الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 60
  1. #1

    !x§&¶‰.السيــــــرة الذاتيـــــــة للشــــعراء.‰¶&§x!

    }{®~©}{*§*}{¤¦¤}{
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    }{*§*}{¤¦¤}{®~©}{



    أحببت أن أكتب هذا الموضوع عن سيرة الشعراء الذين طالما اثروا حياتنا بشعرهم الرائع ، وان أردتم أي معلومة عن اي شاعر فصيح فأنا جاهر باذن الله




    نبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدأ



    Hfo35550


    (( نزار قباني ))


    BGZ35192


    البطاقة الشخصية:


    الاسم: نزار توفيق قباني
    تاريخ الميلاد: 21 مارس 1923
    محل الميلاد: حي مئذنة الشحم .. أحد أحياء دمشق القديمة.


    الأسرة:

    أسرة قباني من الأسر الدمشقية العريقة. و من أبرز أفرادها أبو خليل القباني، مؤسس المسرح العربي في القرن الماضي، وجدّ نزار .. أما والده توفيق قباني فتقول كتب التاريخ إنه كان من رجالات الثورة السورية الأماجد، وكان من ميسوري الحال يعمل في التجارة وله محل معروف، وكان نزار يساعده في عملية البيع عندما كان في صباه. أنجب توفيق قباني ستة أبناء .. نزار، رشيد، هدباء، معتز، صباح ووصال التي ماتت في ريعان شبابها أما صباح فهو ما زال حياً .. وكان يشغل منصب مدير الإذاعة السورية.

    المؤهلات الدراسية والمناصب:

    - حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945.
    - عمل فور تخرجه ب السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين.
    - وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966.
    - كان يتقن اللغة الإنجليزية، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952-1955.


    الحالة الاجتماعية:


    زوّج مرتين .. الأولى من سورية تُدعى زهرة وأنجب منها هدباء وتوفيق وزهراء. وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. و رثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها الأمير الخرافي توفيق قباني وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج. والمرة الثانية من بلقيس الراوي، العراقية التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها. ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب. وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج. وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً.


    قصته مع الشعر :


    - بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة، و أصدر أول دواوينه قالت لي السمراء عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة.
    - له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها طفولة نهد، الرسم بالكلمات، قصائد، سامبا، أنت لي.
    - لنزار عدد كبير من الكتب النثرية. أهمها: قصتي مع الشعر، ما هو الشعر، 100 رسالة حب.
    - أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم منشورات نزار قباني.
    أمير الشعر الغنائي
    على مدى 40 عاماً كان المطربون الكبار يتسابقون للحصول على قصائد نزار.
    صدمات ومعارك
    كانت حياة نزار مليئة بالصدمات و المعارك ، أما الصدمات فأهمها:
    - وفاة شقيقته الصغرى وصال، وهي ما زالت في ريعان شبابها بمرض القلب.
    - وفاة أمه التي كان يعشقها .. كان هو طفلها المدلّل وكانت هي كل النساء عنده.
    - وفاة ابنه توفيق من زوجته الأولى .. كان طالباً في كلية الطب بجامعة القاهرة و أصيب بمرض القلب وسافر به والده إلى لندن وطاف به أكبر المستشفيات وأشهر العيادات ولكن قضاء الله نفذ وكان توفيق لم يتجاوز 17 عاماً.
    - مقتل زوجته بلقيس الراوي العراقية في حادث انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982.
    - نكسة 1967 أحدثت شرخاً في نفسه، وكانت حداً فاصلاً في حياته، جعله يخرج من مخدع المرأة إلى ميدان السياسة.
    أما عن المعارك فيمكننا أن نقول إنه منذ دخل نزار مملكة الشعر بديوانه الأول قالت لي السمراء عام 1944، وحياته أصبحت معركة دائمة. ومن أبرز المعارك التي خاضها وبمعنى أصح الحملات التي شنها المعارضون ضده:
    - معركة قصيدة خبز وحشيش وقمر التي أثارت رجال الدين في سوريا ضده، و طالبوا بطرده من السلك الدبلوماسي، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكان أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان.
    - معركة هوامش على دفتر النكسة، فقد أثارت القصيدة عاصفة شديدة في العالم العربي، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعة والتلفزيون.


    آخر العمر :


    - بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته.
    - ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل خاصة قصائده السياسية خلال فترة التسعينات مثل: متى يعلنون وفاة العرب، والمهرولون، والمتنبي، وأم كلثوم على قائمة التطبيع.
    - وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما كان منها 50 عاماً بين الفن والحب و الغضب.


  2. ...

  3. #2

    بالقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس

    و هذه قصيدة بلقيس التي كتبها في حق زوجته العراقية التي قتلت في تفجير السفارة العراقية في بيروت فعلا ً قصيدة جدا ً رائعة


    بلقيس

    شكراً لكم
    شكراً لكم
    فحبيبتي قتلت وصار بوسعكم
    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
    وقصيدتي اغتيلت…
    وهل من أمة في الأرض
    - إلا نحن - تغتال القصيدة ؟

    بلقيس …
    كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
    بلقيس
    كانت أطول النخلات في أرض العراق
    كانت إذا تمشي ..
    ترافقها طواويس
    وتتبعها أيائل
    بلقيس يا وجعي
    ويا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
    هل يا ترى
    من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
    يا نينوى الخضراء
    يا غجريتي الشقراء
    يا أمواج دجلة
    تلبس في الربيع بساقها
    أحلى الخلاخل
    قتلوك يا بلقيس
    أية أمة عربية
    تلك التي
    تغتال أصوات البلابل ؟
    أين السموأل ؟
    والمهلهل ؟
    والغطاريف الأوائل ؟
    فقبائل أكلت قبائل
    وثعالب قتلت ثعالب
    وعناكب قتلت عناكب
    قسماً بعينيك اللتين إليهما
    تأوي ملايين الكواكب
    سأقول ، يا قمري ، عن العرب العجائب
    فهل البطولة كذبة عربية ؟
    أم مثلنا التاريخ كاذب ؟

