-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
]
لعالم كله يشاهد أفلام الرسوم المتحركة اليابانيةةanime بإعجاب شديد، وهى تغزو صالات العرض الأوروبية لتكون أكبر منافس للنوعية نفسها من الأفلام التي تنتجها استوديوهات هوليود المختلفة وعلى رأسها شركة والت ديزني
قد يظن البعض خطأ أن عهد فنون التحريك بشكله الكلاسيكي ولى ومضى من بعد قدوم عصر جديد من التطور التكنولوجي وظهور أساليب التحريك الرقمية باستخدام الكومبيوتر،
ولكن العجيب في المسألة أن تسطع شمس هذا الفن في اليابان، بلد الإبداع التكنولوجي لتكون أكبر منافس لإنتاج الشركات الأمريكية العملاقة دون اللجوء للتكنولوجيا الرقمية والرسم بالكومبيوتر،
وهو ما يثبت لنا أن أساس الفنون هو عملية الإبداع والابتكار الفكري بغض النظر عن التطور التكنولوجي، وأن صدق الأحاسيس والمشاعر هو الطريق الأوحد لنجاح أي عمل فني•
قصة النجاح تبدأ منذ 15 عاماً من خلال استوديو ياباني لأفلام الرسوم المتحركة أنتج العديد من الأفلام التي حققت نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير في اليابان
، ليبدأ الجمهور الغربي بعد ذلك في التعرف على تلك الأفلامإلى أن يأتي التقدير من قبل مهرجانات السينما العالمية التي تمنح جوائزها لتلك الأفلام كأول سابقة من نوعها في تاريخها عندما منحت الجائزة الكبرى لمهرجان لفيلم تحريك ياباني•
هذا الأستوديو الياباني الذي خرجت منه معظم أفلام الرسوم المتحركة التي غزت شاشات العالم الغربي يسمى جهيبلي-- ىٌقىوا الذي أخرج العديد من الأفلام التي ذاع صيتها في الغرب، منها
1. (جاري توتورو- 1988)
2. ، ( بوركــــــــــو روسو- 1991)
3. و( الأميرة مونونوك- 1997)،
4. ( لوبوتا - قصر السماء 1989
) وذلك بفضل هاياو ميازاكي أحد مؤسسي استوديو جهيبلي وأهم عنصر نشط فيه• كان النجاح الأكبر لفريق العمل في استوديو جهيبلي مع آخر إنتاج له( رحلة شيهيرو) والذي حقق نجاحاً منقطع النظير ليحصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي هذا العام في أول سابقة في تاريخ المهرجانات الكبرى، حيث لم تمنح من قبل أية جائزة كبرى لمهرجانات الصف الأول( كان- برلين - فينسيا) فيلم رسوم متحركة•
ويعتبر تاشيو سوزوكي مدير اســـــــــــتوديو جهيبلي ومدير الإنتاج في فيلم (رحلة شيهيرو) أن فوز الفيلم بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين يعكس شجاعة وجرأة من قبل لجنة التحكيم التي قررت منح الجائزة لفيلم تحريك•
سرالقوة
من أين تنبع قوة تلك النوعية من الأفلام التي مكنتها من كسر كل الحسابات العملية بمفهوم السوق والتوزيع؟
الإجابة بالتأكيد تكمن في رفض صانعيها الانصياع خلف أي حسابات مسبقة والعمل على ابتكار عمل فردي عظيم • هذه القاعدة تثبت صحتها بوضوح
في فيلم (رحلة شيهيرو)•
فعند النظرة الأولى لسيناريو العمل قد نجد أنفسنا أسرى للحكم الأكثر سهولة الذي يصنف العمل في إطار قصة أطفال تقليدية تصف مسار طفلة من سن الطفولة اليانعة إلى ما قبل مرحلة الشباب• لكن بالنسبة لهاياو ميازاكي مخرج الفيلم فان هذا الحكم قاصر ومخل لأنه ينطلق من رؤية تقليدية تنبع من أن الشخصيات في معظم الأعمال الدرامية تكبر ويزداد عمرها• بالطبع هناك فرق بين شخصية شيهيرو في بداية الفيلم ؛ حيث تبدو طفلة غير مبالية بما يحدث حولها، مجردة من أي خبرة ، و نجدها في نهاية الفيلم أكثر خبرة وكثيراً ما يعلو وجهها علامات التصميم والحزم•
ميازاكي من جانبه يرد هذا التغير لاكتشاف العالم من قبل شيهيرو أكثر منه للتقدم في السن• فدخول شيهيرو في عوالم مجهولة عليها أيقظ في داخلها أشياء كانت موجودة في الأصل بداخلها• هذا التحول في شخصية شيهيرو هو نتاج البحث الدؤوب من قبل ميازاكي لتقديم صورة صادقة عن الواقع وتحولاته و رصد مدى تأثير ذلك علي شخصيات أعماله الدرامية • ففيلم رحلة شيهيرو لم يكن نتاج دراسة اقتصادية لمعالم سوق التوزيع بل صدفة قادت ميازاكي نحو الرغبة في صنع عمل فطري يعتمد على الصدق في عرض الأحاسيس والمشاعر•
يتبع...
المفضلات