السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي لكم قصة سمعتها أتمنى إنها تنال إعجابكم وفيها الكثير من الفائدة

في إحدى القرى الصغيرة أراد رجل أن يتزوج فذهب مع أبيه وخطب فتاة من القرية وتزوجها ، وبعد عدة أيام أراد الرجل أن يسافر ليعمل ويكسب نقودا كثيرة ليعود إلى أهله ، فسافر بعد أن ودع أهله وزوجته وأوصى أهله على زوجته ، فوصل إلى مدينه كبيرة فبحث فيها عن عمل فوجد سيدة غنية وكان لديها الكثير من ( النوق ) فقالت: له ما رأيك أن تعمل عندي ولك مني في كل سنة ناقة ، فوافق الرجل فرحا حيث أن الناقة كانت تساوي الكثير وقتها ، فعمل عندها لمدة تسع عشرة سنة فأراد أن يمضي بحال سبيله ، ولكن السيدة أحست أن إعطاء الرجل تسع عشرة ناقة سيفقدها الكثير من أموالها فقامت بوضع سم في طعامه ودعته إلى المائدة لكي تكون الوجبة الأخيرة له معهم ، ووقفت هي بالخارج كأنها تراقب النوق ، لكنه سرعان ما خرج وقال لها أنه وجد أبنائها يأكلون من الطعام فلم يشأ أن يزعجهم ، فأخذت السيدة تلطم وتصرخ وتقول : أبنائي ماتوا ... أبنائي ماتوا ، فذهب الرجل وأخذ نوقة التسعة عشر وذهب متجها إلى قريته وفي الطريق فكر وقال هل من المعقول أن أمضي تسع عشرة سنة ولا أخرج بأي حكمة أو فائدة !! ، فذهب إلى أحد الحكماء وطلب منه بعض الحكم فقال له الحكيم حسنا ولكن بشرط الحكمة الواحدة بستة نوق ، فوافق الرجل فأعطاه الحكيم ثلاث نصائح هي :
1- لا تأمن لرجل يوجد بين أسنانه ( وأشار إلى السنين الأولين من الفم ) فتحة أو مسافة كبيرة
2- إذا كنت في وادي وشعرت أن المطر سيهطل فلا تبت (تنام) أسفل الوادي واصعد إلى أعلاه
3- إذا شعرت بغضب فلا تفعل أي شيء حينها وانتظر حتى اليوم التالي وافعل ما تريده

شكره الرجل وأعطاه الثماني عشرة ناقة وذهب ثم بدأ يفكر ويقول : لقد أضعت تعب عمري كله في دقائق يا لي من غبي ما الذي دهاني ودفعني إلى اتخاذ هذا القرار الغبي ، وتابع طريقه عائدا إلى بيته فوجد رجلا في طريقه فساوقفه الرجل الغريب وسأله عن وجهته فأجابه بأنه ذاهب إلى قريته فقال له وأنا أيضا عائد لأى قريتي وهي في نفس الطريق فلا ترافقني ، فرح الرجل وقال اثنان في السفر أفضل من واحد لئلا يهاجمنا قطاع الطرق فحل عليهما الليل فأشعلا نارا وأخذا يضحكان ويأكلان وهنا لاحظ الرجل أن الذي معه يوجد بين أسنانه فتحة فخاف قليلا وأثناء ما كانا يتحضران للنوم وضع الرجل شيئا مكانه وتسلل وراقب من بعيد فإذا بالآخر يأخذ سكينا ويطعن فراش صاحبه فانقض الرجل عليه وقتله وأخذ ماكان معه ، وقال : الحمد لله أني استمعت لما قاله الحكيم لكنت الآن ميتا ، وتابع طيرقه فوجد قافله فطلب أن ينضم إليهم فوافقوا ، وفي الطريق نزلوا بوادي وأصبح الوقت قريبا من الليل وبدأت الغيوم تتجمع بالسماء فأخبر الرجل القافلة أن يصعدوا إلى أعلى الوادي فالوادي سيغرق لكنهم لم يستمعوا إليه ، فصعد وحده فنجى وغرقوا جميعا إلا بعض الحيوانات كتب لها العيش فأخذ الرجل كل ما في القافلة وبهذا عوض ما أعطاه للحكيم بل وأكثر فحمد الله وأكمل طريقه ، فوصل إلى قريته وعند وصوله إلى بيته طرق الباب ففتحت له زوجته ولكنه لم يخبرها بأنه زوجها وسأل عن فلان وفلانه ( أمه وأبيه ) فقالت لقد توفيا فسألها إذا كان يستطيع البيت عندهم هذه الليله فقالت ولكن البيت لا يوجد به أحد غيري فقال سأبات هذه الليلة فقط وفي الصباح أغادر فقالت حسنا ، فأدخلته وأطعمته وتظاهر بالنوم وفجأة يدخل شاب وسيم إلى البيت فأخذته وأخلته غرفتها وأغلقت الباب ، فغضب الرجل كثيرا لما رآه وتناول سكينا ليقتلهما معا ولكنه تذكر كلام الحكيم ولم يفعل شيئا وانظر حتى الصباح ، فسألها من يكون هذا الشاب الذي دخل في الليل فأجابته : هذا ابني وقد أخبرتك أن زوجي مسافر وهذا ابني منه ففرح الرجل كثيرا وأخبرها بأنه زوجها وقد عاد وأخبرها بالقصة التي حدثت معه كامه وعاشوا في سعادة وهناء .

اسمحولي على الإطاله بس أتمنى إنها تكون عجبتكم ونستفيد من القصة ما يلي :
1- أعط الأجير أجره
2- الحكمة لا تقدر بثمن
3- كن طيبا مع الناس ولكن لا تأمن شرهم
4- لا تستعجل بالحكم على الناس

أرجو ممن ينقلها أن يذكر المصدر
هذا ما عندي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته