أين البداية؟؟
وسط تلك الحديقة الجميلة التي اعتلتها أصوات ضحكات الأطفال ..
جلست تلك الفتاة ذات العشرين عاماً على الأرجوحة الصغيرة و قد دمعت عيناها و هي تتذكر ذلك المشهد
الذي مزق قلبها دون رحمة ....
كان أكثر مشهد مقزز رأته في حياتها ...حبيبها الذي عشقته بكل كيانها جالس مع صديقتها صديقة عمرها
و هما يتبادلان نظرات الحب بينما أخذ ينطق هو بكل كلمة حب قالها لها في يوم من الأيام دون أي مبالاة بمشاعرها الرقيقة التي بادلتها إياه يوماً ما ...أخذت تتساءل في براءة :لماذا فعل هذا ؟! لماذا فعل ذلك ؟!
أنا لم أقصر معه بشئ ! بل أعطيته كل ما أملك من حب و عاطفة ..!
لقد كنت ساذجة للغاية لأنني صدقت أكاذيبه ! ما الذي جعلني أصدق أنه سيكون مختلفاً عن بقية الشبان ؟!
ربما غبائي و حماقتي !!
انتقل لمسامعها صوته الهادئ : مي..؟! هل أنت بخير ؟!
التفتت له سريعاً بعد ما مسحت دموعها الشفافة التي عزفت مقطوعة بكاءها بكل هدوء ثم قالت : ظننت أنك لن تأتي يا محمد !
محمد و قد عقد يديه أمام صدره : لماذا أردت رؤيتي؟! إن كنت ستتحدثين عن ذلك الموضوع فسوف أذهب !
ضحكت مي باستخفاف ممزوج بالحزن ثم قالت : لم يعد يهمني إن ذهبت أو بقيت ! أنا طلبت منك المجئ حتى أخبرك شيئاً واحداً ..
محمد و قد سيطر عليه بعض القلق : ما هو ..؟!
مي و هي تنظر باتجاه هؤلاء الأطفال الذين يلعبون بكل مرح و سعادة : كل منا له طموحه و حلمه الخاص ! و أظن أن كل واحد منا يشكل عائقاً لطموح الآخر لذا يجب علينا الافتراق !
محمد بتفاجئ : ما الذي تقولينه ..؟!
مي بحزم : ما سمعته تماماً ! نحن لسنا مناسبين لبعضنا !!
محمد و قد تصاعد الغضب في نبرة صوته : من الأحمق الذي أدخل هذا الكلام في رأسك ؟! هل جننتي ؟!
صرخت مي و هي تستدير إليه : أنا ! أنا الحمقاء التي صدقت كل أكاذيبك عن الحب الذي يدخل القلب دون استئذان ! أنا الحمقاء التي ظنت أنك من الممكن أن تتغير و من الممكن أن تحب شخصاً بالفعل !
لكنني كنت مخطئة ....مخطئة كثيراً ..!
نظر محمد إلى الأرض و الحزن و الخوف قد أغرقا قلبه ثم قال : أرجوكي يا مي ! أعرف أنني أخطئت بحقك و لكنني نادم على هذا الآن !!
مي بغضب أشد : هل تظن أنني كنت غافلة عن كل ما كنت تفعله مع الفتيات الأخريات ؟! هل كنت تظن أنني لا أشعر بشئ ؟! لقد كنت أتوقع هذا منك منذ أن عرفتك و لكنني أردت منحك فرصة ! لكن حقاً حقاً ما لم أتوقعه هو أن تخونني مع صديقتي الحميمة ! صديقتي التي أحببتها كثيراً !
محمد بندم : مي لقد أخطئت و أنا أعترف بهذا ! أرجوكي سامحيني !!
مي باشمئزاز : لا ! لا هذا مستحيل ! لقد مللت و سئمت منك ! لم أعد أستطيع فعل هذا أكثر !
ثم رمقته بنظرة كلها غضب و حزن و استأنفت من جديد : أظن أن هذا سيكون آخر لقاء بيننا ! وداعاً يا محمد !
و عادت تستدير متجهة إلى باب الخروج من الحديقة و قد تركته في دوامة من الندم و الحزن ...
يا رب تعجبكم لأنها أول كتباتي ^^
المفضلات