الصفحة رقم 3 من 3 البدايةالبداية 123
مشاهدة النتائج 41 الى 60 من 60
  1. #41
    .. فيــ. البدايهـ ..
    شكــراً على الموضــوع الرائع ~
    اعجــبتني فكرتهـ كثيــراً

    -----------------------------------

    ..~ أبــــــــــي العتاهيهـ ~..

    لم أخترهـ لإنهـ مجـــرد شخصيهـ .. و لكنهـ صاحـــب شعر رائعـ بما للكـــلمهـ من معانٍ

    [ قطعــت منكـ. حبائل الآمـــال .. ] .. أعتبرهــا أفضل قصيدهـ قرأتهــا بلا مبالغهـ ..



    ----------------------------------

    هو إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان أبو إسحاق من الموالي وولاؤه في قبيلة عنزة فهو عنزي بالولاء وكان جده كيسان من سبي عين التمر وهو أول سبي دخل المدينة سباهم خالد بن الوليد وقدم بهم على أبي بكر رضي الله عنه وأم أبي العتاهية وتكنى أم زيد كانت أيضا مولاة لبني زهرة.

    وقد اشتهر بلقب أبي العتاهية - وليس هذا كنيته فكنيته أبو إسحاق كما سبق - وعتاهية كلمة تدل على معان كثيرة يقول بن منظور في لسان العرب: "عته في العلم: أولع به وحرص عليه والعتاهة والعتاهية مصدر عته مثل الرفاهة والرفاهية، والعتاهية ضلال الناس من التجنن والدهش والتعته المبالغة في الملبس والمأكل ورجل عتاهية أحمق وتعته تنظف وأبو العتاهية الشاعر المعروف ذكر أنه كان له ولد يقال له عتاهية وقيل: لو كان الأمر كذالك لقيل أبو عتاهية بغير تعريف".

    والسبب في تلقيبه به أن الخليفة المهدي قال له يوما: "أنت إنسان متحذلق - أي متظرف – متعته، فاستوى له من ذلك لقب غلب عليه دون اسمه وكنيته .


    انتقاله إلى بغداد:

    وفد أبو العتاهية إلى بغداد في خلافة المهدي (158- 169) في نحو الثلاثين من عمره وكانت بغداد - التي أنشأها أبو جعفر المنصور سنة 149هـ - قد أخذت في الازدهار فانتقل النشاط العلمي من الكوفة والبصرة إليها بعد أن أصبحت دار الخلافة ودار الإسلام. وكان أبو العتاهية حين وصل إلى بغداد يجتهد في الوصول إلى قصر الخلافة، فأقبل يمدح المهدي، ويفكر في الوسائل التي تدنيه منه. يقول ابنه محمد: "فلما تطاولت أيامه أحب أن يشهر نفسه بأمر يصل به إليه، فلما بصر بعتبة راكبة في جمع من الخدم تتصرف في حوائج الخلافة تعرض لها، وأمل أن يكون تولعه بها هو السبب الموصل إلى حاجته، وانهمك في التشبيب والتعرض في كل مكان لها، والتغرد بذكرها وإظهار شدة عشقها"[5].

    وله مع عتبة حوادث عديدة منها ما رواه المبرد أن أبا العتاهية أهدى إلى المهدي برنية صينية فيها ثوب ممسك فيه سطران مكتوبا عليه بالغالية:

    نفسي بشيء من الدنيا معلقة
    لله والقائم المهدي يكفيها

    إني لأيأس منها ثم يطمعني
    فيها احتقارك للدنيا وما فيها

    قال: فهم أن يدفع إليه عتبة. فقالت له: "يا أمير المؤمنين مع حرمتي وخدمتي تدفعني إلى بائع جرار متكسب بالشعر؟". فبعث إليه: "أما عتبة فلا سبيل لك إليها وقد أمرنا لك بملء برنية مالا"[6].

    وكان يتجاسر على التشبيب بها في مقدمة مدائحه للمهدي فقد روى الحافظ بن عبد البر في مقدمته لديوان شعر أبو العتاهية أن الشعراء حضروا يوما عند المهدي فقدم أبو العتاهية في الإنشاد فقال بشار بن برد لأشجع السلمي: "يا أخا سليم من هذا الذي قدم للإنشاد علينا؟ أهو ذلك الكوفي الملقب؟". قال: "نعم". فقال بشار: "لا جزى الله خيرا من جمعنا به أيستنشد قبلنا؟". فقال له أشجع: "هو ما ترى". . فأنشد أبو العتاهية:

    تدل فأحمل إدلالها
    ألا ما لسيدتي ما لها

    جنيت سقى الله أطلالها
    و إلا ففيما تجنت وما

    م قد أسكن الحب سربالها
    ألا إن جارية للإما

    تجاذب في المشي أكفالها
    مشت بين حور قصار الخطا

    و أتعب باللوم عذابها
    و قد أتعب الله نفسي بها

    فقال بشار: "أبهذا الشعر يقدم علينا؟". فلما أتى على قوله:


    إليه تجرر أذيالها
    أتته الخلافة منقادة

    ولم يك يصلح إلا لها
    فلم تك تصلح إلا لـه

    لزلزلت الأرض زلزالها
    و لو رامها أحد غيره

    لما قبل الله أعمالها
    و لو لم تعطه نيات القلوب

    إليه ليبغض من قالها
    وإن الخليفة من قول لا

    فاهتز بشار طربا، وقال: "يا أخا سليم أترى الخليفة لم يطر طربا عن فراشه لما يأتي به هذا الكوفي؟".


    وقضى أبو العتاهية مدة طويلة يتغزل بعتبة حتى شاع فيها شعره، فأمر المهدي بجلده وإدخاله السجن، ولم يعف عنه إلا بشفاعة خاله يزيد بن منصور الحميري[7].

    وفي أيام الرشيد عاد الشاعر يتغزل بعتبة والسعي للزواج منها. حدث أبو العباس يحي بن ثعلب قال: "كان أبو العتاهية قد أكثر في مسألة الرشيد في عتبة فوعده بتزويجها وأنه يسألها في ذلك. ثم دعا به وقال: "ضمنت لك يا أبا العتاهية، وفي غد تقضى حاجتك إن شاء الله". وبعث إلى عتبة: "إن لي إليك حاجة فانتظرني الليلة في منزلك". فأكبرت ذلك وأعظمته وصارت إليه تستعفيه، فحلف أن لا يذكر لها حاجته إلا في منزلها. فلما كان الليل سار إليها ومعه جماعة من خواص خدمه فقال لها: "لست أذكر حاجتي أو تضمنين قضاءها". قالت: "أنا أمتك وأمرك نافذ فيما خلا أمر أبي العتاهية، فإني حلفت لأبيك رضي الله عنه بكل يمين يحلف بها بر وفاجر، وبالمشي إلى بيت الله الحرام حافية، كلما انقضت عني حجة وجبت علي أخرى لا أقتصر على الكفارة، وكلما أفدت شيئا تصدقت به إلا ما أصلي فيه". وبكت بين يديه فرق لها ورحمها وانصرف عنها. وغدا عليه أبو العتاهية فقال له الرشيد: "والله ما قصرت في أمرك ومسرور وحسين ورشيد وغيرهم شهود لي بذلك"، وشرح له الخبر. قال أبو العتاهية: "فلما أخبرني بذلك مكثت مليا لا أدري أين أنا قائم أو قاعد، وقلت: الآن يئست منها إذ ردتك وعلمت أنها لا تجيب أحدا بعدك". فلبس أبو العتاهية الصوف وقال في ذلك من أبيات ..

    قطعت منك حبائل الآمال
    و حططت عن ظهر المطي رحالي

    ووجدت برد اليأس بين جوانحي
    و أرحت من حلي وترحالي

    هي قصيدة طويلة تعتبر من أروع قصائده ومنها:


    يا دار كل تشتت وزوال
    الآن يا دنيا عرفتك فاذهبي

    فغدا علي وراح بالأمثال
    و الآن صار لي الزمان مؤدبا

    و تفرغت هممي عن الأشغال
    و الآن أبصرت السبيل إلى الهدى

    يفضي إلي بمفرق وقذال
    و لقد أقام لي المشيب نعاته

    ومنها:

    نسبا يقاس بصالح الأعمال
    و إذا تناسبت الرجال فما أرى

    رجل يصدق قولـه بفعال
    و إذا بحثت عن التقي وجدته

    فتراه بين مكارم ومعال
    و إذا اتقى الله امرؤ وأطاعه

    تاجان تاج سكينة وجلال
    و على التقي إذا ترسخ في التقى


    و منها:

    في قبره متفرق الأوصال
    يا أيها البطر الذي هو في غد

    و أرى مُناك طويلة الأذيال
    حذف المنى عنه المشمر في الهدى

    من لاعب قرح بها مختال
    و لقلما تلقى أغر بنفسه

    حتى متى بالغي أنت تغالي
    يا تاجر الغي المضر نفسه

    خسرت ولم تربح يد البطال
    الحمد لله الحميد بمنه

    و تشيب منه ذوائب الأطفال
    لله يوم تقشعر جلودهم

    مل فيه إذ يقذفن بالأحمال
    يوم النوازل والزلازل والحوا

    زن والأمور عظيمة الأهوال
    يوم التغابن والتباين والتوا

    بمقطعات النار والأغلال
    يوم ينادي فيه كل مضلل

    علت الوجوه بنضرة وجمال
    للمتقين هناك نزل كرامة

    فلها بريق عنده وتلالي
    زمر أضاءت للحساب وجوهها

    خمص البطون خفيفة الأثقال
    و سوابق عز محجلة جرت

    خلق الرداء مرقع السربال
    من كل أشعث كان أغبرنا حلا

    في دار ملك جلالة وظلال
    نزلوا بأكرم سيد فأظلهم


    و منها:

    و الموت يقطع حيلة المحتال
    حيل ابن آدم في الأمور كثيرة

    حرك الخطى وطلوع كل هلال
    و من النعاة إلى ابن آدم نفسه

    أخلقت يا دنيا وجوه رجال
    مالي أراك لحر وجهك مخلقا

    من كل عارفة أتت بسؤال
    قست السؤال فكان أعظم قيمة

    ممن يضن عليك بالأموال
    كن بالسؤال أشد عقد ضنانة

    في الوزن ترجح بذل كل نوال
    و صن المحامد ما استطعت فإنها

    نسي المثمر زينة الإقلال
    و لقد عجبت من المثمر ما له

    فابذله للمتكرم المفضال
    فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا

    فاشدد يديك بعاجل الترحال
    و إذا خشيت تعذرا في بلدة

    فرج الشدائد مثل حل عقال
    و اصبر على غِيَر الزمان فإنما

    (((( على فكرهـ .. الأبيات معكوسهـ بسبب النســخ ))
    الرجـــاء قراءة الشطر الثاني من البيت أولا
    فيمـــا عدا الأبيات الثلاثة الأٌول



    و هكذا نجد في هذه القصيدة ملامح فن أبي العتاهية في الزهد الممزوج بالحكمة والمرصع والاقتباسات البديعة من كتاب الله عز وجلو كلام السلف الصالح، وقد أبدى بن الأعرابي إعجابه البالغ بهذه القصيدة وقال: "ما رأيت قط شاعر أطبع ولا أقدر على البيت من أبي العتاهية وما أحسب مذهبه إلا ضربا من السحر"، وثار برجل كان في مجلسه لأنه قال: "إن أبا العتاهية ضعيف الشعر". فقال له: "الضعيف والله عقلك، لأبي العتاهية تقول ضعيف الشعر ؟!"[9].

    ونذكر أخيرا في سبب توبة أبي العتاهية من مصاحبة المجان وقرض الشعر في الغزل والهجاء والمديح، وقصر شعره على الزهد والحكمة، ما روي عن أبي سلمة الغنوي أنه سأل أبا العتاهية: "ما الذي صرفك عن قول الغزل إلى قول الزهد؟". فأجابه:"إذن والله أخبرك. إني لما قلت:

    أهدت لي الصد والملالات
    الله بيني وبين مولاتي

    فكان هجرانها مكافاتي
    منحتها مهجتي وخالصتي

    أحدوثة في جميع جاراتي
    هيَّمني حبها وصيرني


    رأيت في المنام في تلك الليلة كأن آتيا أتاني فقال: "ما أصبت أحدا تدخله بينك وبين عتبة يحكم علينا بالمعصية إلا الله تعالى؟". فانتبهت مذعورا وتبت إلى الله تعالى من ساعتي من قول الغزل..

    --------------------------

    و ليـ. عودهـ مع شخصيــــــــات أخـ،ـرى بإذن اللهـ.. smile
    اخر تعديل كان بواسطة » ج ـوري .. ! في يوم » 19-01-2009 عند الساعة » 18:20
    هآتِ يَدَيكَ ،
    رَضيت بِنِصْفِ آلحُبِّ *,.
    وَ نِصْفِ { آلمَوْتِ .!!


  2. ...

  3. #42
    مشكور اخي علي المرور و ننتظر ردك
    b760759fed447dd2920c48f6c3bdc69c
    <.لا تجعل قلبك نهر يشرب منه كل عابر , لاكن اجعله ممكله يحكمها كل قادر .>

    -•-=¤ smile وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا smile¤=-•-

  4. #43
    مشكوره بنوته سويت علي الكلام الرائع و ننتظر العوده

  5. #44

    الفـــــــــــــــــــــرزدق

    (( الفرزدق ))

    XH703191

    هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية لتميمي الدارمي. أبو فراس الشهير بالفرزدق, وهي كلمة فارسية (برزءدة) وتعني الرغيف أو قطعة العجين. شاعر من النبلاء ونشأ بالبصرة. مدح الخلفاء الأمويين بالشام ولا سيما عبد الملك بن مروان فوصلوه, ولكنه لم ينفق عندهم لتشيعه لآل علي بن أبي طالب فقد نشأ على حب آل البيت وعلى الاعتقاد بحقهم في الخلافة. مال إلى بني أمية بعد أن خسر العلويون جاههم السياسي وأموالهم. كان معاصرا لجرير, وكان بينهما تحاسد وتنافس, وفتق الهجاء ذهنيهما وأحد لسانيهما, ونمى فيهما قوة المبادهة والمجادلة, وانشعب الناس في أمرهما شعبتين, تناصر كل منهما أحد الشاعرين. كانت له مواقف محمودة في الذود عن آل علي, تجلت فيها صراحته وشجاعته. كان شريفا في قومة عزيز الجانب, يحمي المستجير بقبر أبيه, وكان أبوه من الأجواد الأشراف, وكذلك كان جده صعصعة, فقد عرف أنه محيي الموؤدات في الجاهلية. كان ينشد بين أيدي الخلفاء قاعدا, وهو شيء يتميز به من دون الشعراء. كان غالب شعره بالفخر ولغة الفخر تقتضي الألفاظ الضخمة, والأساليب الفخمة, والكلم الغريب وذكر أيام العرب, لذلك أعجب الرواة به وفضله النحاة وقالوا: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية. كان مقدما في الهجاء, هجا هشام بن عبد الملك فحبسه ثم أطلقه. من قوله وهو يفخر بنفسه:

    إذا مــت فــابكيني بمـا أنـا أهلـه
    فكــل جــميل قلـت فـي يصـدق

    وكـم قـائل مـات الفـرزدق والنـدى
    وقائلــة مــات النـدى والفـرزدق


    وقوله:

    ولا نليـــن لســـلطان يكايدنـــا
    حـتى يليـن لضـرس المـاضغ الحجر


    ومن أقواله التي يستشهد بها:

    قـل لنضـر, والمرء في دولة السلطان
    أعمـــى مــادام يــدعى أمــيرا

    فـــإذا زالــت الولايــة عنــه
    واســتوى بالرجــال عـاد بصـيرا


    ومن أقواله السائرة:

    وكنــا إذا الجبــار صعــر خـده
    ضربنــاه حــتى تسـتقيم الأخـادع


    وقوله:

    أحلامنــا تــزن الجبال رزانـة
    وتخالنــا جنــا إذا مــا نجــهل


    وقوله:

    تــرى كــل مظلـوم إلينـا قـراره
    ويهــرب منــا جـهده كـل ظـالم


    للفرزدق قوله:

    تـرى النـاس إن سـرنا يسيرون خلفنا
    وإن نحـن أومأنـا إلـى النـاس وقفوا


    توفي في بادية البصرة وقد قارب المئة.

  6. #45
    لبيد بن ربيعة


    ( ... - 41 هـ = ... - 661 م)

    هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل، من هوازن قيس. كان من الشعراء المعدودين وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً.


    اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن لبيد في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: عاش أيضاً في الجاهلية والإسلام. عمر طويلاً وترك نظم الشعر بعد إسلامه. قصة إسلامه أسطورة ورعٍ، إذ أن أخيه أربد قدم إلى الرسول بتفويض من كلاب وقد عزم، كما يقال، على غدره وقتله. حين نطق بعض كلمات عاقة ضربته صاعقة برق واختفى. قدم وفد آخر ضمنه لبيد الذي ألصق على باب الكعبة في مكة قصيدة مطلعها:


    ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل


    أعجب كل أهل مكة بهذه القصيدة، ولم يجرؤ أحد على منافسته. لكن بعد فترة وجدت قصيدة أخرى بجانبها. عندما رآها لبيد وأدرك أنها مرسلة إلى الرسول انحنى الشاعر الطاعن في السن احتراماً للشاب معترفاً به كرسول الله. رغم تأكيد المتقين للحكاية، إلا أنها لا تشكل تاريخاً معتمداً، وتبدو غير محتملة. ما هو مؤكد أنه في سن متقدمة جداً، يقال مئة عام، اعتنق الإسلام وعاش مكرماُ حتى عهد معاوية.
    أقوال لبيد في أيامه الأخيرة غزيرة، وإن لم يذكر من أيام جاهليته شيئاً إلى حد ما، ربما لأنه أراد بنفسه أن تنسى. الحكاية الوحيدة المثيرة للاهتمام هي عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر حدثت القصة التالية:
    وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
    وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.
    فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
    فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
    أكل يوم هامتي مقزعه- يا رب هيجاً هي خير من دعه
    ومن خيار عامر بن صعصعه- نحن بنو أم البنين الأربعه
    والضاربون الهام تحت الخيضعه- المطعمون الجفنة المدعدعه
    إليك جاوزنا بلاداً مسبعه- يا واهب الخير الكثير من سعه
    يخبر عن هذا خيبر فاسمعه- مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
    إن استه من برص ملمعه- وإنه يدخل فيها إصبعه
    كأنما يطلب شيئاً أطعمه- يدخلها حتى يواري أشجعه
    فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره.
    فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.
    وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.
    ويبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.
    وقال دبليو إى كلوستون عن لبيد، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: دعي لبيد بن ربيعة من بني كلاب من سخاء كرمه بكنية "ربيعة المقترن" وكذلك أبو عقيل. كان عمه أبو براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة. رافق في صباه المبكر وفداً من قبيلته يرأسه عمه إلى بلاط النعمان ملك الحيرة، حيث نظم قصيدة هجاء ألقاها أمام الملك أثارت غضب أحد رجالات البلاط الذي كان مكروهاً لدى القبيلة.
    كان لبيد شاعراً مخضرماً شهد الجاهلية والإسلام. هناك عدة روايات حول إسلامه. وفق الأغاني كان لبيد ضمن وفد ذهب إلى الرسول بعد وفاة أخ لبيد أربد، الذي قتلته صاعقة بعد يوم أو يومين من إلقائه خطبة ضد مباديء العقيدة الإسلامية. وهناك اعتنق الإسلام وكان طاعناً في السن. يقول آخرون إن تعليق القصائد على باب الكعبة كان عادة الشعراء كتحد عام في سوق عكاظ القادم، وهذا ما جعل لبيد يقول:
    ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
    كانت القصائد تستحوذ على إعجاب الجميع ولا يجرؤ أحد على منافستها حتى وضع محمد آيات من الجزء الثاني من القرآن بجانبها. دهش لبيد لسموها وأعلن أنها لابد من إلهام إلهي فمزق معلقته واعتنق الإسلام في الحال. ترك الشعر بعد ذلك ويقال إنه لم ينظم سوى بيتاً واحداً من الشعر حول إسلامه
    :

    ما عاتب المرء الكريم كنفسه- والمرء يصلحه القرين الصالح


    ذكر الرسول إن شعراء الجاهلية لم ينظموا شعراً أنبل من شعر لبيد.
    استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام
    .

    أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ لبيد الجزء الثاني من القرآن الكريم (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."

    عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة.
    يقول الدكتور كاريل إن كلمات لبيد الأخيرة تعكس روحاً فطنة أكثر مما هي ورعة " سأستمتع بموتي لجدته، لكنها جدة غير محبوبة."

    من حكم الشاعر لبيد


    الا كل شىء ما خلا الله باطل

    وكل نعيم لا محالة زائل
    وكل ابن انثى ولوتطاول عمره

    الى الغاية القصوى فللقبر ايل
    وكل اناس سوف تدخل بينهم

    دويهية تصفر منها الانامل
    وكل امرؤ يوما سيعرف سعيه

    اذا حصلت عند الاله الحصائل



    وايضا


    للهِ نافِـلَـةُ الأجَــلِّ الأفْـضَــلِ*
    وَلَهُ العُلـى وأثيـثُ كـلِّ مُؤثَّـلِ
    لا يستطيـعُ النَـاسُ مَحْـوَ كِتَـابِـهِ*
    أنّـى ولَيـسَ قَـضَـاؤهُ بمُـبَـدَّلِ
    سَـوَّى فاغْلَـقَ دُونَ غُـرَّةِ عَرْشِـه*
    سَبْعًا طِباقًـا فَـوْقَ فَـرْعِ المَنْقَـلِ
    وَالأرْضَ تَحْتَهُـمُ مِهَـادًا راسِـيًـا*
    ثبَتَـتْ خَوالِقُهـا بصُـمِّ الجَـنـدَلِ
    والمَـاءُ والنِّيـرانُ مِــنْ آيـاتِـهِ*
    فيِهنَّ مَوْعِظَـةٌ لِمَـنْ لـمْ يَجْهَـلِ
    بَل كُـلُّ سعِيـكَ باطِـلٌ إلاَّ التُّقَـى*
    فإذا انقَضَى شيءٌ كأنْ لـم يُفْعَـلِ



    [COLOR="Red"]والله اني احبه

  7. #46

  8. #47
    جـرير
    653- 733م


    هو جرير بن عطية بن كليب بن يربوع التميمي، وكنيته أبو حرزة. ولد في بادية اليمامة في بيت وضيع وقال الشعر في سن مبكرة.



    قامت بينه وبين معظم شعراء عصره أهاج تفوق فيها عليهم جميعاً ما عدا الأخطل والفرزدق، وقد عرف الثلاثة باسم المثلث الأموي، وعرفت أهاجيهم باسم "النقائض".

    بدأت معركة الهجاء وهذه عندما هجا شاعر اسمه غسان السليطي قومه، فرد عليه جرير فأسكته. فتصدى له البعيث فأفحمه فانبرى الفرزدق يناقص جريراً في معركة دامت نحواً من أربعين عاماً ما لبث أن انحاز فيها الأخطل إلى الفرزدق، لكن جريراً ثبت لكليهما ولم يثبت له غيرهما حتى ماتا.

    .

    ساعدته سهولة شعره وعاطفته الجياشة في غزله ورثائه حتى فاق فيهما شعراء عصره. له ديوان شعر جمع مختلف الفنون الشعرية المعروفة من مدح وفخر وهجاء ورثاء وغزل.

    .

    الفرزدق أشعر خاصة وجرير أشعر عامة؛ ويقال: إن بيوت الشعر أربعة: فخر ومديح وهجاء ونسيب، وفي الأربعة فاق جرير غيره، فالفخر قوله
    :

    إذا غضبت عليك بنو تميم

    حسبت الناس كلهم غضابا

    والمديح قوله:

    ألستم خير من ركب المطايا

    واندى العالمين بطون راح

    والهجاء قوله:

    فغض الطرف إنك من نمير

    فلا كعبا بلغت ولا كلابـا


    والنسيب قوله:

    إن العيون التي في طرفها حـور

    قتتلننا ثم لـم يحـين قـتـلانـا

    يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

    وهن أضعف خلق الله أركـانـا


    التقى جرير والفرزدق بمنى وهما حاجان، فقال الفرزدق لجرير:

    فإنك لاقٍ بالمشاعر من منـى

    فخاراً فخبرني بمن أنت فاخر



    فقال له جرير: لبيك اللهم لبيك! قال أبو عبيدة: فكان أصحابنا يستحسنون هذا الجواب من جرير ويعجبون به.

    وحكى أبو عبيدة أيضاً: خرج جرير والفرزدق مرتدفين على ناقة إلى هشام ابن عبد الملك الأموي، وهو يومئذ بالرصافة، فنزل جرير لقضاء حاجته، فجعلت الناقة تتلفت فضربها الفرزدق وقال: إلام تلفتين وأنـت تـحـتـي

    وخير الناس كلهم أمـامـي

    متى تردي الرصافة تستريحي

    من التهجير والدبر الدوامـي


    ثم قال: الآن يجيئني جرير فأنشده هذين البيتين فيقول:

    تلفت أنها تحـت ابـن قـينٍ

    إلى الكيرين والفاس الكهام

    متى ترد الرصافة تخز فيها

    كخزيك في المواسم كل عام



    قال: فجاء جرلاير والفرزدق يضحك، فقال: ما يضحكك يا أبا فراس؟ فأنشده البيتين الأولين، فأنشده جرير البيتين الآخرين، فقال الفرزدق: والله لقد قلت هذا، فقال جرير: أما علمت أن شيطاننا واحد؟

    وذكر المبرد في الكامل أن الفرزدق أنشد قول جرير:



    ترى برصاً بأسفل أسكتيها

    كعنفقة الفرزدق حين شابا



    فلما أنشد النصف الول من البيت ضرب الفرزدق يده على عنفقته توقعاً لعجز البيت.

    وحكى أبو عبيدة قال: كان جرير مع حسن تشبيبه عفيفاً، وكان الفرزدق فاسقا، وكان يقول: ما أحوجه إلى صلابة شعري وأحوجني إلى رقة شعره
    .

    وحكى أبو عبيدة أيضاً قال: رأت أم جرير في نومها وهي حامل به كانها ولدت حبلاً من شعر أسود، فلما وقع منها جعل ينزو فيقع في عنق هذا فيخنقه، حتى فعل ذلك برجال كثيرة، فانتبهت مرعوبة، فأولت الرؤيا، فقيل لها: تلدين غلاما شاعراً ذا شر وشدة شكيمة وبلاء على الناس، فما ولدته سمته جريراً باسم الحبل الذي رأت أنه خرج منها، والجرير الحبل.

    وذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني في ترجمة جرير المذكور أن رجلاً قال لجرير: من أشعر الناس؟ قال له: قم حتى أعرفك الجواب، فأخذ بيده وجاء به إلى أبيه عطية وقد أخذ عنزا له فاعتقلها وجعل يمص ضرعها فصاح به: اخرج يا أيت، فخرج شيخ دميم رث الهيئة وقد سال لبن العنز على لحيته، فقال: أترى هذا؟ قال: نعم، قال: أوتعرفه؟ قال: لا قال: هذا أبي، أفتدري لم كان يشرب من ضرع العنز؟ قلت: لا، قال: مخافة أن يسمع صوت الحلب فيطلب منه لبن، ثم قال: أشعر الناس من فاخر بمثل هذا الأب ثمانين شاعراً وقارعهم به فغلبهم حميعاً.

    .

    وقال في الأغاني أيضاً: قال مسعود بن بشر لابن مناذر بمكة: من أشعر الناس؟ قال: من إذا شئت لعب، ومن إذا شئت جد، فاذا لعب أطمعك لعبه فيه، وإذا رمته بعد عليك، وإذا حد فيما قصد له آيسك من نفسه، قال: مثل من؟ قال: مثل جرير [/b][/color]

    حين جد:

    إن الذي حرم المكارم تغلـبـاً

    جعل النبوة والخـلافة فـينـا

    مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم

    يا خزر تغلب من أب كأبينـا

    هذا ابن عمي في دمشق خليفة

    لو شئت ساقكم إلي قـطـينـا



    قال: فلما بلغ عبد الملك بن مروان قوله قال: مازاد ابن المراغة على أن جعلني شرطياً له، أما إنه لو قال او شاء ساقكم إلي قطينا لسقتهم إليه كما قال، قلت: وهذه الأبيات هجا بها جرير الأخطل التغلبي الشاعر المشهور.

    وقوله فيها جعل النبوة والخلافة فينا إنما قال ذلك لأن جريرا تميمي النسب، وتميم ترجع إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنبوة والخلافة وبنو تميم يرجعون إلى مضر.

    وقوله يا خزر تغلب خزر - بضم الخاء المعجمة وسكون الزاي وبعدها راء - وهو جمع أخزر مثل أحمر وحمير وأصفر وصفر وأسود وسود، وكل ما كان من هذا الباب، والأخزر: الذي عينيه ضيق وصفر، وهذا وصف العجم، فكأنه نسبه إلى المعجم وأخرجه عن العرب، وهذا عند العرب من النقائص الشنيعة.

    وقوله هذا ابن عمي في دمشق خليفة يريد به عبد الملك بن مروان الأموي، لأنه كان في عصره.

    والقطين - بفتح القاف - الخدم والتباع.

    وقول عبد الملك مازاد ابن المراغة هو بفتح الميم وبعدها راء وبعد اللف غين معجمة وهاء، وهذا لقب لأم جرير هجاء به الأخطل المذكور، ونسبها إلى أن الرجال يتمرغون عليها، ونستغفر الله تعالى من ذكر مثل هذا، لكن شرح الواقعة أحوج إلى ذلك.

    ومن أخبار جرير أنه دخل على عبد الملك بن مروان فأنشده قصيدة أولها
    :

    أتصحو أم فؤادك غير صاحي

    عشية هم صحبك بالـرواح

    تقول العاذلات علاك شـيب

    أهذا الشيب بمنعني مزاحي

    تعزت أم حزرة قم قـالـت

    رأيت الموردين ذوي لقـاح

    ثقي بالله ليس لـه شـريك

    ومن عند الخليفة بالنجـاح

    سأشكر إن رددت إلي ريشي

    وانبت القوادم في جناحـي

    ألستم خير من ركب المطايا

    وأندى العالمين بطون راح



    قال جرير: فلما انتهيت إلى هذا البيت كان عبد الملك متكئا فاستوى جالساً وقال: من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو فليسكت، ثم التفت إلي وقال: يا جرير، أترى أم حزرة يرويها مائة ناقة من نعم بمني كلب؟ قلت: يا أمير المؤمنين، إن لم تروها فلا أرواها الله تعالى، قال: فأمر لي بها كلها سود الحدق، قلت: يا أمير المؤمنين، نحن مشايخ وليس بأحدنا فضل عن راحلته، والإبل أباق، فلو أمرت لي بالرعاء، فأمر لي بثمانية،


    من قصائده :


    شيء من غزل جرير




    فيصور لنا لوعته وألمه وحرمانه، كما يحاول رصد لجات نفسه فيقول:


    يا ام عمـرو جـزاك الله مغفـرة!
    ردي علـي فـؤادي مثلمـا كانـا
    لقد كتمت الهـوى حتـى تهيمنـي
    لا أستطيـع لهـذا الحـب كتمانـا
    إن العيون التي في طرفهـا حـور
    قتلننـا، ثـم لـم يحييـن قتلانـا
    يصرعن ذا اللهيب حتى لا حراك به
    وهـن أضعـف خلـق الله إنسانـا



    وايضا


    جرير مفاخرًا هاجيًا

    عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:

    - الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.

    فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك.. ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية، فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..

    وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته، ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ، ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر.. هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:





    أعـد الله للشعـراء مـنـي
    صواعق يخضعون لها الرقابا
    أنا البازي المطل على نميـر
    أتيح من السماء لها انصبابا
    فلا صلى الإله علـى نميـر
    ولا سقيت قبورهم السحابـا
    ولو وزنت حلوم بني نميـر
    على الميزان ما وزنت ذبابا
    فغض الطرف إنك من نميـر
    فلا كعبا بلغـت ، ولا كلابـا
    إذا غضيت عليك بنو تميـم
    حسبت الناس كلهم غضابـا



    جرير ورثاء زوجته





    شعره يرثي زوجته بعد وفاتها فيقول
    :







    لولا الحياء لها جني استعبار
    ولزرت قبرك والحبيب يزار
    ولهت قلبي إذ علتني كبـرة
    وذوو التمائم من بنيك صغار
    صلى الملائكة الذين تخيروا
    والطيبون عليـك والأبـرار
    لا يلبث القرناء أن يتفرقوا
    ليل يكـر عليهـم ونهـار


    ففي هذه الأبيات نرى نفثه حزينة حين يرثي الشاعر زوجته المتوفاة. ونراه فيها يقع بين صراع تفرضه عليه العادات والتقاليد، وبين آلامه وأحزانه ومحبته لزوجته..

    إنه الآن قد فقد زوجته، أم أولاده، وقد أصبح متقدما في سنه، فقد كبر وكاد أن يتحطم، فهو بعد وفاة زوجته أصبح مسؤولا عن تربية أطفاله الصغار ورعايتهم بعد رحيل أمهم عنهم.. ثم ينتهي إلى التسليم بأمر الله ثم يدعو لها أن ترعاها الملائكة، لأنها كانت زوجة وفية صالحة..

    إنه يكتم_ إن استطاع- أحزانه- وليس له إلا الصبر والإيمان فهذه هي الدنيا، ولا شيء يدوم، وكل إنسان لا بد أن يرحل إن عاجلا وإن آجلا، فما دامت هنالك حياة، فهناك أيضا الموت.





    رثاء خاص



    هذا وقد رثى جرير نفسه حين رثى خصمه الفرزدق وحاول أن يقول فيه كلمة حلوة في أواخر عمره، ومما قال:



    لتبك عليه الإنس والجن إذ ثـوى
    فتى مضر، في كل غرب ومشرق
    فتى عاش يبني المجد تسعين حجة
    وكان إلى الخير والمجـد يرتقـي



    وفاته

    ولما مات الرزدق وبلغ خبره جريراً بكى وقال: أما والله إني لأعلم أني قليل البقاء بعده، ولقد كان نجماً واحداً وكل واحد منا مشغول بصاحبه، وقلما مات ضد أو صديق إلا وتبعه صاحبه، وكذلك كان. وتوفي في سنة عشر ومائة، وفيها مات الفرزدق كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى


    وقال أبو الفرج ابن الجوزي: كانت وفاة جرير في سنة إحدى عشرة ومائة، وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف: إن أمه حملت به سبعة أشهر، وفي ترجمة الفرزدق طرف من خبر موته فلينظر هناك إن شاء الله تعالى. وكانت وفاته باليمامة، وعمر نيفا وثمانين سنة

  9. #48
    بسم الله ماشاء الله
    الموضوع بدء يشد انتباه الاعضاء مشاركات رائعه وجذابه
    الف شكر لكل من شارك
    اخى الملك
    اسف سانسحب من الموضوع لبعض الوقت لشدة انشغالى هذهى الايام
    اتمنا منك الاستمرار
    وباقى الاعضاء
    وحتا اعود
    الف سلام

    اللهم لا تاخذني اليك الا وانت راضًا عني...~



  10. #49
    مشكوره بنوته سويت علي الكلام الرائع و ننتظر العوده

    العفـ،ـو أخــي الكريم ..

    بــاذن اللهـ قريبا .. smile

  11. #50

  12. #51
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ميهارو مشاهدة المشاركة
    بسم الله ماشاء الله
    الموضوع بدء يشد انتباه الاعضاء مشاركات رائعه وجذابه
    الف شكر لكل من شارك
    اخى الملك
    اسف سانسحب من الموضوع لبعض الوقت لشدة انشغالى هذهى الايام
    اتمنا منك الاستمرار
    وباقى الاعضاء
    وحتا اعود
    الف سلام
    الغايب عذره معه خذ راحتك يا ميهارو و انشاء الله تروح و ترجع بمليون سلامه

  13. #52

    ((محمود درويش))

    ((محمود درويش.. وطن في قصيدة ))

    a-abee0bd902


    "لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا - على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها.

    والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية - أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب.

    مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري

    في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره.

    في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة".

    ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه.

    وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول:

    "قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت".

    هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش.

    وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته.

    إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة

    وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967.

    ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان.

    وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي.

    هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!.

    يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة: "مديح الظل العالي " فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة.

    وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر.

    وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا".

    كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

    تحت القصف: (بيروت.. لا)

    أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، لم يكن يقاتل بنفسه، فهو لم يعرف يوما كيف يطلق رصاصة، لكن وجوده - وهو الشاعر المعروف - بين المقاتلين كان يرفع من معنوياتهم، وقد أثر قصف بيروت في درويش تأثيرا كبيرا على مستويات عديدة.

    فعلى المستوى النفسي كانت المرة الأولى التي يحس فيها بالحنق الشديد، على الرغم من إحباطاته السابقة، وعلى المستوى الشعري أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها.

    وأسفر القصف عن خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، بينما فضّل محمود درويش البقاء في بيروت، معولا على عدم أهميته بالنسبة للصهاينة، لكنه وبعد عشرين يوما من بقائه علم أنه مطلوب للتصفية، فاستطاع أن يتسلل هاربا من بيروت إلى باريس ليعود مرة أخرى إلى حقيبته وطنا متنقلا ومنفى إجباريا. وبين القاهرة وتونس وباريس عاش محمود درويش حبيس العالم المفتوح معزولا عن جنته الموعودة.. فلسطين.

    لقد كان الأمل في العودة هو ما يدفعه دائما للمقاومة، والنضال والدفع إلى النضال.

    كان محمود درويش دائما يحلُم بالعودة إلى أرضه يشرب منها تاريخها، وينشر رحيق شعره على العالم بعد أن تختفي رائحة البارود، لكنه حلم لم يتحقق حتى الآن!.

    اتفاقات التسوية "لماذا تطيل التفاوض يا ملك الاحتضار"؟

    في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وشرح بعد ذلك أسباب استقالته قائلا: "إن هذا الاتفاق ليس عادلا؛ لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية، ولا جغرافية هذه الهوية إنما يجعل الشعب الفلسطيني مطروحا أمام مرحلة تجريب انتقالي.. وقد أسفر الواقع والتجريب بعد ثلاث سنوات عن شيء أكثر مأساوية وأكثر سخرية، وهو أن نص أوسلو أفضل من الواقع الذي أنتجه هذا النص".

    وعاد درويش في يونيو 1994 إلى فلسطين، واختار الإقامة في رام الله، وعانى مذلة الوجود في أرض تنتمي له، ويحكمها -ولا يحكمه- فيها شرطي إسرائيلي.. واستمر يقول الشعر تحت حصار الدبابات الإسرائيلية، إلى أن تم اجتياحها أخيرا، ولم يسلم هو شخصيا من هذا الاجتياح، حيث داهمت الشرطة الإسرائيلية منزله، وعبثت بأسلحته: أوراقه وأقلامه.

    رحلة الإبداع "مع الشعر مجيئي … مع الشعر رحيلي"

    "إذا كنا هامشيين إلى هذا الحد فكريا وسياسيا فكيف نكون جوهريين إبداعيا؟"

    هكذا أجاب درويش، وهكذا يرى نفسه وسط عالم من الإبداع الجيد والمبدعين "الجوهريين"، رغم التقدير الذي يلقاه داخل وطننا العربي وخارجه الذي بلغ ذروته حين قام وفد من البرلمان العالمي للكتاب يضم وول سوينكا وخوسيه ساراماغو وفينثنثو كونسولو وبرايتن برايتنباك وخوان غويتيسولو إلى جانب كريستيان سالمون سكرتير البرلمان 24 مارس 2002 بزيارة درويش المحاصر في رام الله مثل ثلاثة ملايين من مواطنيه، وهذه الخطوة –زيارة وفد الأدباء لفلسطين- التي لم تستغل جيدا رغم أنها حدث في منتهى الأهمية – تنم عن المكانة التي يحتلها درويش على خريطة الإبداع العالمي.

    وعلى هامش الزيارة كتب الكاتب الأسباني خوان غويتسولو مقالا نشره في عدد من الصحف الفرنسية والأسبانية اعتبر فيه محمود درويش أحد أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي ويرمز تاريخه الشخصي إلى تاريخ قومه، وقال عن درويش إنه استطاع: تطوير هموم شعرية جميلة ومؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعا مركزيا، فكان شعره التزاما بالكلمة الجوهرية الدقيقة، وليس شعرا نضاليا أو دعويا، هكذا تمكن درويش، شأنه في ذلك شأن الشعراء الحقيقيين، من ابتكار واقع لفظي يرسخ في ذهن القارئ باستقلال تام عن الموضوع أو الباعث الذي أحدثه.

    وكان درويش قد شارك في الانتفاضة الأخيرة بكلماته التي لا يملك غيرها بديوان كتبه في أقل من شهر عندما كان محاصرا في رام الله، وأعلن درويش أنه كتب هذا الديوان – الذي أهدى ريعه لصالح الانتفاضة – حين كان يرى من بيته الدبابات والجنود, ويقول: "لم تكن لدي طريقة مقاومة إلا أن أكتب, وكلما كتبت أكثر كنت أشعر أن الحصار يبتعد, وكانت اللغة وكأنها تبعد الجنود لأن قوتي الوحيدة هي قوة لغوية".

    وتابع قائلا "كتبت عن قوة الحياة واستمرارها وأبدية العلاقة بالأشياء والطبيعة. الطائرات تمر في السماء لدقائق ولكن الحمام دائم.. كنت أتشبث بقوة الحياة في الطبيعة للرد على الحصار الذي أعتبره زائلا؛ لأن وجود الدبابة في الطبيعة وجود ناشز وليس جزءا من المشهد الطبيعي".

    اللافت أن درويش لم يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون في أي قصيدة من قصائد الديوان. وقال درويش بشأن ذلك: إن شارون "لا يستحق قصيدة فهو يفسد اللغة.. هو متعطش للدماء ولديه حقد كبير, ولكن المشكلة في الدعم الأميركي الذي يمنحه بعد كل مجزرة وساما بأنه رجل سلام".

    وما زال الشاعر ابن الستين ربيعا متفجرا يعيش تحت سماء من دخان البارود الإسرائيلي وخلف حوائط منزل صغير مهدد في كل وقت بالقصف أو الهدم، وبجسد مهدد في كل وقت بالتحول إلى غربال.. ورغم ذلك فإن كل هذا يقوي من قلمه، ويجعله أشد مقاومة.

  14. #53

    مقال او خبر {حـــــــــــافظ ابراهيم}

    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]


    أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ :::::::::::فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي



    فيا وَيْحَكُمْ أَبْلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني ::::::::::::وَمِنْكُم وَإِنْ عَزَّ الدَّوَاءُ أُسَاتي
    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]

    شاعر النيل

    [IMG]http://up110.******.com/s/r8h3oycknp.jpg[/IMG]

    {حـــــــــــافظ ابراهيم}
    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم (ولد في ديروط من محافظة أسيوط 24 فبراير 1872 - 21 يونيو 1932 م) شاعر مصري ذائع الصيت. عاشر أحمد شوقي ولقب بشاعر النيل وبشاعر الشعب.

    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    حياته:
    ولد حافظ إبراهيم على متن سفينة كانت راسية على النيل أمام ديروط, توفي والداه وهو صغير. وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم. ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهنالك أخذ حافظ يدرس في الكتاتيب. أحس حافظ إبراهيم بضيق خاله به مما أثر في نفسه فرحل عنه.
    بعد أن خرج حافظ إبراهيم من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدنية طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب بالشاعر محمود سامي البارودي. وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق حافظ إبراهيم بالمدرسة الحربية في عام 1888 م وتخرج منها في عام 1891 م ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري وعين في وزارة الداخلية. وفي عام 1896 م أرسل إلى السودان مع الحملة المصرية إلى أن الحياة لم تطب له هنالك، فثار مع بعض الضباط. نتيجة لذلك، أحيل حافظ على الاستيداع بمرتب ضئيل.


    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    شخصيته:
    كان حافظ إبراهيم أحدى أعاجيب زمانه، ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التي قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هي عمره.
    كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التي لا تخطأ مرماها.
    كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه استعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالإضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التي أنشد حافظ إبراهيم فيها شعره بكفاءة هي حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا.
    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]

    وفاتة
    توفي حافظ إبراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس،

    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    من احب اشعاره الى نفسى
    قصيدة " اللغة العربية تنعى حظها ".
    ولكننى احببت ان اضع هذهى القصيدة
    فهيا تجمع بين كلمات واحد من احب الشعراء الى نفسى
    والى احب ارض الله الى قلبى

    مـــصر
    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    قصيدة ""مصر تتحدث عن نفسها"""

    وقف الخلق ينظرون جميعا

    كيف أبني قواعد المجد وحدي

    وبناة الأهرام في سالف الدهر

    كفوني الكلام عند التحدي

    أنا تاج العلاء في مفرق الشرق

    ودراته فرائد عقدي

    إن مجدي في الأوليات عريق

    من له مثل أولياتي ومجدي

    أنا إن قدر الإله مماتي

    لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

    ما رماني رام وراح سليماً

    فن قديم عناية الله جندي

    كم بغت دولة عليّ وجارت

    ثم زالت وتلك عقبى التحدي

    إنني حرة كسرت قيودي

    رغم أنف العدا وقطعت قيدي

    أتراني وقد طويت حياتي

    في مراس لم أبلغ اليوم رشدي

    أمن العدل أنهم يردون الماء
    صنعوا وأن يكدر وردي

    أمن الحق أنهم يطلقون
    الاسد منهم وأن تقيد أسدي

    نظر الله لي فارشد أبنا

    ئي فشدوا إلى العلا أي شد

    إنما الحق قوة من قوى الديان

    أمضي من كل أبيض وهندي

    قد وعدت العلا بكل أبي

    من رجالي فانجزوا اليوم وعدي

    وارفعوا دولتي على العلم والأخلاق

    فالعلم وحده ليس يجدي
    [IMG]http://up108.******.com/s/rrm3ujcws7.gif[/IMG]
    ]

  15. #54

  16. #55

  17. #56
    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]
    سـلي الـرماح الـعوالي عن معالينا*****واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا
    بيــض صنائـعـنــا سود وقـائعـنا****خضر مرابعنا حمر مواضينا
    لا يمتطي المجد من لم يركـــــب الخطرا*****ولا ينال العلا من قدم الحــذر

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]

    صفي الدين الحلي

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]
    عبدالعزيز بن سرايا بن أبي القاسم السنبسي الطائي و الملقب بصفي الدين الحلي (1277 - 1349 م ) شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. عاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعره ، نظم بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها.له العديد من دواوين الشعر المعروفة

    عاش صفي الدين الحلي في الحلة و الموصل و القاهرة و ماردين و بغداد التي توفي فيها.

    كان أول من نظم البديعيات . له ديوان ( درر النحور ) في مدح الملك منصور الأرتقي ملك ماردين، و الذي يحتوي على 29 قصيدة كل منها يتكون من 29 بيتا تبدأ أبيات كل قصيدة منها و تنتهي بأحد أحرف اللغة العربية.

    وقد كان ينظم الحلّي في فنون الشعر باللهجة المحكية في زمانه، كالزجل والموشح والقومة، كما كان أول من صنف كتاباً مختصاً بالشعر العربي العامي، و هو كتاب العاطل الحالي، أورد فيه نماذج من ذلك الشعر في زمنه ضمت أشعراً نظمها بنفسه.

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]
    أعماله

    درر النحور

    العاطل الحالي

    الأغلاطي

    صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء

    الخدمة الجليلة

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]
    ومن أشعاره الشهيرة

    أَتَهجُرُني وَما أَسلَفتُ ذَنباً *****وَيَظهَرُ مِنكَ زَورٌ وَازوِرارُ

    وَتَعرِضُ كُلَّما أَبدَيتُ عُذراً ***** وَكَم ذَنبٍ مَحاهُ الإِعتِذارُ

    وَتَخطُبُ بَعدَ ذَلِكَ صَفوَ وُدّي *****فَهَل يُرضيكَ وُدٌّ مُستَعارُ

    فَلا وَاللَهِ لا أَصفو لِخِلٍّ *****سَجِيَّتُهُ التَعَتُّبُ وَالنِفارُ

    إِذا اِختَلَّ الخَليلُ لَغَيرِ ذَنبٍ *****فَلي في عَودِ صُحبَتِهِ الخِيارُ


    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]

    إِسمَع مُخاطَبَةَ الجَليسِ وَلا تَكُن *****عَجِلاً بِنُطقِكَ قَبلَما تَتَفَهَّمُ

    لَم تُعطَ مَعَ أُذُنَيكَ نُطقاً واحِداً ***** إِلّا لِتَسمَعَ ضِعفَ ما تَتَكَلَّم

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]
    حقا حقا حقا

    لكن لااحد يسمع

    [IMG]http://up111.******.com/s/38eejco4q6.gif[/IMG]

  18. #57
    شكرا على المعلومات

    مبدع

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    مشكوور
    a1c05df483d1c8eb2d92e3a47be3803e
    6ae99d014453ee82921b35f2e0aca3f0
    I,M BAKcool

  19. #58


    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا

    وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار

    وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه

    كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار

    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    أم الشهداء

    {الخنـــــساء}


    تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو (575 - 664)، كانت شاعرة رثاء في عصر الجاهلية. لقبت بهذا الاسم بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها. تزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، ثم من مرداس بن أبي عامر السلمي. عاشت أيضاً في عصر الإسلام، وأسلمت بعد ذلك.
    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    في عام 612، قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية. قامت الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر، واستطاع الأخير قتل دريد انتقاماً لأخيه، ولكنه أصيب وتوفي في عام 615. وقيل أن الخنساء أصيبت بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها. ومع قدوم عصر الإسلام، حرضت أبناءها الأربعة من مرداس بن أبي عامر السلمي وهم عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد على الجهاد، وقد استشهدوا جميعاً في معركة القادسية.
    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح. قال عنها النابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس".

    برغم أنها كانت شاعرة متمكنة من اللغة له قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت و انتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر التي ذاعت و تداولها الناس في الجاهلية.
    و صخر هو أخو الخنساء من أبيها ، و برغم أنه كان لها أخ شقيق قد قتل قبل صخر – وهو شقيقها معاوية بن عمرو الذي رثته أيضا.
    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    كان صخر هو أحب أخوات الخنساء إلى قلبها- حيث كان حليماً جوداً محبوباً بين أبناء العشيرة، و كان يقف دائما إلى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها.
    و لما قتل أخوها صخر ظلت ترثيه ، و ذاع صيت مرثيتها أو بكائيتها بين العرب حيث أصبحت مرثيتها الحزينة الأكثر تداولا من باقي أشعارها.

    حينما علمت ببعثة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم- قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها بني سليم فأسلمت معهم.
    وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله كان يعجب بشعرها.

    لعل موقفها يوم القادسية لخير دليل على صبرها وثباتها و حسن ايمانها، فقد خرجت في هذه المعركة مع المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه ومعها أبناؤها الأربعة، وهناك، وقبل بدء القتال أوصتهم فقالت : يا بني لقد أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ... إلى أن قالت : فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين ، فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين ، وبالله على أعدائه مستنصرين ، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها ، وجعلت ناراً على أوراقها ، فتيمموا وطيسها ، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها ، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.
    عندما دارت المعركة استشهد أولادها الأربعة واحداً بعد واحد ، و حينما بلغ الخنساء خير مقتل أبنائها الأربعة قالت : (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته). ماتت الخنساء مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]
    ومن شعرها فى الرثاء

    ما بال عينيك

    ما بال عينيك منها دمعها سرب//
    أراعها حزن أم عادها طرب
    أم ذكر صخر بعيد النوم هيجها//
    فالدمع منها عليه الدهر ينسكب
    يا لهف نفسي على صخر//
    إذا ركبت خيل لخيل تنادي ثم تضطرب
    قد كان حصنا شديد الركن ممتنعا//
    ليثا إذا نزل الفتيان أو ركبوا
    أغر أزهر مثل البدر صورته//
    صاف عتيق فما في وجهه ندب
    يا فارس الخيل إذا شدت رحائلها//
    ومطعم الجوع الهلكى إذا سغبوا
    كم من ضرائك هلاك وأرملة//
    حلوا لديك فزالت عنهم الكرب
    سقيا لقبرك من قبر ولا برحت//
    جود الرواعد تسقيه وتحتلب
    ماذا تضمن من جود ومن كرم//
    ومن خلائق ما فيهن مقتضب

    [IMG]http://up111.******.com/s/ugte1knxdi.gif[/IMG]

    الخنساء

    شاعرة الرثاء

    [IMG]http://up111.******.com/s/g1040xj7qg.gif[/IMG]
    اخر تعديل كان بواسطة » ميهارو في يوم » 12-02-2009 عند الساعة » 09:25

  20. #59
    2459076228_cf67f36d17_o

    2459541128_b719d92ff7_o

    الاصمعي


    2458334791_f098e73dc3_o
    هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر .

    2458334791_f098e73dc3_o

    نبذة من حياته

    نسبته إلى جده أصمع. ومولده ووفاته في البصرة. كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. أخباره كثيرة جداً. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر). قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً. وكان الأصمعي يقول: أحفظ عشرة آلاف أرجوزة. وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Vilhelm Ahiwardt كتاب سماه (الأصمعيات) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها.


    2458334791_f098e73dc3_o

    مؤلفاته

    تصانيفه كثيرة، منها (الإبل)، و (الأضداد)، و(خلق الإنسان)، و(المترادف)، و(الفرق) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان.

    2458334791_f098e73dc3_o

    أشهر قصائده :

    من اشهر قصائده صـوت صــفير الـبلبـل

    حيث يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق من قبل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى الجاري عندي يحفظها فيأتي الجاري( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً ( .والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل الشعراء. فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط ، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً. فسمع الأصمعي بذلك فقال إن بالأمر مكر. فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني . فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير. فدخل على الأمير وقال إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك ،
    جاء فيها :

    2458335567_35ab8c33b1_o
    صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي

    المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

    و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي

    فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

    قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي

    فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي

    والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي

    فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

    فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

    قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي

    وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهيوة كالعسل لي

    شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي

    في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

    والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

    طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

    والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

    شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

    وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

    ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

    يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

    والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

    والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

    لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

    إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

    يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

    اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

    انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

    نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

    أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

    2458335567_35ab8c33b1_o

    حينها اسقط في يد الأمير فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي. فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد

    2458335577_e0b7369172_o


    2458693417_233a527b20_o

    شكرا دايموند الغالية عاللوك الحلو
    attachment

    attachment
    http://ask.fm/BioSama

  21. #60

الصفحة رقم 3 من 3 البدايةالبداية 123

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter