كثرت الكلمات القليلة في تلك الجرائد هنا وهناك لتتصدر عنوانا لإحدى المقالات على غرار ,, " على الهامش " ,, أو " على أول السطر " ,, مم مثلا ,, " السطر الأخير " ,, وبما أن الكثير من الأماكن على سطح الصفحة كما ترون من تلك العناوين قد اُحتل ,, فلا أرى غضاضة بأن أكتب في وسط السطر بداية
ولربما انتهت كمصير أي سطور أخرى من يدري ..!
.
.
.
لحظة ..!
تلك المقدمة بالأعلى لا تروقني تبدو متحذلقة بعض الشيء
أو غير مفهومة ,, و هي باعثة للحماس بالتأكيد ,, ليس لإكمال القراءة,,
ولكن للاتجاه مباشرة لغلق الصفحة بزر التقاطع الشهير وبحماس مرعب !,,
تعلمون أن للفوبيا أنواع كثيرة على غرار فوبيا الدماء أو الحشرات ,,
أفكر جديا بإضافة فوبيا إغلاق صفحة الكاتب لأنواع المرض الشهير ..!
.
.
.
ولا هذه أيضا ,, الحقيقة لو أتيحت لي فرصة كتابة مقدمة موضوع لاسترسلت بها حتى انتهيت بالمقدمة ! ,,
ليتساءل الكاتب بدهشة : " ولكن أين الموضوع ؟!! "
آه ,, أكره التوضيح المباشر ربما لأنه لا يجعلني أتمتع برؤية البعض يعاني وقد
ارتدى نظارتين وأحضر كوبا من الشاي فقط ليفهم ماذا تقول تلك المخبولة ..!
لدي شعور حقيقي بالانتشاء لرؤية مشاهد التعذيب ..!
لكن وكما يبدو ,, سأضطر لمقاومتها هذه المرة ولنقل ببساطة هي مواقف عابرة اعترضتني ,,
ولفتت نظري بما تحمل من كوميديا أبدية لتناقضات البشر وأفكارهم ومشاعرهم ,,,!
إذا هلا بدأنا حالا ..؟
.
.
.
" حزب العزاب "
" لولولولي " تنطلق الزغاريد مدوية كالقنابل في إحدى القاعات ,
بما يوافق _ غالبا_ يوم الخميس , أو الاثنين , أو الجمعة ,,
<< قال يعني حينزل يشتغل يوم السبت !
وبمناسبة الزغاريد إنني أتساءل بفضول ودهشة كيف يستطيع
بعضهن إطالة أنفاسهن وهز ألسنتهم بالحركة البندولية " يمين يسار "
بسرعة 500 لفة بالـ " النفس الواحد " ,, ؟!
إلا إنني بالتغاضي عن هذا والدخول في جو الفرح والاندماج ,,
ستجد الكثيرون يبدؤون في التوافد عليك وتقبيلك أو مصافحتك بكل حماس
ليقول جملته الشهيرة , أو تقول : " عقبى لك يا حبيبتي "
" يا خبر أسود " وليه الأذية دي ..!
هذه إحدى الردود قد تقال في داخلك وإن لم تمتلك بالطبع الشجاعة الكافية لتنطقها ,,!
رد آخر وقد يكون بنظرة مذعورة" بعد الشر يا تانت ! "
وقد تختلف ردة فعلك مع انهمار تلك الجملة عشرات المرات عليك في هذا اليوم ,, لتكتفي بالنهاية بهز رأسك باستسلام ,,
لتقول بصوت خافت " ربنا يجيب العواقب سليمة " !!
وبغض النظر عن كل تلك الردود ستجد أنه من النادر أن يجيبك واحد بشكل طبيعي ,,
خصوصا من الشباب والمراهقين ,, أنهم يرغبون فعليا في الزواج ,,
ولا بد أن نفكر مليا لنرى سبب تلك الظاهرة ...
هل هو الخوف من القيود والكبت وعدم الانطلاق ,,
أم هي تلك الصورة الساخرة والتي يبرع ويتخصص بها
كثير من الكتاب على رأسهم أحمد بهجت وأحمد رجب ,,
وللأخير كتاب اسمه " الحب وسنينه " وهو رائع بحق ,,
لإنشاء حزب المسمى بحزب العزاب ..! والأخير الذي يعتبر إحدى
مقالات ساخرة بطريقة مفرطة فكاهية للسخرية من الزواج وأضراره ..
