الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 30
  1. #1

    الأمل اليائس .. قصة ملاك حزين

    أهلا أعزائي القراء ..
    أعضاء منتديات كسات ..

    هذه القصة هي من تأليفي بمساعدة إحدى صديقاتي في الدرسة .. كتبناها منذ فترة ..
    وأرجو أن تنال كل الأعجاب منكم .. ونتقبل كافة الانتقادات ..
    سأحاول وضع جزأين في كل اسبوع .. وربما أزيد حسب الظروف ..

    عنوان القصة كما قرأتموه .. الأمل اليائس ..
    وتصنيفها .. دراما عاطفي ..
    كتابتي .. وأفكار صديقتي ..

    والآن مع الجزء الأول من القصة ..


    - أرجو عدم الرد حتى انتهي من وضع الجزء الأول من القصة .. ولكم جزيل الشكر .. -

    ~عدتُ والعودُ أحمدْ~

    sigpic182610_4


  2. ...

  3. #2
    e1w31674

    16. أكتوبر 2008 لقائي الأول بملاكي الحزين ..
    في حوالي الساعة السادسة والنصف اليوم .. خرجت من منزلي .. و توجهت مسرعة لمكان معين .. كنت خائفة ألا أصل في الوقت المناسب .. نظرت للسماء المحمرة .. والشمس التي أوشكت على الغياب.. فازداد قلقي .. لم أفوت ذلك المشهد يوما في حياتي ولست مستعدة لأبدأ ذلك اليوم.. لذا أسرعت بخطاي أكثر .. وعندما وصلت.. تنفست الصعداء .. جيد إني لم أفوته .. وصلت في الوقت المناسب .. كان البحر أمامي ممتدا .. توجهت لصخرتي التي أعتدت الجلوس فوقها دوما .. ونظرت للموقف الذي به أهدأ .. غروب الشمس.. عندما تقبل الشمس زبد البحر.. وتتواضع السماء لتلامس بوابة الأرض.. لطالما تساءلت .. ألم تملّ تلك الشمس يوما من نظامها هذا ؟ إنها تشرق صباحا كل يوم وتغرب أيضا مساءا كل يوم .. بها تسير حياتنا فبدونها لا نهار ولا ليل .. تشرق صباحا لتعلن لنا يوم جديد وحكاية جديدة ..والأكثر أهمية إنها تعلن حياة جديدة .. ثم تغيب ليبدأ الليل مسيرته .. ونزرع الآمال لتزهر غدا .. أتعلمون .. أنا معجبة بهذا المخلوق " الشمس " لو قلبتم دفاتري المدرسية لرأيتم بعض العبر والجمل عن الشمس .. لو طلبت منا الأستاذة وفاء أستاذة اللغة العربية إنشاء حرا.. لكتبته عن الشمس.. لو كان واجب الأستاذة هند أستاذة اللغة الانجليزية بعض الجمل الانجليزية لوجدتم الشمس بها علاقة .. أحب حصص الأستاذة صفية أستاذة الجغرافيا التي تتحدث عن الشمس .. إذا رأيتم غرفتي فلونها أصفر .. أغلب ملابسي صفراء أيضا .. أحب الشمس فعلا وأراها أعجوبة أبدية .. المهم ما حدث اليوم عندما كنت أودع شمسي التي كانت تودعني بالمثل بأواخر أشعتها .. قاطعت ذلك الوداع تلك الفتاة بقولها: أريد أن أعرف سببا لتواجدك هنا كل يوم في هذا الوقت.. كانت كلماتها حادة بنبرتها الحادة ونظرات أعينها المخيفة .. لربما تعتقدون الآن إنها فتاة كبيرة أو حتى في عمري أنا – حيث يبلغ عمري الآن أربعة عشر – كلا أعزائي .. إنها في التاسعة تأملت ذلك الوجه مندهشة .. لديها وجه أبيض كالقمر .. وعينان بنيتان غامقتان.. شعرها يصل لمنتصف ظهرها .. ترتدي فستان أبيض متسخ ورثّ يصل لركبتيها .. كانت تعبيرات وجهها حاقدة .. أوه يا الهي أنا لم أرَ قط في حياتي نظرات ملؤها الحقد كهذه .. أصارحكم ارتعش جسدي لرؤية هذه النظرات ..مع انه لو تأملنا لها جيدا لرأينا خلف هذا الوجه الحاقد وجه حزينا بريئا كوجه الملاك .. ضيقت عيناها فجأة وقالت بحدة : إلامَ تنظرين فيّ هكذا ؟ أجيبي عن سؤالي أو لأ تجيبي ولكن اعتذري .. لا أدري لمَ في تلك اللحظة تلعثمت في الإجابة لقد كنت كالساذجة تماما عندما قلت : فـ فـ قط .. اسكتتني عندما أدارت ظهرها وتوجهت عائدة من حيث أتت قائلة : على كلاً لست مهتمة .. وقفت وقلت لها بثقة : أنا فقط أودع شمسي .. أدارت لي وجهها وقالت لي بحدتها تلك : إنها ليست شمسك وحدك .. رددت عليها مبتسمة فحقيقة تعجبت من ردها : معك حق .. ليست شمسي وحدي بل هي للكل .. وأنا واحدة من هذا الكل .. لذا من حقي مناداتها شمسي .. ومن حق اي واحد ان يناديها هكذا .. على ما أعتقد .. تابعت مشيها وهي تقول محركة رأسها نافية : قلتها .. على ما تعتقدين فقط .. ثم لاحت عن أبصاري .. وقفت برهة أفكر فيها .. ثم انتبهت للشمس .. لكن للأسف كل خيط من أشعتها قد اختفى.. تنهدت بقوة وعدت للمنزل .. أموت لأعرف سرها !! بل قد قتلني فضولي .. لم الحزن المرسوم على وجهها يا ترى ؟ لمَ حدثتني بكل تلك الحدة ؟ أنا لم أسألها عن اسمها لكني أظن إنني سأسميها .. ملاكي الحزين ..
    16.أكتوبر
    9:48 مساءا


    caO31674

  4. #3
    caO31674


    أغلقت دفتر مذكراتها ذات اللون الأصفر والذي كتب بخط يبعث على البهجة على غلافه " My Sun writes My Life " وبجانب هذه العبارة صورة طفولية للشمس وهي ترتدي نظارة شمسية .. مما يعطي انطباعا طفولي عن هذه الفتاة ..
    توجهت لمرآتها الطويلة والتي يتصل بها طاولة تضع فوقها قليل من المساحيق الخفيفة وطلاء الأظافر والعطور وغيرها من هذه الأشياء .. وحركت شعرها الأسود بيديها فتناثرت خصلاته الطويلة في الهواء .. نظرت لنفسها في المرآة وتنهدت قائلة بتذمر : أريد أن أعرف سر حزنها لو رأيتها غدا سأسألها وان لم تجبني فإنني سوف ..
    قاطع كلامها طرقات الباب فقالت بتذمر أكبر وبصورة كرتونية كونه قاطع كلامها : أدخل !!
    دخلت فتاة في بداية العشرينات ترتدي بزة الخدم وقالت بلطف : آنسة دعاء .. ستدق العاشرة بعد عشر دقائق وأنت لم تنامي بعد ..
    ردت دعاء بتذمر : سها .. أرجوك أريد أن أسهر اليوم وانتظر عودة والداي ..
    سها بابتسامة : أتودين انتظار غضبهما ؟؟
    دعاء وهي تتوجه لسريرها وتتمم بكلمات غاضبة لم تفهم معناها .. ضحكت سها وقالت وهي تطفئ النور : تصبحين على خير ..
    دعاء بغيظ وهي تغطى نفسها : وأنت من أهله !


    caO31674

    في صباح اليوم الثاني .. تسللت أشعة الشمس مجتازة تلك الستائر شبه الشفافة .. وانعكست في تلك الغرفة الواسعة ذات اللون الأصفر مما زاد من صفرة أشعة الشمس فبدت الغرفة كأنها من ذهب .. لسعت الأشعة وجه دعاء فبدأت تحرك عيناها وببطء فتحت عيناها الزرقاء.. تثاءبت بقوة ثم نهضت .. توجهت ناحية النافذة وأزاحت الستائر ثم قامت بفتح النافذة وابتسمت وهي تنظر للشمس قائلة لها : صباح الخير .. توجهت للحمام لتغسل وجهها وأسنانها .. وارتدت بعد ذلك بدلة المدرسة .. تنورة لركبتيها وقميص ابيض فوقه جاكت أزرق كلون التنورة .. وارتدت جوارب بيضاء تصل لركبتيها .. حملت حقيبتها وتوجهت لغرفة الطعام .. تتوسط تلك الغرفة الواسعة مائدة طويلة .. وضع عليها كوب حليب دافئ وبسكويت .. توجهت دعاء مسرعة لتأكل وجبة فطورها .. دخلت سها الغرفة وحيّت دعاء بابتسامة بينما بادلتها دعاء التحية .. أنهت دعاء فطورها وارتدت حذاءها .. ودعت سها .. ثم نزلت مسرعة ذلك الدرج الفاخر ثم خرجت من البوابة الكبيرة حيث كان سائق اللموزين بانتظارها .. حيتها مبدئيا قائلة : أهلا عم حسين .. كيف حالك اليوم ؟
    ابتسم لها وقال : بخير .. العم حسين رجل في نهاية الأربعين من عمره إلا أن ملامح وجهه لطيفة ..


    caO31674


    عندما وصلت دعاء للمدرسة خرجت مسرعة بعد أن ودعت عم حسين .. وقفت أمام بوابة المدرسة بينما قالت في نفسها : هأ نحن نعيد الحكاية الرتيبة كل يوم !
    دخلت ببطء للمدرسة وتوجهت لفصلها .. كانت الفصل في حالة فوضى .. بالطبع فلا توجد أي أستاذة هنا .. تلك فوق الطاولة وتلك عند السبورة وهاتان تتحدثان واقفتان .. وهكذا .. بينما دخلت دعاء وتوجهت لكرسيها وضعت حقيبتها هناك وجلست تراقب السماء من النافذة كونها تجلس بجانبها ..
    اقتربت من دعاء طالبتين .. الأولى لها شعر أحمر يصل لرقبتها .. ولهيا عينان عسليتان .. أم الثانية فلها شعر بني تلفه كله من الخلف وعينان سوداوين .. قالت الأولى بقليل من التهكم : صباح النور أيتها الأميرة ..
    نظرت لها دعاء بنظرة باردة وهي تقول بملل : ألم تملي بعد يا بثينة ؟ اتركيني وشأني ..
    ردت الثانية وهي تصطنع الدهشة : أوه يا الهي دعاء ترفع راية بيضاء !!
    قامت دعاء بإعادة ما قالته ولكن بسخرية .. مما أغضب تلك الفتاة .. فقالت دعاء : إننا نعيد الأمر يوميا .. متى تتركنني وشأني ؟
    ردت بثينة بابتسامة خبيثة : إلى أن ننال مرادنا ..
    وضعت دعاء إصبعها أسفل ذقنها وتصنعت البلاهة وهي تقول : مرادكما ؟؟ ثم نظرت لهما مبتسمة ببلاهة : ما هو مرادكما ؟؟
    أحمرت ذات الشعر البني غضبا وقالت : دعاء كفاك سذاجة ..
    بينما قالت دعاء لبثينة : ما بال صديقتك رانيا اليوم لا تحتمل المزاح ؟
    قالت بثينة بسخرية : هذا لأن أول ما رأته هذا الصباح هو وجهك !!
    ابتسمت دعاء وقالت : فهمت الآن .. لم تطق أن ترى فتاة أجمل منها !
    غضبت رانيا وابتعدت عنهما .. بينما نظرت دعاء لرانيا مستغربة وهي تقول في نفسها : إنها ليست طبيعية فعلا ..
    قاطعت بثينة تفكير دعاء قائلة : دعيك من رانيا ..
    وضعت دعاء رأسها على الطاولة وقالت مبتسمة بسخرية :أرى إنه من الأفضل لو ذهبت وخففت عن رانيا .. وأخبريها إن هناك في العالم فتيات أجمل من فتيات !!
    بثينة باستهزاء : مغرورة !!
    رفعت دعاء رأسها وقالت وهي ترفع كفيها : الشرف للغرور طالما انه فيني !
    دخلت المعلمة للفصل فعاد الكل لمكانه .. أستاذة متوسطة الطول .. ذات شعر أسود .. في نهاية العشرين .. إنها أستاذة الكيمياء ..
    وتوالت الحصص .. الكيمياء ثم العربي وبعدها الانجليزي .. ثم الفسحة ..
    امتلأت الساحة بطالبات الثانوية والإعدادية .. فدعاء في الصف الأول الثانوي .. لم تتوجه دعاء للساحة كبقية الطالبات بل توجهت لمكتب المشرفة .. طرقت الباب .. فردت المشرفة من الداخل قائلة : تفضلي ..
    فتحت دعاء الباب وأغلقته بعدها ثم توجهت للأريكة الطويلة وجلست فوقها مظهرة الملل .. ضحكت المشرفة من منظر دعاء .. المشرفة في منتصف العشرين تماما .. لها شعر أسود يصل لمنتصف ظهرها وترتدي بذلة مكتبية سوداء .. بينما قالت :كيف كان يومك دعاء ؟
    قالت دعاء بغيظ : ممل .. رتيب .. أمن كلمة في هذا العالم تصلح أن تصفه ؟؟ .. دعيني أجيبك .. لا !
    ابتسمت المشرفة وقالت : ولمَ ؟
    دعاء : بسبب حصة الأستاذة وفاء .. إنها مملة .. لقد قمنا بحل التدريبات النحوية .. وأنا سوف انتحر بسبب هذا .. إنها لا تدعني أشارك .. وطريقة حلها تصيبني بالملل .. أنت محظوظة لأنها لم تدرسك !!
    ضحكت المشرفة بلطف على وصف دعاء بينما طرق الباب ودخلت إحدى الأستاذات ..حيت دعاء تلك الأستاذة مبتسمة قائلة : مرحبا أستاذة سعاد .. كيف حالك ؟
    ردت الأستاذة سعاد بلطف قائلة : مرحبا دعاء .. ثم وجهت حديثها للمشرفة قائلة لها : أستاذة ليال .. المديرة تطلب رؤيتك ..
    تنهض الأستاذة ليال وتقول لدعاء التي وقفت : أستأذنك الآن .. نستأنف الحديث غدا ..
    ابتسمت دعاء وقالت : لا عليك .. ثم يخرج الكل من المكتب .. تتوجه دعاء إلى الساحة .. وتقف حائرة ما الذي قد تفعله .. نظرت إلى حيث بثينة ورانيا ومجموعة أخرى من الطالبات .. ثم حولت ببصرها إلى طالبات أخرى التففن على شكل مجموعة وهنّ أيضا من طالبات فصلها .. تنهدت بتذمر .. ثم توجهت إلى بوفية المدرسة لتشتري لها بعض الحلوى .. بعد شراءها للحلوى .. أعادت النظر لحيث تجلس زميلاتها ..أرادت فعلا مشاركتهن الحديث .. لكنها لم تتجه نحوهن .. بل توجهت نحو إحدى الأستاذة التي تجلس عند باب المبنى .. ابتسمت دعاء وهي تقول للأستاذة : هل بإمكاني الجلوس معك وأتجاذب الطريف الحديث ؟
    نظرت لها الأستاذة متعجبة .. أليس من الممتع مع زميلاتها المماثلات لها في العمر ؟ بدلان تجلس مع أستاذة تكبرها ربما بعشرين سنة ؟؟ لكنها ابتسمت وقالت : يسرني ذلك ..
    جلست دعاء بجانبها .. بينما قالت الأستاذة : يا ترى عما تريدين أن تتحدثي ؟
    ابتسمت دعاء وهي تقول : لست أدري .. أريد فقط أن أتحدث معك ..
    استغربت الأستاذة مجددا .. لكنها أعقبت مبتسمة : أخبريني دعاء .. كيف المدرسة بالنسبة لك ؟
    قالت دعاء بمرح : الأستاذات هنا رائعات والطالبات أيضا .. يبدو إنها مدرسة رائعة بالفعل ..
    ردت الأستاذة : أأقمت أي صداقات ؟؟
    دعاء : مع الاستاذة ليال إلى الاآن ..
    - والطالبات ؟
    - اظن اني في طريقي لذلك ..
    - اخبريني لمَ انتقلت من مدرستك ؟
    - بسبب بعض الظروف ..
    - وكيف كانت مدرستك الأولى ..
    - رائعة جدا ..
    - أي مدرسة أحببتها من قبل ؟
    - إنها المرة الأولى التي انتقل فيها ..
    - وكيف وجدت أمر الانتقال ؟
    - إننا في بداية السنة يا أستاذة ..
    قالت دعاء جملتها الأخيرة مبتسمة ..
    ومرّ الوقت وهن يتجاذبنّ أطراف الحديث حتى دق الجرس معلنا انتهاء الفسحة لتعود الطالبات لفصولهن ..


    caO31674


    كانت دعاء تدخل الفصل .. دخلت بثينة متعمدة أن تصيب ذراع دعاء مما دفع دعاء لأن تقول بقليل من الحدة : ما مشكلتك بالضبط ؟؟
    أدارت بثينة وجهها بسرعة لتقابل دعاء وقالت بسخرية : تتساءلين وكأنك لا تعرفين !
    أجابتها بقليل من الحدة مع بع السخرية : اعتبريني فعلا لا أعرف !!
    جلست بثينة في مقعدها في الصف الثالث وقالت وهي تلاعب خصلات شعرها : مشكلتي هي أنت ..
    توجهت دعاء لمقعدها وقالت مستنكرة : أنت تعامليني هكذا منذ اليوم الأول لي في المدرسة .. لا أعرفك ولا تعرفيني .. فلم المعاملة السيئة ؟؟ ليست منك وحدك بل .. نظرت للجميع الطالبات الذي بلغ عددهن حوالي عشرون طالبة وأكملت حديثها : بل جميعكن !
    أجابتها رانيا : ممثلة بارعة .. تتصرفين وكأنك مسكينة مظلومة !!
    قبل أن تتمكن دعاء من الرد عليها .. كانت الأستاذة قد دخلت الفصل .. ومرت السبع الحصص بهدوء .. وما إن حان وقت الخروج .. أخذت دعاء حقيبتها وخرجت وفي الدرج .. قابلت الأستاذة ليال .. ابتسمت لها بمرح وقالت : إلى اللقاء أستاذة .. ردت الأستاذة ليال عليها بلطف أيضا : لإلى اللقاء دعاء ..
    كان العم حسين بانتظارها .. فتح لها باب السيارة فابتسمت له بلطف وشكرته .. كان هناك من يراقبهما من بعيد .. إنهما بثينة ورانيا .. قالت بثينة باستياء : هذا ما يزعجني فيها .. انها متكبرة فعلا وتظن إن كل شيء يدور لأجلها فقط ..
    ردت عليها رانيا : معك حق بثينة .. بالمناسبة .. هل ستأتين اليوم مع والديك ؟؟
    ابتسمت بثينة قائلة : وهل بإمكاني أن أفوت هذا اليوم بالذات ؟؟ ثم قالت بسعادة أكبر : اليوم نصبح أقارب !
    وبينما هما تتحدثان كانت هناك سيارة كبيرة سوداء بانتظارهما .. فدخلت الفتاتان ..


    caO31674


    عادت دعاء للمنزل .. ألقت التحية على سها .. ثم توجهت لغرفتها .. أخذت حماما دافئا وغيرت ملابسها .. ارتدت قميص ابيض بأكمام طويلة وعليه جاكت بلا أكمام بلون أصفر مع تنوره تصل لتحت ركبتها بنفس لون الجاكت فردت شعرها على كتفيها وزينته بطوق أصفر .. أسرعت ناحية طاولة الغداء .. وبدأت تتناول غداءها .. كانت سها تجلس بجانبها فقالت مبتسمة : كيف كان يومك الدراسي ؟
    أجابت دعاء بعد إن أنهت اللقمة التي في فمها : ككل يوم .. لا يوجد فارق .. يبدأ بمشادة حديثية مع بثينة ورانيا .. ثم حصة اللغة العربية الرتيبة .. بعدها الفسحة .. وهكذا !
    ضحكت سها وقالت : منذ ان انتقلنا لهذه المنطقة وأنت تقولين ذلك ..
    دعاء : رغم إنه لم يمض إلا أسبوع ونصف !
    قالت سها بقليل من الجدية : بالمناسبة دعاء .. ألا يجب عليك أن تتوقفي عن الخروج من المدرسة كل يوم في الساعة الخامسة ؟؟
    قالت دعاء مبتسمة : كلا .. لا يجب ! أنا اريد توديع الشمس ..
    قالت سها بهدوء : لكن والداك لو علما ..
    قاطعتها دعاء قائلة وهي تنه : فليعلما .. انا لست مهتمة ..
    ثم توجهت لغرفتها مسرعة .. القت بنفسها فوق سريرها وتذكرت تلك الفتاة .. بينما قالت : يجب عليّ رؤيتها !
    ثم شرعت بحل واجباتها



    caO31674

  5. #4
    أعزائ بهذا ينتهي الجزء الأول ..

    أنتظر آراكم وانتقاداتكم ..


    تحياتي .. روح تشاد

  6. #5
    أهلن خيتو^^"..

    أسلوب رآئع وجميل...

    ابدعتي غلاتي..!

    يعطيك العـآفيه

    لي ع ـودة بـأذن الله لتعليق..لكن في وقت آخرredface

    مع خـآلـص آحترآمي كمـتـآبعه جديدهـ^~"..

    ....

  7. #6
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة றїss memo ♥~ مشاهدة المشاركة
    أهلن خيتو^^"..

    أسلوب رآئع وجميل...

    ابدعتي غلاتي..!

    يعطيك العـآفيه

    لي ع ـودة بـأذن الله لتعليق..لكن في وقت آخرredface

    مع خـآلـص آحترآمي كمـتـآبعه جديدهـ^~"..

    ....
    أشكرك أختي لزيارة قصتي وابداء رأيك .

    أنتظر عودتك مع انتقاداتك وملاحظاتك ..

    ولك أيضا أحرّ التحيات ..


    روح تشاد

  8. #7
    شكرا على القصة الحلوة انتظر الجزء الثاني

    goooodمع تحياتي لكgooood

    d571383ccbcb3e2cf80623d2c228534f

  9. #8
    مرحبا

    الأمل اليائس ! ... عنوان مثير .. وغريب !

    دعاء والملاك الحزين ... ما نوع القصة يا ترى؟؟؟

    أسلوبك تحسن كثيرا ... بل وكثيرا جدا ...
    ليس لدي تعليقات معينة ... فالقصة غير واضحة ولا زلنا بالبداية ..
    ولكني أشعر بشعور دعاء نفسه .. ملل وملل ...

    حاولي الانتباه على الأخطاء الإملائية .. لم تكن كثيرة ... ولكني لاحظت أنك تخلطين في وضعية الهمزة .. فتضعينها أسفل الألف في حين يجب أن تكون بالأعلى والعكس ...
    وهناك بعض الأحرف والأدوات تضعينها في المكان الخاطئ ...
    كوني أكثر انتباها فحسب

    بانتظار القادم

    تحياتي

  10. #9
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة kana 1999 مشاهدة المشاركة
    شكرا على القصة الحلوة انتظر الجزء الثاني

    goooodمع تحياتي لكgooood

    اشكرك اختي للاطراء ..

    ساضعه قريبا ..

    تحياتي ..

    روح تشاد

  11. #10
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة heroine مشاهدة المشاركة
    مرحبا

    الأمل اليائس ! ... عنوان مثير .. وغريب !

    دعاء والملاك الحزين ... ما نوع القصة يا ترى؟؟؟

    أسلوبك تحسن كثيرا ... بل وكثيرا جدا ...
    ليس لدي تعليقات معينة ... فالقصة غير واضحة ولا زلنا بالبداية ..
    ولكني أشعر بشعور دعاء نفسه .. ملل وملل ...

    حاولي الانتباه على الأخطاء الإملائية .. لم تكن كثيرة ... ولكني لاحظت أنك تخلطين في وضعية الهمزة .. فتضعينها أسفل الألف في حين يجب أن تكون بالأعلى والعكس ...
    وهناك بعض الأحرف والأدوات تضعينها في المكان الخاطئ ...
    كوني أكثر انتباها فحسب

    بانتظار القادم

    تحياتي
    مرحبا ..

    ستعلمين لاحقا لم تم اختيار عنوان " الامل اليائس " دون غيره ..
    لقد تعبت انا وصديقتي في ايجاد عنوان مناسب وكان هذا فضل اختيار اخترناه

    دراما عاطفي حزين !!

    اجل لا زلنا في البداية !
    لا تحاولي ان تشعري بالملل ونحن في اجازة!!

    سافعل ..

    قريبا


    تحياتي ..

    روح تشاد
    اخر تعديل كان بواسطة » روح تشاد في يوم » 20-06-2009 عند الساعة » 15:50

  12. #11

  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة °♥• lσzå •♥° مشاهدة المشاركة
    حجز ^^
    في الأنتظار

  14. #13
    kUF61181

    17.أكتوبر 2008 .. ما السر ؟؟

    طلبت مني سها ألا أخرج لكي أودع شمسي .. على أساس إن والداي قد يغضبا إذا علما بالأمر .. أنها لا تفهم إنهم يسمحون لي بفعل ما أراه مناسب .. سها تتصرف أحيانا بطريقة لا أفهمها.. لكني بصراحة أجد فيها صفات الأخت المحبة الرائعة.. أعتبرها كأختي الكبرى .. المهم عندما أنهيت حل واجباتي ومذاكرة دروسي ..توجهت مسرعة لوداع شمسي .. فقد أشارت الساعة للسادسة إلا ربع .. أصارحكم .. في ذلك اليوم لم يكن همي الوحيد أن أودع الشمس .. بل كنت أطوق لرؤية "[الملاك الحزين " أيضا إلا إن الأولوية للشمس طبعا .. ما إن اقتربت من البحر وهممت بالجلوس في صخرتي ... فاجأني جلوسها فوق الصخرة التي أعتدت أنا على الجلوس عليها .. بصراحة ضايقني الأمر نوعا ما .. فأنا أحب أن أرى الشمس من هذا المكان بالذات .. لكن ما باليد حيلة .. فأنا لن أستطيع أن أمرها بأن تنهض من فوقها .. فلم يعطني أحدا تصريحا على إنها ملكي !! لكن كان عندي فضول لأتعرف عليها .. ابتسمت وقلت " مرحبا مجددا" لم تعرني أي انتباه كانت تنظر للأفق البعيد جدا خلف البحر .. فقلت مجددا وأنا أنظر لحيث تنظر " أتعلمين .. أشعر بأن الشمس صديقة لي .. بنورها ذاك الرائع .. إنه يبعث دوما الأمل .. " قاطعتني بحدة من دون أن تنظر نحوي "الأمل .. الأمل ..أنتم دوما تتحدثون عن الأمل .. ما هو الأمل أصلا ؟؟ إنه شيء اخترعه بني آدم ليلهي نفسه به .. إنها حياتنا ولن تتغير .. الثري يظل ثري .. والفقير يظل فقير .. وكذلك الحال بالنسبة للشرير أو الطيب ..ما من شيء يغير الأحوال .. لا الأمل ..ولا غيره !" قلت في نفسي مندهشة ]طفلة بعمرها تقول كلام كهذا ؟! لابد إنها ذاقت من الحياة الأمرين]" ثم قلت لها مبتسمة " لا تقولي ذلك .. ما من شيء يستحق أن تفقدي الأمل .. أو بالأصح بحد تعبيرك .. ما من شيء يستحق أن تنفي وجود الأمل في الحياة " أطلقت ضحكة ساخرة قصيرة .. ثم قالت لي وقد نظرت نحوي " دعيني أسألك .. لِمَ هذا الاهتمام والدفاع – الذي لا أرى له داعِ - عن الأمل ؟؟ " جلست على الأرض بجانب الصخرة نظرت للشمس التي أوشكت فعلا على الغياب ثم قلت مبتسمة " تأملي الشمس وهي تغيب ثم سأجيب عن سؤالك لاحقا " وصمتنا لبرهة ونحن نظر لتلك الشمس الرائعة وهي تقبل زبد البحر لذي صار لونه برتقالي .. لقد كانت المرة الأولى التي أودع فيها الشمس برفقة أحدا ما .. ربما كانت تراقبني هي كل يوم .. لكني الآن فقط استشعرت وجودها .. اختفت الشمس خلف البحر لم يبقى إلا القليل من أشعتها البرتقالية المحمرة ..قالت بحدة استشعرت فيها قليلا من الهدوء ولو حاولت إخفاءه " أجيبي عن سؤالي الآن " فقلت لها وقد نهضت "اخبريني .. ما الذي شعرت به عند رؤية غروب الشمس ؟" استشعرت دهشتها تلك اللحظة إلا إنها كابرت قائلة " لا .. أنا لم استشعر شيء,, أجيبي عن سؤالي الأول أنت ثم اسألي " قلت لها وأنا أحرك رأسي نافية " إجابتي في حلك للسؤال" فجأة نظرت للشمس . ظهرت بعض علامات القلق عليها .. ثم قالت بحدة وهي تركض ذاهبة " لم أعد مهتمة لمعرفة الجواب " ثم غادرت .. أتعلمون هناك أسئلة جديدة تدور في خلدي .. لِم هي يائسة هكذا من حياتها ؟ بل لِم قلقت عندما رأت الشمس ؟ ما الذي دفعها للذهاب بسرعة هكذا ؟ .. آه يا رأسي أريد معرفة سر الملاك الحزين .."
    17. أكتوبر
    09:6 مساءا


    jN587563
    اخر تعديل كان بواسطة » روح تشاد في يوم » 23-06-2009 عند الساعة » 21:04

  15. #14
    jN587563

    أغلقت دعاء دفترها ووضعت رأسها عليه وقالت بتذمر : أريد أن أعرف ! لِم هي تعيسة هكذا !!
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    في الوقت ذاته ..

    في أحد الأحياء الفقيرة .. حيث كان الهدوء يخيم على طرقاته .. ويتسكع فيه أولئك المراهقون المنحرفون .. أو حتى أناس متشردين .. البعض منهم يتكئ على عمود النور ..وأطفال تخبئوا تحت ورق كرتوني .. وقطط سوداء تلاحق الفئران .. أو تتقافز فوق سقوف تلك البيوت الفقيرة .. وفي أحد تلك البيوت .. تلقت أحد الفتيات صفعة أسقطتها أرضا .. حاولت كبت دموعها ووقفت بوهن وهي تنظر للأرض واضعة كفها على خدها .. لم تكن تلك الفتاة إلا " الملاك الحزين " وقفت تنظر للأرض كابتة دموعها .. بينما صرخ فوقها ذاك الرجل الذي صفعها .. رجل في نهاية الخمسين أو منتصفها .. بدين ..وذو وجه بشع .. عينان جاحظتان يتقاذف منهما الشرر .. وأنف كبيرة في أسفلها شارب بني أشعث .. غير ملتحي .. أشعث الشعر .. يرتدي جاكت بني ..وبنطال اسود وحذاء متسخ اسود .. ثم قال بلهجة صارمة صارخة : لا أدري لم أنفق عليك مالا وأنت لا تعملين بضمير !!
    ردت عليه ساخرة: لم يطلب أحدا منك أن تدفع مالا .. ثم أستعمل ضميرك أنت ثم تحدث عن الضمير !!
    صفعها قائلا : أتتجرئين على الرد علي ؟ ثم تابع حديثه بصراخ أكبر : أنت لا تساعدين بشيء .. ثم ما هذا التأخير اليوم ؟؟ أريد أن أعرف أين تذهبين كل يوم في غيابي ؟؟
    لم ترد عليه بل حدقت في الأرض .. فقام بصفعها مرة أخرى غير إنها هذه المرة لم تسقط بل صمدت .. بينما قال هو : أجيبي أيتها المتكاسلة التي لا نفع منها ..
    تحدثت في تلك اللحظة امرأة يبدو الطيبة على وجهها ,, إنها في نهاية الأربعين .. فقالت متوسلة لذاك الرجل : أرجوك خالد .. لا تقسو على أمل .. إنها صغيرة دعها تخرج قليلا وتتنزه .. ثم – نظرت نحو أمل التي لا تزال واقفة أمامهما وابتسمت – إنها ليست بلا نفع .. إنها تساعديني في أعمال المنزل و..
    قاطعها خالد قائلا وهو يصرخ فوقها : أصمتي أنت .. من سمح لك بإبداء رأيك ؟ .. يكفي إنك تريدين تحميلي هذه المصيبة في منزلنا .. فليربها الشارع .. لست مهتما بها .. وإن كنت تريدين منها البقاء فعليها أن تدفع ثمن ما أعطيه إياها من مسكن ومطعم .. عليها أن تعمل ليل نهار في سوق العمل لتجلب لي المال .. أجل المال .. – قال جملته الأخيرة وقد ابتسم بطريق هستيرية مخيفة - ..
    ردت عليه السيدة – سمية – قائلة : أنت شخص أناني لا تهتم إلا بالمال .. لديك ثروة تخبئها في أماكن لا يعلمها إلا الله وحده .. و لا أدري لم تخبئيها ؟ تلك الأموال التي بيدك تجعلك من أثرياء هذا البلد .. ومع ذلك نطلب فقط الغذاء الجيد واللبس الحسن غير إنك تبخل حتى على هذا !!
    رد عليها صارخا : كيف تتحدثين عن ثروتي هكذا ؟؟ تلك الأموال لن أبددها في تفهات .. ألستم على قيد الحياة .. إنه شيء يكفي .. ثم انظري لديك منزل ولديك أيضا ..- نظر إلى أمل وقال ساخرا : ولديك خادمة تتفاخرين بها على صديقاتك !!
    ردت عليه : بالله عليك أتسمي هذه عيشة ؟؟ الموت أفضل منها !! ثم لا تنعت أمل بالخادمة !!
    لم يستحل السيد خالد فصعد ذاك الدرج قائلا بحدة : فلتموتوا إذن !!
    توجهت سمية نحو أمل ووضعت يدها بلطف على خدها وقالت بطيبة : أتأذيت حبيبتي ؟؟
    نفت برأسها لكنها لم تستحمل كبت الدموع اكثر فشرعت بالبكاء في حضن السيدة التي شعرت بأنها أمها .. تلك السيدة لتي لم تبخل يوما بإعطائها الحنان .. ثم قالت باكية : أرجوك لا داعي لأن تتشاجري معه بسببي . لا أستحق كل تلك الحماية منك ..
    ضمت سمية أمل إلى صدرها وقالت : كلا .. أنت مثل ابنتي التي لم أحظ يوما بها ..
    ثم دفعتها بلطف ونظرت لتلك العينان الباكيتان وقالت وهي تجفف دموعها : هيا حبيبتي اصعدي لغرفتك ونامي .. لا تشغلي بالك ..
    أومأت لها أمل مطيعة لكلماتها وتوجهت صاعدة لغرفتها ..كانت تخشى أن ترى السيد خالد لذا فقد مشت بهدوء .. وتوجهت للعلية المقفرة .. بلا شموع أو أي ضوء.. فخالد بخيل حتى في الضوء .. إنه يجعل منزله .. منزل من الزمن البدائي ! " هكذا علقت أمل دوما على المنزل ! " تمددت على الأرض بعد أن فرشت تحتها قطعة قماش رثة .. وبدأت تسمع أصوات شجار خالد وسمية .. فحاولت تجاهلها وشرعت بالتفكير حول ما قصدته دعاء عن الأمل .ولم ربط الشمس بالأمل .. لكنها قالت ساخرة : ما من وجود للأمل .. حتى أنا لا أستحق اسمي !!


    jN587563
    اخر تعديل كان بواسطة » روح تشاد في يوم » 23-06-2009 عند الساعة » 21:24

  16. #15
    [CENTER]jN587563


    - أمي أجيبيني أين هو فستاني القرمزي الجديد ؟ لقد تأخر الوقت !!

    في غرفة واسعة يبدو عليها الثراء .. والخادمات في كل زاوية منها .. نظرت بثينة نحو الخادمات وصرخت بهن قائلة : ما بكن .. ألم تسمعنني ؟؟ أذهبن لتسألن أمي عن فستاني إن الوقت قد تأخر !!
    جفلت الخادمتان اللتان نظرت لهن بثينة فأسرعن لتلبية طلبها .. وبعد قليل عادت إحداهن وهي تحمل فستانا قرمزيا رائعا .. أخذت بثينة الفستان منها بسرعة وتوجهت لتلبسه .. نظرت نحو المرآة لنفسها ودارت حول نفسها .. ابتسمت وقالت : أبدو رائعة فعلا ..
    كان الفستان مذهلا حقا .. إنه طويل .. ويوجد عند صدره قليل من الفرو الأبيض يحيط بساعديها .. وكذلك في أسفله فرو أبيض .. وفي منصف صدرها كانت هناك لؤلؤة بيضاء لامعة .. فتحت أحد الأدراج وتناولت منه حذاء قرمزي أيضا .. كان حذاء مصنوعا من الزجاج القرمزي الصلب .. مفتوح قليلا عند مقدمته ليظهر أصبع الإبهام والسبابة ..وكانت قد طلت أظافرها مطلية أيضا بلون قرمزي .. توجهت للمرآة أخرى .. ووضعت على وجهها قليل من المساحيق بلون قرمزي فاتح .. وزينت رقبته ببعض المجوهرات وضعت في أصابع يدها اليمنى خاتمان ..وفي اليسرى واحد .. وقليل من الأساور زينت بهام عمها .. دارت مجدا بعد إن انتهت من تزين نفسها .. ثم أخذت حقيبة قرمزية رائعة وخرجت مسرعة دون أن تعير الخادمات أية اعتبار ..
    توجهت مسرعة لامرأة تشبهها في كل شيء من ملامح وجهها .. سيدة في الثلاثينات من العمر .. ترتدي هي الأخرى فستان أبيض مزين بقليل من الجواهر كلاسيكي بعض الشيء إلا إنه فاتن ورائع .. قالت السيدة نوران – والدة بثينة - وقليل من الدهشة على تعبير وجهها : بثينة .. تبدين مذهلة ..
    - تبدوان مذهلتان ..
    التفت بثينة نحو المتحدث والذي كان شاب في الخامس والعشرين من العمر .. له شعر أسود ..وعينان عسليتان وبشرة قمحية .. ويرتدي بذلة رسمية بيضاء .. فقالت بثينة بسعادة : هل أعجبتك فعلا نبيل ؟
    أجابها نبيل وهو ينظر إليها : بالطبع .. أنت رائعة جدا ..
    أجابته مبتسمة : أشكرك .. ثم نظرت للساعة وقالت متعجلة : هيا لقد تأخرنا جدا .. إنها التاسعة والربع ..
    قالت السيدة نوران وهي تتجه للخارج : هيا إذن للسيارة فلا داعي أن نجعل العروس تنتظر ..
    تبعها بثينة ونبيل بينما قال نبيل مبتسما : أمي .. لا داعي لأن تناديها عروس .. إنها الخطوبة فقط !!
    ضحكت نوران وهي تقول : ومع ذلك قريبا ستصبح عروس .. ثم دخلوا جميعا السيارة حيث كان هناك رجلا في الأربعين من عمره ومتأنقا هو الآخر .. وقال لنبيل وهم جميعا في تلك السيارة الفاخرة حيث يسوقها أحد السائقين : إنه يومك يا بني .. أنا فخور بك ..
    قال نبيل مبتسما : أشكرك أبي ..
    قالت بثينة بسعادة بالغة : آه بل يومي أنا أيضا !!
    أجابها نبيل متعجبا غير أن الابتسامة لم تفارقه : ولِم ؟
    أجابتها : لأنني ورانيا سنصبح أقارب اليوم !!
    فضحك الجميع ..


    jN587563

    وعندما وصلوا للمنزل المقصود – بيت رانيا – دخلوا جميعا بعد إن انحنى لهم الخدم .. وكانت باستقبالهما امرأة شابة بعمر السيدة نوران حيت العائلة كاملة ودعتهم للداخل حيث كان هناك رانيا ووالدها .. رانيا ترتدي فستانا زهري اللون يشبه فستان بثينة .. بل حتى المجوهرات متشابهات .. فقد اتفقنّ على ذلك ..
    حيا الجميع بعضهم البعض ثم جلسوا على الأرائك يتجاذبون أطراف الحديث بينما أمسكت رانيا يد بثينة وقالت لها هامسة : تعالي لتري ريان ..
    فقالت لها بثينة : وهل تجهزت ؟
    أومأت لها رانيا إيجابا ثم صعدا لأحد الغرف .. طرقت رانيا الباب بهدوء .. فرد عليهما صوت أنثوي رقيق قائلا : تفضل ..
    فتحتا الباب لتشاهدا تلك الشابة التي تبلغ من العمر سبعة عشر .. فتاة بارعة الجمال .. لها شعر أشقر مسرّح بطريقة أنيقة .. وعينان خضراوان .. شديدة البياض وترتدي فستانا أبيض لامعا بلا أكمام ..وتضع على ساعديها وشاح من الفرو ..وترتدي قفازات بيضاء طويلة ..وحذاء أبيض كلون الفستان .. كانت ريان – أخت رانيا – تدور بقلق في الغرفة .. وعندما رأت بثينة قالت بخوف : هل وصل ؟
    أجابتها رانيا مبتسمة : أجل ..
    فقالت رانيا بخوف يشوبه الحزن : كلا .. كلا .. لِم لا تحدث معجزة الآن ؟!!
    أجابتها رانيا بعد إن أقفلت الباب : كفي عن ذلك هيا .. ما الذي سيحصل مثلا ؟!!
    بينما تابعت بثينة قائلة بمرح : نبيل شاب شهم .. وستعيشين معه حياة الأميرات !!
    أجابتها ريان بحزن بعد إن جلست : لكني لا زلت صغيرة وهو يكبرني بثمان سنين .. كيف سنعيش معا ؟؟ آه أنا لا أريد هذه الخطوبة .. لا أريدها أن تتم !!
    ثم شرعت بالبكاء .. نظرت رانيا لبثينة فتوجهت تلك الأخيرة إلى مكان ريان .. وقالت لها بهدوء : أؤكد لك .. نبيل يحبك .. ولن يعاملك على إنك أصغر منه .. بل لن تشعري معه حتى بفارق السن ..وسيجعلك تعيشين سنك ..مثلك مثل بقية صديقاتك .. بل إنه سيعرض عليك أن تحددي وقت الزواج أنت ..
    أجابتها ريان وهي لا تزال تبكي : لكني لا أريد .. لا أريد !!
    اقتربت رانيا منهما وقالت وهي تنظر لشقيقتها الكبرى بلطف : لن تجدي أفضل من نبيل طيبة ..
    أجابتها ريان وقد كففت عن دموعها : لو كان طيبا فليدعني ..
    جثت بثينة على ركبتيها ووضعت ساعديها على فخذي ريان وقالت لها مبتسمة : لو الأمر بيده لنفذ رغبتك وعاملك على إنك أخته .. فهو يحبك ومستعد لأن يضحي بأي شيء لسعادتك .. ولكن .. أنت تعلمين الآباء كيف هم .. ومع ذلك سيحاول أن يجعلك سعيدة بأي طريقة .. حاولي أن تفهميه وتساعديه ..
    جففت ريان دموعها بمنديل أبيض وقالت وهي تبتسم لبثينة : أنا لا أكره أخيك .. على العكس أحترمه جدا وأحترم شهامته .. لكن .. ثم نظرت للطاولة التي على يمينها وقالت : أنا لا أريد أن أتزوج .. لا زلت صغيرة على الزواج ..
    قالت رانيا بهدوء : أختي .. كل شيء سيجري على ما يرام .. ثقي بذلك ..
    طرقت في تلك اللحظة الباب والدة رانيا وريان – السيدة نادية – فقالت لها ريان : تفضل ..
    فدخلت السيدة نادية ونظرت لأبنتها ريان وقالت : هل أنت جاهزة .. الخطيب ينتظر ..
    نظرت ريان بحزن لوالدتها بينما قالت نادية : هيا ريان .. كل شيء سيجري على ما يرام ,, لا تفكري بأنك صغيرة .. هيا ..
    نظرت ريان ناحية بثينة ورانيا اللتان وقفتا بجانبها وابتسمتا لتشجعاها .. فنهضت متثاقلة .. فأمسكت رانيا يدها .. ثم انحنت ريان لتحتضن أختها التي حاولت فهما .. وحضنت أيضا بثينة التي كذلك هي الأخرى حاولت أن تفهمها .. فابتسمت نادية وقالت محاولة المزاح : هيا أنتم تجعلون الأمر وكأنك ستذهبين لعالم آخر !!
    مشت بثينة ناحية أمها وقالت بصوت منخفض : هو كذلك أمي ..
    ثم مشت ريان ونادية جنبا لجنب .. أما رانيا وبثينة فمشتا خلفهما ..
    كانت ريان تمشي وهي تنظر للأرض .. أما نادية فكانت ترفع رأسها مبتسمة .. وبثينة ورانيا .. حاولتا أن تبتسما تشجيعا لريان ..


    jN587563

    وعندما وصلت للغرفة الكبيرة التي كان يجلس فيها نبيل ووالديه والسيد حزام –والد ريان ورانيا – وقف نبيل وهو ينظر لريان مبتسما .. وكذلك وقف البقية تحية لريان .. فهم كما يصفونه وإن كانت لا توافقهما .. يومها الذي تسعد فيه ..
    ابتعدت نادية عن ريان وجلست بينما ظل نبيل واقفا ينظر لريان مبتسما بهدوء.. بينما قلبه كان مستشعرا حزنها ..
    قالت السيدة نوران : آه ريان .. أنت كالقمر فعلا ..
    فقالت ريان بصوت منخفض وهي لا تزال خافضة رأسها وواقفة : أشكرك خالتي .. جلس الجميع باستثناء نبيل وريان ورانيا وبثينة .. أقترب نبيل من ريان .. فاشتدت خفقان قلب تلك الأخيرة ..وشعرت بالحرارة .. واكتسى وجهها بلون الأحمر ..
    قال لها نبيل مبتسما : أهلا بك .. ثم همس لها في أذنها كلمات لم يسمعها غيرها فقد قال : أرجوك تماسكي ..
    ثم قال بصوت مسموع ويرسم على خديه ابتسامة محاولا المزاح : أجلسي .. لِم أنتِ واقفة .. هيا هيا أجلسي إنه بيتك فلا داعي أن أضايفك أنا ..
    فجلست بناءا على رغبته ولم ترفع رأسها للآن .. وجلست قبالتها بثينة ورانيا ..بينما جلس نبيل على يمين ريان في أريكة لوحده .. وجلست نادية على يسارها .. وزوجها بجانبها .. وأمامهما نوران والسيد سمير –والد بثينة ونبيل –
    تم الاتفاق على الخطبة .. فقد وافقت ريان مجبرة من داخلها . فهي غير مقتنعة بعد ..
    جاء أحد الخدم يحمل بين يديه وسادة حمراء موضوع فوقهما خاتمان للخطوبة فقط .. ووضعهما على المنضدة التي تتوسط المجموعة .. فالت السيدة نوران : هيا نبيل .. قم وألبس ريان خاتم الخطوبة ولنبدأ الحفلة .. كانت ريان في تلك اللحظة تريد أن تبكي من شدة حزنها .. نهض نبيل نحو أحد الخاتمان وأخذهما .. ثم توجه لريان التي وقفت .. ابتسم كل من في الغرفة عدا ريان .. أما نبيل فقد حاول أن يبتسم إرضاء للجميع .. بينما كان قلبه حزين لحزن ريان .. قال هامسا : يدك ريان ..
    أعطته يدها بعد تردد .. ثم قام بتلبيسها الخاتم بصمت .. ثم قال مبتسما : سيكون كل شيء رائعا ..
    فقالت نادية : بالطبع بني .. هيا ريان ..حان دورك لتلبسيه خاتمه ..
    أخذت الخاتم الثاني من فوق الطاولة بهدوء ..ولم تتحدث أبدا ناولها نبيل يده بهدوء أيضا .. ألبسته الخاتم بسرعة فهي كانت تريد أن تتخلص من هذه اللحظة بسرعة .. وما إن انتهت تلك اللحظة حتى وقف الجميع وصفقوا .. بينما قال السيد : فلتبدأ الحفلة .. ابتعد نبيل قليلا عن ريان وتوجه لوالدته كي يقبل رأسها وتهنئيه .. وكذلك فعل والده .. وبارك الجميع لبعضهما .. توجه الجميع عدا ريان ونبيل لقاعة في المنزل أيضا .. حيث تمت الخطوبة بين أفراد الأسرة فقط بناءا على شرط ريان ثم اتجهوا للقاعة حيث يبدأ بقية المدعوين بالحضور .. الأقارب والأصدقاء .. أرادت ريان أن تصعد لغرفتها .. لكن نبيل قال لها متسائلا : إلى أين ؟
    أجابته بصوت هادئ يشوبه الحزن : لست معتادة على حضور حفلة لا أرغب بحضورها ..
    فأجابها مبتسما : لكنها حفلة مقامة على شرفك ..
    لم تجبه وهمت بالخروج من الغرفة عازمة على الذهاب غرفتها .. لكنها أستوقفها ممسكا يدها وقال بلطف : أعلم إنك لا ترغبين بهذا .. وأنا لست أجبرك .. أريدك أن تعيشي مثلما تريدين أيضا .. لكن الحياة ليست بيدي لأسيرها حسب رغبتك .. ما بيدي قليل .. سأهبك الحياة السعيدة .. برفقتي .. إنه الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله .. .. ثم حدق فيها مليا وأكمل كلامه : سأظل كما عرفتني .. صديقك .. والآن هيا بنا للحفلة ..والديك سيغضبان منك .. كما إنه ليس من اللائق أن لا تحضري حفلة جاء الجميع فيها لأجلك .. نظرت له ريان وقد اقتنعت قليلا بشأن أن تحضر الحفلة .. فذهبت معه وهو يمسك يدها بلطف ..
    فنبيل قد كان بالنسبة لها مثل أخيها الأكبر .. لطالما استشارته في مشكلاتها .. ولطالما ساعدها في معظمها .. كان عونا لها في أي وقت .. لكنها لم تتمنى يوما .. أن تصبح متزوجة .. وتجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ..
    .
    .
    .
    .
    .

    jN587563

  17. #16
    شكراااااااااااااااااااااااااا اعجبني المقطع

    الاخير محزن و هو جزء من شعاري في

    التوقيع او بالأحرى نصف شعاري هههه

    وتجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ..

  18. #17
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة kana 1999 مشاهدة المشاركة
    شكراااااااااااااااااااااااااا اعجبني المقطع

    الاخير محزن و هو جزء من شعاري في

    التوقيع او بالأحرى نصف شعاري هههه

    وتجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ..
    أشكرك .. ويسعدني إنه اعجبك ..

    تحياتي ..

    روح تشاد

  19. #18
    السلام عليكم
    في الحقيقة بعد انتهاء الاختبارات تفرغت للمنتدى
    وقد شدني شيء غريب في العنوان (الامل اليائس قصة ملاك حزين )
    المهم القصة غايه في الروعة
    والاسلوب رائع جدا
    اتمنى ان تقبليني من متابعي قصتك
    واتمنى ان تكمليها بأقرب وقت
    ودمت بحفظ الله
    ecc859563f2a29fb5942f6ab5a9ff0c4

  20. #19
    شكرا على التكملة الرائعة

    انا بإنتظار جديدك
    5825b2b6fe7fe0f915b4459a2510799a
    و ينقصنا تلك الفتآة , لتكمل شلتنا XD , نآي = me embarrassed
    eb448f5a960cb2cef9fce174a5399e24
    It's time to forget about the past

  21. #20
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة لحـــن الحـياة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    في الحقيقة بعد انتهاء الاختبارات تفرغت للمنتدى
    وقد شدني شيء غريب في العنوان (الامل اليائس قصة ملاك حزين )
    المهم القصة غايه في الروعة
    والاسلوب رائع جدا
    اتمنى ان تقبليني من متابعي قصتك
    واتمنى ان تكمليها بأقرب وقت
    ودمت بحفظ الله
    أهلا بك أختي ..

    أشكرك جدا للاطراء ..

    باذن الله ..

    تحياتي ..

    روح تشاد

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter