السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اكثر الاشياء التي احبها هي قراءة كتب التاريخ فهي بوابة تأخذني لرؤية احداث لم اكن لاراها او اسمع عنها فهي أشبه برحلة زمنية لكنها مجانية ، لكن المشكلة هي أن كثيرا من المؤلفين والمؤرخين يكونون منحازين بقصد او بدون قصد لجانب دون الاخر ما يجعل التأكد من بعض الاحداث امرا صعبا كما ان المنتصر يكتب التاريخ كما يقال فتضيع منا بعض الحقائق ..
سأتكلم اليوم عن شخص كان وما زال يثير الجدل على الرغم من مرور الف وثلاثمئة وخمسة وثلاثين عاما على وفاته ، شخص لابد ان العارفين بالتاريخ قد عرفوه بمجرد قراءة اسم الموضوع ، أما بالنسبة لمن لم يعرف فهو فهو الشخص الذي حكم العراق في أحدى اكثر فتراته حرجا وتشرذما ، هو الحجاج بن يوسف الثقفي
نسبه
هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل وينتهي نسبه لثقيف ، جد أمه هو عروة بن مسعود الذي تمنى العرب نزول القرآن على اثنين كان هو احدهما وأمه هي الفارعة بن همام أما أبوه يوسف فقد كان معلما للقرأن .
يقال أن الحجاج ولد قبل ان تتم امه الشهور التسعة لذلك ولد ببعض العاهات مثل ضعف البصر والبنية بشكل عام ويذكر انه حين ولد دعت امه احد اطباء العرب في ذلك الوقت فاشار عليهم بذبح بعض المواشي وتمريغه بدمها و لفه بجلودها عسى أن تعيده لمثل رحم امه
منذ صغره اشتهر بالبلاغة وكان يثير حسد اقرانه فكانوا يعيرونه بعيوبه من ضعف في جسده وعمش في بصره وحين بلغ و اشتد عوده عمل مع ابيه في تربية الصبية وتعليمهم القرأن إلا إن ذلك لم يكن يشبع طموحه فانضم لجيش بني أمية الذي حارب عبد الله بن الزبير في الجزيرة لكن الجيش هزم وفر جنوده وكان الحجاج ضمن من فروا مع أبيه في ذلك اليوم
لكن ذلك لم يفت في عضد الحجاج فذهب للشام حتى يكون قريبا من بيت الخلافة وبدأ حياته هناك جنديا ضمن شرطة روح بن زنباع فكان ينتهز كل فرصة لتوبيخ الجنود وتلميع صورته في عين روح بن زنباع حتى عينه مساعدا له فتحسن اداء الشرطة في عهده واتضح الانضباط فيهم على عكس الجيش الذي لم يكن جنوه جنودا نظاميين بل مجموعة من جامعي الغنائم وقناصي الفرص وكان ذلك يقض مضجع عبد الملك بن مروان فاستشار روح بن زنباع بذلك فاشار عليه بتولية الحجاج عليهم ففعل فتغير الجيش ما كان لذلك اعظم الاثر عند عبد الملك حتى أنه لم يعاقب الحجاج عندما شكاه روح بن زنباع لقسوته على رجاله لرفضهم اتباع الاوامر
/\
/\
المفضلات