أو ربما ثمة سبب أكثر وضوحا وهو الخجل أو الحياء من إظهار رغبتك الفعلية في
الزواج ,, لذلك نكتمها بإظهار العكس ,,
والحقيقة أن لي موقفا ساخرا على غرار ما يحدث في تلك الحفلات ,,
جاءتني إحدى السيدات المتزوجات _ منذ مدة كبيرة قد تزيد عن العشر سنوات ربما _
<<< أقصد مدة زواجها لا الموقف نفسه ,,
واقتربت مني في إحدى الأفراح والحقيقة لست أدري من بادرني بالكلام أنا أم هي ,,
المهم أنني فكرت في رد لاذع لأقول لها في سعادة : " عقبالك " !! ,,
وكالعادة حاولت إحدى قريباتي التخفيف من هول وقع الكلمة على السيدة بأنها " جاهلة "
وما تفهمش حاجة وأنها شبيه بذلك الكائن اللطيف الذي يأكل البرسيم تفهمون قصدي بالطبع ,,!
والحقيقة بعد التفكير مليا في ردي إنه اثنان لا ثالث لهما ,, إما إنها تطلق أو يموت زوجها ,, وبهذا يتاح
لها تحقيق كلمتي السحرية .,,
ولم يكن تأثير الحادثتين عليها لطيف إلى هذا الحد ..
س :
إذا لنسأل أنفسنا كم مرة واجهت موقفا كهذا ,, ما كانت ردة فعلك " بكل صدق "
من داخلك إذا ما قلها لك أحدهم ,, وبماذا أجبته ..؟
.
.
.
" مكتبة الثقافة التعليمية "
اسم جميل ذو رنين موحي وإن كان لا يشجع على اقتناء كتب
تلك المكتبة ...
الغريب أن تبدأ بتصفح كتبها أو عناوين بعض مقالتها ليجذبك الغلاف ,,
وما كتب كـ مختصر له ,,
تبدأ في تصفح أولى صفحاته بسرعة ,, لا بأس تبدو مشوقة ..
تذهب بكل سعادة بكنزك الصغير إلى البيت وتحضر كوب من الشاي ,, مع بعض
السندويتشات الحفيفة " لزوم القعدة " ,, تفتح الكتاب لتبدأ بالقراءة ,,
احم .. الـ ح ـ ق .. ق.. ي.
يوجد مشهد غير محبب وجدته في الصفحة الثانية ,,
تتغاضى عنه بمضض وتنتقل لصفحة أخرى ,,
مشهد أخر ..!
صفحة أخرى .. ألفاظ نابية و .. و .. !!
ستلفت يمين ويسار لتتأكد من أن " الطريق أمان " ,,
وتتسلل بهدوء لترمي الكتاب بكل قوتك في إخدى مكبات القمامة أو حتى لتحرقه صفحة صفحه ,,
والندم يعتصر قلبك على النقود التي صرفتها في كتاب كهذا ..!
والمضحك أن البعض ينصحك به ويؤكد أنه قمة بالجمال والروعة والوصف " الدقيق !! " ...
أي خدعة تلك التي أوقعت لتقرأ تلك الألفاظ والمشاهد لتجعل منها أشبه بفيلم إباحي
كامل ولكن على الورق ليتجسد في خيالك ,, ولربما يصيبك بمرض !!
من الغريب حقا أن الظاهرة بدأت في الانتشار بشكل غريب كتاب وراء الآخر ,,
يكاد لا يخلو من لفظ نابي أو مشاهد غير أخلاقية ,, ولا أعلم ما الضرورة الفعلية لهذا ,,
لن أقول أن جميع الكتب هكذا حتى وإن ناقشت ظاهرة مخجلة نوعا ,,
منذ مدة تصادف أن اشتريت كتابين في السوق روايتين في الحقيقة ,
إحداهما كان عن ظاهرة الشذوذ في بلد عربي ,, والآخرى عن قائدي التاكسي في بلدي ,,
الاثنين كانا رائعين بكل ما في الكلمة من معاني أسلوب رائع وصف خلاب ,,
ستخرج من كل منهما وقد شعرت بشدة معاناة الأول المظلوم المذلول ,,
والثاني المتعب المكدود ,, ولكن ...
لن أستطيع النفي أن كلاهما حمل مالا ينبغي أن يحمله وقد كان يمكن الاستغناء عنها وهذا
ما يثير الضيق والاستياء في بعض الكتب ,, فما بالك ببعضها بالتي تخدع بها كليا لترى مصائب بداخل الكتاب ,, وتكاد تعض أصابعك ندما ولا تكمل قراءته حتى لترميه غير آسف إلا على نقوده ,,!
س :
إذا كنت من هواة الكتب ,, الروايات أو أي مادة مقروءة مثلا ,,
كيف تحكم على جودتها ومعدلها الاخلاقي لكيلا تقع في دوائر الندم ,,؟
.
.
.
المفضلات