كتب البلاغي في مذكراته يوماً ما :
==============
أنا مقتول بسهمٍ من فتاة .. بخنجرها الذي أودعته في صدري .. فأخترق كبريائي وحيائي ومضت .. أسمع ضحكاتها .. ووقع أقدامها .. أرى بالأرض وشاحها ..
يا لله .. نزعته .. رمته .. وعلى الأرض ألقته ..
يا لله .. هتكت سترها .. ضيّعت براءتها .. أرى تماوج شعرها .. بياض نحرها .. جمال قدّها .. عينها .. ناصيتها ..
لكنها .. أبقت ملابسها .. غطّت جسدها .. أبقت شيئاً من كرامتها .. لازالت بعباءتها!!
أنا الصريع .. الجريح .. النازف .. المجنون بكِ
أنا العاشق الولهان .. المغرم الظمآن
أرى حشمتك .. حياءك .. صيانتك .. وفاءك .. طهرك ونقاءك
أقول : سوف تعود .. وتغطّي وجهها وتجود .. هو يومي الموعود .. هو أملي الموجود .. بل حلمْ كلِ مولود .. فمتى تفي بالوعود ؟!
أختاه .. أسمعتي قصائدنا .. وأشعارنا .. قلنا سابقاً فيما مضى .. أعداءك ظفروا بكِ .. وأقسموا على النيلِ منكِ .. فمرادهم حجابكْ ..
أما اليوم – أختاه – مرادهم ملابسك .. يريدونكِ أمام ناظريهم عارية .. يبتغونكِ في فُرشهم جارية .. ولا أركِ إلا لهم سارية .. هل أنتِ لي بائعة .. ولهم شارية ؟!
أخبروني أنهم أنشئوا دوراً لكِ .. لتكوني فيها كاسيّة ً عارية ..
أماه .. هل تصدقين دعواهم .. هل تلبيّن نداءهم .. هم مجرمين .. هم مخادعين .. هم كاذبين ومنافقين .. قد ضحكوا عليكِ بالرياضة .. لتنْحَتي جسدكِ كالقلادة ..
فإن لم ينفع .. فلا تجزعي .. أو تبأسي
اذهبي للعيادة .. وتخلّصي من أي زيادة ..
فإن لم ينفع .. فلا تحزني .. أو تيأسي
اذهبي للحمامات .. وكوني كالفراشات .. لا تهتمّي بما يسمّى " عورات " .. فهذه كلها خزعبلات .. ومن بقايا الجاهليات .. أقسموا لكِ أنها " خرافات " .. ولم يأمر بها ربّ البريّات ..
أختاه
أنا مقتولٌ ..
بسهم فتاةٍ في بلادي ..
قد أسكنتها في فؤادي ..
وحميتها من كيد الأعادي ..
فأبت .. ومضت .. ثم نزعت .. فما أبقت .. ولا ذرتْ !!
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات