسب يوم القيامة عذب . قالت فقلت يا رسول الله : أليسقد قال الله{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ }الانشقاق7 * {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباًيَسِيراً }الانشقاق8 ؟ فقال : ليس ذلك الحساب إنما ذلك عرض من نوقش الحسابيوم القيامة عذب أخرجه مسلم و الترمذي و قال : حديث حسن صحيح .


    وبينما العرض قائم وداخلُ جنة او داخلُ للنار نرى هناك بين الجنة والنار أناس عرفوا باسم " الأعراف( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 ) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ( 47 ) )

    لما ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار ، نبه أن بين الجنة والنار حجابا ، وهو الحاجز المانع من وصول أهل النار إلى الجنة .

    قال ابن جرير : وهو السور الذي قال الله تعالى : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) [ الحديد : 13 ] وهو الأعراف الذي قال الله تعالى : ( وعلى الأعراف رجال ) .

    وفي رواية عن ابن عباس : الأعراف ، تل بين الجنة والنار ، حبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار . وفي رواية عنه : هو سور بين الجنة والنار . وكذلك قال الضحاك وغير واحد من علماء التفسير .

    وقال السدي : إنما سمي " الأعراف " أعرافا; لأن أصحابه يعرفون الناس .

    واختلفت عبارات المفسرين في أصحاب الأعراف من هم ، وكلها قريبة ترجع إلى معنى واحد ، وهو أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . نص عليه حذيفة ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وغير واحد من السلف والخلف ، رحمهم الله . وقد جاء في حديث مرفوع رواه الحافظ أبو بكر بن مردويه :

    قال الشعبي : أرسل إلي عبد الحميد بن عبد الرحمن - وعنده أبو الزناد عبد الله بن ذكوان مولى قريش - وإذا هما قد ذكرا من أصحاب الأعراف ذكرا ليس كما ذكرا ، فقلت لهما : إن شئتما أنبأتكما بما ذكر حذيفة ، فقالا هات . فقلت : إن حذيفة ذكر أصحاب الأعراف فقال : هم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار ، وقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة ، فإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ( ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) فبينا هم كذلك ، اطلع عليهم ربك فقال لهم : اذهبوا فادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم .

    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 24-07-2009 عند الساعة » 17:40

  6. #5


    نستكمــل الرحلة :يقول الراوي: {قلت: يا رسول الله! فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ قال: تعرضون عليه باديةً له صفحاتُكم، لا يخفى عليه منكم خافية }، كما قال تعالى: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ[الحاقة:18]،
    في هذا الموقف الكل يشهد على ابن ادم , الملائكة والجلود والجوارح والأرض وكل شئ قال: {فيأخذ ربك عز وجل بيده غُرفَةً من ماء، فينضح بها قبلَكُم } أي: ينضح بها الخلائق {فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحدٍ منكم منها قطرة }، فكل أحد ستصيبه قطرة من هذا الماء، {فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء }، أي: مثل قطعة القماش البيضاء النقية، {وأما الكافر فتنضحه أو قال: فتخطمه بمثل الحُمَم الأسود }؛ فيسود وجهه كما اسودت أعماله من قبل عياذاً بالله! قال تعالى: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ[آل عمران:106].


    قال: {ألا ثم ينصرف نبيكم }، أي: ينصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أرض المحشر {ويفترق على أثره الصالحون }، فنبينا العظيم صلى الله عليه وسلم إمامنا في الدنيا والآخرة، فبعد العرض والحساب، وبعد أن يشفعه الله تعالى في أمته وفي العالمين، ويخفف عن الناس، ينصرف بأمته، فيتبعونه صلى الله عليه وسلم وقد عطشوا وأنهكوا من هذا الوقوف الطويل، والحر الشديد، والحساب العظيم، ومن هذه الأهوال، فيتبعون النبي صلى الله عليه وسلم، وحظهم في اتباعه في ذلك اليوم مثل حظهم في اتباعه في هذه الحياة الدنيا، والمُعرِض عن هديه وسنته في الدنيا سوف يبُعد ويطرد هناك، قال تعالى: جَزَاءً وِفَاقًا[النبأ:26].


    قال: { فيسلكون جسراً من النار }، أي: يعبرون الجسر الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف على متن جهنم، قال الله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا[مريم:71]، وهذا الورود على النار -المذكور في الآية- هو لكل الخلائق من فوق هذا الجسر، والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم واقفون هنالك ودعواهم: {اللهم سلم سلم }، يدعون الله سبحانه وتعالى أن يسلمهم ويسلم أممهم.


    قال: {فيسلكون جسراً من النار يطأ أحدكم الجمرة يقول: حس }، كالإنسان إذا قام من النوم ووضع قدميه على شيء حار، أو فاجأه شيء حار، فأحس به فقال: حس.. يمشى على الجسر ويشعر بحرها ولفح سعيرها، ويكاد أن يضع قدمه في النار، أو يسقط فيها، نسأل الله العفو والعافية.


    قال {يقول ربك عز وجل: أو أنه } أي: نعم. إن الأمر كذلك، أو أنتم كذلك، أو هذا هو الجسر، وهذه هي النار.


    قال: {ألا فتطلعون على حوض نبيكم على أظماء -والله- ناهلة عليها، قط رأيتها } يعني: ما رأيت مثلها، والنواهل: الإبل الواردة للشرب، فمع شدة عطشهم يندفعون كالإبل الظمأى للشرب من هذا الحوض الذي اختص وأعطيه النبي صلى الله عليه وسلم.


    قال: {فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح }، فالمؤمنون بعد أن يتجاوزوا الجسر يندفعون إلى الحوض اندفاع الإبل الظمأى إلى الشراب، ويصف النبي صلى الله عليه وسلم كيفية شربهم منه وأنه سهل، فيبسطون أيديهم عند الحوض فيقع في يد كل واحد منهم قدح من هذا الحوض المورود، الذي يشخب -يصب- فيه ميزابان من الكوثر من الجنة، فإذا شربه {يطهره من الطَّوْف والبول والأذى }، يعني: لا يبول ولا يتبرز كما كان في الدنيا، ولا يبقى فيه أذى، فإن شربة واحدة من هذا الحوض تطهره وتنقيه فلا يحتاج أن يتغوط أو يبول، ولا يخرج منه شيء من الأذى أبداً، وهي شربة لا يظمأ بعدها أبداً.. جعلنا الله من وارديه؛ آمين.


    قال: {وتُخنس الشمسُ والقمرُ فلا ترون منهما واحداً } أي: أن الشمس والقمر يختفيان، وذلك بأن يجمعهما الله سبحانه وتعالى فيلقيهما في جنهم ويتبعهما من كان يعبدهما في الدنيا؛ زيادة في عذابهم وحسراتهم، لا تعذيباً للشمس والقمر.


    {قال: قلت: يا رسول الله! فبم نبصر؟ قال: بمثل بصرك ساعتك هذه }، أي: أن الناس يوم القيامة يبصرون بمثل البصر في تلك الساعة التي كان يخطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي ما بعد صلاة الفجر وقبيل طلوع الشمس، وهي أفضل الأوقات من جهة النور والإضاءة، وجمال الجو، والبرودة، وهي أيضاً أعدل الأوقات في جميع الأحوال والبيئات، والآخرة أعظم لا شك.


    قال: {وذلك قبل طلوع الشمس، في يوم أشرقت الأرض وواجهت به الجبال }، فإذا سطع ضوء الشمس على قمم الجبال؛ فإن الإضاءة أجمل ما تكون في ذلك الوقت، فليست في وقت الظهيرة حيث الأشعة قوية، وليست قبل ذلك حيث الظلام، فهكذا يكون نور الجنة، جعلنا الله من أهلها، أما النار فهي سوداء مظلمة، عافانا الله منها.


    {قال: قلت: يا رسول الله! فبم نُجزى من سيئاتنا وحسناتنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها إلا أن يعفو }، وهذا من كرم الله عز وجل، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا[النساء:40]، وقال تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ[الأنعام:160]، فالله يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها، إلا أن يعفو ويتجاوز عنها.


