بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ريض يا الطارش
طرق الباب مسرعاً بخطوات ثابته ليلحق بركب المسافرين
فسمع صوتاً رقيقاً ينادي من وراء الباب
فما كان من مراسلنا إلا التوقف لينقل ما سمعه إلينا
,,
كلمات النشيد
ريض يالطارش يالمعنا=خط بكتابك ابترحيبه
لو سرى بك ليلك أو جنى=بالدجى في الليل تسري به
وان سأل عنا له المنا=قل على ما كنت تدريبه
مدعيكم غايب ن عنا=و الحكم ميوز في الغيبه
ينبغي لانسان يتأنى=و يحكم باحكام ن امصيبه
لا تحسب الحيف ذامنا=النصف ناخذ و نعطي به
سو جميل و بلغه عنا=بالسلام و ألف ترحيبه
بلغ المهموم ما تهنى=ساهر ليله يهاذيبه
يشغله بالفكر و الظنة =مكر وسواس و الاعبيه
حزن في قلبه مخفنه =دون ناس خايف تعيبه
قول له اللي له المنة =عالم بالجهر و الغيبة
يعلم بحالك و لكنه =يختبر عبده بالمصيبة
من بغى مثواه للجنة =ما رضى بالنفس التعيبة
حد كل حيلته يتمنى =وحد حلمه بايده اييبه
و اللي يقول يا رب آمنا =ما يعرف الياس و الريبة
زاده القرآن و السنة =و اندعاه الداعي يجيبه
طارشي ان ييت قول انه =على العهد و الوعد نوفيبه
,,
المعاني:
ريض يا الطارش يا المعنى ... خط بكتابك بترحيبه
ايها المراسل الطيب الذي يتعب ويسير الأيام والليالي ناقلاً قلوب الناس بعضها لبعض
مهلاً بارك الله بك وتعال خذ القلم واكتب رسالة لكل الأنفس كافةً رسالة ابدأها بالترحيب والسلام والكلام الطيب
لو سرى بك ليلك و جنَّى ... بالدجى في الليل تسري به
انقل تلك الرسالة حتى ولو أسدل الليل ستاره وظهر القمــر في كبد السماء
وازداد العالم من حولك ظلمةً وسواد فلا تتساهل في إيصالها
وإن سأل عنَّا له المنه ... قل على ما كنت تدري به
عند وصولك إليهم فلا بد من كلمات تترجمها ألسنتهم لك
فاخبرهم أننا ما زلنا باقين بفضل الله وكرمه على الصفات الطيبة التي عرفنا بها عندهم
ولم يتغير منا شئ فنحن كما نحن حتى اليقين
مدعيكم غايبٍ عنا ... و الحكم ما ايوز في الغيبه
طرف في الشمال وطرف في اليمين
طرف غائب وطرف حاضر
لتحكم حكم صائب اسمع لكلا الطريفين ولا تحكم في غياب احدهما دون سؤاله والفهم منه
فان فعلت فسيكون حكمك ظالم لا عدل فيه
ينبغي الانسان يتأني ... و يحكم بأحكامٍ مُصيبة
الإنسان ذو بصيرة قاصرة
فان أراد إطلاق الأحكام فعليه أن يتأنى ويتمهل ويفكر بروية قبل إطلاقها على الآخرين
لان الكلمــة إذا خرجت أصبح الإنسان مرهون بها
فالتأني طريق للأحكام الصحيحة
لا تِحَسب الحيف ذا مِنَّا... النَصف ناخذ و نعطيبه
لا تظن إن الظلم صفة فينا بل نحب الإنصاف والعدل فتلك قريبة إلينا
سَوْ يميل و بلِغَهْ عنَّا ... بالسلام و ألف ترحيبه
يا مرسال اصنع لنا معروفاً وبلغ باسمنا لهم السلام والف ترحيب
بلغ المهموم ما تهنى ... ساهرٍ ليله يهاذي به
بلغ من أسهرته الهموم وأبعدت النوم عن نفسه الطيبة
وجعلته يهذي ليله الطويل بها
يشغله بالفكر و الظن ... مكر وسواسٍ و ألاعبيه
إطالة التفكير بالهموم وشغل النفس بها وإدامة النظر فيها
تجد طريق للشيطان فيتلاعب بمكر في فكر الإنسان وعقله فيكثر
ظهور الظنون السيئة والوساوس التي لا خير فيها
حزن في قلبه مخفنه ... دون ناس خايف تعيبه
يخفي حزنه وهمه عن الناس ساكناً خلف جدار قلبه لا يعلم بها احد سوى خالقه جلّ في علاه ولا يخبر به احد مخافة العيب والمذمة
قول له اللي له المنه ... عالم بالجهر و الغيبه
اخبر هذا المهموم إن رب العزة والجلال من له المنة والفضل في وجودنا في هذه الحياة الدنيا يعلم بالجهر والخفية
يعلم بحالك و لكنه ... يختبر عبده بالمصيبه
يعلم الله عزوجل بالهموم التي في قلبك
ويعلم سبحانه ما تتمنى ويعلم ما ترغب
لكنه جلّ في علاه يمتحنك ويختبرك بالابتلاء
عوناً لك ورحمة
من بغى مثواه للجنة ... ما رضى بالنفس التعيبه
من يريد الجنة مثوى له فعليه ان يكون ذو همة عالية تنغمس في طاعات الله عزوجل ولا يشعر بتعب لان السلعة غالية ولا يرضى لنفسه عيبا في جنب الله عزوجل
حد كل حيلته يتمنى ... و حد حلمه بيده اييبه
ولا يكون كمن لا حيلة له سوى يتمنى ان يصبح كذا وكذا وهو ساكن في مكانه
لكن الصحيح من يتمنى ويبذل الجهد ليحقق ما يريد بيديه ونفسه
و اللي يقول يا رب آمنا ... ما يِعَرف الياس و الريبه
قلب المؤمن المعلق بربه الواثق من خالقه محسن الظن برب العالمين
يعيش حياته لا يعرف فيها طريق اليأس ولاالخوف ولا الشك
زاده القرءان و السنه ... و إن دعاه الداعي يجيبه
زاده في حياته كتاب ربه المنزل وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
وان دعي الى خير يحبه رب العباد سابق اليه دون تأخير
طارشي ان ييت قول انا ... على العهد و الوعد نوفي به
ايها المرسال ان وجدتهم اخبرهم اننا باقون على العهد والوفاء به
للتحميل
مخرج:
رأيت الناس يذم بعضهم بعضا، ويغتاب بعضهم بعضا، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى :
{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الزخرف:32]
فعلمت أن القسمة كانت من الله في الأزل، فما حسدت أحدا، ورضيت بقسمة الله تعالى.
[حاتم الأصم]
المفضلات