سمعت Talya صوتا طفوليا يناديها..
تلفتت خائفة إذ لايوجد غيرها, لكن فضولها يدفعها لاستكشاف مصدر الصوت..
تطلعت في أنحاء غرفتها وتتبعت الصوت حتى وصلت لمرآتها..
كم كانت دهشتها كبيرة عندما رأت طفلة صغيرة تكلمها:
الطفلة: تاليا..أنا سعيدة أنك لازلت على قيد الحياة..
بأسى تطلعت تاليا لها: لازلت, نعم... لكني أريد الموت وليته يأتي بالتمني إذن لأنتهيت منذ زمن.. لكن من أنت؟
الطفلة : لنقل أن أسمي تيا..مارأيك؟
تاليا: لابأس به لكن هذا اسم التدليل الخاص بي, على أي حال تيا..كيف أخدمك؟
تيا: بأن تفيقي من وهمك, ماأنت فيه وماتحلمين به لم ولا ولن يكون حقيقة إطلاقا..فكفي عن خداع نفسك؟
تاليا: أحقا لن يكون؟! وماذا عن الوعود؟ ماذا عن أحلامنا معا لاأستطيع تصديقك.. أعذريني..
تيا: لك كل الحق في عدم تصديقي, لكني استحلفك بواهب الروح لك, ان تفكري بعقلك لابقلبك.. أ حقا ياتاليا يحبك؟
أحقا يريدك؟.... إنني لااستشعر ذلك إطلاقا من أفعاله..من يحب لن يترك حبيبه ينتظره سنوات طويلة..أليس كذلك؟
تاليا: مالك وماله ياصغيرة لم لاتهتمين بشؤونك الخاصة؟
تيا: لا شأن لي في العالم سواك..لقد انتهت مهمتي والقرار لك..
أمعنت تاليا النظر في مرآتها فرأت فتاة ذابلة, تعلو عيناها مسحات الحزن والألم..
ألقت تاليا دميتها الأثيرة لقلبها وتطلعت من شرفتها..
في حياة كل فتاة لحظات أليمة لابد لها أن تقف عندها كي تقرر ماذا ستفعل.. وتاليا لاتختلف عن أي فتاة أخرى سوى بخيالها الذي بدأ يتناقص ويختفي تدريجيا..
مشت تاليا بثوبها الأسود الحريري باتجاه الشرفة وبحزن تطلعت للنجوم فألفتها قاتمة وحزينة..
سألتها بأسى: ماذا أفعل؟
افترقت النجوم في مغزى واضح فبكت تاليا كاامرأة ثكلى..
دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل.. بدأ العام 2005
تمنت لعائلتها وصديقاتها كل الخير
وخلت بنفسها تبكي..
تبكي الوحدة والألم..
تبكي الغدر والأنتظار الأليم..
تبكي قلبها الذي مات مبكرا..
تبكي سنوات عمرها الضائع التي لن تعود..
من خلال دموعها رأت فتاة دامعة العينين تمسك دميتها وتبكي بين أحضانها وتطلب من بارئها أن يريح روحها من ألمها وعذابها..
أمسكت تاليا بتلك الطفلة كي تضمها وتقبلها فإذا بها تمسك نفسها وتبكي مع ذاتها وتنعى نفسها لنفسها..
الثانية بعد منتصف الليل..
أضواء كثيرة.. ألعاب متناثرة.. آثار دموع فوق وسادة.. رائحة ورد وياسمين..
( لقد بدأ العام الجديد, لابد أنني نمت قبل تهنئة عائلتي, تبا لي)
نزلت الفتاة مسرعة قدمت التهاني لعائلتها.. تطلع الأفراد إليها بدهشة فضحك..
قال شقيقها الصغير: لقد هنئتنا في الموعد بالضبط..
تطلعت إليه وبريق غريب يغمر عينيها.. قالت: لاريب أنها تاليا..
دار التساؤل: ألست تاليا؟ كفي عن جنونك..
ردت بثقة: أناThunder ثندر.. تاليا ماتت للأبد..
صعدت لغرفتها..تطلعت من شرفتها حاملة دميتها..
تالقت النجوم وبسم القمر..
جاءها صوت كانت تعده أثيرا فيما مامضى أما الآن فهو غريب تماما..
سنة سعيدة ياتاليا.. اتمنى أن نكون معا..
ردت بعنف: تاليا ماتت للأبد.. لم يعد لها وجود.. ولم يعد لك وجود..
عبثا يحاول أن يفهم الأمر لكن ثندر قطعت كل الطرق..
أمسكت طفلة صغيرة بيدها..
ابتسمت ثندر..
نعم هذا هو طريقها.. وحيدة للأبد ستمضيه..
ترافقها هذه الصغيرة.. التي لم تكن سوى ضميرها..
لم يفهم حتى الآن احد ماجرى.. لكنها وحدها تفهم وتدرك..
لن تعود للخلف بل ستتقدم للأمام رامية قلبها تحت قدميها.. دافنة إياه في اعماق الأرض..
كل تلك السنوات كانت وهما.. خداعا.. كذبة..
والآن تقسم ثندر بدمها أنها ستمضي وحيدة ترافقها نجوم صديقاتها وعائلتها..
عاما سعيدا ثندر..
المفضلات