    بلقيس
    لا تتغيبي عني
    فإن الشمس بعدك
    لا تضيئ على السواحل
    سأقول في التحقيق :
    إن اللص أصبح يرتدي ثوب المقاتل
    سأقول في التحقيق :
    إن القائد الموهوب أصبح كالمقاول
    وأقول :
    إن حكاية الإشعاع ، أسخف نكتة قيلت
    فنحن قبيلة بين القبائل
    هذا هو التاريخ يا بلقيس
    كيف يفرق الإنسان
    ما بين الحدائق والمزابل
    بلقيس
    أيتها الشهيدة والقصيدة
    والمعطرة النقية
    سبأ تفتش عن مليكتها
    فردي للجماهير التحية
    يا أعظم الملكات
    يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
    بلقيس
    يا عصفورتي الأحلى
    ويا أيقونتي الأغلى
    ويا دمعاً تناثر فوق خد المجدلية
    أترى ظلمتك إذ نقلتك
    ذات يوم من ضفاف الأعظمية
    بيروت تقتل كل يوم واحد منا
    وتبحث كل يوم عن ضحية
    والموت في فنجان قهوتنا
    وفي مفتاح شقتنا
    وفي أزهار شرفتنا
    وفي أوراق الجرائد
    والحروف الأبجدية …
    هانحن يا بلقيس
    ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
    هانحن ندخل في التوحش
    والتخلف والبشاعة والوضاعة
    ندخل مرة أخرى عصور البربرية
    حيث الكتابة رحلة
    بين الشظية والشظية
    حيث اغتيال فراشة في حقلها
    صار القضية
    هل تعرفون حبيبتي بلقيس ؟
    فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
    كانت مزيجا رائعاً
    بين القطيفة والرخام
    كان البنفسج بين أعينها
    ينام ولا ينام
    بلقيس
    يا عطراً بذاكرتي
    ويا قبراً يسافر في الغمام
    قتلوك ، في بيروت ، مثل أي غزالة
    من بعدما قتلوا الكلام
    بلقيس
    ليست هذه مرثية
    لكن
    على العرب السلام
    بلقيس
    مشتاقون مشتاقون مشتاقون
    والبيت الصغير
    يسأل عن أميرته المعطرة الذيول
    نصغي إلى الأخبار والأخبار غامضة
    ولا تروي فضول

    بلقيس
    مذبوحون حتى العظم
    والأولاد لا يدرون ما يجري
    ولا أدري أنا ماذا أقول ؟
    هل تقرعين الباب بعد دقائق ؟
    هل تخلعين المعطف الشتوي ؟
    هل تأتين باسمة
    وناضرة
    ومشرقة كأزهار الحقول ؟

    بلقيس
    إن زروعك الخضراء
    مازالت على الحيطان باكية
    ووجهك لم يزل متنقلاً
    بين المرايا والستائر
    حتى سجارتك التي أشعلتها
    لم تنطفئ
    ودخانها
    مازال يرفض أن يسافر

    بلقيس
    مطعونون مطعونون في الأعماق
    والأحداق يسكنها الذهول
    بلقيس
    كيف أخذت أيامي وأحلامي
    وألغيت الحدائق والفصول

    يا زوجتي
    وحبيبتي وقصيدتي وضياء عيني
    قد كنت عصفوري الجميل
    فكيف هربت يا بلقيس مني ؟

    بلقيس
    هذا موعد الشاي العراقي المعطر
    والمعتق كالسلافة
    فمن الذي سيوزع الأقداح أيتها الزرافة ؟
    زمن الذي نقل الفرات لبيتنا
    وورود دجلة والرصافة ؟

    بلقيس
    إن الحزن يثقبني
    وبيروت التي قتلتك لا تدري جريمتها
    وبيروت التي عشقتك
    تجهل أنها قتلت عشيقتها
    وأطفأت القمر
    بلقيس
    يا بلقيس
    يا بلقيس
    كل غمامة تبكي عليك
    فمن ترى يبكي عليا
    بلقيس كيف رحلت صامتة
    ولم تضعي يديك على يديا ؟

    بلقيس
    كيف تركتنا في الريح
    نرجف مثل أوراق الشجر ؟
    وتركتنا - نحن الثلاثة- ضائعين
    كريشة تحت المطر
    أتراك ما فكرت بي ؟
    وأنا الذي يحتاج حبك مثل (زينب)أو (عمر)

    بلقيس
    يا كنزاً خرافياً
    ويا رمحاً عراقياً
    وغابة خيزران
    يا من تحديت النجوم ترفعاً
    من أين جئت بكل هذا العنفوان ؟

    بلقيس
    تذبحني التفاصيل الصغيرة في علا قتنا
    وتجلدني الدقائق والثواني
    فلكل دبوس صغير .. قصة

    ولكل عقد من عقودك قصتان
    حتى ملاقط شعرك الذهبي
    تغمرني كعادتها ، بأمطار المنان
    ويعرش الصوت العراقي الجميل
    على الستائر
    والمقاعد
    والأواني
    ومن المرايا تطلعين
    من الخواتم تطلعين
    من القصيدة تطلعين
    من الشموع
    من الكؤوس
    من النبيذ الأرجواني


    بلقيس
    يا بلقيس
    لو تدرين ما وجع المكان
    في كل ركن .. أنت حائمة كعصفور
    وعابقة كغابة بيلسان
    فهناك .. كنت تدخنين
    هناك .. كنت تطالعين
    هناك .. كنت كنخلة تتمشطين
    وتدخلين على الضيوف
    كأنك السيف اليماني

    بلقيس
    أين زجاجة ( الغيلان ) ؟.
    والولاعة الزرقاء
    أين سجارة الـ (الكنت ) التي
    ما فارقت شفتيك ؟
    أين (الهاشمي ) مغنياً
    فوق القوام المهرجان
    تتذكر الأمشاط ماضيها
    فيكرج دمعها
    هل يا ترى الأمشاط من أشواقها أيضاً تعاني ؟
    بلقيس : صعب أن أهاجر من دمي
    وأنا المحاصر بين ألسنة اللهيب
    وبين ألسنه الدخان …

    بلقيس : أيتها الأميرة
    هاأنت تحترقين .. في حرب العشيرة والعشيرة
    ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي ؟
    إن الكلام فضيحتي
    هانحن نبحث بين أكوام الضحايا
    عن نجمة سقطت
    وعن جسد تناثر كالمرايا
    هانحن نسأل يا حبيبة
    إن كان هذا القبر قبرك أنت
    أم قبر العروبة
    بلقيس :
    يا صفصافة أرحت ضفائرها عليّ
    ويا زرافة كبرياء

    بلقيس :
    إن قضاءنا العربي أن يغتالنا عرب
    ويأكل لحمنا عرب
    ويفتح قبرنا عرب
    فكيف نفر من هذا القضاء ؟
    فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرقاً
    بين أعناق الرجال
    وبين أعناق النساء

    بلقيس :
    إن هم فجروك .. فعندنا
    كل الجنائز تبتدي في كربلاء
    وتنتهي في كربلاء
    لن أقراء التاريخ بعد اليوم
    إن أصابعي اشتعلت
    وأثوابي تغطيها الدماء
    هانحن ندخل عصرنا الحجري
    نرجع كل يوم ، ألف عام للوراء …


    البحر في بيروت
    بعد رحيل عينيك استقال
    والشعر .. يسأل عن قصيدته
    التي لم تكتمل كلماتها
    ولا أحد .. يجيب على السؤال
    الحزن يا بلقيس
    يعصر مهجتي كالبرتقال
    الآن .. أعرف مأزق الكلمات
    أعرف ورطة اللغة المحالة
    وأنا الذي اخترع الرسائل
    لست أدري .. كيف أبتدئ الرسالة
    السيف يدخل لحم خاصرتي
    وخاصرة العبارة
    كل الحضارة ، أنت يا بلقيس ، والأنثى حضارة
    بلقيس : أنت بشارتي الكبرى
    فمن سرق البشارة ؟
    أنت الكتابة قبلما كانت كتابة
    أنت الجزيرة والمنارة

    بلقيس :
    يا قمري الذي طمروه ما بين الحجارة
    الآن ترتفع الستارة
    الآن ترتفع الستارة
    سأقول في التحقيق
    إني أعرف الأسماء .. والأشياء .. والسجناء
    والشهداء .. والفقراء .. والمستضعفين
    وأقول إني أرف السياف قاتل زوجتي
    ووجوه كل المخبرين
    وأقول : إن عفافنا عهر
    وتقوانا قذارة
    وأقول : إن نضالنا كذب
    وأن لا فرق
    ما بين السياسة والدعارة !!
    سأقول في التحقيق :
    إني قد عرفت القاتلين
    وأقول :
    إن زماننا العربي مختص بذبح الياسمين
    وبقتل كل الأنبياء
    وقتل كل المرسلين
    حتى العيون الخضر
    يأكلها العرب
    حتى الضفائر والخواتم
    والأساور والمرايا .. واللعب
    حتى النجوم تخاف من وطني
    ولا أدري السبب
    حتى الطيور تفر من وطني
    و لا أدري السبب
    حتى الكواكب .. والمراكب .. والسحب
    حتى الدفاتر .. والكتب
    وجميع أشياء الجمال
    جميعها .. ضد العرب

    لما تناثر جسمك الضوئي
    يا بلقيس ،
    لؤلؤة كريمة
    فكرت : هل قتل النساء هواية عربية
    أم أننا في الأصل ، محترفو جريمة ؟
    بلقيس
    يا فرسي الجميلة .. إنني
    من كل تاريخي خجول
    هذي بلاد يقتلون بها الخيول
    هذي بلاد يقتلون بها الخيول
    من يوم أن نحروك
    يا بلقيس
    يا أحلى وطن
    لا يعرف الإنسان كيف يعيش في هذا الوطن
    لا يعرف الإنسان كيف يموت في هذا الوطن
    مازلت أدفع من دمي
    أعلى جزاء
    كي أسعد الدنيا ولكن السماء
    شاءت بأن أبقى وحيداً
    مثل أوراق الشتاء
    هل يولد الشعراء من رحم الشقاء ؟
    وهل القصيدة طعنة
    في القلب ليس لها شفاء ؟
    أم أنني وحدي الذي
    عيناه تختصران تاريخ البكاء ؟


    سأقول في التحقيق :
    كيف غزالتي ماتت بسيف أبي لهب
    كل للصوص من الخليج إلى المحيط
    يدمرون .. ويحرقون ..
    وينهبون .. ويرتشون
    ويعتدون على النساء
    كما يريد أبو لهب
    كل الكلاب موظفون
    ويأكلون
    ويسكرون
    على حساب أبي لهب
    لا قمحة في الأرض
    تنبت دون رأي أبي لهب
    لا طفل يولد عندنا
    إلا وزارت أمه يوماً
    فراش أبي لهب !!
    لا سجن يفتح
    دون رأي أبي لهب
    لا رأس يقطع
    دون أمر أبي لهب

    سأقول في التحقيق :
    كيف أميرتي اغتصبت
    وكيف تقاسموا فيروز عينيها

    وخاتم عرسها
    وأقول كيف تقاسموا الشعر الذي
    يجري كأنهار الذهب

    سأقول في التحقيق :
    كيف سطوا على آيات مصحفها الشريف
    وأضرموا فيه اللهب
    سأقول كيف استنزفوا دمها
    وكيف استملكوا فمها
    فما تركوا به ورداً ولا تركوا عنب
    هل موت بلقيس
    هو النصر الوحيد

    بكل تاريخ العرب ؟
    بلقيس
    يا معشوقتي حتى الثمالة
    الأنبياء الكاذبون
    يقرفصون
    ويكذبون على الشعوب
    ولا رسالة
    لو أنهم حملوا إلينا
    من فلسطين الحزينة
    نجمة
    أو برتقالة
    لو أنهم حملوا إلينا

    من شواطئ غزة
    حجراً صغيراً
    أو محارة
    لو أنهم من ربع قرن حرروا
    زيتونه
    أو أرجعوا ليمونة
    ومحوا عن التاريخ عاره
    لشكرت من قتلوك يا بلقيس
    يا معبودتي حتى الثمالة
    لكنهم تركوا فلسطيناً
    ليغتالوا غزالة !!

    ماذا يقول الشعر يا بلقيس
    في هذا الزمان ؟

    ماذا يقول الشعر ؟
    في العصر الشعوبي
    المجوسي
    الجبان
    والعالم العربي
    مسحوق ومقموع
    ومقطوع اللسان
    نحن الجريمة في تفوقها
    فما ( العقد الفريد ) وما ( الأغاني ) ؟؟
    أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
    أخذوا القصيدة من فمي
    أخذوا الكتابة والقراءة
    والطفولة والأماني


    بلقيس يا بلقيس
    يا دمعاً ينقط فوق أهداب الكمان
    علمت مت قتلوك أسرار الهوى
    لكنهم قبل انتهاء الشوط
    قد قتلوا حصاني

    بلقيس :
    أسألك السماح ، فربما
    كانت حياتك فدية لحياتي
    إني لأعرف جيداً
    أن الذين تورطوا في القتل ، كان مرادهم
    أن يقتلوا كلماتي !!!
    نامي بحفظ الله أيتها الجميلة
    فالشعر بعدك مستحيل
    والأنوثة مستحيلة
    ستظل أجيال من الأطفال
    تسأل عن ضفائرك الطويلة
    وتظل أجيال من العشاق
    تقرأ عنك أيتها المعلمة الأصيلة
    وسيعرف الأعراب يوماً
    أنهم قتلوا الرسولة
    قتلوا الرسولة
    ق ت ل و ا
    ال ر س و ل ه



    نزار قباني

  4. #3

  5. #4
    عجبني الموضوع كثيررا واستمتعت بالقراءة كثيراا
    وقصائد نزار حلووووووووين بل رااائعين بكل معنى الكلمة
    وانا احب ايضا قصائد احمد شوقي
    وهذه هي سيرته الذاتية



    ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي

    أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه

    حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه

    حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة

    ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م
    أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها



    عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته
    سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين

    لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته
    أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م
    نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر
    1920 م



    عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م
    بويع أميراً للشعراء سنة 1927 م
    أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير
    توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً

    ربّ لا تجعلني ممن ينساك وقت الرخاء
    ولا يذكرك الا وقت الشدة ...
    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

  6. #5
    شكراً على كلماتك ..
    كل التقدير
    قال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

  7. #6
    شكرا علي الكلمات
    b760759fed447dd2920c48f6c3bdc69c
    <.لا تجعل قلبك نهر يشرب منه كل عابر , لاكن اجعله ممكله يحكمها كل قادر .>

    -•-=¤ smile وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا smile¤=-•-

  8. #7
    موضوع جيد .. مشكور خيــو واتمنى انك تواصل gooood

    بالتوفيق ~

  9. #8

    أبـــــــو القـــــــــاســــــم الشـــــــابي

    شكرا لكم على ردودكم الرائعة


    (( أبو القاسم الشابي ))

    wwL44796


    ولد أبو القاسم الشابي في 24 فيفري 1909 الشابية، قرب توزر، في أسرة موسرة [...] وقد زاول والده محمد الشابي دراسته بجامع الأزهر بالقاهرة حيث كان تلميذا نابها من تلامذة الشيخ محمد عبدة (ت 1905)، وعاد إلى تونس محرزا على الإجازة المصريّة، وعيّن قاضيا أوّل أمره بسليانة (22 مارس 1910).

    وكان ذلك بداية سلسلة من التنقّلات مكّنت أبا القاسم من معرفة البلاد التونسيّة كلّها تقريبا، فقد كان يرافق اباه طول الوقت غلى أن بلغ سنّ الدراسة [بالزيتونة] بتونس العاصمة، فاقتصرت مرافقته إيّاه على العطل (...).

    وكانت دراسة أبي القاسم الابتدائيّة باللّغة العربيّة دون غيرها، ثمّ أرسله أبوه، وهو لم يبلغ الثّانية عشرة إلى تونس لمتابعة الدّراسة الثانوية بجامع الزيتونة. ويضبط ملفّه الجامعي أنذه رسم بهذا الجامع يوم 11 أكتوبر 1920,

    أخذ أبو القاسم يحضر الدّروس التي كانت تلقي بجامع الزّيتونة، وكان موضوعها الأساسيّ الفقه والعربيّة، إلاّ أنّه كان يختلف غلى المكتبة ويكثر من المطالعة إلى جانب تلك الدّروس التي لم يكن ليكتفي بها.

    فقد كانت - غير بعيد عن جامع الزّيتونة - مكتبتان على درجة من الأهميّة كان أبو القاسم الشّابي يختلف إليهما بانتظام، وهما مكتبة قدماء الصّادقيّة والمكتبة الخلدونيّة. ويمكننا - اعتمادا على مختلف المعلومات المكتوبة الشّفويّة التي توصّلنا غلى جمعها أن نصنّف مطالعاته غلى ثلاث مجموعات :

    الأدب العربيّ القديم، وخاصة الشعراء (المشهورين أو المغمورين) مع ميل واضح إلى الآثار الصّوفيّة.

    الأدب العربيّ الحديث من خلال مدرستي المهجر والمنشورات المصريّة.

    الأدب الأوروبيّ من خلال التّرجمات العربيّة والمؤلّفات المعرّبة، وتتكرّر ثلاثة أسماء [في تلك المعلومات] بإجلال كبير وهي : "غوته" (Goethe) و"لامرتين" (La martine) و"أوسيان (Ossian).

    وما أن تترك له كتبه بعض الفراغ حتّى يختلف بنفس الشّغف غلى المجالس الأدبيّة والحلقات الدّراسيّة والمنتديات الفكريّة [...].

    ويبدو أنّ الشّابّي أقبل في شهر أكتوبر 1927 على السّنة الدّراسيّة التي أعدّ فيها شهادة التّطويع، وهي شهادة ختم الدّروس الثانويّة (...) ثمّ انخرط في مدرسة الحقوق التونسيّة وبدأ سنته الدّراسيّة الجديدة (1928-1929).

    وفي غرّة فيفري 1929 القى محاضرة مشهورة في قاعة الخلدونيّة بتونس عن "الخيال الشّعري عند العرب" (...) وقد عمل فيها على استعراض كلّ ما أنتجه العرب من الشّعر، في مختلف الأزمنة وفي كلّ البلدان، من القرن الخامس إلى القرن العشرين ومن الجزيرة إلى الأندلس واتّضح، من خلال سعيه إلى تحديد تصوّره الشّعر وإلى بلورة رؤية شعريّة، أنّه ناقد على ثقة بنفسه وإن لقي صعوبة في إقناع سامعيه الذين صدمهم أكثر ممّا استمالهم.

    وقد فاجأت هذه المحاضرة التي ألقاها طالب في العشرين من عمره لم يكن يعرف لغة أجنبية ولا غادر بلاده بما في أحكامها من جرأة، وبما في الآراء الواردة فيها من طرافة، وبما في ذوق صاحبها من جدّة، فأثارت في تونس أوّلا ثمّ بالمشرق العربيّ بعد ذلك سلسلة من ردود الفعل العنيفة ضدّ مؤلّفها [...].

    وأقبل عليه صيف ذلك العام بهموم جديدة : فقد غادر ابوه الذي اشتدّ به المرض زغوان (جويلية / أوت 1929) غلى مسقط رأسه، [...] ولم يكن بوسع الشابي إلاّ أن يشهد احتضار ابيه، فثار حينا وأحسّ بنفسه على شفا الهاوية حينا آخر [...] وتوفّي أبوه - رحمه الله - يوم 8 سبتمبر [...].

    وبدأ الشابي يوم غرة جانفي 1930 كتابة "مذكّراته"... ولكنّه توقّّف للأسف عن كتابة المذكّرات في شهر فيفري من السّنة نفسها. وذكر في مذكّرة 13 جانفي أنّه عليه أن يلقي محاضرة عن الأدب العربي. وذهب صحبة بعض أصدقائه إلى الموعد ولكنّه ألفى القاعة فارغة، فلم يعد أحد يرغب في الاستماع إليه بعد محاضرته السّابقة عن "الخيال" [...]. وقد أثّر فيه مشهد القاعة فارغة تأثيرا عميقا، فنظم في نفس ذلك اليوم قصيدته الشّهيرة : كالنبيّ المجهول".

    وأتمّ في تلك السّنة نفسها دراسته في مدرسة الحقوق التونسية، وكان وقتها مريضا، ولسنا نعلم على وجه الدّقّة متى بدأ يحسّ بالمرض، غير أنّ أخاه الأمين ذكر أنذ عوارض المرض الأولى ظهرت عليه سنة 1929 [...] وظلّ مرضه غير معروف على وجه الدقّة [...] ولم يسع إلى الإقبال على عمل، بسبب مشاغله العائلية ومرضه أو بسبب تصوّره دور الشاعر أو لكلّ هذه الأسباب مجتمعة، فاكتفى، كسائر طلبة الحقوق، بإجراء تربّص لدى المحاكم التونسية [...].

    وسهر على مصالح عائلته وواصل كتابة الشّعر، وظلّ على ما كان عليه من نشاط وحماسة في بعث المنتديات الأدبية وبثّ الرّوح فيها [...].

    [وقضى صيف 1933 بالمشروحه بالتّراب الجزائري حيث رتّب ديوانه، وقد ظنّ عند عودته غلى مسقط رأسه أنّ الدّيوان قد ضاع في مصالح البريد، وتبدو الأزمة التي انتابته بسبب ذلك من خلال رسائله إلى صديقه محمّد الحليوي].

    وإثر هذه الأزمة النّفسيّة انتابته أزمات أخرى جسديّة أعادته إلى صراعه المرهق مع المرض. ونكاد لا نعرف شيءا عن حياته طوال شتاء 1934، وقد ظلّ بتوزر، غير أنّ أزمة شديدة الخطر (جانفي 1934) أجبرته على ملازمة الفراش طوال بضعة أشهر، وأضحى يعاني من مرضه الغريب شديد المعاناة، وأضحى يعاني خاصّة من عجزه عن الخروج والاستمتاع بالطّبيعة [...].

    وواصلت مجلّة "أبولو" المصرية نشر أشعاره بانتظام، فكان ذلك بداية الشّهرة.

    وانتقل مع بداية الرّبيع غلى بلدة الحامّة التي تبعد عن توزر تسعة كيلومترات ولكنّه كان متعبا، عاجزا عن الحركة، خائر القوى، وهو الذي كان قبلا لا تهدأ حركته، فصار يحسّ بأنّه منهك فصار قلقا وازدادت حاله سوءا، وتوالت عليه الأزمات فأجبرته على مغادرة الجنوب للمعالجة بشمال البلاد [...].

    ووصل إلى تونس العاصمة يوم 26 أوت 1934... ودخل يوم 3 أكتوبر 1934 المستشفى الإيطالي بتونس [مستشفى الحبيب ثامر]، وفيه توفّي بعد بضعة أيّام، يوم الثلاثاء 9 أكتوبر 1934 ساعة الفجر.

  10. #9

  11. #10
    (( محمود غنيم ))

    yQL02722


    مولده ونشأته:


    ولد محمود غنيم عام 1901م في قرية مليج وهي إحدى قرى محافظة المنوفية، وتفتَّحت عيناه على خضرة الريف وهدوئه ونقائه وقيمه فتأثر بهذه الطبيعة البكر، فكانت بمثابة رافد من روافد الأصالة والانحياز إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقد نشأ في أسرة يحترف أفرادُها مهنتَي الزراعة والتجارة، وهي من أكثر المِهَن شيوعًا في الريف المصري.

    تعليمه ودراسته:

    بدأ محمود غنيم حياته التعليمية شأنه شأن الكثيرين من عمالقة الأدب والفكر المسلمين في القرن العشرين في الكُتاب، وحفِظ القرآن الكريم، ثم نهل من علوم العربية والعلوم الشرعية، وبعد مرحلة الكتَّاب التحق وهو ابن الثالثة عشرة بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطا، وظل به أربع سنوات، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وقد ظل فيها أعوامًا ثلاثة، وقبل أن يحصل على شهادتها تم إلغاء دراسته بها، لكنَّه لم يقف عند هذا الحد، فالتحق بأحد المعاهد الدينية ونال منه الشهادة الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة دار العلوم، وكان ذلك عام 1925م، وتخرَّج فيها عام 1929م
    .

    رحلته مع الشعر:


    بدأ محمود غنيم رحلته مع الشعر منذ صباه المبكر، واشتدَّ عوده في فن الشعر حتى استوى على سوقه وتبارت المجلات المختلفة في نشر أشعاره ومن هذه المجلات والجرائد ما هو داخل القطر المصري ومنها ما هو خارجه، فمن المجلات والجرائد داخل مصر: السياسة الأسبوعية، والبلاغ الأسبوعي، والرسالة، والثقافة، والأهرام، والمصري، وأبولو، ودار العلوم...، ومن المجلات خارج القطر المصري: مجلة الحج السعودية، والعُصبة الأندلسية، وكانت تصدُر في البرازيل.

    دواوينه :

    جمع محمود غنيم أشعاره ونَشَرها في دواوين، وكان قد جمع ديوانه الأول وهو "صرخة في واد" عام 1947م، وتقدم به لأول مسابقة شعرية يُعدها مجمع اللغة العربية بالقاهرة ففاز بالجائزة الأولى.
    أما ديوانه الثاني فكان بعنوان: "في ظلال الثورة"، وقد جمعه مما كان ينشره في الصحف والمجلات في المناسبات المتعددة، ونال عنه جائزة الدولة التشجيعية عام 1963م.
    ومن دواوينه كذلك ديوان "رجع الصدى"، وقد اجتهد الشاعر في طباعته لكن القدَر لم يمهله، فانتقل إلى جوار ربه، وتمت طباعة الديوان بعد وفاته (طبع هذا الديوان عام 1399هـ = 1979م، وقد طبعته دار الشعب)، ومن سمات هذا الديوان البارزة تمجيد الكثير من قصائده للمبادئ والقيم الإسلامية التي تأثَّر فيها الشاعر بتاريخ الإسلام العظيم على مر عصوره.


    رحلة مع شعره:

    كان محمود غنيم من الشعراء مرهفي الحس الذين يتأثرون بكل ما حولهم من أشياء وكائنات، وأحداث صغيرة أو كبيرة، أو مؤثرات نفسية يرى الشاعر أنها تجربة حركت نفسه وهزت مشاعره، وفي دواوينه المختلفة نجد صدى يبرز الحروب وأهوالها، كما نجده يكتب الكثير من القصائد التي تتميز بالخفة والدعابة

    والفكاهة، ونجد فيها العَبَرات والرثاء، كما نجد فيها المديح والوصف، ونجد فيها كذلك القصائد الوطنية والإسلامية، والكثير من القضايا الاجتماعية، والأدبية والنقدية، وقد قال الشاعر الكبير "عزيز أباظة" عن ديوان "محمود غنيم" الثاني "في ظلال الثورة" وهو يقدم له: "إنك تحس وأنت تطالع هذا الديوان أنك في متحف رائع للطبيعة تعرض فيه كل ما يخلب اللب ويأسر المشاعر من صور، فكل قصيدة من قصائده أشبه بلوحة رائعة أبدعتها يد صناع، وهيهات أن تجد في بيانه المحكم السبك ما يتجافى عنه الذوق السليم، وتنبو عنه النفس الشاعرة، ومرد ذلك إلى مكونات الشاعر، من ثقافة واسعة متنوعة، وموهبة فطرية تفاعلت معها أسرار الحياة، فلا عجب وقد تكاملت له عناصر الشاعرية المبدعة أن يهيم في كل واد من أودية الشعر، وأن يصبح بحق دعامة راسخة من الدعائم التي ارتفع عليها صرح النهضة الأدبية المعاصرة."


    مسرحياته الشعرية:

    يذكر الأستاذ الدكتور "محمد أحمد سلامة" في تقدمته لديوان "رجع الصدى" أن لـ"محمود غنيم" العديد من المسرحيات الشعرية فيقول: "ومما هو جدير بالذكر أن الشاعر الراحل "محمود غنيم" ربما غاب عن كثير من النقاد والأدباء خمس مسرحيات تسلكه في عداد الشعراء المسرحيين، تسلكه مع "شوقي" و"عزيز أباظة"، وقد سألته في لقائي معه: لماذا لم تمثل مسرحياتك كمسرحيات "شوقي" و"عزيز أباظة"؟ وكان رده: أما "شوقي" فقد مثل له بحكم نفوذه، وأما "عزيز أباظة" فقد مثل له بحكم نفوذ أسرته، أما أنا فلا قريب ولا رحم"، وأكثر هذه المسرحيات مستمد من التاريخ العربي الإسلامي.


    نهجه الشعري وآراؤه النقدية:

    محمود غنيم في شعره يتبع الخليل في أوزانه والشعر العربي على مر عصوره في قوافيه وأغراضه مع تناوله لما جد من موضوعات عصرية، وهو بذلك ينتمي إلى المدرسة التي أطلق عليها بعض النقاد مدرسة المحافظين والتي من زعمائها "البارودي" و"شوقي" و"حافظ إبراهيم" وغيرهم من الأعلام، ويرفض الشعر الحر، ويتضح ذلك من قصيدة له بعنوان: "حديث خرافة" يقول فيها:
    حملنا راية الشعر *** مدى حين من الدهر
    فرفرف ظلها فوق *** مدار الأنجم الزهر
    إلى أن جاء نشء بيـ *** ن مأفون ومغتر
    وقالوا شعركم عبد *** دعونا نأت بالحر
    فخلينا المجال لهم *** فدسوا الشعر في القبر


    وله آراء نقدية تبرز هذا النهج الشعري ذكرها مقدم ديوانه "رجع الصدى" مستخلصًا إياها من مقال كتبه "غنيم" في مجلة الهلال بعنوان "الشعر المنحل لا الشعر الحر" وأبرز هذه الآراء يتمثل في:
    أن النقد لابد وأن ينأى عن الميول والأهواء.

    يمجد الشعر الذي يلتزم بالعمود الشعري الذي عرف عن العرب أصالة وصياغة.

    ينكر رأي الذين يعيبون شعر المناسبات؛ لأن كلام الله تعالى- وهو القرآن الكريم- نزل في مناسبات متعددة.
    يرى أن الوضوح لازم في الشعر شأن العرب المطبوعين، وينسج على منوال "البحتري"، والشعر المعقد ليس إلا صدى لنفوس أصحابه المعقدة.

    يستنكر ما يقال إن هذا الغرض قديم، ولا بأس عنده بشعر المدح والرثاء.
    هذه وجهة الشاعر النقدية والتي نراها واضحة في إبداعاته المختلفة من سهولة ممتنعة، ووضوح مقبول، ورقة رائقة، وإنشاده العديد من قصائد المناسبات وكتابته في الأغراض المختلفة من مدح ورثاء وغير ذلك، أما رأي الشاعر في الشعر الحر، فإننا نختلف معه في هذا الرأي.

    وعلى كلٍّ فقد كان "محمود غنيم" صوتًا شعريًا متميزًا في عصرنا الحديث، لم ينل حظه من الشهرة مثلما نالها الآخرون، ونختم الحديث عنه بشكواه من الضيم والإهمال، وانقلاب الموازين لدى الناس في أذواقهم، يقول:
    إلى من أشتكي يا رب ضيمي **** أرى نفسي غريبًا بين قومي
    لقد هتفوا لـ"محمود شكوكو" **** وما شعروا بـ"محمود غنيمِ"

  12. #11

  13. #12

  14. #13
    سبحان الله
    كنت افكر من لاحظات اين اضع موضوعى عن الشاعر الكبير احمد مطر
    فاوجت موضوعك
    موضوع رائع ومهم جدا فى القسم
    واتمنا ان يثبت
    الملم نفسى واعود لأضع معلوماتى عن الفنان الشاعر احمد مطر
    اسمح لى بهذهى الاضافه
    وشكرا
    وسلام

    اللهم لا تاخذني اليك الا وانت راضًا عني...~



  15. #14

  16. #15

    جبـــــــــــــــران خليـــــــــــل جبـــــــــــــــران

    (( جبران خليل جبران ))

    F0379991

    من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

    كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

    وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

    لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

    عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

    اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

    بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

    كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

    وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

    والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

    تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

    إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

    وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

    كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

    عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

    وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

    وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

    سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

    بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

    توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.

    مؤلفات حبران خليل جبران

    هذه لائحة بأشهر كتب جبران وتاريخ نشر كل منها للمرة الأولى:

    بالعربية:

    الأرواح المتمردة 1908
    الأجنحة المتكسرة 1912
    دمعة وابتسامة 1914
    المواكب 1918

    بالإنكليزية:

    المجنون 1918
    السابق 1920
    النبي 1923
    رمل وزبد 1926
    يسوع ابن الإنسان 1928
    آلهة الأرض 1931
    التائه 1932
    حديقة النبي 1933

  17. #16

  18. #17

    Thumbs up

    أحمد مطر


    [IMG]http://up106.******.com/s/i294l5hs9l.jpg[/IMG]


    ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

    وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

    وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

    وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

    وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

    ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

    ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

    يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العرب
    ي .
    وهذهى بعض قصائده


    [IMG]http://up106.******.com/s/a7r0gli7le.gif[/IMG]
    قمر توشحَ بالسَحابْ.
    غَبَشٌ توغل, حالماً , بفجاجِ غابْ.
    فجرٌ تحمم بالندى
    و أطل من خلف الهضابْ.
    الورد في أكمامه.
    ألق اللآلئ في الصدفْ.
    سُرُجٌ تُرفرفُ في السَدَفْ.
    ضحكات أشرعةٍ يؤرجحها العبابْ.
    و مرافئ بيضاء
    تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.
    من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟
    من أي باِرقة نبيلهْ
    هطلت رؤاك على الخميلةِ
    فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟
    من أي أفقٍ
    ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ
    و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟
    من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ
    تندلعُ الورودُ ؟
    - من الفضيلَهْ.
    هي ممكنات مستحيلهْ !
    قمر على وجه المياهِ
    َيلُمهُ العشب الضئيلُ
    وليس تُدركه القبابْ.
    قمر على وجه المياه
    سكونه في الاضطراب
    وبعده في الاقترابْ.
    غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ.
    وطن يلم شتاته في الاغترابْ.
    روح مجنحة بأعماق الترابْ !
    وهي الحضارة كلها
    تنسَل من رَحِم الخرابْ
    و تقوم سافرة
    لتختزل الدنا في كِلْمتين :
    ( أنا الحِجابْ ) !
    الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ
    فمالها حُجُبُ النفورْ
    نزلت على وجهِ السفورْ ؟
    واهًا ...
    أرائحة الزهور
    تضيرُ عاصمة العطورْ ؟
    أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟
    أيضيق دوح بالطيورْ ؟ !
    يا للغرابة !
    _ لا غرابهْ .
    أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ.
    أنا نغمة جرحت خدود الصمت
    وازدردت الرتابهْ.
    أنا وقدة محت الجليد
    وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ.
    أنا عِفة و طهارة
    بينَ الكلابْ .
    الشمس حائرة
    يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام
    بغير مرسى
    الليلُ جن بأفقها
    والصبحُ أمسى !
    والوردة الفيحاء تصفعها الرياح
    و يحتويها السيل دَوْسا.
    والحانة السكرى تصارع يقظتي
    و تصب لي ألما و يأسا.
    سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى
    أنا لستُ غانية و كأسا !
    نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا.
    نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها
    جَسَدًا ونفْسا.
    نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ
    ذُكِرَتْ لتُنسى.
    مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ
    واتركي أن تتركيها
    قري بمملكةِ الوقارِ
    وسَفهي الملِكَ السفيها.
    هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها.
    وجميلة ما دُمتِ فيها.
    هي مالَها من مالِها شيء
    سِوى ( سِيدا ) بَنيها !
    هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:
    أسفلت الدروبِ ,
    حجارةُ الشرفاتِ ,
    أوعيةُ المعاصِرْ .
    النفطُ ,
    زيتُ العِطرِ ,
    مسحوقُ الغسيلِ ,
    صفائحُ العَرباتِ ,
    أصباغُ الأظافرْ .
    خَشَبُ الأسِرةِ ,
    زئبقُ المرآةِ ,
    أقمشةُ الستائِرْ .
    غازُ المدافئِ ,
    مَعدنُ الشَفَراتِ ,
    أضواءُ المتاجرْ .
    وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
    هي كلها أملاكُ جَدكِ
    في مراكشَ
    أو دمشقَ
    أو الجزائِرْ !
    هي كلها ميراثك المغصوبُ
    فاغتصبي كنوزَ الاغتصابْ .
    زاد الحسابُ على الحسابِ
    وآنَ تسديدُ الحسابْ .
    فإذا ارتضتْ..أهلاً .
    و إنْ لم ترضَ
    فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
    إن كانَ يُزعجُها الحجابْ

    قالها بمناسبة منع ارتداء الحجاب في فرنسا


    [IMG]http://up106.******.com/s/a7r0gli7le.gif[/IMG]
    منذ سنين،
    يترنح رقاص الساعة،
    يضرب هامته بيسار، يضرب هامته بيمين،
    والمسكين، لا أحد يسكن أوجاعه،
    لو يدرك رقاص الساعة، أن الباعة
    يعتقدون بأن الدمع رنين،
    وبأن استمرار الرقص دليل الطاعة،
    لتوقف في أول ساعة،
    عن تطويل زمان البؤس، وكشّف عن سكين،
    يا رقاص الساعة،
    دعنا نقلب تاريخ الأوقات بهذي القاعة،
    وندجن عصر التدجين،
    ونؤكد إفلاس الباعة،
    قف وتأمل وضعك ساعة،
    لا ترقص، قتلتك الطاعة،
    قتلتك الطاعة

    [IMG]http://up106.******.com/s/a7r0gli7le.gif[/IMG]
    الأرض: ثغرى أنهر
    لكن قلبي نار.
    البحر: أُبدي بسمتي..
    وأضمر الأخطار.
    الريح: سِلمي نسمة
    وغضبتي إعصار.
    الغيم: لي صواعق
    تمشي مع الأمطار.
    الصمت: في بالي أنا.. تزمجر
    الأفكار.
    الصخر: أدنى كرمي أن أمنح
    الأحجار
    لأشرف الثوار.
    النسر: رأيي مخلب
    ومنطقي منقار
    النمر: نابي دعوتي..
    وحجتي الأظفار.
    الكلب: لست خائناً
    ولست بالغدار.
    بل أنا أحمي صاحبي،
    وأعقر الأشرار.
    الجحش: نوبتي أنا
    بعد الأخ المنهار.
    العربي: ليس لي شيء سوى الأعذار
    والنفي والإنكار
    والعجز والإدبار
    والإبتهال، مرغماً، للواحد
    القهار
    بأن يطيل عمر من يقصِّر
    الأعمار!
    بالشكل إنسان أنا
    .. لكنني حمار.
    الجحش: طارت نوبتي
    وفخر قومي طار.
    أي إفتخار يا ترى..
    من بعد هذا العار؟
    [IMG]http://up106.******.com/s/a7r0gli7le.gif[/IMG]

    هرم الناس و كانوا يرضعون

    عندما قال المغني

    عائدون

    يا فلسطين و مازال المغني يتغنى

    و ملايين اللحون

    في فضاء الجرح تفنى

    و اليتامى من يتامى يولدون

    يا فلسطين و أرباب النضال المدمنون

    سائهم ما يشهدون

    فمضو يستنكرون

    و يخوضون النضالات

    على هز القناني

    و على هز البطون

    عائدون

    و لقد عاد الأسى للمرة الألف

    فلا عدنا

    و لا هم يحزنون
    [IMG]http://up106.******.com/s/a7r0gli7le.gif[/IMG]

    هذا قليل من كثير
    وقد لااعرف عن الشاعر الكثير
    وقرات من قصائده اقل القليل
    ولكن من قراتى رايت انهو شاعر مستحيل

    شاعر المنفى الثائر أحمد مطر

  19. #18
    منور حبيبي علي المعلومات المثيره و القصائد الرائعه

    و اتمني من باقي الاعضاء المواصله

  20. #19

  21. #20
    ولايهمك ياباشا
    انا هنا
    الصفحه القادمه
    اخر تعديل كان بواسطة » ميهارو في يوم » 06-01-2009 عند الساعة » 18:24

الصفحة رقم 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter