الاعلام ماذا فعل بنا
- الاعلام
ان الاعلام اليوم هو الاداة المحركة لكل الشعوب من جميع النواحي وهو الاداة المسيطرة على جميع اشكل الحياة بمختلف جوانبها الصحية والنفسية
والاجتماعية وحتى السياسية فقد عملت المؤسسات الاعلامية على توجيه افكارنا الى الحضيض بوعي او بدون وعي منا او منها فالعملية الاعلامية هي عملية تطور
فكري دنيوي تجتاح الجميع بدون سابق انذار قاضية على جميع المعتقدات بمختلف افكارها ومازجة افكار بقاع الارض في دوامة لايحمد عواقبها ابد
والاعلام رغم فوائده الكثيرة جدا علينا النظر الى مساوئه القليلة ولكن الخطيرة ففرض افكار الشرق على الغرب او العكس امر خطير يجب التنبه به .
ان الاعلام قد اجتاح البيوت والعقول الصغيرة والكبيرة منها بوسائل عديدة من الانترنت الى التلفاز الى الاعلانات التي تملا الشوراع والطرقات
والمحال التجارية فارضا نفسه على الجميع بدون تفريق مستغلا حرية الراي والفكر لتدمير جميع المتقدات الانسانية والروحانية فسلاح الاعلام
كان ومازال السلاح الاقوى فبدون الاعلام ماكانت لتوجد اسرائيل وماكانت قامت حرب العراق وماكانت نجحت دبي بما فعلته حتى الان ولا يقتصر
الامر على الحروب انما كل شيء كل شيء فكساد الدول يتم انقاذه بالاعلام ويتم شراء اصوات الناخبين بالاعلام وبيع المنتجات التي لاقيمة لها
بالاعلام .
ان الذي ينشا الاجيال هذه الايام ليس الاباء ولا الامهات بل ذلك الاعلام المصور فلنعي اذا ما نبثه في ادمغة اطفالنا ونفرضه على شخصياتهم البريئة التي لاتعي مايزرع فيها
لذا علينا ان نتحمل المسؤلية تجاه مجتمعنا لنقف وقفة قوية امام
هذا الاجتياح الفكري لكل ماهو ثابت في معتقداتنا وتدميره بوعي من الاعلام او بدون وعي وهنا انوه الى فكرة ان الاعلام يفرض اراءه على الجميع اذ يمكن
لشخص لبق الحديث فطن العقل ان يقنع المئات بل الالاف بساعة بث واحدة بغض النظر عن صحة رايه او خطاءه
فمثلا يمكن لشخص مشهور جدا ان يعبر عن رايه في قضية ما بوجهة نظره الشخصية البحتة ( والتي قد تكون احيانا خالية من الواقعية )
ان يؤثر بجميع معجبيه وان ينتهجوا رايه منهاجا لهم سواء بقصد منه او بدون قصد .
- مشكلة
ان المشكلة الرئيسية للاعلام انه حدد مقايس لكل شيىء مثلا انه حدد مقايس الجمال بطريقة لا واعية فالجميلة هي احدى تلك الملكات التي يتسابقن
على لقب وضعه الاعلاميون فقط للربح المادي ولكي يقنعوك انهم ابرياء (( اي انهم لايستغلو الاناث للربح المادي )) اضافو جانب
انساني للمسابقة كجعل الذكاء له درجات من النقاط لكي يصلو الى رضا النفس الداخلية بالفكرة الخاطئة المعروضة بصورة ذكية جدا لتبدو صحيحة
كما فكرة الاعلامين بجمع بضع من الشباب في منزل ليتسابقو على لقب ما مدعين انهم يهتمو لاخراج جيل يتقن الفن الجميل الضائع
متناسين انهم يستغلون براءة الشباب وفراغهم العاطفي والفكري والاجتماعي ليحققو مبلاغ طائلة من الارباح ولن اذكر قيمة الارباح اذ يمكن ايجادها
على الانترنت ( الجميل ان اخطاء الاعلام ظاهرة فيه لكن المشكلة اننا لانرها لتغير مفهوم الخطا ومرة اخرى شكرا للاعلام لهذه الخدمة )
ان الاعلامين او الاعلام بحد ذاته هو خير مثال على شريعة الاقوى يستغل الاضعف فاستغلال الاعلامين لمشاكل الناس وهمومهم وضعف تقديرهم الذاتي
حقق لهم ارباح تفوق الخيال اذ ان مشروع اليوم هو الفيديو كليب ( ولا تعليق على الامر )
ولا يقتصر الامر على تحديد الاعلام مفهوم الجمال اذ تجاوز ذلك بمراحل فاصبح يحدد مفهوم السعادة بتصويره السعادة بحالات منافيه للواقع مستغلا
الجانب الانساني للبشر حيث سوق الحب والرومانسية بذكاء فائق مدمرا جميع المعتقدات التي يجب ان ننشا عليها وحول اتجاه الفكر العام الى جانب
لاانساني يعتمد الشهوة الجنسية هدفا اساسيا وربما الهدف الوحيد
فتصوير زوجات خائنات بثوب سعيد يخدع العقل الباطن ويقنعه به لدرجة انه قد يتجه لتخيله وتصوره للفكرة هنا
ان الاعلام يعرض خطا واضحا بصورة جميلة ليقتنع بها المشاهد وينتهجها منهجا له
فذلك البطل الذي يدمر الجميع بتاثيرات خاصة عالية التقنية يقنعك بانك قد تصبح مثله يوما ما رغم ان الاحتمال لايتجاوز الصفر بالمئة وقد
طرحت هذه الفكرة لانه لابد ان كل منكم قد تخيل ولو لبرهة تبادل الادوار مع احد ابطال تلك الافلام ارايت كيف اقنعك الاعلام بامكانية
حدوث فكرة مستحيلة فانظر اذا ماذا يفعل بشباب اليوم انه يقلبهم تقليبا كسفينة بلا قبطان في بحر هائج.
الاعلام جعلنا نلاحق السيارات والملابس وان نعمل في وظائف نكرهها فقط لكي نشتري اشياء نحن بغني عنها الاعلام افهمنا اننا اليوم جيل لاهدف له
بفضل كبار السن الذين يهاجمون الجيل الحديث دوما متناسين ان هذا الجيل الحديث هو من تربيتهم هم من جعلو هذا الجيل يتجه الاعلام كاب وام وصديق
الاعلام افهمنا اننا في هذه الارض لكي نشتري الاشياء التي يسوقها مثل مستحضرات التجميل التي لاتعد ولا تحصى ( والتي لا تنفع ابدا ابدا )
استطاع الاعلام ان يحدد شكل الانسان وطريقة ملبسه ومعيشته وحتي طريقة معاشرة زوجته فمثلا ذوي الوزن الزائد هم خارج المجتمع
الى ان يتبعو الحميات وينفقو الاموال على انظمة عديدة لا فائدة لها في حين ان الحل الوحيد لهذا هو الحل الصعب الرياضة والجميع يرفض
هذا الحل لاننا نعم نحن في عصر السرعة نريد كل شيء بدون اي جهد يذكر وهذا مستحيل اما اصحاب الوزن المثالي فيهم يحتاجو لقصة شعر
من طراز كذا وملابس من ماركة كذا وسيارة من طراز كذا والخ والخ ولا ينتهي الامر ابدا مادمت تملك النقود في حين ان عاداتنا وتقاليدنا
اوضحت بكل ما للكلمة من معني ان الانسان ليس وظيفته او المال الذي يملكه او طريقة عيشه او نوع سيارته انه انسان عالي المكانة
بخلقه وانجازاته ودنيء المكانة بتفاهته وسوء خلقه لكننا جميعا تناسينا هذه الاشياء ( والسبب نحن نعرفه )
- تحديد اسلوب الحياة
ان الاعلام تدخل بكل زاوية في حياتنا حتى كامر انشاء اسرة فاليوم الحصول على موافقة عائلة لتزوجك ابنتها هو امر معقد جدا جدا جدا
فيتطلب عليك شرووووط لا عدد لها كان مثلا تكتب بيتا باسم ابنتهم او ان ترفع مقدار مايسمى ( الماخر ) ببساطة انهم يخونون الزوج
قبل زواجه هذا اتفه مافي الامر لم يعد هنالك ثقة بسبب تلك المسلسلات التي تصور الرجال عاشقين لللشهوة لايهمهم سوى اشباع شهواتهم
فنشا الفكر لدى الاسر بطريقة لاواعية ( اكرر لا واعية ) قد تستغرب مما اذكر هنا وتنفي تعرضك لهذا الامر وارد عليك بان الاعلام
يعمل على العقل الاواعي فمجرد استمتاعك بالحاج متولي فانت رضخت للفكرة وان لم تنفذها لان الجانب الانساني هو جانب شهواني وما يحافظ
على توازننا هو الجانب الروحاني والذي يدمر شيئا فشيئا ( وشكرا للاعلام مرة اخرى )
ان مسلسلات هذا اليوم تتركز اغلب حبكاتها على شاب وشابة وقعا في الحب منذ الصبا ووعدها بالزواج بعد عشرون عام ( اي بعد الانتهاء من المدرسة
والجامعة والخدمة العسكرية وايجاد العمل المناسب ) والمشكلة الكبرى ان في هذه المسلسلات يرونا ان الاباء يرضخون للامر الواقع
عندما يعلمون بحجة ان الدنيا تغيرت وهذ امر يشجع الشباب على المغامرات الفاشلة في حين اني قرات مرة على الانترنت في دراسة اجريت
ان فقط 3% من العلاقات بين العمر 15 - 20 تنجح اريتم الواقعية في هذه الافلام والمسلسلات انها تزرع الشوك بين القطن
لننغر بشكله ونصاب بوخزه
ان مفهوم الحب قد تغير كليا ( وساتكلم عن هذا لاحقا ) ان تصوير هذه المسلسلات لشباب عديم المسؤلية
لافكر له واستغلاله للبنات بسبب انعزال البنات فكريا ( وشكرا هنا للعادات العربية وليس التقاليد الاسلامية )
كابطال يسوق لهذه الفكرة في عقولنا وعقول الشباب تسويقا ناجحا تؤثر تاثيرا عظيما لان جميع هذه المسلسلات تتناسا عمدا الواجب تجاه
الاسرة والدولة والمجتمع وقبل كل هذا المسؤلية تجاه الدين
ان هذه المسلسلات تسهل خرق الثقة التي يعطيها الاباء لبناتهم ولابنائهم وتصنع فجوة فكرية كبيرة بين كل جيل والذي يسبقه بطريقة غير مباشرة
( طريقة غير مباشرة ).
المفضلات