لا أذكر منذ متى كانت معي .. تلك البلورة الكريستالية.. ولا أذكر حتى كيف حصلت عليها أو من اعطاني إياها ..
لكن ما أشعر به .. لا .. بل ما أنا متأكدة منه أنها جزء مني .. إنها لي ..
لطالما كنت أتكلم إليها .. أشكي إليها همومي .. ولطالما كانت موجودة لتسمعني ..
ومع أنها ليست ببشر .. إلا أنها كانت أقرب لي من كل البشر ..
هؤلاء البشر الذي لم أنل منهم سوى الضرب والقسوة والإهانة .. والطلبات التي لا تنتهي ..
في النهاية لا أحصل على أبسط مقابل .. ولا أجني سوى سوء المعاملة ..
طوال النهار .. أجد نفسي بين من يفترض بهم أن يكونوا أقرب الناس إلي .. لكنهم بالفعل أقرب الناس لإيذائي وجرحي ..
لذلك كرهت النهار .. كرهت كل ما يذكرني بالنور ..
لأنتظر ظلام الليل بفارغ الصبر .. حيث ...
حيث أجد الوقت الذي أقضيه مع بلورتي الكريستالية اللامعة .. التي تتألق بأضوائها ..
مع أنني أكره الضوء .. إلا أنني مستعدة أن احتضن ضوءها الدافئ للأبد .. وأن انسى العالم بأكمله ..
إنها الشئ النفيس الذي تبقى لي ..
لقد فشلت كل محاولاتي لأحقق أحلامي .. مع أنها كانت أحلاما عادية .. فلم أطلب الكثير ..
لكن كلما مضيت في تحقيق أمر ما .. أجده ينتهي .. كلما حصلت على شئ .. سرق مني ..
كلما أوشكت على بلوغ نهاية حلمي .. أكتشف في النهاية بأن ما أجري وراءه مجرد وهم ..
عندما بحثت عن الحب والحنان .. وجدت الشر وذل الهوان ..
لذا .. لم يتبقى لي سوى تلك البلورة .. لإنها اجمل شئ رأيته حتى الآن ..
يتبع ...
المفضلات