بسم الله الرحمن الرحيم ...
إخواني أعضاء مكسات السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... أقدم لكم هذا الموضوع البسيط راجيا ً الله أن تفهموا ما في داخله من الكلمات و من المعاني و أن تعملوا بها ...
إن القلب ليحزن .. و إن العين لتدمع .. و إنا على حالك يا مكسات لمحزونون ... نعم إخواني بدات حديثي معكم بهذه الجملة التي أصبحت واقعا ً ملموسا ً من كل الأشخاص الوافدين على مكسات قديمين كانوا أم جديدين ... أيها الأحبة الأعضاء دعونا نناقش سويا ً أسباب هذا الحال ... و لماذا تغيرت صورة مكسات من قبل الأعضاء و الزوار .
( مكسات ) هذا الاسم الشامخ في علوه ..
المترفع في سموه .
المتعالي بأعضائه ..
المتفاخر بأبنائه . و حق له أن يتفاخر بأبنائه ...
كيف لا يتفاخر بهم و هم من علموني أنا و غيري معنى الوفاء الحقيقي ... و هم أرشدوني إلى طريق أعرف كيف أمتلك به قلوب الآخرين ...
إنهم أعضاء قل في الحياة وجودهم ...
و أشخاص ندر في العالم حصولهم ..
إخوان فيما بينهم متراحمين ...
و أحباب فيما بينهم مشتاقين ..
إنهم أعضاء ( مكسات الجميل ) ... إنهم الأعضاء المتربعون على قمة جبال مكسات ... على تلك القمة العالية ... و على الرؤية الصافية ... ينظرون لمن هم دونهم من الناس و يقولون ( الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده ) ...
أعلم بأن كل هذا الكلام قيل من قبل في مكسات و سيقال على مر الدهور و تعاقب الشهور ... و لكن ما بال حبيبنا مكسات متغير حاله ؟ متقلبة أوضاعه ؟
لقد أصبح مكسات سفينة مهزوزة في عرض البحر .. سفينة يحيط بها و يملئها الخطر ..
لم يعد اسمه ذاك الاسم اللامع ... ذات السيط الذائع ... ذاك المكان المبهر ... ذاك البستان المثمر ... بل أصبح الكل فيه يتمللون ... و أصبح الجميع له تاركون ...
صار عندهم نسيا ً من الماضي .. و كلهم على مكسات غير راضي ... لأن سمعته الأولى تبدلت بسمعة أخرى ...
سمعة جعلت أحباب مكسات يهجرونه و يرموه وحيدا ً في الصحراء .. و يتركوه و هو ملقى في مكان أشبه بالخلاء .. أسباب مجهولة و أمور غير معلومة ، قلبت الحال ، من مكان أجمل من الخيال ، إلى مكان شعاره البكاء على الأطلال ...
إخواني ... تعالوا معي ، ضعوا أيديكم فوق يدي ، عاهدوا أنفسكم قبل أن تعاهدوني أنا و غيري ، أن لا نترك الأمر يمر مرور الكرام .. و لا نعطي له أي اهتمام ..
تعالوا معي نعاهد مكسات .. شبابا ً و شابات .. على لم الشتات .. الذي تناثر يمينا ً و شمالا ً .. و شرقا ً و غربا ً ... تعالوا نعاهد مكسات على أن نعيد إليه من ذهب من الأعضاء .. و نرجع إليه من خرج من الأسماء ...
( وعدي لك يا مكسات ) يجب أن لا تكون عبارة عابرة و جملة ساخرة ... بل هي مبدأ للتمسك بحب مكان علمنا مالم نعلم من قبل ... بحب مكان يجمعنا ... بحب مكان يشملنا ...
لماذا لا نحاول جاهدين ...
و نسعى مثابرين ..
و نخلص عازمين .
على أن نجعل عبارات ( الملل ) خارج حساباتنا ...
و أن تكون غير موجودة في قاموسنا ..
و أن لا نقرأها بأعيننا .
العيش هنا صار أشبه بالمستحيل ...
و كأني على بركان من تحتي الغليل ..
أصبح كل من يدخل إلى عالمنا ( و أنا أولهم ) لا يجد مبتغاه من المتعة التي كان يطمح إليها ... فوالله إن خروجي من أرضكم كان هذا سببه الرئيسي ..
هل تستكثرون على مكسات ساعة كل يوم تحيون فيها باقي الأعضاء ؟
هل تبخلون على مكسات ساعة كل يوم تعيدون فيها إلينا أبرز الأسماء ؟
إذا كانت إجابتكم ( نعم ) فأنتم لمكسات :
غير مخلصين ...
غير مرغوبين ..
غير مرحبين .
لأنكم اسكثرتم القليل على من أعطاكم الكثير ...
استكثرتم الزهيد على من أعطائكم النفيس ...
استكثرتم المهانة على من أعطائكم العزة ...
استكثرتم البغض على من أعطائكم الحب ...
إما إذا كانت إجابتكم ( لا ) فأنتم لمكسات :
متمسكين ...
حريصين ..
متعلقين .
لأنكم تعطفتم بالتواضع ممن أعطائكم السمعة ...
تلطفتم باللين ممن أعطائكم السلطة ...
تلطفتم بحسن الحديث ممن أعطائكم البلاغة ...
تلطفتم بصياغة الكلمات ممن أعطاكم فن اللمسات ...
إني أشعر أنه من واجبي و من واجب إخواني في مكسات النصح لكل من وجدتموه يسير على غير :
نهجكم ( السليم ) ...
و طريقكم المستقيم ..
أرشدوهم حتى يعلموا أن مكسات مكان له من الإحترام و الحب مالا يعلمه إلا سكانه ... مالا يشعر به إلا أبنائه ... مالا يحس به إلا أحبابه ...
أعود و أقول لكم يا إخواني ضعوا أيديكم فوق يدي حتى نجعل مكسات :
خاليا ً من الأحقاد ..
و سليما ً من أسوء الأفراد .
عاليا ً في مكانته ..
مبلغا ً لرسالته .
محط أنظار الناس ..
مفعما ً بأجمل الإحساس .
و لا نكتفي بهذا ... فمهما قدمنا من أجل مكسات لن نوفيه إلا الشيء البسيط ...
أرجو من كل الأخوة الأعزاء ممن قرأ هذا الكلام أن يتمسك بما فيه من الكلمات ... ف( مكسات ) بحاجة إليكم أيها الأعضاء .. بحاجة إلى إعادة سمعته طيبة صافية ً خالية ً من الشوائب ...
لا أريد منكم أن تعاهدوا أنفسكم بمجرد الأقوال ... بل أروني حسن الأفعال ... أروني الصدق في التصرفات ... و الغيرة على مكسات ...
و في نهاية حديثي لا يسعني إلا أن أشكر كل من أعطاني قليلا ً من وقته لكي يقرأ كلمات أخرجتها و الله من قلبي لا أرجو بها إلا وجه الله ... سائلا ً الله تعالى أن يكون منكم من يغار على مكسات و يحث الباقين من الأعضاء على ما طلبته منكم ...
مع تحياتي حبي و تقديري لكم أخوكم : فهودي
المفضلات