عدت يا أمي
من جديد
عدت إلى عنواني
الوحيد
عدت أجمع اجزائي
ألملم أشيائي
أتقبل عزائي
عاجز عن البكاء
عاجز عن التنهيد
عدت ماشياً
على التراب المشتعل
على كتفي
ثقل الارض والجبال
احمل معي احجياتي واسراري
في قلبي ألماً يفوق الاحتمال
تسللت عبر ضوء الشمس
ونار غضبي زادتني اشتعال
عدت من سجني إلى سجني
وتقطعت بي الوصال
جردوني من صمتي
هدموا بيتي
حرقوا أرضي
وحاصروني
من الجنوب والشمال
*********
عدت يا أمي
لارى الدمار الكبير
واودع طفلي الصغير
أروي القصص
عن نار السعير
أروي لك عن بئسي
وكيف جبت الجهات الاربع
لاجلب لك الخبز والدواء
لم اجد منفذ
أو باب مفتوح
صرخت
متضرعاً إلى السماء
ونمت وحيداً في العراء
أبتسمت وبكيت
قدمت لنفسي العزاء
ضاعت أمتي
تبعثرت أمتي
نامت أمتي
ومات المعتصم فيها
ومات فيها الرجاء
غرقت في بحر عروبتها
وأمسى الذل فيها وباء
ماذا أقول لأبنائي
عن قصص اجدادي
عن لغتي العربيه
عن حروفي الأبجديه
من الأف إلى الياء
كم هو مؤلم يا أمي
حال أمتي
حين يحتويها الغباء
**********
عدت يا أمي من جديد
عدت إلى عنواني الوحيد
حاربت القدر والموج
وسبحت عكس التيار
مكثت طويلاًً
إنتظرت كثيراً
وقفت على مداخل الموت
صمدت في وجه الإعصار
كنت أشم رائحة النيل
من بعيد أشمها
عسى تأتيني الأخبار
كنت أحلم وأنتظر
حتى مللت الإنتظار
وبقيت واقفاًعلى قدمي
أكابر دون إنكسار
دوست على جرحي النازف
أواجه بصدري العاري
سعير النار
يحاصرني عدوي
يقتلني عدوي
ويشجبني مدخن السيجار
ربما لأني لا أعرف الذل
أو ربما لاني لااحب العار
****************
عدت يا امي من جديد
عدت الى عنواني الوحيد
أنا يا أمي
لم أمارس البكاء
ولم تغويني الدموع
أحتفل كل عام
على ذكرى الرجوع
وكل عام
أبدل فتيل مصباحي
وأشعل حوله الشموع
رغم الدمار الكبير
ورغم القتل المشروع
قالوا عني إرهابي
نعتوني بالقاتل
قيدوني
طاردوني
حاصروني
ولكن لا يا أمي
هيهات منا الركوع
هيهات منا الركوع
عدت ياامي
وأنا خجل منك
لأني وعدتك
أن لا أعود إلا شهيد
أموت بعزتي وكرامتي
ولا أعيش
في هذه الدنيا كالعبيد
بقلمي وليد
المفضلات