بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
رأيت نسبة المواضيع العلمية في المنتدى العام قليلة ،
لذا أحببت أن أقدم هذا البحث المتواضع ،
الذي يتحدث عن سيدة الغدد ،
ألا وهي الغدة النخامية ،
البحث طويل نوعاً ما ،
لكنه شامل بإذن الله ،
أرجو أن يفيدكم...
يتبع...
لولا إيماني لأصبحتُ مجنوناً
كيف يمكن أن تصمد أمام كل هذا المنكر وهذا الظلم دون إيمان ؟
وحدها التقوى تعطيك القدرة على الصمود
مقتطف من " ذاكرة الجسد " لـ أحلام مستغانمي
تميزت المنجزات العلمية في قطاع العلوم خلال القرن العشرين بسيطرة الفكر الأكاديمي حول الطب البشري على مؤلفات علم الفسيولوجيا والغدد الصماء والتشريح والكيمياء الحياتية سواء في المراجع باللغات الأجنبية أو المؤلفات والمراجع المترجمة إلى اللغة العربية.
وقد تطورت العلوم الطبية والعلوم البيولوجية التطبيقية خلال السنوات الأخيرة ، حتى وصلت إلى مستويات رفيعة من حيث غزارة الإنتاج ، وعدد ومستوى المؤلفات العلمية والأكاديمية والآفاق التطبيقية في مختلف قطاعات الحياة.
وقد انعكس ازدهار العلوم الطبية والبيولوجية التطبيقية في احتلال علم الغدد الصماء (Endocrinology) مكانة مرموقة بين مختلف الاختصاصات العلمية ، وقد شمل التطور العلمي المعاصر بلورة مفاهيم متكاملة في مجال فسيولوجيا الغدد الصماء (Endocrine Physiology) ، وكذلك ظهور فرع جديد من المعرفة العلمية هو علم الغدد الصماء العصبي (Neuroendocrinology) ، حيث أن المعطيات العلمية التي أصبحت موثقة بين أيدينا خلال المرحلة الراهنة لم تكن معروفة خلال السنوات الماضية ، مما يوضح عمق وغزارة المنجزات العلمية عشية القرن الحادي والعشرين.
ونحن نعتقد بأن أحد العوامل المهمة التي ساعدت على اتساع أفق هذا القطاع من المعرفة ، هو إدخال تقنيات الدراسة المقارنة ، حيث أن الأبحاث حول الغدد الصماء لم تعد مقتصرة على علاج أمراض الغدد ذات الأسباب الهرمونية في الإنسان ، بل شملت الدراسات البحثية فعالية الهرمونات في مختلف المجاميع.
يمثل علم الغدد الصماء (Endocrinology) ، أحد فروع الفسيولوجيا الذي يهتم بدراسة الهرمونات والغدد التي تكونها والأعضاء التي تؤثر فيها.
وسأقدم في هذا البحث المتواضع ، دراسة غدة من هذه الغدد ، ألا وهي (الغدة النخامية) (pituitary Gland) ، تلك الغدة التي تعد معجزة من معجزات الخالق جل وعلا ، تلك الغدة الصغيرة التي تسيطر على معظم فعاليات الجسم ، فهي نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، تستحق الشكر والحمد ، فلو حدث خلل بسيط في تلك الغدة الصغيرة ، لاختلت معظم وظائف الجسم ، فسبحان من خلق هذا المصنع الصغير الذي تنبعث منه أهم المواد في جسم الإنسان.
يتبع...
تعد الغدة النخامية أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان ؛ وذلك لسيطرتها على معظم النشاطات الحيوية في الجسم ، بما فيها نشاطات الغدد الصماء الأخرى، لذلك فهي تلقب بسيدة الغدد الصماء.
تزن الغدة النخامية حوالي نصف غرام (حجم حبة الحمص) ، حيث أن أبعادها تصل في الإنسان بين 10× 13× 6 مليمتر. تغطى الغدة النخامية بنسيج رابط حيث تقع في تجويف عظمي في قاعدة الدماغ ، وتحت منطقة الهايبوثلامس (تحت المهاد) مباشرة ، حيث ترتبط الغدة النخامية مع الهايبوثلامس من النواحي التشريحية والوظيفية.
الغدة النخامية عند الأطفال
الغدة النخامية عند البالغين
تتكون الغدة النخامية من ثلاثة أقسام :
1- الفص الأمامي.
2- الفص الخلفي.
3- الفص الوسطي.
ففي الفص الأمامي تفرز الخلايا المنتشرة فيه عدة أنواع من الهرمونات المهمة لحيوية الجسم. أما الفص الخلفي فيعد مخزن للهرمونات العصبية التي تتكون في خلايا الهايبوثلامس.أما الفص الوسطي فهو يقع بين الفصين السابقين.
حظيت الغدة النخامية بأكبر قسط من الدراسة العلمية التشريحية والفسيولوجية عند الإنسان ، وذلك لدورها البارز في عمليات النمو ، والتكاثر ، وتكوين الحليب عند الأمهات ، وكذلك تنظيم الفعاليات الحيوية الأخرى في الجسم. فهي تلعب دوراً ملحوظاً في الانفعالات النفسية الحاصلة من تغير مستويات الهرمونات.
تقوم الغدة النخامية بأداء الوظائف المذكورة ، والسيطرة على فعالية الغدد الصماء الأخرى خلال إفرازاتها الهرمونية التي تنظم فعالية المبايض، والخصى، والثدي ، والغدة الدرقية ، وعضلات الرحم ، والأنابيب البولية في الكلية. وعلى الرغم من صغر حجم الغدة النخامية ، ولدورها البارز في حيوية الجسم وفعاليته الفسيولوجية، أطلق عليها العلماء لقب سيدة الغدد الصماء.
النمو الجنيني للغدة النخامية:
يتطور الفص الأمامي للغدة النخامية خلال عمليات النمو الجنيني من طبقة (الإكتوديرم) التي تبطن الفم ، والذي يدعى (جيب راثكي).ويتطور الفص الخلفي للغدة النخامية من قلع الدماغ الأوسط دون أن ينفصل عن سقف الفم.
التزويد الدموي للغدة النخامية:
تستلم الغدة النخامية مجموعة من الأوعية الشريانية ، والتي تشمل:
1- الشريان النخامي العلوي:
وهو الذي يموّن منطقة البروز الوسطي، وساق الغدة النخامية، والهايبوثلامس.
2- الشريان النخامي السفلي:
وهو الذي يموّن الجزء العصبي ، وجزء قليل من ساق الغدة النخامية.
ترتبط هذه الأوعية الدموية الشريانية مع الأوردة التي تنتشر في الجزء الأمامي من الغدة النخامية ، حيث تكوّن أوعية دموية شعرية جيبية ، حيث يدعى هذا بالجهاز البوابي النخامي ، والذي يرتبط مع الهايبوثلامس. وهناك اثنين من الشرايين النخامية السفلى التي تمتد على جانب الغدة النخامية ، وتقوم بتزويد الفص الخلفي.
وقد لوحظ وجود تزويد عصبي للفص الأمامي للغدة النخامية بشكل ظفيرة عصبية ، تدعى (الظفيرة السباتية) ، وهي تصاحب التفرعات الشريانية ، حيث يبدو أن لهذه الظفيرة وظيفة التأثير وتحريك الأوعية الدموية ، أي أنها لا تؤثر على الخلايا الإفرازية في الفص الأمامي للغدة النخامية.
إن دراسة الأوعية الدموية بين منطقة الهايبوثلامس والفص الأمامي ، كشفت إمكانية نقل الهرمونات المتكونة في الهايبوثلامس إلى الفص الأمامي ، حيث أن هذه الهرمونات هي ذات قدرات على تحفيز وتثبيط إفراز هرمونات الغدة النخامية.
إن الهرمونات المتولدة في الهايبوثلامس تُنقَل خلال المحاور العصبية إلى منطقة البروز الوسطي في قاعدة الهايبوثلامس.
تتجمع الحبيبات العصبية الإفرازية في البروز الوسطي ، وفي نهاية المحاور العصبية ، والتي تقع قرب قاعدة الهايبوثلامس ، وقرب الأوعية الشعرية الأولية. إن هذا النوع من التركيب التشريحي يسمح بنقل المواد الفعالة وبكميات دقيقة جداً إلى الفص الأمامي من الغدة النخامية.
تقنيات دراسة تركيب الغدة النخامية:
تشمل الطرق العلمية المتبعة في الدراسة التشريحية والوظيفية للغدة النخامية ، التركيز على الدراسة النسيجية المفصلة بواسطة المجهر الضوئي ، وكذلك باستعمال صبغات كيميائية متنوعة ذات قدرة على التفاعل مع المكونات النسيجية في الغدة النخامية ، حيث لوحظ بأن بعض الهرمونات تنتج من خلايا حامضية ، وبعضها الآخر ينتج من خلايا قاعدية.
تدرَس الفاعلية الإفرازية ، وتركيب خلايا الغدة النخامية بواسطة المجهر الإلكتروني.
وفيما يلي شرح مفصل لأقسام الغدة النخامية
يتبع...
اخر تعديل كان بواسطة » SaLaZaR في يوم » 27-01-2009 عند الساعة » 19:01
الفص الأمامي من الغدة النخامية:
قسم الباحثون أنواع الخلايا الإفرازية في الفص الأمامي للغدة النخامية حسب أنواع الحبيبات الإفرازية إلى نوعين:
1- الخلايا التي لا تتقبل الصبغة:
وهي عبارة عن خلايا خالية من الحبيبات الإفرازية.
2- خلايا أليفة الصبغة :
وهي عبارة عن خلايا فعالة حاوية على حبيبات إفرازية ، ويمكن تقسيمها إلى ما يأتي:
أ- خلايا حامضية:
وهي التي تصطبغ حبيباتها بالصبغات الحامضية ، وهي على نوعين:
- خلايا (Somatotroph) : وتقوم بإفراز السوماتوتروبين (هرمون النمو).
- خلايا (Lactotroph) : وتقوم بإفراز البرولاكتين.
ب- خلايا قاعدية:
وهي التي تصطبغ حبيباتها بالصبغات القاعدية ، وهي على أربع أنواع:
- خلايا (Gonadotroph) : وتقوم بإفراز هرمون (الفوليتروبين) ، وهو الهرمون المحفز لنمو حويصلات المبيض.
- خلايا (Gonadotroph) : وتقوم بإفراز هرمون (الليوتروبين) ، وهو الهرمون المحفز للإباضة.
- خلايا (Thyrotroph) : وتقوم بإفراز هرمون (الثايروتربين) ، وهو الهرمون المحفز للغدة الدرقية.
- خلايا (Corticotroph) : وتقوم بإفراز هرمون (الكورتيكوتروبين) ، وهو الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية.
يتبع...
أنواع الخلايا الإفرازية في الغدة النخامية:
تصنف الخلايا الموجودة في الفص الأمامي للغدة النخامية استناداً إلى إفرازاتها الهرمونية ، وتقبلها لتقنيات الاصطباغ في الدراسات النسيجية الكلاسيكية.
تؤثر الهرمونات المصنوعة في الفص الأمامي للغدة النخامية على العمليات الأيضية في أنحاء الجسم ، إضافة إلى أن بعضها ذو تأثير محدد على عضو معين في الجسم.
يمكن ملاحظة وجود حبيبات إفرازية في الفص الأمامي للغدة النخامية للجنين في الإنسان بعد انتهاء الشهر الثالث (أي يكون العمر 12 أسبوع) ، ولكن وقت إفراز هرمونات الغدة النخامية عند الجنين لا يزال غير معروف لغاية الوقت الراهن.
وفيما يلي عرض لأنواع الخلايا الإفرازية في الغدة النخامية:
1- الخلايا المنتجة لهرمون النمو:
أوضحت الدراسات النسيجية للأنسجة في الفص الأمامي للغدة النخامية للإنسان ، بأن بعض الخلايا الحامضية تولد كميات عالية من هرمون النمو ، وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بـ(العملقة) إذا كانت هذه الزيادة في هرمون النمو أثناء مراحل الطفولة المبكرة ، في حين أن الشخص إذا أصيب بذلك بعد مرحلة البلوغ ، فسيعاني من مرض (Acromegaly) ، حيث تتضخم عظام اليدين والقدمين وعظام الوجه.
تتميز الخلايا المولدة لهرمون النمو بأنها تملك حبيبات إفرازية (قطرها 300- 350 نانوميتر) ، والنواة تقع في مركز الخلية.
إن هرمون النمو هو مادة بروتينية ، يتكون من 191 حامض أميني بشكل سلسلة مستقيمة ، وهو ذو تأثير ملحوظ على مختلف العمليات الأيضية في الجسم.
2- الخلايا المنتجة لهرمون (البرولاكتين):
تحتوي هذه الخلايا على حبيبات قاعدية ، ذات قدرة على الاصطباغ بمادة (Erythrosin) أو (الكارمين) ، حيث تتميز عند فحصها بالمجهر الالكتروني باحتوائها على حبيبات إفرازية كبيرة وكثيفة ومتعددة الأشكال ، ذات قطر (550- 600 نانوميتر. تقوم هذه الخلايا بإفراز هرمون البرولاكتين ، حيث يزداد عدد هذه الخلايا أثناء مرحلة الحمل والرضاعة.
يضم البرولاكتين حوالي 198 حامض أميني. هناك بعض الأدلة العلمية حول دور هذا الهرمون في تحفيز سلوك الأمومة ، ولا يزال دور هذا الهرمون عند الذكور غير معروف لغاية الوقت الراهن.
3- الخلايا المنتجة للهرمونات التكاثرية:
يوجد في الفص الأمامي للغدة النخامية نوعين من الخلايا ذات العلاقة بوظيفة التكاثر هما:
أ- الخلايا المنتجة لهرمون (FSH):
وهي خلايا كبيرة ومستديرة الشكل ، وذات حبيبات إفرازية كثيفة ، قطرها حوالي (200 نانوميتر) ، إضافة إلى وجود أجسام جولجي بكثافة عالية.
ب- الخلايا المنتجة لهرمون (LH):
وهي خلايا صغيرة ومستديرة الشكل ، وتحتوي على حبيبات قطرها (250 نانوميتر). وكلا النوعين السابقين من الخلايا هي ذات حبيبات قاعدية.
أشارت الأبحاث إلى أن كافة الخلايا الحاوية على هرمون (FSH) في الفص الأمامي للغدة النخامية ، تحوي على هرمون (LH).
إن هرمون (FSH)نوع من الهرمونات البروتينية السكرية ، وهو يتكون من 236 حامض أميني. وهرمون (LH) هو أيضاً من الهرمونات البروتينية السكرية ، حيث يتكون من سلسلتين من الحوامض الأمينية ، الأولى تتكون من 96 حامض أميني ، والسلسلة الثانية تتكون من 119 حامض أميني.
4- الخلايا المنتجة للهرمون المغذي للغدة الدرقية:
تنتشر هذه الخلايا في الجزء الوسطي من الفص الأمامي للغدة النخامية ، وهي خلايا كبيرة ومتعددة الأوجه ، حيث يمكن تمييزها بسهولة بواسطة المجهر الالكتروني.
يود في السيتوبلازم حبيبات إفرازية صغيرة قطرها (120- 200 نانوميتر) ، وهذا النوع من الخلايا هو ذات حبيبات قاعدية ، وتقوم هذه الخلايا بإفراز هرمون (TSH) وهو نوع من الهرمونات السكرية.
5- الخلايا المنتجة للهرمون المغذي لقشرة الغدة الكظرية:
تنتشر هذه الخلايا في الجزء الوسطي والجانبي من الفص الأمامي للغدة النخامية ، وقد أشارت الدراسات العلمية أن (ACTH) ينتج في الخلايا القاعدية عند الإنسان ، وهي خلايا تحوي حبيبات إفرازية ذات قطر (100- 200 نانوميتر).
يتكون هرمون (ACTH) من 39 حامض أميني ، وقد أشارت الأبحاث العلمية إلى إمكانية إنتاج هرمون (ACTH) - المغذي لقشرة الغدة الكظرية - وهرمون (MSH) - المسؤول عن تلوين الجلد - في أنواع من الفقاريات من نفس النوع من الخلايا في الغدة النخامية.
إن إفراز كلا الهرمونين (ACTH) و (MSH) من نفس الخلايا يفسر سبب التغاير في إفرازاتها بشكل متوازي في حالات مرضية متنوعة تصيب الغدة الكظرية، والخلايا التي تفرز هذه الهرمونات هي متعددة الأوجه ، وذات نوى مركزية الموقع ، وذات شبكة إندوبلازمية خشنة.
يتبع...
اخر تعديل كان بواسطة » SaLaZaR في يوم » 28-01-2009 عند الساعة » 02:49
هرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية:
يمكن تقسيم هرمونات الغدة النخامية إلى مجموعتين:
المجوعة الأولى تمثل الهرمونات التي تؤثر على الجسم على نحو مباشر ، وتشمل هرمون النمو ، والبرولاكتين الذي يؤثر على أنسجة الثدي. أما المجموعة الثانية فتمثل الهرمونات التي تؤثر على الجسم على نحو غير مباشر من خلال تأثيرها على غدد أخرى ، وتشمل الهرمون المحفز للغدة الدرقية ، والهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ، والهرمون المحفز لنمو حويصلات المبيض ، والهرمون اللوتيني (هرمون الإباضة)، وهناك هرمون آخر يسمى الهرمون المحفز للخلية الميلانية ، الذي يُفرز من الفص الوسطي ، الذي يعد أحد أجزاء الغدة النخامية.
وفيما يلي عرض لهرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية:
هرمون النمو:
وهو عبارة عن بروتين معقد ، ويتألف هذا الهرمون من سلسة غير متفرعة مؤلفة من 191 حامض أميني.
تأثيرات هرمون النمو:
1- النمو:
إن نمو الجسم بشكل عام يعتمد بشكل مطلق على هرمون النمو ، إلا أن هناك بعض أشكال النمو لا تعتمد على زيادة إفراز هرمون النمو ، مثل التئام الجروح ، أو نمو الكبد بعد الاستئصال الجزئي له ، وكذلك عملية تعويض كريات الدم الحمراء ، أو الخلايا المبطنة للأمعاء ، إلا أن بعض الفعاليات لا تستلزم وجود هرمون النمو ، مثل نمو الشعر ، وزيادة حجم الغدة الكظرية ، والدرقية ، والمبايض ، والخصى ، والرحم ، والبروستات ، والحويصلات المنوية ، علاوة على نمو الجنين في أثناء المراحل الجينية الأولى.
إذا كان هناك خلل في إفراز هرمون النمو ، فسوف يؤدي إلى حدوث بعض الحالات المرضية ، كالتقزم نتيجة انخفاض إفراز هرمون النمو ، وقد يصاحب التقزم انخفاض فعالية الغدد الدرقية والمبايض والخصى وقشرة الغدة الكظرية ، وقد يكون نقص الهرمون ناتجاً عن خلل وراثي ، وقد ينشأ قصر القامة نتيجة عدم الاستجابة لهرمون النمو.
أما الزيادة في إفراز هرمون النمو ، فتعتمد على الفترة التي تحدث فيها ، فإذا حصلت الزيادة أثناء الطفولة ، فإن ذلك سيؤدي إلى إطالة هذه العظام ، وزيادة ترسب الأنسجة اللينة.
أما إذا حصلت هذه الزيادة بعد البلوغ ، فإنها ستؤدي إلى استطالة عظم الفك ، وتشوه عظام الوجه والأطراف والأقدام ، وتدعى هذه الحالة بضخامة الأطراف ، ويلاحظ في الأشخاص المصابين بضخامة الأطراف ، حدوث تثخن في الجلد ، وخشونته ، وزيادة في نمو الأعضاء غير الغدية ، إذ تتضخم الأحشاء الداخلية عادة ، مثل الرئتين ، والكبد ، والقلب.
ونلاحظ أن تأثيرات هرمون النمو بصورة خاصة على العظام ، والعضلات ، والكلى ، والكبد ، والنسيج الدهني. فهرمون النمو لا يؤثر مباشرة على العظم ، بل يقوم بتحفيز الكبد والأنسجة على تكوين (السوماتوميدين) الذي يحفز بدوره اندماج الكبريتات بالغضروف. كما أنه يحفز أيضاً تخليق (DNA) و (RNA) ، وتكوين الكولاجين في الغضروف.
2- أيض البروتينات:
يزيد هرمون النمو من نضوحية الخلايا للحوامض الأمينية ، مما يؤدي إلى زيادة تركيزها داخل الخلايا ، وبذلك تسهم جزئياً في زيادة تخليق البروتينات ، ويكون التأثير جزئياً على الرايبوسومات.
يقوم هرمون النمو بتحفيز استنساخ (DNA) في النواة مؤدياً إلى زيادة تكوين (RNA) ، وهذا بدوره يحفز تخليق البروتينات.
3- أيض الكاربوهيدرات:
يقلل هرمون النمو من استفادة الخلايا من الجلوكوز لغرض الطاقة. وربما يعود ذلك جزئياً إلى تأثير هرمون النمو على الخلايا الدهنية ، وتحريكه للحوامض الشحمية ؛ للاستفادة منها في الطاقة ، وإن زيادة تركيز السكر في الدم تقوم بتحفيز خلايا بيتا البنكرياسية لإفراز كميات إضافية من الأنسولين ، علاوة على أن لهرمون النمو تأثيراً تحفيزياً مباشراً على خلايا بيتا ، فسيؤدي ذلك إلى استنزاف هذه الخلايا وضمورها وبالتالي حدوث داء السكري ، وعليه يدعى تأثير هرمون النمو في هذه الحالة بـ(التأثير المكون للسكري).
4- أيض الدهون:
يقلل هرمون النمو من عملية تخليق الدهون ، ومن التأثيرات الخاصة به هي تحريره للحوامض الشحمية من الأنسجة الدهنية ، وبالتالي زيادة تركيزها في السوائل الجسمية.
إن عملية تحريك الدهون تحت تأثير الكميات المتزايدة من هرمون النمو ، قد تكون كبيرة ، بحيث تؤدي إلى تكوين كميات فائضة من حامض (الأسيتوخليك) في الكبد ، ويؤدي تحرير هذا الحامض إلى السوائل الجسمية إلى تطور حالة تدعى (Ketosis) وهي الزيادة الغير سوية في مقدار (الكيتون) في الجسم.
تنظيم إفراز هرمون النمو:
ينتظم إفراز هرمون النمو بواسطة الهرمون المحرر لهرمون النمو والهرمون المثبط لتحرير هرمون النمو ، ويعتقد بأن انخفاض الجلوكوز في الدم يؤدي إلى تحرير الهرمون المحرر لهرمون النمو الذي يحفز بدوره إفراز هرمون النمو.
إن النوم والأغذية المحتوية على كميات كبيرة من البروتينات ، تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون النمو في الدم. ومن العوامل المثبطة لهرمون النمو : الحوامض الشحمية ، وزيادة السكر في الدم. إن لهرمون النمو وظائف حيوية في عملية البناء ، كما أنه يتعاون مع الهرمون المحفز لقشرة الغدة الكظرية ، والهرمون المحفز للغدة الدرقية ، وهرمون الإباضة ، والهرمون المحفز لنمو الحويصلات المبيضية ، في زيادة تأثيراتها على أعضاء الجسم الأخرى.
يتبع...
هرمون البرولاكتين:
تؤلف الخلايا التي تفرز البرولاكتين حوالي 10- 25% من خلايا الفص الأمامي للغدة النخامية ، وتقع هذه الخلايا بشكل رئيس في الأجزاء الجانبية من الفص الأمامي للغدة النخامية ، وتزداد النسبة المئوية لهذه الخلايا في الغدد النخامية للأم والجنين ؛ نتيجة للتراكيز العالية من (الإستروجينات) أثناء فترة الحمل.
يقوم هرمون البرولاكتين بالتأثير على نحو مباشر على الثدي ، حيث يلعب دوراً مهماً في إدرار الحليب ، وإن تأثير البرولاكتين في عملية إدرار الحليب ، يستلزم تهيئة أنسجة الثدي مسبقاً تحت تأثير الإستروجين والبروجستيرون ، وهذه الهرمونات الأخيرة تقوم بتثبيط عملية إدرار حليب الرضاعة أثناء فترة الحمل ، ويؤدي انخفاض مستواها بعد الولادة إلى إدرار الحليب تحت تأثير هرمون البرولاكتين.
هرمون الثايروتروبين:
يزيد الثايروتروبين من عدد الخلايا الدرقية ، ويسبب تغيير شكلها من خلايا مكعبة إلى خلايا عمودية ، كما أنه يزيد من حجم خلايا الدرقية ، ويزيد فعاليتها الإفرازية ، ويزيد كذلك عدد الأوعية في الغدة الدرقية. فضلاً عن ذلك فإن هذا الهرمون يزيد من ارتباط اليود مع التايروسين ، ويزيد من فعالية مضخة اليوديد مما يؤدي إلى زيادة معدل تجميع اليوديد في خلايا الغدة الدرقية.
هرمون الكورتيكوتروبين:
يعد هرمون الكورتيكوتروبين أول هرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية ، فهو عبارة عن ببتيد متعدد مؤلف من 39 حامضاً أمينياً بشكل سلسلة مستقيمة. وتكمن الفعالية الحيوية لهذا الهرمون في الـ 24 حامضاً أمينياً الأولى ، وأن هناك تشابهاً في الـ 13 حامضاً أمينياً الأولى مع تلك الموجودة في (الميلانوتروبين) - الهرمون المحفز للخلية الميلانية - مما يعكس وجود بعض التداخل في فعاليتهما.
يفرَز الكورتيكوتروبين يومياً بمعدل يتراوح (25- 50 مايكرو غرام) ، وتسهم قشرة الغدة الكظرية بإزالة جزء قليل من هذا الهرمون من البلازما ، أما الجزء الكبير منه فيتم تجزئته في الكبد والكلية.
يُظهر هرمون الكورتيكوتروبين تأثيراته على خلايا قشرة الغدة الكظرية من خلال ارتباطه بمستقبلات خاصة على أغشية هذه الخلايا ، ومن التأثيرات المهمة لهذا الهرمون : تنشيطه لإنزيم (الديسموليز) الذي يحفز تحويل (الكوليسترول) إلى (بريجنينولون) ، كما أن هذا الهرمون يحفز أيضاً عملية تخليق (rna) ، وتخليق بروتينات جديدة داخل قشرة الغدة الكظرية ، مما يؤدي إلى زيادة الفعالية التخليقية للغدة ، وبالتالي زيادة إفرازاتها ، وكذلك زيادة تكاثر خلاياها.
ومن التأثيرات الأخرى لهرمون الكورتيكوتروبين ، تحفيزه لعملية تحلل الدهون في الخلايا الدهنية ، وعملية دخول الحوامض الأمينية والجلوكوز إلى العضلات ، وكذلك تحفيزه لخلايا بيتا البنكرياسية على إفراز الأنسولين ، ويحفز أيضاً خلايا الفص الأمامي للغدة النخامية على إفراز هرمون النمو ، ويتركز الكورتيكوتروبين أيضاً في بعض الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ ، حيث يعمل بصفته ببتيداً عصبياً في العمليات المتعلقة بالذاكرة والتعلم.
هرمون الغونداتروبين:
أشارات الدراسات على أن الغدة النخامية للإناث تحتوي على نوعين من الهرمونات التي تؤثر على المبايض ، أحدهما يحفز نضوج الحويصلات المبيضية ويسمى بهرمون (الفوليتروبين) ، والآخر يحفز تكوين الأجسام الصفراء ويسمى بهرمون (اللتروبين). وهذه الهرمونات عبارة عن مركبات غلايكوبروتينية ، تتألف من وحدتين ألفا وبيتا. إن وحدة ألفا عبارة عن سلسلة مستقيمة مكونة من 89 حامضاً أمينياً مرتبطة بخمسة جسور ثنائية الكبريت ، أما وحدة بيتا التي تعود إليها خصوصية الهرمون ، فتكون أكبر من الوحدة ألفا ، فهي تتألف من 115 حامضاً أمينياً ، وتحتوي على الكاربوهيدرات التي تزيد من فعالية الهرمون.
وفيما يلي شرح لهرمونا (الفوليتروبين) و (اللتروبين):
هرمون الفوليتروبين:
يؤثر هذا الهرمون في الإناث على المبيض ، حيث يحفز خلايا (جرولوسا) على تكوين (الأستروجين) الذي يساعد في نمو الحويصلات المبيضية ، ويرتبط الفوليتروبين بخلايا (جرولوسا) للحويصلات المبيضية ، حيث يزيد من فعالية انقسام هذه الخلايا ، كما أن هذا الهرمون يحفز أحد الإنزيمات الذي يساعد في تحويل (الأندروجين) إلى (الإستراديول). وتتحفز عملية نمو الحويصلات المبيضية من خلال تعاون (الإستراديول) مع الفوليتروبين ، كما ويزداد عدد مستقبلات الفوليتروبين في خلايا (جرولوسا).
أما في الذكور ، فإن هذا الهرمون يؤثر على خلايا (سيرتولي) في الخصى ، حيث يزيد من عملية تكوين النطف الذكرية ، كما أنه يزيد من عدد مستقبلات الهرمون اللوتيني الموجودة على أغشية (ليدج) ، وبذلك يعزز من تأثير الهرمون اللوتيني. ويقوم الفوليتروبين بتحفيز عملية تخليق البروتين الرابط لـ(الأندروجين) في خلايا (سيرتولي).
هرمون اللتروبين:
يؤثر هذا الهرمون في الذكور على نحو رئيسي على خلايا (ليدج) في الخصية ، حيث يحفزها على تكوين وإفراز هرمون (التستوستيرون). أما في الإناث فإن كميات قليلة من هذا الهرمون تكون ضرورية لإيصال الحويصلات المبيضية إلى النضوج التام ، وتحفيزها على إفراز (الأستروجين) ، وفي الوقت المناسب ، تتحرر كميات كبيرة من الهرمون اللوتيني الذي يؤدي بدوره إلى تمزق الحويصلة الناتجة وخروج البويضة مع الخلايا بها بعملية تدعى الإباضة ، وتتحول الحويصلة بعد نمو خلاياها إلى الجسم الأصفر. ويعد الجسم الأصفر غدة صماء ، حيث يُفرز - تحت تأثير اللتروبين - هرموني (الأستروجين) و (والبروجستيرون). ولا بد من الإشارة إلى أن ارتباط عدد قليل من المستقبلات بالهرمون اللوتيني يمكن أن يؤدي إلى ظهور أقصى استجابة.
يتبع...
الفص الخلفي من الغدة النخامية:
يتكون الفص الخلفي من الغدة النخامية من حوالي 100 ألف محور عصبي ، تعود إلى خلايا عصبية إفرازية موجودة في منطقة الهايبوثلامس ، وخاصة في النواة حول البطين الثالث ، والنواة فوق البصرية.
تكوّن المحاور العصبية قناة عصبية ، حيث تنتهي هذه القناة في الفص الخلفي للغدة النخامية قرب الأوعية الدموية.
تتكون الحبيبات العصبية الإفرازية في جسم الخلية العصبية وفي منطقة الهايبوثلامس ، وتندفع هذه الحبيبات في المحور العصبي ، حتى تصل إلى الفص العصبي الذي تخزَن فيه الهرمونات العصبية.
الخلايا العصبية الإفرازية:
تملك الخلايا العصبية الإفرازية نفس المظاهر التشريحية للخلايا العصبية الأخرى، إضافة إلى مواصفات تشريحية مختلفة نوعاً ما ، مثل زيادة الشبكة الإندوبلازمية ، التي تختص لإنتاج المواد العصبية الإفرازية.
إن الحويصلات الموجودة في الخلايا العصبية الإفرازية تشبه الحويصلات الموجودة في منطقة الاشتباك العصبي ، حيث تحوي هذه الحويصلات في داخلها على جزيئات هرمون (الأوكسيتوسين) وهرمون (الفاسوبرسين).
ويعتقد الباحثون بأن المواد العصبية الإفرازية تتولد في الشبكة الإندوبلازمية الخشنة ، ومن ثم تنقَل إلى أجسام جولجي ، وبعد ذلك تتحرك خلال المحاور العصبية في القناة الرابطة بين الهايبوثلامس والجزء العصبي من الغدة النخامية ، حيث تطرح إفرازاتها في الجيوب حول الأوعية الدموية.
وقد كشفت الأبحاث العلمية بأن الخلايا العصبية الإفرازية في النواة فوق البصرية (son) تفرز هرمون الفاسوبرسين ، وأن الخلايا العصبية الإفرازية في النواة حول البطين (pvn) تفرز هرمون الأوكسيتوسين.
يتبع...
هرمونات الفص الخلفي للغدة النخامية:
يفرز الفص الخلفي من الغدة النخامية في الثدييات هرموني الأوكسيتوسين والفازوبرسين (ويسمى الهرمون المضاد للتبول) ،
وفيما يلي شرح لتأثيرات هذين الهرمونين:
تأثيرات الأوكسيتوسين:
1- تحرير الحليب:
يسيطر الأوكسيتوسين على عملية نزول الحليب من غدد الثدي بعد الولادة ، حيث تؤدي الرضاعة إلى تحفيز النهايات العصبية الحسية في حلمة الثدي ، بعدها تنتقل النبضات العصبية عن طريق الأعصاب الحسية إلى الحبل الشوكي ، ثم تمر هذه النبضات خلال الحزم الشوكية إلى منطقة الدماغ الأوسط ، ثم إلى منطقة تحت المهاد
(الهايبوثلامس) ، وتؤدي هذه النبضات إلى تحرير الأوكسيتوسين من الفص الخلفي للغدة النخامية إلى الدم ، حيث ينتقل إلى الثدي مسبباً تقلص الخلايا العضلية الطلائية المحيطة بالحويصلات ، ويؤدي تقلصها إلى إفراز الحليب من الثدي.
2- تقلص الرحم:
لقد استعمل الأوكسيتوسين في حث الولادة عند المرأة ، إذ أنه يسبب تقلص العضلات الملساء الموجودة في الرحم.
وبالرغم من وجود الأوكسيتوسين في دم الأم في أثناء فترة الحمل ، إلا أن تركيزه في الدم يزداد فقط في المراحل النهائية للحمل ، وقد اُفترض بأن الولادة لا تحدث بزيادة إفراز الأوكسيتوسين فقط ، بل أيضاً بزيادة حساسية العضلات الملساء في الرحم لهذا الهرمون ، حيث لوحظ بأن استجابة عضلات الرحم للأوكسيتوسين تصل حدها الأقصى عند الولادة.
3- التأثير على وظيفة الفص الأمامي للغدة النخامية:
يؤدي حقن الأوكسيتوسين في الرجال إلى تثبيط إفراز الكورتيكوتروبين (acth) المستحث بالهرمون المحرر للكورتيكوتروبين (crf).
إن الأوكسيتوسين قد يسهم في الاستجابة العصبية الغدية للإجهاد في الإنسان ، كما ويبدو أن الأوكسيتوسين قد يلعب دوراً مهماً في تحرير البرولاكتين لا سيما في أثناء الرضاعة.
4- سلوك الأمومة:
قد تنشط الإستروجينات المبيضية من سلوك الأمومة من خلال زيادتها لتحرير الأوكسيتوسين ، أو زيادة ارتباطه في منطقة الدماغ ، أو كلاهما.
إن مستويات الأوكسيتوسين تزداد بشكل واضح عند اقتراب موعد الولادة. وقد لوحظ أن حقن الأجسام المضادة للأوكسيتوسين في داخل بطينات الدماغ ، يؤدي إلى ضعف سلوك الأمومة ، وتشير هذه الملاحظات إلى دور الأوكسيتوسين الداخلي في الدماغ في بدء سلوك الأمومة.
يتوزع الأوكسيتوسين على نطاق واسع في الخلايا العصبية للدماغ ، ويزداد تركيزه في السائل الدماغي الشوكي عند اقتراب موعد الولادة.
5- الاستجابة الجنسية في الإنسان:
تزداد مستويات الأوكسيتوسين في البلازما أثناء الإثارة الجنسية للنساء والرجال ، وتزداد بشكل أكثر في أثناء هِزّة الجماع وقذف السائل المنوي.
وقد لوحظ أن الأوكسيتوسين يفرز بشكل خاص في أثناء مرحلة قذف النطف في الرجال ، ولوحظ أن الأوكسيتوسين قد يلعب دوراً في فسلجة الاستجابات الجنسية من خلال تسهيله لتقلصات العضلات الملساء في الرحم والمهبل في المرأة.
إن تحرير الأوكسيتوسين في أثناء الاستجابات الجنسية للرجل ، قد يرتبط بزيادة تقلص العضلات الملساء للقنوات التناسلية ، لذا فإن الأوكسيتوسين يعجل من انتقال النطفة والبويضة ، وبذلك يعزز من نجاح العملية الجنسية.
تأثيرات الفازوبرسين:
1- التنظيم التناضحي (الأسموزي):
يؤدي انخفاض تركيز الأملاح في السوائل الجسمية إلى انخفاض مستويات الفازوبرسين ، مما يؤدي إلى طرح كميات من الماء مع البول. أما زيادة تركيز الأملاح في السوائل الجسمية ، فتؤدي إلى تحرير الفازوبرسين ، وبالتالي الاحتفاظ بالماء وطرح بول عالي التوتر.
ويعد تركيز الأملاح في السوائل الجسمية من العوامل المهمة في تنظيم إفراز الفازوبرسين.
تتركز مستقبلات التناضح في الجزء الأمامي من منطقة تحت المهاد ، فعندما يزداد تركيز السوائل الجسمية ، فإن ذلك يؤدي إلى سحب الماء من خلايا مستقبلات التناضح بعملية الترشيح ، وبالتالي انخفاض حجم هذه الخلايا ، وبدء نبضات عصبية في تحت المهاد ، تؤدي إلى إفراز كميات إضافية من الفازوبرسين. أما انخفاض تركيز السوائل الجسمية ، يؤدي إلى دخول الماء إلى خلايا مستقبلات التناضح بعملية الترشيح ، وهذا مما يؤدي إلى قلة النبضات العصبية المسؤولة عن إفراز الفازوبرسين.
2- حجم الدم وتنظيم الضغط:
تؤثر التغيرات الحاصلة في حجم الدم وضغطه على إفراز الفازوبرسين ، ويتم تحسس هذه التغيرات بواسطة مستقبلا الضغط الموجودة في الأذين الأيسر، والقوس الأبهري ، والجيب السباتي.
ويعمل الفازوبرسين على انقباض العضلات الملساء في الأوعية الدموية ، ولذا فإنه يسبب ارتفاع ضغط الدم.
3- التأثير على وظيفة الفص الأمامي للغدة النخامية:
يحفز الفازوبرسين إفراز الكورتيكوتروبين (acth) من الغدة النخامية ، وبالتالي إفراز الكورتيزول من الغدة الكظرية.
إن أعلى استجابة للفازوبرسين يمكن الحصول عليها عند إعطائه مع الهرمون المحرر للكورتيكوتروبين ، حيث يحدث تعاون الفازوبرسين والهرمون المحرر للكورتيكوتروبين في تحفيز إفراز الكورتيكوتروبين.
يتبع...
الفص الوسطي من الغدة النخامية:
عند فحص الفص الوسطي بواسطة المجهر ، يوضح احتوائه على عدد كبير من الأوعية الدموية ، ولكن أنواع الخلايا الموجودة فيها هي خلايا غير معروفة الوظيفة مقارنة مع الخلايا الأخرى للغدة النخامية ، حيث أن هذه الخلايا مرتبة بشكل حبال أو أشرطة إلى جانب الأوعية الدموية.
يتألف الفص الوسطي من خلايا تصطبغ بالصبغات القاعدية ، وتكون حاوية على حبيبات إفرازية ، ويفرز الفص الوسطي الهرمون المحفز للخلية الميلانية.
يتميز الفص الوسطي للغدة النخامية بأنه أثري عند الإنسان ، حيث يتكون من خلايا قاعدية حاوية على حبيبات إفرازية ذات قطر (200- 300 نانوميتر) ، وأشارت الدراسات العلمية إلى أن الفص الوسطي يمكن ملاحظته بسهولة عند أجنة الإنسان.
يتبع...
الهايبوثلامس (تحت المهاد):
يكوّن الهايبوثلامس جزء قليل من حجم الدماغ (4- 5%) ، وهو الجزء القاعدي للدماغ الأوسط ، حيث يكوّن قاع البطين الثالث وجزء من جداره الجانبي ، إضافة إلى منطقة قبل البصرية ، والتصالب البصري ، والحدبة الرمادية ، والبروز الوسطي ، والجسم الحلمي.
شمل مجال البحث العلمي كافة فروع العلوم البيولوجية ؛ لاستيعاب طبيعة هذا الجزء من النسيج البيولوجي ، والذي يقوم بالسيطرة على فعاليات عديدة ، تمثل الأساس الفعلي للحياة ، تشمل وظائف الهايبوثلامس التوقيت البيولوجي ، والسلوك ، وموازنة السوائل الجسمية ، ومظاهر السلوك الجنسي ، وكذلك تنظيم وظائف الغدد الصماء.
يتكون الهايبوثلامس من مجموعة من النوى العصبية ، والتي يمكن تصنيفها إلى ما يأتي:
1- النواة قبل البصرية.
2- النواة فوق التصالب البصري.
3- النواة فوق البصرية.
4- النواة حول البطين الثالث.
5- النواة الظهرية الوسطية.
6- النواة البطنية الوسطية.
7- النواة الأمامية.
8- نواة الجسم الحلمي.
9- النواة المقوسة.
يتبع...
تنظيم وظيفة الهايبوثلامس:
تنتج هرمونات الهايبوثلامس في داخل الخلايا العصبية الإفرازية التي تقع في المنطقة المولدة للهرمونات (هي المنطقة التي تسيطر على إنتاج الهرمونات المحفزة والمثبطة للفص الأمامي للغدة النخامية) أو في مناطق الأخرى من الهايبوثلامس.
تمثل هذه التراكيب العصبية المتخصصة (ذات فعالية هرمونية - جسمية) وسيلة ربط بين خلايا الدماغ والجهاز الهرموني ، حيث تعرف بالخلايا الببتيدية والعصبية المحولة.
إن فعالية هذه الخلايا الببتيدية تتم من خلال السيطرة المباشرة أو غير المباشرة على المراكز العصبية العليا في بقية أجزاء الدماغ ، وكذلك خلال تغيرات في البيئة الداخلية والخارجية التي تحيط بالإنسان والفقاريات عموماً.
هناك عوامل فيزيائية ونفسية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي ، حيث تنعكس تأثيراتها على الهايبوثلامس ، حيث ينقل التأثير بعد ذلك ، وينعكس في مستوى الهرمونات ووظيفة الغدة النخامية ، ومن ثم إلى الغدد الصماء الأخرى المنتشرة في أنحاء الجسم ، وبالتالي تمكنها من الاستجابة الفعالة للحوافز الخارجية.
تشمل المنبهات الداخلية التي تؤثر على وظيفة الهايبوثلامس كافة المؤثرات التي تصل من خلال التزويد العصبي ، والإيقاعات التوقيتية الزمنية ، والاستجابة الانعكاسية ، والتغيرات الهرمونية والكيماوية والفيزيائية في السائل الدماغي الشوكي والدم القادم من القلب ، وكذلك كافة المواد الموجودة في الدم في الجهاز البوابي بين الهايبوثلامس والغدة النخامية ، إضافة إلى الحوافز الأخرى المتمثلة في الإجهاد والتغايرات الموسمية في الضوء والحرارة والتي تنقَل من خلال الحواس إلى الدماغ، وبالتالي إلى الهايبوثلامس.
الإيعازات العصبية:
- الحواس: السمع ، البصر ، الشم ...
- المستلمات الخارجية: الرضاعة ، العمليات الجنسية ، الألم ، الحرارة ...
- المستلمات الداخلية : الرحم ، المهبل ، حجم الدم ، المستلمات الكيماوية ...
- الإجهاد: الفيزيائي ، العاطفي ، الازدحام ...
- الدورات الإيقاعية: دورات النوم ، اليقظة ...
- الحوافز من السائل الدماغي الشوكي csf)
-الحوافز عن طريق الدم
- الهرمونات: هرمونات الغدة النخامية ، هرمونات الغدة الدرقية ...
- مواد أخرى : سكر الجلوكوز ، الحوامض الأمينية ، الغازات الموجودة في الدم ...
ولا بد من الإشارة هنا ، إلى وجود اختلافات وظيفية بين الأنواع المختلفة في السيطرة على فعالية الهايبوثلامس.
يتبع...
اخر تعديل كان بواسطة » SaLaZaR في يوم » 27-01-2009 عند الساعة » 17:30
مستويات تنظيم عمل الهايبوثلامس:
1- العمل التلقائي (الذاتي) للخلايا الببتيدية:
يعتقد بأن الخلايا العصبية الببتيدية في الهايبوثلامس ، هي ذات قدرة على أداء بعض قدرات العمل الوظيفي التلقائي ، حيث تم إثبات ذلك تجريبياً من خلال عزل محور الهايبوثلامس عن بقية أجزاء الدماغ.
إن السيطرة العصبية على وظيفة الغدة النخامية هي بمستويين ، هما:
الأول: يمثل منطقة الهايبوثلامس ذاتها ، التي تنظم الإفرازات الأساسية للفص الأمامي والعصبي.
أما الثاني: فيتمثل في التراكيب العصبية الأخرى التي تقع خارج منطقة الهايبوثلامس، والتي تحفز أو تثبط إفراز الهرمونات من الغدة النخامية.
2- تأثير مناطق الدماغ الأخرى:
تساهم المراكز المخية في نقل وتزويد المعلومات إلى الهايبوثلامس ، وتشمل هذه التراكيب ما يأتي:
- قرن آمون.
- الجسم اللوزي.
- مقدمة السرير البصري.
- الدماغ الأوسط.
إضافة إلى مراكز مخية أخرى ، مثل القشرة الشمية ، والمنطقة البصرية.
يرسل الهايبوثلامس بدوره ألياف إلى مناطق الدماغ المختلفة ، والتي تشمل:
- الجهاز الحافي.
- التكوين الشبكي.
- السرير البصري.
- النخاع الشوكي.
- الفص الخلفي للغدة النخامية.
- اتصال وعائي مع الفص الأمامي للغدة النخامية عن طريق الدورة الدموية البوابية.
إن المعرفة العلمية عن كيفية قيام هذه التراكيب بالتأثير على وظيفة الهايبوثلامس ، هي عملية معقدة من خلال العلاقة التشريحية المعروفة ، وإن الانتقال العصبي من الحواس الجسمية والمستقبلات الخارجية والداخلية ، حتماً يمر من خلال الهايبوثلامس.
إلى أن السيطرة على إفراز الهرمونات تتم بفعل التغذية العكسية الاسترجاعية المؤثرة على المناطق المخية العليا ، وبدورها تنقل الإيعاز العصبي إلى الهايبوثلامس.
إن بعض أجزاء الجسم اللوزي تعمل على تنظيم تحفيز هرمون النمو ، وهرمونات التكاثر ، والهرمونات المغذية لقشرة الغدة الكظرية ، كما أن مناطق أخرى من الجسم اللوزي تعمل على تثبيط إفراز هرمون النمو ، والهرمون المغذي لقشرة الغدة الكظرية.
إن منطقة قرن آمون هي ذات تأثير تثبيطي لإفراز الهرمون المغذي لقشرة الغدة الكظرية ، وهرمونات التكاثر ، وهي ذات تأثير تحفيزي لإفراز هرمون النمو.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية بأن منطقة الدماغ الأوسط هي ذات تأثير محفز لإفراز هرمون النمو ، والهرمون المغذي لقشرة الغدة الكظرية ، وهي ذات تأثير مثبط لإفراز هرمونات التكاثر (FSH) و (LH) .
3- الناقلات العصبية وتنظيم الهايبوثلامس:
تعمل الناقلات العصبية على تنظيم وظيفة الخلايا الببتيدية العصبية في الهايبوثلامس ، وهي الخلايا التي تقوم بإفراز عوامل الإطلاق التي تنظم فعالية الغدة النخامية.
تشمل الناقلات العصبية مجموعة واسعة من الجزيئات العضوية التي تم كشفها في مختلف الخلايا العصبية ، وهي تشمل أمينات الكاتيكول ، وهي:
- الأدرينالين.
- النورأدرينالين.
- الدوبامين.
- السيروتونين.
- الأستيلكولاين.
- أسيد أمينو بيوتيريك.
- الكلايسين.
تشمل المواد المذكورة مركبات عضوية ، إما أمينات عضوية ، أو حوامض أمينية.
تعمل الناقلات العصبية بعد ارتباطها مباشرة مع المستلمات الموجودة في الخلايا العصبية الأخرى.
يملك الأدرينالين والنورأدرينالين نوعين من المستلمات ، هي مستلمات ألفا وبيتا ، ويملك الدوبامين مستلمات متنوعة أيضاً ، ويملك الأستيلكولاين نوعين من المستلمات هي :
1- مستلمات (Muscarinic).
2- مستلمات (Nicotinic).
هناك حالات فسيولوجية عديدة مثل التأثيرات الداخلية والعوامل الخارجية ، التي تسبب في حدوث تغايرات في فعالية الناقلات العصبية في الهايبوثلامس ، وبالتالي تؤثر على وظيفة الغدة النخامية.
تؤثر هذه العوامل على الناقلات العصبية ، وخاصة معدلات الاستهلاك ،ومعدلات الإنتاج. ومن الحالات الفسيولوجية المؤثرة على فعالية الناقلات العصبية هي الدورات الشبقية (Estrous Cycles) ، والإيقاعات اليومية (Diurnal Rhythm)
وإزالة المبايض (Ovariectomy) ، وحقن الستيرويدات والهرمونات الأخرى ، والإجهاد.
يتبع...
مواقع تأثير الناقلات العصبية:
هناك أماكن عديدة أن تؤثر بها الناقلات العصبية في الدماغ في السيطرة على وظيفة الغدة النخامية ، وهي كما يأتي:
1- نقاط الاشتباك العصبي بين خلايا الهايبوثلامس والقناة الناقلة للتزويد العصبي من الجهاز الحافي ، والمناطق الدماغية الأخرى ، أو حتى التزويد الحسي للخلية العصبية في الهايبوثلامس.
2- هناك بعض الأدلة العلمية على وجود الناقلات العصبية في داخل الخلايا الحاوية على الببتيدات في داخل الهايبوثلامس ، أي أن الناقلات العصبية تعمل في نفس الخلايا لتحرير عوامل الإطلاق الهرمونية.
3- توجد الناقلات العصبية في ألياف تسير بشكل متوازي مع الخلايا الببتيدية العصبية في الهايبوثلامس ، وربما الناقلات العصبية تقوم بالتأثير على الخلايا الببتيدية بطريقة (Axo - Axonal)في النهايات العصبية.
4- يُحتمل أن تعمل الناقلات العصبية مباشرة على تحفيز إفراز الهرمونات من الفص الأمامي للغدة النخامية ، أو أن الناقلات العصبية تعمل على تغيير استجابة الغدة النخامية لعوامل الإطلاق الحقيقية الأخرى.
يتبع...
هذا هو بحثي الذي لا يساوي قطرة في بحر العلوم ، فالغدة النخامية هي جزء من فرع من فروع علم الأحياء ، فسبحان من خلقها ، وأوجد فيها أهم مواد جسم الإنسان، فليحمد الإنسان ربه على هذه النعمة العظيمة ، فقد قال تعالى : {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم / الذي خلقك فسواك فعدلك / في أي صورة ما شاء ركبك}
( الانفطار 6- 8 ) ، فهل يعقل أن تقوم تلك الغدة الصغيرة بتلك الوظائف البالغة الأهمية ، فهذا يدل على عظم خالقها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
المراجع...
1- القرآن الكريم.
2- كتاب (علم الغدد الصماء).
3- كتاب (فسلجة الغدد).
4- كتاب (تاريخ العلوم العام).
5- كتاب (Hormonal Control Of Reproduction)
6- كتاب (Mechanisms Of Hormone Action)
7- كتاب (Review Of Medical Physiology)
8- كتاب (Reproductive Interaction)
9- المواقع الإلكترونية:
الكاتب / SaLaZaR
راااااااااااااااائع جدا اطالب بالتثبيت
هرمونات التكاثر (fsh) و (lh) .
المنشط للحوصله المنشط للجسم الاصفر
شكككرا جزيلا لك سالازار
دائما تتحفنا بمواضيعك الجميلة
إلى كل من يدعي أن الحجاب خيار شخصي نقول: كذلك الإسلام بجميع فرائضه (و التي تشمل الحجاب)
السلام عليكم
أهلاً أخي SaLaZaR
لي عودة بإذن الله لقراءة الموضوع
كما ينبغي ...... بسبب طوله
إلــــــى اللقاء إذاً .......
هذا فقط ...
أمواج
السلام عليكم
املا
راااااااااااااااائع جدا اطالب بالتثبيت
إقتباس »
هرمونات التكاثر (fsh) و (lh) .
المنشط للحوصله المنشط للجسم الاصفر
أشكرك أخي على مرورك الجميل...
the black demon
العفو أختي بلاك ديمونشكككرا جزيلا لك سالازار
دائما تتحفنا بمواضيعك الجميلة
هذا من لطفك وذوقك...
أمواج
توقعتُ وجودكِ هنا..
وأنا بانتظار عودتك..
السلام عليكم
أهلاً أخي SaLaZaR
لي عودة بإذن الله لقراءة الموضوع
كما ينبغي ...... بسبب طوله
إلــــــى اللقاء إذاً .......
هذا فقط ...
أمواج
في أمان الله...
عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)
قوانين المشاركة
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات