--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ ناصر العمر لـ «الرأي العام» الكويتية: أميركا ستسقط... وهذه هي الأدلة
15/10/1425
أكد (المشرف العام على موقع المسلم الإلكتروني) الشيخ الدكتور ناصر العمر أن أميركا مهزومة في العراق، وأن المقاييس العظمى للهزيمة هي انهزام المبادئ، وأميركا انهزمت مبادئها في الفلوجة، والهزيمة في المبادئ أعظم من الهزيمة في قتل فلان أو فلان، وأميركا لا تقرأ السنن ولا التاريخ؛ "لأن العراق لم يخضع لحكومات فكيف يخضع لعدو مستعمر؟ من الصعب جداً إخضاع العراق بهذه الطريقة".
وإذ أعرب الدكتور العمر في حديث لـ «الرأي العام» عن الأسف لما حدث في الفلوجة وفي غيرها، أكد ثقته أن أميركا "لا أقول إنها ستهزم، بل هي والله اليوم مهزومة ومندحرة، وهذا ليس رأيي بل رأي المخابرات الأميركية والصحف الأميركية ورأي عقلاء أميركا".
ورأى (المشرف العام على موقع المسلم الإلكتروني)، وهو أحد العلماء السعوديين الـ 26 الموقعين على بيان دعم الفلوجة، أن حصر الجهاد واختزاله في العراق باسم فلان أو مجموعة بعينها محاولة لطمس الحقيقة، فالشعب العراقي كله يقاوم، مؤكداً أن من تسميهم أميركا بالإرهابيين هم المجاهدون الصامدون أصحاب البطولات، أما دعوى وجود أتباع صدام فإنها طنطنة لإخضاع السذج، فصدام مهزوم ولم يثبت ساعات أمام أميركا، فليس هناك بعثيون أبداً إلا أفراد مرتزقة لا يمثلون حزباً، وإنما الثابت هم المجاهدون الصامدون الذين قاموا ببطولات لم يقم بها العراق كله بنظامه وجيشه وأحزابه وماله وهيمنته.
كما رأى الشيخ العمر أن أميركا تقود هجمة شرسة باسم الإرهاب وبأي اسم على الإسلام؛ لأن لديها مراكز دراسات استراتيجية وصلت إلى حقيقة أن المستقبل للإسلام وإلى يقين أن الإسلام هو الذي سيحكم العالم مستقبلاً، لذا فهم يريدون الحرب الاستباقية التي كانوا يسمونها في السابق الحرب الوقائية.
ووصف المشرف العام على موقع المسلم الإلكتروني معتقل غوانتانامو بأنه مأساة في جبين التاريخ كله، وصفحة سوداء في تاريخ البشرية أجمع، واعتبر أن من أعظم أسباب تأخر انتصار الأمة إنها غير مؤهلة للانتصار بسبب ذنوبها ومعاصيها، "ومع هذا فنحن لا نشك في انتصارها إلا أن النصر سيتأخر؛ لأن الأمة غير مؤهلة لذلك ولم تأخذ بالأسباب الشرعية للانتصار".
وفيما يلي نص الحديث:
ما تقييمكم لواقع العمل الخيري في دول الخليج العربي؟
تكفي الهجمة الشرسة التي تشن عليه؛ لأنه أصبح واقعاً لا ينكر، فقبل 50 سنة لم يكن ثمة هجوم على العمل الخيري ؛ لأنه غير فعال، ولكنه اليوم أصبح فعالاً ومؤثراً، حتى في داخل البلاد الأخرى ، فمقياس الهجمة عليه تبين قوته، ولكن العدو دائماً عنده استباق للأحداث، وإلا فلا نزال نقول: إن العمل الخيري لدينا يحتاج إلى دعم وقوة، وأكثر مما هو عليه.
لكن الاستباق في الحرب الاستباقية وليست العسكرية فقط، حتى في القضايا المعنوية، ولذلك أقول الخطوات مبشرة ومن أجل ذلك جاءت هذه الهجمة.
كيف ترى الآفاق المستقبلية للعمل الخيري؟ وما أبرز التحديات؟
أبرز التحديات هي هذه الهجمة الشرسة، وأما كيف أراه فعلى حسب القائمين عليه، فان استطعنا أن نتلافى كثيراً من هذه الأمور بالإصرار على الثوابت والإبداع في الوسائل والمتغيرات، فلا خوف على العمل الخيري.
فإن لم نوفق، ونحن عندنا تأخر كبير في الجانب الإداري مع الأسف، فعندنا نقص في قراءة المستقبل، وعندنا نقص في مراكز الدراسات، فلا شك أنه قد يتأثر مدة من الزمن، ولكن سيعود _بإذن الله_ مرة أخرى أقوى مما كان.
هل العمل الخيري عمل دعوي أم إنساني؟
بالمنظور الإسلامي فالعمل الإنساني والدعوي شيء واحد، أما باصطلاحات الغرب فلا.
فالعمل الخيري عمل دعوي وإنساني، وعمل للدنيا والآخرة، والعجيب أنهم لا يرضون أن نقوم بما يقومون به، هم عملهم الخيري، كما يدعون، يقوم بأعمال دعوية وأعمال تنصيرية وأعمال لمبادئهم السياسية، بينما نحن ليس لدينا هذا الأمر، كل ما في الأمر أنه عمل يقدم الصدقة والتعليم والدعوة ولم يتدخل في الشؤون السياسية إطلاقاً.
هذه تهمة أطلقت من قبلهم فصدقناها ورددها المنافقون والمرجفون في البلاد العربية والإسلامية.
كثيراً ما نسمع مصطلح "ثوابت الأمة" فما ثوابتها وما متغيراتها؟
هذا السؤال يحتاج إلى محاضرة كاملة (يبتسم)، ثوابت الأمة هي النصوص القطعية الثابتة في الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، أما غيرها فينظر فيها.
والثوابت إما أن تكون مطلقة وهي الثابتة في الكتاب والسنة أو الإجماع، أو أن تكون نسبية فقد يكون الأمر ثابتاً عند المجتهد ما لا يثبت عند غيره.
أما المتغيرات فهي الوسائل، وهي ما تصح اليوم ولا تصح غداً، هذه من الأمور التي يجوز أن تتغير نظراً لتغير الزمان أو المكان أو الحال أو العوائد أو غيرها، هذه المتغيرات، أما الثوابت فلا تتغير منذ محمد _صلى الله عليه وسلم_ وإلى أن يأتي عيسى _عليه السلام_ قائماً بشريعة محمد _صلى الله عليه وسلم_، أما الثوابت النسبية فأمرها يسير، وتبقى الوسائل هي التي تعد من المتغيرات.
والمشكلة أننا نخلط بين الثوابت المطلقة والثوابت النسبية ونخلط بين الثوابت والمتغيرات، فحدث الانقسام الذي وقع.
الدول العظمى تردد مقولة " تجفيف منابع الإرهاب"، فبرأيك ماذا تقصد بها؟ وماذا تريد من ورائها؟
أولاً: أنا لا أوافق على أنها دول عظمى هكذا، هم أطلقوا على أنفسهم وصدقهم أتباعهم، فكلمة العظمى من العظمة والعظمة لله _جل وعلا_ ثم لكتابه ولدينه ولنبيه _صلى الله عليه وسلم_، فهم في سورة المنافقين "يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون" فهذه هي الحقيقة، ولكن مع كل أسف نحن نعطيهم مصطلحات لا يستحقونها، لو كانت كلمة مقيدة كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ (عظيم الروم) لقبلت بحد ذاتها.
فالقوة لا تعطي العظمة؛ لأنها لا تعنيها، القوة أحياناً تعني البطش والغطرسة، وقد تعني الفساد، أقوى الحيوانات المفترسة لا توصف بالعظمة إنما قد توصف بالبطش والافتراس، فهذا خلط.
القوة إن لم تجتمع معها القوة الحسية والمعنوية فليست قوة، الغرب قد يملك بعض القوة العسكرية، أو الحسية، ولكنه لا يملك القوة المعنوية، فلهذا لا نصدق هذا اللقب، ومن هنا تأتي الإجابة عن بقية السؤال.
وهذا طبيعي، فباختصار طالما أن الإرهاب بنظرهم هو الإسلام فهم يريدون أن يحاربوه ويغزوه.
ولكن جوابهم في سورة براءة وفي سورة الصف "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون"، "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"، ثم ذكر بعد ذلك الآية الموحدة بين السورتين.
هذه حقائق وهم يحاولون منذ ظهر الإسلام إلى اليوم أن يقضوا عليه ويحاربوه، وما زاده إلا قوة، وإن ضعف المسلمون ـ ولم يضعف الإسلام ـ في بعض فترات التاريخ، فالحقائق ثابتة، والله اعلم.
كيف يرى فضيلتكم أحداث الفلوجة؟
أرى أن اختزال الأحداث في العراق في الفلوجة خطأ، فالفلوجة على مدار التاريخ العراقي، مدينة صامدة صابرة وقوية جداً، وكنت ألقيت كلمة في المرة الأولى للاعتداء عليها قبل أشهر بعنوان " ولتعلمن نبأه بعد حين" وكانت النتيجة _والحمد لله_ كما رأيت، وأعتبر ما حدث الآن هو هزيمة لأميركا، قد تقول لي كيف مهزومة وقتلت مئات الآلاف؟ فأقول: إن القتلى ليس مقياس النصر والهزيمة، ولكنها أحد مقاييس النصر والهزيمة، ولكن المقاييس العظمى للهزيمة هي انهزام المبادئ، فأميركا انهزمت مبادئها في أحداث الفلوجة، فالدمار والقتل اللذان رأيناهما في المساجد، وقتل المصابين والجرحى الذي قلّ أن يحدث في التاريخ تمارسه دولة الديموقراطية والعدالة _كما يقولون_.
هذه هزيمة لأميركا، يأتي جنودها مدججون بالسلاح ويقتلون الأطفال، ورأينا اليوم ضباطاً أميركيين يعتقلون طفلاً لا يبلغ العاشرة، فأي قانون هذا؟! فالهزيمة في المبادئ أعظم من الهزيمة في قتل فلان أو فلان، ولذلك أقول: إن العراق ليس هو الفلوجة، فالفلوجة مدينة صامدة صابرة، ولكنها إحدى مدن العراق، وستنتقل المعركة إلى غيرها، ولمعلوماتك فهم لا يقرؤون السنن، فأميركا لا تقرأ السنن ولا التاريخ؛ لأن العراق لم يخضع لحكومات محلية فكيف يخضع لعدو مستعمر؟ من الصعب جداً إخضاع العراق بهذه الطريقة.
ولذلك سيرون، وأقول مرة أخرى: "ولتعلمن نبأه بعد حين"، يؤسفنا ما حدث في الفلوجة وفي غيرها، ولكنني واثق أن أميركا، لا أقول: إنها ستنهزم، بل هي والله اليوم مهزومة ومندحرة، وهذا ليس رأيي بل رأي المخابرات الأميركية والصحف الأميركية ورأي عقلاء أميركا أنها مهزومة في عملياتها في العراق، ووقعت في مستنقع تتمنى الخروج منه، وقد حاولت محاولات كثيرة أن تأتي قوة بديلة من الدول العربية والإسلامية ولكن لم تنجح محاولاتها، وآخر محاولة في شرم الشيخ، وسيعودون على أعقابهم خاسرين ولو انتصروا في بعض اللحظات، فالانتصار الدائم ليس لهم.
لكن أميركا تفسر هجماتها على الفلوجة بالذات بوجود إرهابيين وأزلام البعث أتباع صدام؟!
نحن _مع كل أسف_ نخضع للإعلام الأميركي، وإلا فمن قال هذا الكلام؟ أما من هم الإرهابيون الذين قصدتهم أميركا فهم المجاهدون، أما دعوى وجود أتباع صدام، فهذه طنطنة لإخضاع السذّج، فصدام مهزوم ولم يثبت ساعات أمام أميركا، فإذا كان بجيشه ودولته وقوته ونظامه لم يستطع أن يثبت ساعات، وانهارت بغداد بالخيانات من البعثيين أنفسهم، أيعقل أن يقال الآن: إنهم موجودون ولم يبق إلا فلولهم؟!
ليس هناك بعثيون أبداً إلا أفراد مرتزقة، لا يمثلون حزباً، وإنما الثابت هم المجاهدون الصامدون، الذين قاموا ببطولات لم يقم بها البعث كله بنظامه وجيشه وأحزابه وماله وهيمنته وعلاقاته.
كيف تنظرون إلى عمليات خطف ونحر المدنيين في العراق، والتي تنشرها وسائل الإعلام بين مدة وأخرى؟
أصدرت فتوى واضحة في موقع المسلم، وبينت أنها تختلف، فربما أن بعض الأشخاص يقدمون مساعدات للشعب العراقي، وليسوا من المحاربين، فلا يجوز قتلهم ولا خطفهم.
أما من يتعامل مع المحتل، فلا شك أن له حكمه، ولكن من يحكم فيه؟ يحكم فيه أهل البلد وعلماء البلد وقضاة البلد والقائمون على الجهاد بالذات، فلا أستطيع وأنا بعيد عن الموقع أن أجزم فيه، وكما يقول العلماء: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وليس لدي تصور كامل، وسط هذه الزوبعة الإعلامية الضخمة حول الأمر، فلا أريد أن أتحدث في قضية لا أفهمها فيما يتعلق في قضية الخطف.
أنا لا أعلم من الذي خطف، هل الذي خطف هم المجاهدون؟ فهناك في العراق كما يعلم الجميع أناس علمانيون، ومن فلول البعثيين لا يشكلون قوة لكنهم مفسدون ويسيئون إلى المجاهدين، بل أن بعض العمليات اتهم الموساد بالوقوف وراءها، وثبت أن بعض القوات الأميركية في العراق تفعل بعض هذه الأعمال من أجل الإساءة للجهاد، فليس لدينا دليل ثابت على أن من يقوم بهذه الأعمال هم المجاهدون، فلذلك أعتبر أن الحملة الشرسة ضد المجاهدين خطأ، ومع ذلك إن وقع المجاهدون في خطأ، فالخطأ يبقى خطأ بغض النظر عن فاعله.
المفضلات