بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد يتسائل الكثير عن ماهية الآفة التي سأتكلم عنها بل و قد يستهين الكثير من الناس إن لم يكن كلهم
بهذه الآفة التي انتشرت كما تنتشر النار في الهشيم
تلك أيام الجاهلية كانت تعد منقصة في الرجل فمابالك بها في الإسلام و قد حرمت ؟!
إنها
الكذب
يطرأ علي في كتابتي لهذا الموضوع حادثة أبو سفيان - رضي الله عنه - مع ملك الروم قبل إسلامه
حين أراد ملك الروم معرفة حقيقة النبي المرسل لدى العرب
ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما نقلا عن أبي سفيان رضي الله عنه بعد إسلامه أن هرقل سأل التجار أيكم أقرب نسبا لهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟
فقال أبو سفيان: أنا أقربهم نسبا إليه.
فقال هرقل: أدنوه مني، وقربوا أصحابه، فاجعلوهم عند ظهره.
أي جعل أبا سفيان واقفا ووراءه مجموعة من أصحابه، ثم قال لترجمانه:
قل لهم إني سائل- يعني أبا سفيان- فإن كذبني فكذبوه.
هرقل يريد أن يعرف بجدية كل شيء عن هذا النبي، فسأل أقرب الناس إليه نسبا، ليكون على معرفة تامة به، وفي نفس الوقت جعل وراء أبي سفيان مجموعة التجار الآخرين كحكام على صدقه،
و لكن الكذب لم يكن ليحصل من الأصل فالعرب حتى في أيام الجاهلية كانت تستنكر صفة الكذب هذه، وتعتبرها نوعًا من الضعف غير المقبول، و النقيصة في الرجل
حتى أن أبا سفيان كان يقول تعليقا على كلمة هرقل هذه:
فوالله لولا الحياء من أن يأثر أصحابي عني الكذب لكذبته حين سألني عنه ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته.
فهو في هذه اللحظة مع أنه يكره الرسول صلى الله عليه وسلم كراهية شديدة، إلا أنه لا يستطيع أن يكذب على محمد - صلى الله عليه وسلم - كي لا يعدها أصحابه الذين معه منقصة في شخصيته
الكذب قبل أن يكون محرماً في الإسلام كان خلقاً غير مقبولٍ عند العرب في الجاهلية
أتمنى أن نعيش حياة دون كذب و هذه نصيحة أرسلها لجميع البشر
شكراً لقرائتكم موضوعي البسيط
Pathetique
المفضلات