    فواعجباً كيف يدخل الناس النار! وويل لمن غلبت آحاده عشراته! لكنه التيه والضلال والخسران وضياع العقل:وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ[الملك:10]، وإلا فأين ذوو العقول؟ هلا تفكروا كيف تغلب الآحاد العشرات؟! الآحاد التي قد تعفى كيف تغلب العشرات التي تضاعف أضعافاً وأضعافاً، لا يكون ذلك إلا فيمن أعمى الله تبارك وتعالى بصيرته، وكتب عليه الشقاوة."إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَلَفِي جَحِيمٍ"


    وأقدم ولا تقنع بعيش منغص ღ فما فاز باللذات من ليس يقدم
    وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ღ ولم يك فيها منزل لك يعلم

    فحى على جنات عدن فإنها ღ منازلنا الأولى وفيها المخيم
    وحى على السوق الذى فيه يلتقى الـ ღ محبون ذاك السوق للقوم يعلم


    وحى على يوم المزيد الذى به ღ زيارة رب العرش فاليوم موسم
    وحى على واد هنالك أفيح ღ وتربته من إذفر المسك أعظم

    ولله برد العيش بين خيامها ღ وروضاتها والثغر في الروض يبسم
    ولله واديها الذى هو موعد الـ ღ مزيد لوفد الحب لو كنت منهم


    بذيالك الوادي يهيم صبابة ღ محب يرى ان الصبابة مغنم
    ولله أفراح المحبين عندما ღ يخاطبهم من فوقهم ويسلم

    ولله ابصار ترى الله جهرة ღ فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم
    فيا نظرة اهدت الى الوجه نظرة ღ أمن بعدها يسلو المحب المتيم


    فيا بائعا هذا ببخس معجل ღ كأنك لا تدرى ؛ بلى سوف تعلم
    فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة ღ وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم

    attachment
    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 24-07-2009 عند الساعة » 17:39

  7. #6


    الشفاعــة في يوم الحساب حيث بعد انتهاء الحساب وانتهاء العرض على الله عزوجــل وانتهاء الشفاعة العظمــى بفصل الحساب وأتينا على انواع عديدة من الشفاعات التي سترى في ذلك اليوم العظيم وهي انواع عديدة منها ما اختص به الانبياء ومنها ما اختص بها الملائكة والشهداء والصديقون واهل القران وغيرهم ممن ارتضى اللهم لهم الشفاعة .


    والشفاعة لها شروط وهي:
    1- إذن الله للشافع، قال تعالى: مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ [البقرة:255].
    2- رضاه عن المشفوع له: قال الله تعالى: وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28].
    وبعضهم يزيد شرطين وهما:
    3- قدرة الشافع على الشفاعة، كما قال تعالى في حق الشافع الذي يطلب منه: وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86].
    فعلم أن طلبها من الأموات طلب ممن لا يملكها.
    4- إسلام المشفوع له، قال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر:18]. والمراد بالظالمين هنا: الكافرون ويستثنى منهم أبو طالب.

    والايمان بالشفاعة أمر واجب عليه مدار الايمان

    اما انواع الشفاعة الخاصة بنبي المرسلين فهي :
    1- الشفاعة العظمى لأهل الموقف ليريحهم الله من هذا القيام.
    2- شفاعته في جماعة من أمته أن يدخلوا الجنة بغير حساب.
    3- والنوع الثالث شفاعته : في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع لهم فيدخلون الجنة.
    4- شفاعته في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
    5- شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم.
    6- شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة.
    7- شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار فيخرجون منها((يقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط. قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة. يخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر. ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر، وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض؟ فقالوا: يا رسول الله! كأنك كنت ترعى بالبادية. قال: فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم؟ يعرفهم أهل الجنة. هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدّموه. ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون: ربنا! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين. فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا! أي شيء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا)).
    8- شفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب بما قدّم في الدنيا لدين الله ورسوله.عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت العباس يقول: قلت: يا رسول الله! إن أبا طالب كان يحوطك وينصرك، فهل نفعه ذلك؟ قال: ((نعم، وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح)).

    اما الشفاعات الاخرى لغير النبي صلى الله عليه وسلم وتكون للملائكة والمؤمنون :
    الشفاعة لقوم من العصاة من أمة محمد قد استوجبوا النار ألا يدخلوها , الشفاعة للعصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم بأن يخرجوا منها , الشفاعة لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم، ورفع درجاتهم , شفاعة الأفراط لوالديهم المؤمنين, شفاعة الشهداء لذويهم من المؤمنين, شفاعة المؤمنين بعضهم لبعض.


    attachment

    الخلود الأبدي ..موت هادم اللذات ..
    وليتحقق الخلود للبشر إما في عذاب وإما في نعيم كانت نهاية الموت لذي هو نقطة النهاية لكل حياة بشري مضت أمرًا لا بد منه ..
    فيؤتي بالموت على صورة كبش فيذبح على الصراط وأهل الجنة والنار على هذا الأمر قيام ناظرين ..
    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال هل تعرفون هذا قالوا نعم هذا الموت قال فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا ..



    وبهذا .. تنتهي رحلة الحياة الدنيا وما يليها من حساب وعذاب فأهل الخير في الجنة خالدون وأهل النار بما أوصلهم إليها كذلك فيها يخلدون .

    وتنتهي رحلتنا معكم ^_^

    دمتم بخير



    اخر تعديل كان بواسطة » ياقوت في يوم » 24-07-2009 عند الساعة » 17:38

  8. #7

  9. #8
    حجز مرة أخرى tired
    :

    " يا أيُّها الذين آمنوا إنْ تنصروا الله ينصُرْكُم ويُثَبِّتْ أقدامكُم " -سورة محمد-

  10. #9
    وعليكم السلام ورحمة الله ,


    ماشاء الله تبارك الرحمن asian !

    إبداعٌ يتجلى هاهنـا ^_^

    أسلوبٌ جديد وفكرة مشوقة ورحلة واعظة , جزاكم الله خيراً وأثابكم على تعاونكم الرائع ^^

    عنوان الموضوع أثارني جداً جداً , أشعر أنه مقتبسٌ من شيءٍ ما ولكن بطريقةٍ مختلفة ..

    جزيتم الجنة يـا فـريق ياقوت , وأعظم الله لكم أجرا


    موفقين بإذن الله gooood

  11. #10
    أثابكم الله..ورزقنا وإياكمـ جنة عالية قطوفها دانية..مجهود موفق.. بارك الله في تلك الجهود
    لقد جرت سنة الله في خلقه أن هناك أمنين، وهناك خوفين، من خاف الله في الدنيا أمن في الآخرة، ومن لم يخف الله في الدنيا لم يأمن في الآخرة، فلا يجمع الله على عبد خوفين ولايعطي عبدا أمنين، إنما الأمن الموجود في الدنيا هو السكينة والرضى بالله لكن لايعني ذلك عدم الخوف من الله ، الله جل وعلا قال :والذين ءآمنوا مشفقون منها .أي خائفون من الساعة فالخوف لابد منه في الحياة الدنيا .
    اللهم اجعل أسعد اللحظات وأعزها لحظة الوقوف بين يديك

  12. #11

  13. #12
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    صحيح أني ما أشارك في المنتدى الإسلامي لكن الموضوع جذبني

    في الحقيقة لا أعرف كيف أشكرك على هذا الموضوع ! .

    تمر الأيام و بعض الناس غافلون إلى أن يقرأوا موضوعا كهذا ...
    موضوعا يوقظهم من ذلك السبات الطويل !!
    و أنا نفسي أحمد الله على أني رأيت هذا الموضوع .

    لذلك أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع ، و جعله الله في ميزان حسناتك .

  14. #13
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

    يالله .. جزاكم الله خير الجزاء , الموضوع مؤثر للغايه , cry قرأت النصف , بقي النصف , إن شاء الله عائدة
    لإكماله .. سبحان الله و أنا أقرأ أقول و الله إننا في غفله dead يارب يرحمنا برحمته !! يعافيكم ربي إن شاء الله ..


    في حفظ البآري ,, الحمدلله

  15. #14
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاكم الله خيراً ،،،
    و جـاريـ القراءة على مهل .
    i40728_

  16. #15
    تسلم ايديك يالغالي على الموضوع الاكثر من رائع

  17. #16

  18. #17
    السلام عليكم

    شكراً اختي على طرحك هذا الموضوع ..
    بالفعل موضوع مميز ويستحق اكثر من الثناء ..

    في انتظار جديدك ..


    ~{ .. دمتــم بـــود
    0f6372e3e6e99297d09279cbdebbc0b2

  19. #18

  20. #19

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter