بسم الله الرحمن الرحيم ..
دائما ً ما أفكر في كتابة شيء ما .. موضوع ما.. لكني ولأني أنا .. أزيح الفكرة نهائيا ً من عقلي وجوارحي..
لـكني بالأمس فقط .. عزمت أن أكتب شيئا ً ما..
رغم شبه اعتزالي مكسات .. لكني قررت أن يكون موضوعي الأول من فترة فيه.. فهو من آواني كل تلك السنين
وبفضله... انسوا الأمر ..
يـظن البعض أن كسر القوانين واجتياز الحدود هو تحصيل الحرية..
ككناري صغير ضعيف الجناح .. حُبس في قفص في غرفة اختنقت ذئابا ً ، صقورا ً وصياد وبندقية.
وهو يعمل جاهدا ً للخروج من ذلك القفص... من ذلك "السجن".
أوجه كلامي في الـ"شيء ما" الذي أكتبه.. إلى المجتمع المسلم.. المتأفف من الحدود المشروعة ومن كون الحرام حراما ً..
فكأن يطالب أحدهم بإحلال القتل..
وآخر أن يؤذن له بالزنا ..
وثالث أن يسرق دون عقاب..
تخيل معي .. ساحة واسعة خالية آمنة .. تتوسطها حفرة عميقة خطيرة .. تعرج الروح إلى خالقها إن نزلت بها ..
فوضع رجال الأمن .. أو المكترثين للأمر .. سلاسل حول هذه المنطقة وأحاطوها بسياج عال يمنع الوقوع وإشارات تحذير تحظر الاقتراب..
ويصر متعجرف ما .. أن يمرّ من هذه المنطقة .. بحجة انه حر .. وعليه فباستطاعته أن يفعل ما يشاء ..
وإن مر بعد عناد واجتهاد ورفض ذلك القيد الذي يمنعه من ممارسة حريته.. فيا رب سلّم واعف عن تلك الروح وثبتها عند سؤال الملكين.
إذا ً.. مواضع معينة.. قد تكون تلك القيود هي قيود الحرية.. ما قيدتك إلا لتكسبك الحرية.. لا أن تغرق في بحر لا يعلم ماهيته إلا الله..
فإن تعديت حدود الله بداعي الحرية فأنت تقلل من حريتك..
فالحدود واضحة موضحة في سنته الطاهرة صلوات الله عليه وسلم.. وكتاب الله المحفوظ..
فمن قتل، زنى، سرق أو أي كان متعديا الحدود الربانية المقامة فقد أسقطت نفسه بتلك الحفرة..
فلا داعي أن نتأفف - كمسلمين – من تحريم الزنا مثلا ً.. فبهذه الحالة نحن لسنا أحرارا كما ندعي .. إنما نحن أنعام تساق بحبل الشهوة والرغبة.. راعيها الشيطان ..
وإن لم توافقني حتى.. بأن هذه القيود حددت لتعطينا الحرية..
فاعلم أنه لا يوجد ما يسمى بالحرية المطلقة..
و انظر من جانب آخر أيضا ً – إذا كنت لا توافق أن هذه القيود هي قيود الحرية – فهذه القيود وضعت ليختبرك الله .. فقد خلقك لتعبده .. آنت المخلوق وهو الخالق جل في علاه..
لا تتذمر لأنك منعت من تلك الصور الجميلة التي تراها أو تتزين لك – الشهوات – (( زُيّن للناس حب الشهوات .. )) إلى آخر الآية ..فهي ليست إلا مَكارِه نتنه ذات مرأى مزين ..
فلا تعلم أين ستجد نفسك في هذه الحياة .. إن لهثت خلف تلك الشهوات وإن سعيت نحو "حريتك" المطلقة..
وأظنك تعلم أين ستجدها في الآخرة ..
فجازاك إن صبرت الجنة.. أكرمنا الله وإياكم بها ..
إكراما ً لعضوية ما وصاحبها..
كنت سأسكنها لهنيهة..
المفضلات