بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يدعوا إلى دار السلام, ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم, والصلاة والسلام على إمامنا وقدوتنا نبينا محمد بن عبد الله, عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا, كان يدعوا إلى الله بقوله وفعله قولاً وسلوكاً, وقد أمره الله بالدعوة فقال: :{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (125/النحل).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل: العلم إذا لم يصاحبه عمل رحــلقال الله تعالى :وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)3
حلم يتحقق:
أن تربح في زمن يخسر فيه العالـــم
نعم ليست ربح تجارة ولامال ولا جاه ولا منصب , بل ربح الفوز بالتقوى والإيمان الصادق والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة
نعم أحبتي في الله
نربح مسمى أولياء الله
نربح مسمى صفوة الله من الخلق
نربح مسمى خيرة خلق الله
وان نربح كوننا أحب خلق الله إلى رب العزة والجلال
لماذا ؟ ما السبب ؟ وماهي الصفات؟
هنا الإجابة :
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
قال الحسن البصري عند هذه الآية :" هو المؤمن أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحاً في إجابته ، فهذا حبيب الله هذا ولي الله
وقيل في تفسير الآية :
ففي هذه الآية استفهام تقريري بمعنى النفي: أي لا أحد أحسن قولاً ممن دعا إلى توحيد الله وطاعته, ولا أحد أحسن كلاماً وطريقةً وحالةً ممن دعا إلى الله بتعليم العلم النافع,وترغيب الناس في مكارم الأخلاق. وقد قال بعض العلماء هذه الآية بشرى لأهل الإيمان وصالح الأعمال, ممن اكتملت فيه ثلاثة شروط:
1- الدعوة إلى الله.
2- وعمل صالحاً فأدى الفرائض واجتنب المحارم.
3- فاخر بالإسلام واعتز به وقال إنني من المسلمين.
فلا يوجد اعز وافخر حالاَ من أحوال أولياء الله عزوجل
حلم يتحقق
أن تربح شهادة الربانيون
يقول الله جل وعلا: "وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ" (آل عمران: 79).
يقول البقاعي رحمه الله: "ولكن كونوا ربانيين تابعين طريق الرب، منسوبين إليه بكمال العلم المزين بالعمل، فإن فائدة الدرس العلم، وفائدة العلم العمل، ومنه الحث على الخير والمراقبة للخالق".
الربانية هي الصلة بالله عزوجل , التعلق وتعلم كتاب الله عزوجل ,الامتثال لأمر الله عزوجل, الدعوة إلى المنهج الرباني والتربية عليه , إصلاح النفس وإصلاح المجتمع وكافة شؤؤن الحياة
حلم يتحققالتي أول ما يأتيها العلم تمسكه مع العمــل ولا يثبت العلم إلا بالعطاء" أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ"
أن تكون الأرض النقية المثمرة المعطاءة
قال الربيع بن أنس كلمة طيبة هذا مثل الإيمان فالإيمان الشجرة الطيبة وأصلها الثابت الذي لا يزول الإخلاص فيه وفرعه في السماء خشية الله
وحكمة تشبيه المؤمن بالشجرة كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى أن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس فهكذا شجرة الإسلام في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر والتفكر على التذكر وإلا أوشك أن تيبس وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه [إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبك] وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده بأن وظفها عليها وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم
حلم يتحققلا نريد أن يحسدنا احد على مال ولا منصب ولا تفوق ولا شئ من أمور الدنيا
ان تكون مما تحسد على ما تملك من نعمة
بل نريد أن نحسد على قربنا لله عزوجل وعلى دعوتنا في سبيله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلمها" متفق عليه.
حلم يتحققوَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا
أن تكون للمتقين أماما
"واجعلنا للمتقين إماما " أي قدوة يقتدى بنا في الخير ، وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي قدوة لما يدعوا له ، وهذا هو قصد الداعي
فالإمامة بالدعاء لا بالدعوى ، يعني بتوفيق الله وتيسيره ومنته لا بما يدعيه كل أحد لنفسه .
وقال إبراهيم النخعي : لم يطلبوا الرياسة بل بأن يكونوا قدوة في الدين . وقال ابن العباس : اجعلنا أئمة هدى ، كما قال تعالى : " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا " [ السجدة : 24 ] وقال مكحول : اجعلنا أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون
حلم يتحقق
ان تكون ممن ينصرهم الله عزوجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ..).قال الشيخ السعدي رحمه الله ( هذا أمر منه تعالى للمؤمنين أن ينصروا الله بالقيام بدينه والدعوة إليه وجهاد أعدائه والقصد بذلك وجه الله، فإنهم إذا فعلوا ذلك نصرهم الله وثبَّت أقدامهم...فهذا وعد منه كريم صادق الوعد أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه وييسر له أسباب النصر. )
حلم يتحقق آن تكون :خير من ألف عابد
ممن يجاهد الجهاد الأكبر
أن يجري أجرك بعد موتك
أن تشرق شمس الإسلام على أرضك
كيف السبيل إلى ذلك كله؟!
العلم بدين الله
العمل به
الدعوة إليه
الصبر على الاذى في سبيله
احذر اشد الحذر أن يؤتى الإسلام من قبلك
أن نكون نحن ننصر إسلامنا لا أن نكون ممن يحبطه في قلوب الآخرين
آخيراً النتائج قادمة لا محالة فإيانا وإياكم العجلة^_^
المفضلات