كيف تختار سيارتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعرف صديقا من هذا الصنف لا يهدأ من شدة التطير . فكأنما يرتدي جلبابا م البراغيث.
قال لي مرة: أريد اقتناء سيارة.
ولكنني في حيرة من امري ، مثل " خراش "
"تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراشٌ ما يصيدُ "
قلت: نعم الرأي، فبس الرجل الراجل. ما رأيك في " مرسيدس" فإنها وجاهة ورفعة؟
- مرسيدس؟ لا ، وألف كلا، فما هي إلا " مُرٌّ سَيُدَسّ " . وأنا أكره أن أكون مثل " عبد الوهاب البياتي " ، الذي لايهمّه : شُرْبُ المرارات الكبارِ بلا مرارةْ " . مرٌّ وببدسيسة؟ أرجوك !
لا حرج، فأمامك خيارات أين منها خيارات الختيار. ما قولك في " بي أم دبيلو " ؟
- ما قلت ؟ " دبليو "؟ انظر ، لقد علا الطفح جلدي . لا جورج ولا دبليو . جنون!
هذا جنون، " بي أم " بك ؟ حسناً! عليك إذن بسيارة أصلية ، كلاسيكية ، سيمفونية تمشي على أربع: " جاكوار" باختصار ، حسن الاختيار.
مالك يا أخي ؟ ما هذه المشورة بالمقلوب؟ ألا تعرف الوأر في لغتنا؟ إنه الذعر والفزع. وهي تقول لك بصريح العبارة : " جاءك وأر " ، جاءك ذعر وفزع. لم يعد في الناس ناصح ودود نزيه !
هوّن عليك . فالسيارات أكثر من الانفجارات في العراق. أعرف أنك تريد مركبة يغرّها الثناء . مالك إلا " كاديلاك " .
استغفر الله رب العالمين . فلولا الصداقة لقلت إنك متآمر. لأن هذه السيارة أمريكية ، فأنت تريد أن يكون (أمري كَيَّةً). لماذا تتمنى الكيّ لي؟ صدّقني ، إنني أسمع هذا " كادَ لكْ " ثم إنني لا أستطيب هذا الاسم ، فهو عندي " كادَ يُلاك" هذا مُحال.
دعنا من كل ذلك. هل تريد فرنسية رشيقة أنيقة؟ اقتن " سترين " ولو لسواد عيون المواقف الفرنسية الإيجابية من القضايا العربية .
أنت كائن عجيب . تكون الأمور واضحة أمامك ، ولا تستطيع الاهتداء إليها . يا عزيزي ، أنا إنسان مؤمن عفيف، أبحث عن الستر . وهذه السيارة تعترف " بعظمة لسانها" : الستر وين؟! مَن يدري؟ ربما هي مصنوعة في " بيغال" . على رأي الشاعر : " جسمُ البغالِ وأحلام العصافيرِ" . أراك تنصب لي فخاً والشاعر يقول :
احـــذر عــدوّك مـــــــرَةً
واحــــذر صديقــك مرَتيــــن
فـلــــــربَما أغــــراك خِلُّك
باقــــــــتـــناء " الســتروَيْنْ"
عليك بهذه إذن : "بيجيو: ، حتى لا تخرج فرنسا من المولد بلا حمص.
الله الله ، على هذا الاختيار . انت مُصرٌّ على هلاكي. تريد أن اقع في ستين داهية . ما رأيك في " ابن منظور" صاحب "لسان العرب " ؟ هو الآخر متطيّر في نظرك؟ يقول: " البائجة هي الداهية" ويضيف : باجتهم البائجة ( =بيجيو ) حلّت بهم المصيبة" ! أم انا غلطان؟ فإذا لم يَكفْك هذا ، فاقلب " بيجو " : وجيب " ، وأعوذ بالله من وجيب القلب ، خفقانه واضطر به. يقولون : " احذر يوماً فيه وجيب القلوب"
انس الموضوع، ففرنسا لديها المزيد. ماذا تقول في " رينو" ؟
في قلبك مرض يا هذا ؟ أم أنت جاهل بعلم الاشتقاق ؟ بل هما معاً : فالرَّيْن هو الدّنس ، هو سواد القلب . والهم ّ والعياذ بالرحمن. وهو الصدأ ، الذي لا تأمين ضدّه .
لِمَ لا تنتقي سيّارة " أوبل " ، فقد استمتع مَن قاد ، وسُرَّّ مَن راى؟
عفواً : إلا الحماقة أعيت من يُداويها فهذه المركبة تصيح جهاراً نهارا ك غيري وبيلٌ وانت " أوْبَل" ومع ذلك أنت لا تسمع ولا تعي.
آه ، وجدتها. ألم تسمع بقول الشاعر:
" لكل مركبةٍ نوعٌ ينافسها
إلا" الفيراريَ" أعيت مَن يجاريها"
فهل ستظل مُتردداً؟
سبب فراري من " الفيراري" لا يستطيع مخّك إدراكه . فصاحبها منها " في رارٍ" . والرّار عند العرب: فساد المخ وضعفه . يقولون : " أرار الله مخه . فكيف أشتري فساد العقل بمئات الألوف؟!
إذن ، عليك بالسيارا اليابانية : التكنولوجيا المتقدمة ، والاقتصاد في الوقود ، حتى لا يُرمى لك بقشرة موز البرميل بخمسين دولاراً . ألم تسمع الشاعر يقول:
" رينو على القاع واليابان كالعلم
أنصحك بشرا ء " مازدا"
أتشاءم من أي كلمة أو اسم يبدئ بالنفي .
أما " زَدَا" فهو من " الرَّدْو" أي لعب الصبيان. وما كنت أظنك سيئا إلى هذا الحد.
أنت شخص عجيب ، لا يعجبك أكل السوشي ، ولا ركوب الميتسوبيشي"
ها انت كالببغاء ، تقول ما لا تعلم ,تريد أن ارتمي في أحضان " ميتسوبيشي" وانت لا تعرف حتى معنى " البيش " ، بينما هو نبات سام ، بشهادة " لسان العرب " فصاحب السيارة : ميت سوء بيش .
لقد نسيت السويد . هل فكرت في " فولفو" ؟
دعني أفكر، كأنك بدأت تعقل. فالعرب تقول : " حديقة فَوْلَفٌ" ، أي ملتفة . والفولف أيضاً بطان الهودج . وهو كذلك الثوب الرقيق. مسألة فيها نظر. شئ يبعث على التفاؤل: أول مرة تقول شيئا لا ترتعد له الفرائض.
هناك سيارة سويدية أخرى ، لا ينتطح في جودتها عنزان. إنها " ساب" .
قاتلك الله . تقول " صاب" وما صاب إلا ذلك النبات المرّ . كلامك يُدمِّر الأعصاب ، ويزيد الأوصاب ، وهو رجس كالانصاب . بدأت بمرسيدس وانتهيت إلى الصاب ، فخير لي تركك والاجتناب عنك.
مع تحياتي
الدلـــوع
اضافة رد مع اقتباس
[/Glow] 
المفضلات