السلام عليك يا أبا عبد الله وهذا شعر لك
فِــداءٌ لَمثـــواكَ مِـن مَضْجَع ------- تَنَــوَّرَ بــالأبلَــــج الأروَعِ
بـأعبِقَ مــن نَفحـاتِ الجِنـا نِ ------- رَوحاً ، ومــن مِسكِها أضــوع
ورَعياً ليومِكَ يــومِ « الطُـفوف ------- وسَقيـاً لأرضِكَ مِـــن مَصْـرَع
وحُزنـاً عليك بــحَبْسِ النُفـوسِ------- علـى نـهجِــكَ النِّيِّـرِ المَهْيَـع
وصَوتاً لمجدِكَ مِـنْ أنْ يُذالَ بـما ------- أنــتَ تــأبـاهُ مِـن مُبـــدَع
فيـا أيُّهــا الوِتـْرُ فـي الخالِدينَ -------فَـذّاً ، إلى الآنَ لـم يُشــْفَــع
ويـا عِظَـةَ الطـامحينَ العِظـامِ ------- لِلاهيـــنَ عـن غَـدِهـمْ قـُنَّـع
تغـالــيتَ مِـن مُفْزِع للحتُـوفِ ------- وبُـورك قبــرُكَ مِــن مَفْــزَع
تلـوذ الـدّهـور فمـنْ سُـجَّـد ------- علــى جـانبـيــه ومـن رُكَّـع
شَممـتُ ثـَراكَ فـهبَّ النسيــمُ ------- نسيـمُ الكـــرامـةِ مِـن بَلقـع
وعفَّــرتُ خـدّي بحيثُ استرا حَ ------- خـدٌّ تفـــرَّى ولـمْ يَضـــرَع
وحيـث سنـابـك خيلِ الطُـغا ةِ ------- جـالــتْ عليـهِ ولـم يَخــشـع
وخِلْتُ وقـد طــارتِ الذكريـات ------- بـرُوحـي إلـــى عـالمٍ أرفَـع
وطُفْتُ بقبــرِكَ طـوفَ الخَيـالِ ------- بصـومعــةِ المُلْهِـمِ المُبْـــدع
كأنَّ يــداً مـن وراءِ الضـريحِ ------- حمــراءَ « مَبْتُـورةَ الإِصــْبَـع
تَمُـدُّ إلـى عـالـمٍ بـالخُنـو عِ ------- والضيـــمِ ذي شَـرَقٍ مُتْــرَع
تَخبَّــطَ فـي غـابـةٍ أطبَقَـت ------- علـى مُـذئِبٍ منـه أو مُسْبــِـع
لِتُبــدِلَ منـه جديـبَ الضميـر ------- بـــآخَـرَ مُعشَـوشِبٍ مُمــرِع
وتدفــعَ هـذي النفوسَ الصِغا رَ ------- خـوفـاً إلـى حَـــرَمٍ أمـنَـع
تعـالـيتَ مِـن صـاعِــقٍ يلتظي ------- فـإنْ تَـــدْجُ داجيــةٌ يَلمــع
تــأرّمُ حِقـداً علـى الصاعقـاتِ ------- لـم تُنْءِ ضيــراً ولـم تَنْفَـــع
ولم تَبْــذُرِ الحَـبَّ إثـرَ الهشيـمِ ------- وقـد حـرّقَتــهُ ولــمْ تَــزرعِ
ولم تُخلِ أبـراجَهـا فـي السمـاءِ ------- ولـم تـأتِ أرضـاً ولـم تـُدقِــع
ولم تَقْطَــعِ الشَـرَّ مِـن جِـذْمِـهِ ------- وغِـلَّ الضمـائـــرِ لـم تَنْـزع
ولـم تَصْـدِمِ النـاسَ فيمـا هُــمُ -------عليـهِ مـــن الخُلُـقِ الأوضَـع
تعـاليــتَ مـن « فَـلَك » قُطْرهُ ------- يـــدورُ علـى المِحـوَرِ الأوسع
فيـا بــنّ « البتولِ » وحَسْبي بها------- ضَمـانـاً علـى كــل مـا أدَّعي
ويابـنَ التــي لـم يَضَـعْ مِثلُهـا ------- كمِثلِــكَ حَـملاً ولـم تـرضـع
ويـابـنَ البطيـــنِ بـلا بِطنـةٍ -------ويابـن الفتـى الحــاسـرِ الأنْزَع
ويـا غُصْنَ « هــاشِمَ » لم ينفَتِحْ------- بــأزهـرَ مـنـكَ ولـم يفــرعِ
ويــا واصِلاً مِن نشيِد « الخُلـود------- » خِتــامَ القصيـدةِ بـالمطلــع
يسيــر الـورى بركـاب الزمـا نِ -------مِـن مُستقيـــمٍ ومـن أظلـع
وأنــتَ تُسيَّــرُ ركْـبَ الخلـو دِ -------مـا تستَجِــــدّ لــه يَتْبَــع
تَمثَّلـتُ « يـومَـكَ » فـي خاطري ------- وردَّدت « صـوتَكَ » فـي مَسمعي
ومَحَّصـتُ أمـرَكَ لـم « اُرتَهـبْ » ------- بنقـلِ « الـرُّواة » ولـم اُخـدَع
وقـلـتُ : لعــلَّ دويَّ السِنيـن ------- بـأصـداءِ حــادِثِــكَ المُفْجِــع
وما رتَّـلَ المُخلِصـونَ الـدُّعا ةُ -------مِن « مُرسـلِينَ » ومـن « سُجَّـع »
ومِـنْ « ناثراتٍ » عليكَ المـساءَ ------- والصُبْحَ بـالشَعْــرِ والأدمـــُـع
لعــلَّ السيـاسـةَ فيمـا جَنَـتْ -------علـى لاصــِقٍ بــكَ أو مُـدَّعـي
وتشـريـدَهـا كلَّ مَـنْ يـدَّلي ------- بحبـلٍ لأهلِيـــكَ أو مَــقطـــع
لعلَّ لِـذاكَ و« كـونِ » الشَّـجيِّ ------- وَلُــوعــاً بكـلِّ شَــجٍ مُـولِـع
يداً في اصطباغِ حديثِ «الحُسين»------- بلــونٍ اُريــدَ لـهُ مــــمتِـع
وكـانـتْ ولمَّـا تَـزَل بَـرْزَةً ------- يـدُ الـواثــقِ المُلْجَــأ الألمـعـي
صَناعـاً متـى ما تُـرِدْ خُطَّـةً ------- وكيفَ ، ومهمـاً تُــرِدْ تَـصـنــع
ولمَّا أَزَحْـتُ طِلاءَ « القُـرونِ » ------- وسِتْــرَ الخِـداع عــنِ المَخْـدع
اُريـدُ « الحقيقـةَ » في ذاتِها ------- بغيــــرِ الطبيعـةِ لــم تُطــْبَـع
وجـدتُكَ في صُـورةٍ لـم اُرَعْ ------- بـــأعظـــمَ منهــا ولا أرْوَع
وماذا ! أاروُع مِنْ أن يكـو نَ ------- لــحمُكَ وَقْفـاً علـى المِبْضَـــع
وأنْ تَتّقي ـ دُون مـا تـرتأي ------- ضميــرَكَ بــالأسَـلِ الشُــرَّع
وأنْ تُطْعِـم الموتَ خيـرَ البنينَ -------مِـنَ « الأكهلينَ » إلـى الرُّضَّــع
وخيـرَ بني « الأمِّ » مِن هاشمٍ------- وخيـرَ بني « الأب » مِـن تُبَّــع
وخيـرَ الصِّحاب بخيرِ الصدو رِ -------، كـــانـوا وِقـــاءكَ ، والأذْرع
وقـدَّسْتُ « ذكراكَ » لم أنتحِـلْ------- ثِيـــابَ التُقــاةِ ولــــم أدَّعِ
تَقَحمْتَ صدري وريبُ «الشُكـوكِ»------- يَـضِجُّ بجـدارنـهِ « الأرْبَع »
ورانَ سَحابٌ صـَفيـقُ الحجـاب ------- علـيَّ مـن القَلَـقِ المُفـزِع
وهبَّـتْ ريـاحٌ مــن الطّيبـات------- و«الطبيــنَ» ولـم يُقْشَــعِ
إذا ما تـزحـزحَ عـن مَـوضعٍ------- تـأبَّى وعـادَ إلـى مَـوضـع
وجازَ بيَ الشكُّ فيما معَ «الجدودِ»------- الـى الشـــكِّ فيمـا مـعي
الـى أن أقمتَ عليــه الـدليلَ ------- مـن « مَبـدأ » بـدمٍ مُشْبَـعِ
فـأسلَـمَ طَـوعـاً إلـيك القِياد------- وأعطاكَ إذعـانـةَ الـمُهْطِـع
فَنَـوَّرْتَ مـا أظْلَمَّ مِـن فِكرتي------- وقوَّمْتَ مـا أعوجَّ مِن أضلُعـي
وآمـنتُ إيمـانَ مَـن لا يَـرى------- سِوى(العقلِ) في الشكِّ مِن مَرْجِع
بـأنَّ ( الإباء )، ووحيَ السماء ------- ، وفـيضَ النبـوَّةِ ، مِن مَنْبـع
تجمَّـعُ فـي (جـوهرٍ) خالصٍ------- تَنَـزَّه عـن (عَرَضِ) المَطْــمَعِ
السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
المفضلات